أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - مغزى..أستذكار قناة الشرقية...لواقعة أعدام الكتاتور...؟















المزيد.....

مغزى..أستذكار قناة الشرقية...لواقعة أعدام الكتاتور...؟


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2848 - 2009 / 12 / 4 - 23:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في النشرة الصباحية لقناة الجزيرة الفضائية أول أيام عيد الاضحى المصادف 2009..11..26 قدمت تعليقاُ بدى كقرع للناقوس في يوم حزين وهي تستذكرفيه واقعة اعدام الدكتاتور صدام حسين كذكرى محزنة وأنتهاكاً فظاً لتوافقها أنذاك مع يوم مقدس في نفوس المؤمنين، وهوعيد الاضحى الذي لم يراع فيه حرمة هذا اليوم الجليل مع عرضها فلماً تسجيلياً لتفاصيل الواقعة مع قراءة سورة الفاتحة على روح صدام حسين بدلالات واضحة المعاني والقصد...؟ طبعاً لم استغرب من نهج وسلوك قناة الشرقية وموقفها المتواصل من فكرة التغيير أصلاً والعملية السياسية الجارية في بلادنا وهذا موضع جدل وخلاف مع الشرقية وهي لها كل الحق في رفض أسس العملية السياسية والاعتراض على ماكل يتصل بها شرط أن يجري ذلك في سياق موضوعي وبرؤية متوازنة ومنصفة وتحليل مترابط بين ماكان واقعاً قبل التاسع من نيسان 2003. ومابعده من هذا المنحى يمكننا أن نتجادل حول نهجها بالانسجام مع تلك المرتكزات التي ذكرتها وهذا ما ماأود التعرض له تحديدا من خلال عنوان رئيسي هو ملف الدكتاتورصدام حسين كمنطلق نحو الولوج في مداخل أشكاليات الحالة العراقية وأنشطاراتها الخطيرة التي أفرزتها تداعيات سقوط نظام البعث محمولة ومتوزعة على أكثر من رؤية وموقف ومن مستندات هذه الرؤى خطاب ومواقف قناة الشرقية برئاسة وأشراف السيد سعد البزاز الملهم السياسي والفكري لها....... أبتداءً اقول أني لحد هذه اللحظة لم أحظ بجواب عادل وتفسير متوازن يجلي تلك النوازع المثيرة للجدل وراء اصرار المشرفون على قناة الشرقية ألانغماس بسياسة التمادي والتصعيد التي تبتغي أثارة مواضيع ذات صبغة أنقسامية منها ما يستبطن تحريضات مدمرة مع تجاهل لقيمة الخطاب العقلاني في أعلامها ونحن مازلنا ضمن منعطف مترع بأسوء الاحتمالات مع جلاء رخص ألغاية القصوى التي ستحققها كنتائج وجدوى من مواصلة هذا النهج ، مع ذلك سأحاول مجتهداً النزول الى قاع ذلك النهج لاستجلاء المرامي والدوافع التي تجعل من شخصية مثقفة وذكية تشرف وتدير سياسة مؤسسة اعلامية ناجحة ومؤثرة كقناة الشرقية تستديرلتقطف التالف من الثمر لتسويقه عنوةً...لاسيما وأن من يقف على رأسها هوذات الرجل الذي كان ملاحقاً ومطلوباً من قبل نظام صدام الدكتاتوري بوصفه معارضاً ...؟ من هذه التوطئة سأعبر نحو ملف الطاغية الذي نعته قصداً بالملف الاسود....؟


..ملف الدكتاتور ألاسود..
كان الدكتاتور صدام حسين بكل المقايس حاكماً مطلقاً فوق القوانين والاعراف والقيم وسلوكه الممتد الى أكثر من ثلاثين عاماً يؤكد هذه الحقيقة التي لايتنازع عليها سوى من يضمر في نفسه هدفاً وغاية أخرى... سواءً كان شخصاً أوكياناً سياسياً أو من كان معتلاً أومتعصباً جاهلاً، وبالتالي لااجد مبرراً مقنعا يجعل من قناة الشرقية تستذكرجلاداً أدمى شعبه وأهانهً وأذله كصدام حسين وسلطته في سياق غاية نبيلة دون أن نسقط من أذهاننا ذلك التواشج كعقلية وثقافة ومنهج وراء فكرة تسويق الدكتاتور بهذا الاصرار وهذاالتمادي ... لقد كان هذا الدكتاتور الذي يجري توقير تاريخه و ترويج رمزيته على مراحل، مرفوضاً ومستثنى من اية مكانة لائقة في سفر التاريخ تستبقيه مستجلاً فيه، فكل مافي سجاياه مستقطراً من ضحالة القسوة والغدر، لئيماً مغتصباً يحتقر وطنه وشعبه وليس فيه خصلة واحدة أيجابية تستدعي التفهم والتعاطف معه. وفترة حكمه كانت سبياً داخلياً وأستذلالاً مابعده أستذلال، ,واذاكانت الشرقية وملهمها السيد سعد البزاز يستكثرون مثل هذا الكلام بحق هذ الطاغية البشع أويرفضونه، فأني أذكرهم بكتاب السيد سعد البزاز (:الجنرالات اخر من يعلم)) الصادر عام 1997 والذي يوجز عنوانه الساخر فقط عمق ألمأساة وألضياع الذي كنا نعيشه ناهيك عن صدمة الوقائع الموثقة التي تستبكي الصخرعلى جراح وطن ومحنة شعب مذبوح، وهي تجسد بصورة بانورامية مدى أستهتار وانحطاط تلك العصابة التي كانت تتحكم وتتلاعب بمصير شعبنا وبلدنا في ذلك المنعطف المميت، ويكشف الكتاب بلا لبس أوتأويل عمق الدونية والخسة المغروسة في روح الدكتاتور صدام الذي تستأثر عقدة بقائه في السلطة التوسل باية وسيلة منحطة وثمن بخس من أجل أن يستمر حاكماً حتى ولو ذهب العراق وشعبه الى الجحيم ،وهذا ماثبت عملياً.. وهنالاأريد اتعاب القارئ بأقتباس مقاطع من ذلك الكتاب المنجز بعناية وتفصيلات فائقة الدقة والتحليل وتحديداً محاضر ألاجتماعات لتلك العصابة الاثمة التي كانت تتحكم بمقدرات العراق أثناء حرب تحرير الكويت وماتلاها، فالمشهد مأساوي والضحايا بلا حساب وعد، وفي سطورصفحاته ترى تصاغروبؤس معاونيه واستعذابهم لذل العبيد وهم يتبارون بأغداق أفياض التعظيم وألاشادة بحاكم مهزوم تخلو شمائله من اي أحساس أوشعور بالمسؤولية... ففي تلك الايام الدامية كانت شلة الاقنان التي تحيط بصدام وتشاطره جرائمه تنحني بلاكرامة ولاأعتبار وليس في ذهنهما سوى أرضاء غطرسة الجلاد... كانواجبناء يتذللون ركوعاً بكل دلالات الخنوع والاستخذاء وهم يكيلون المدح والثناء للدكتاتور وشعب العراق يطحن طحناً وهو يدفع ثمناً مهلكاً لتداعيات غزو الكويت والجلاد يستمع الى معاونيه بنشوته السادية وهم يؤكدون ويجددون عبوديتهم له وهو يطلب المزيد.. مجردين من مفهوم ألشرف والغيرة كل همهم الثناء على سلوك القائد الضرورة صدام حسين وهو يحرق العراق ويتفرج علية مستخرجاً من عقله المريض نصراً مزعوماً...؟ سا خراً ومستخفاً بألام شعبه غير عابئاً بمصير بلادنا بينما أوغاده يترادفون بين هاتف ومهلل ومكبر هذا هو صدام وهذا رهطه الذي قدمه لنا قلم سعد البزاز في كتابه السالف الذكر بينما قناته الشرقية تستبكيه وتستذكره كصدام ابن الغربية قتله أوغاد جنوبيون... وهي تعيد عرض الفلم التسجيلي لواقعة اعدامه وشلة من المتصارخين تهتف مقتدى.. مقتدى.....؟ كايحاء واضحاً بدلالاته وقصده ورسالة تحريض رخيصة... وأذا كان غير ذلك فهو جهل وتخلف مابعده تهاوي....؟
لنعترف أن سقوط نظام البعث صدام أثار كوامن التوثب الطائفي في اعنف صوره ووسائله وأختلطت وتداخلت الخنادق والرايات والرؤى وجرى الاحتراب والتقاتل خارج اي قيم متوازنة من أغلب الا طراف مع تباين أدوات الردع عند هذا الطرف أوذاك..وحاول كل طرف اجبار غريمه على الاستستلام لكن في غمرة الصراع وجدت القوى العقلانية من الطرفين أو قل الواقعية أن هزيمة أي طرف لاتمنح الاخرظفراً أو مكسباً وعلى هذا الا ساس والاستدراك المتأخر أنبثق فهم سياسي قلق مازال يبحث عن ذاته، ومن خلال هذه ألارادة العقلانية الفتية سارت العملية السياسية بطريقها المتعرج المعروف، وغدا سلاح الطائفية البغيض أشبه بسلاح نووي لايكمن استخدامه ضد خصم مفترض يمتلك ذات السلاح. وأصبحت لغة الحوار والتفاهم خياراً محورياً بل وقل خياراً وحيدا من هذا الباب لم يعد المنطوق الطائفيً وأدواته سلاح منازلة ناجع عند من يستخدمه ألا أللهم بطريقة مواربة أو مموهة لكنه سيبقى سلاح اليائسين...؟ لقد تضعضت الطائفية كمنظومة عقائدية والان يتبرأ منها ويلعنها الجميع في حين بدت القيم الوطنية تستعيد مواقعها المفقودة ببطء رغم أمكانية العودة الى الطائفية كممارسة بعناوين وأستحالات مختلفة محتملاً..مما يدل على حراجة ,وافلاس من يحاول التلويح بها علناً لعقمها وأنحطاطها، رغم مراهنة دول اقليمية على أستبقائها يداً شريرة لعرقلة وتخريب العملية السياسية في العراق عبر أجندات معروفة..أن هذا الايجاز يستدعي التوقف وألتأمل من قبل المشرفين على قناة الشرقية وذلك بتذكيرهم أن ذاكرة الشعوب طرية ومن فاته فهم الحقيقة أليوم سيعرفها غداً، فالتعويل على ((رمزية)) صدام نزوع عبثي لان دواعي رمزيته لاتستحق أ ن تكون راية لاي معركة مشرفة وليس فيها مايستحق المفاخرة أو الشرف فهو فصل متلاشي طواه التاريخ وتجاوزه التغيير وهو سلاح العاجزين الخائبين.. أن العمى الفكري والسياسي الذي تستجيزه قناة الشرقية بتوقيرطغاة تاريخنا في مثل صدام هو تعبير عن تواصل الاختلال القيمي المزمن الذي يكابده العقل القوماني العربي بنسخته العراقية المشوهة....؟ ومهما حاول المتعصبون والجهلاء شحن المشهد العربي والعراقي بأستعارات تروج لواقعة اعدام الطاغية...
(( فسيبقى صدام وحكمه في الذاكرة العراقية عنواناً للخيبة والهزيمة وفي لحده عارمدفون)) من هذا الفهم أقول أن أي كفاح مشرف يستدعي خوضه ينبغي توشحه بأسم وطننا أولاً كعنوان عريض وممتد وزاهي بقيمه ومثله الانسانية ودولته المنشودة بعدالتها لا برموز واستعارات ساقطة، وفي بلدنا الكثير والكثير الذي يستحق أن نتخذ منه راية حقيقة لاي نضال وأي مشروع وطني ملهم... في قناة الشرقية العديد من نوافذ المبادرات الانسانية رغم فرديتها مثل زواجكم علينا، وفطور كم علينا، واليد البيضاء، وبلادنا أحوج الى مبادرة وخطاب وطني جامع ورسالة بكلمات بيضاء... فالكلمة السيئة تحملها الريح نحو الشر،والكلمة الطيبة تحمل الريح نحو الخير.....
طلال شاكر كاتب وسياسي عراقي



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعث..والبعثيون..في المزاد السياسي ...؟
- طارق الهاشمي: بين أحادية الرؤية وأختلال المعايير..؟
- يوم ارتحل الجنوبي الى بغداد...غريباً...؟
- فدرالية كردستان.. مشروع قوماني انعزالي.. يهدد ..بناء الولة ا ...
- الحزب الشيوعي العراقي..أمام تحدي البقاء...!؟
- انقلاب8 شباط الدموي..1963 بداية تاريخ لرحلة ..الموت..والدم.. ...
- خرافة الطب النبوي..ودجل المروجين له..؟
- فروسية وثقافة النعلْ...لاتصنع بطلاً..ولاقضية..؟
- بلاغ اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ... ومداخل ...
- احاديث المدينة..ديوان جديد لقصائد تتراقص حزينة على شفاه الشا ...
- يوم انتفض اللواء 432 في جبهة زين القوس 1982 .....
- أما اَن للشيعة ان ينتفضوا على غربتهم..!
- مناقشة وتأمل في رؤية الامين العام للحزب الشيوعي العراقي وشعا ...
- القيادة الكردية... بين خلل الرؤية... وخطل الحسابات..!؟
- السيد مسعود البارزاني الحرب الاهلية الحقيقية ستندلع اذا جرى ...
- ألراي الحر.. لايستدع كل هذا التبرم والضيق من الدكتور كاظم حب ...
- رسالة الدكتور كاظم حبيب المفتوحة الى السيد مسعود البارزاني.. ...
- المادة..140 ..لاتحل مشكلة كركوك... بل المادة.... تفاهم عراقي ...
- الاحتلال.. والمقاومة.. والتحرير ..عناوين.. لخطاب سياسي متناق ...
- الاسلام العراقي يقود العراق نحو الهاوية


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - مغزى..أستذكار قناة الشرقية...لواقعة أعدام الكتاتور...؟