أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بولس رمزي - انا المصري















المزيد.....

انا المصري


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 2822 - 2009 / 11 / 7 - 15:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


صدرت توصيات المؤتمر السادس للحزب الوطني تحت شعار "من اجلك انت" ومن بينها توصيات الحزب حول قضية المواطنه ولدراسة توصيات المؤتمر في هذا الخصوص اري لتحقيق الديموقراطيه لابد اولا وان يتوافر دعامتين هامتين لتحق المناخ الديموقراطي وهما المواطنه وحقوق الانسان فلايمكن لاي دوله ان يكون لديها ديموقراطيه دون ان تحقق لمواطنيها دعامتي المواطنه وحقوق الانسان ونظرا لاهمية هذا الموضوع سوف اكتفي من خلال هذه المقاله مناقشة المحور الاول فقط وهو المواطنه

المحور الاول : المواطنه

ومما لاشك فيه أن المواطنه دعامه رئيسيه من اجل خلق مناخا ديموقراطيا حقيقيا في مصر فلايمكن ترسيخ الديموقراطيه وهناك العديد من فئات المجتمع مهمشه غير فاعله في الحراك السياسي للمجتمع المصري
ولايمكننا ان نختزل الفئات الاقل حظا في المواطنه في الاقباط فقط فهناك العديد من فئات المجتمع المصري التي لها مطالبها في هذا الشأن ومن بين هذه الفئات:
المرأه – المسلمين الشيعه – البهائيين – اهالي النوبه – بدو الصحراء الشرقيه وسيناء – بدو الصحراء الغربيه ومرسي مطروح والسلوم 0
أن عزلة هذه الفئات عن الحراك السياسي للدوله ليست في صالحها وبالفعل فأن مخاطره قد تفاقمت - الامر الذي يهدد بانفجار لا تصلح فيه سياسة المسكنات التي تتبعها حكومات الحزب الوطني المتتابعه علي مدي ثلاثة عقود , ولتحقيق مبدأ المواطنه نحن في حاجه الي دعامتين اساسيتين وهما :

الدعامه الاولي: مجموعه من الاجراءات التثقيفيه والتعليميه والاعلاميه والاعلانيه التي من شانها القضاء علي مجموعه من الثقافات المستورده الدخيله علي مجتمعنا المصري الامر الذي ادي الي تغيرا سلوكيا خطيرا تجاه المرأه والاقليات الدينيه والعرقيه والاثنيه الاخري

الدعامه الثانيه : مجموعه من القواعد والاجراءات والتشريعات القانونيه التي من شانها ادماج هذه الفئات في المجتمع والقضاء علي عزلتهم وعزوفهم عن المشاركه السياسيه0

وفي هذا الشان جاءت توصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس خطوه علي الطريق نحو تصويب الكثير من الاخطاء التراكميه الناتجه عن سياسة اغماض العين واللا مبالاه التي تتبعها الحكومات المتعاقبه
انني اري انه بالرغم من ان هذه التوصيات جاءت متواضعه لكنها عميقه في مضمونها فهي تمثل الاساس الجيد الذي يمكن البناء عليه مستقبلا – لا يمكن وضع حجر اساس المواطنه دون تهيئه ارضية المجتمع المصري ثقافيا
فبدون تغيير ثقافة المواطن المصري نحو الاخر لايمكن لاي قوانين او أي اجراءات قمعيه ان تكلل باي نجاح يذكر في مجتمعا رافضا للاخر ولذلك عالجت التوصيات الصادره عن لجمة الموطنه والديموقراطيه الدعامه الاولي لتحقيق المواطنه فيما يلي:
1-تحديث البنيه الثقافيه للمواطن بما يرسخ منظمومه استعادة تلك القيم المصريه الاصيله الراسخه في وجدان المواطن المصري والتي تمثل الرافعه الثقافيه الدافعه للتقدم والنهضه ومواجهة التيارات الداعيه للجمود والتطرف والانغلاق

2- يجب ان يتجاوز التأثير الثقافي المصري حدود مصر الجغرافيه وان مصر مؤهله لاستعادة دورها الريادي في هذا المجال نظرا لتمتع ابناؤها بقدرات ابداعيه افررزت منتجات ثقافيه متميزه في مجالات الفكر والادب والفن باشكاله المتعدده ومازال يحتل الفن المصري الصداره في المنطقه لكنه في حاجه الي دعم الدوله حتي يكون الاكثر تأثيرا في ثقافة المجتمعات المحيطه بنا الامر الذي بستلزم حزمة من التوصيات التي صدرت عن المؤتمر في هذا الشأن مدعمه بمجموعه من الاجراءات التحفيزيه للتشجيع علي الابداع الفكري والادبي والفني بكافة اشكاله


وتعقيبا علي العلاقه بين هذه التوصيات وتحقيق المواطنه فانني اري :

- كي نكون موضوعيين لايمكن وضع مبدأ المواطنه علي طريقه الصحيح بغير تصحيح مجموعه من المفاهيم الثقافيه في المجتمع المصري ولايمكن لأي حكومه في أي مكان في العالم ان تفرض قانونا من شانه الزام المواطن بان يقبل ويحترم جاره الذي ينتمي الي ديانه اخري دون ان تكون العقليه الثقافيه لهذا المجتمع مهيئه لقبول هذا القانون ومستعده الي الالتزام به

- لايمكن للقوانين وحدها ان تفرض الاحترام المتبادل بين فئات وطبقات واجناس المجتمع المصري لكن في حقيقة الامر فان توصيات الحزب الوطني بضرورة تطوير ثقافة المواطن المصري امرا قد يكون صعبا شكلا لكنه من الناحيه الموضوعيه فانه مازالت القيم المصريه الاصيله راسخه في وجدان الشعب المصري بجميع اطيافه وتعدداته فانه يتوق الي العوده الي قيمه الاصيله وهو لايحتاج فقط سوي استنهاض هذه القيم واعادتها لتكون سلوكا ومنهاج حياه له
- التخطيط لاستعادة الرياده الثقافيه المصريه امرا في منتهي الاهميه لانه في ظل الفضائيات والشبكه العنكبوتيه "الانترنت" فاننا نخوض معركه ثقافيه في منتهي الشراسه ولابد ان نكون جاهزين لها مسلحين باعتي اسلحتنا الثقافيه والعلميه ولايمكننا ان نغير من ثقافة المجتمع المصري بمفرده من جانب وهناك من يبث ثقافات اخري نرغب التخلص منها من الجانب الاخر فلابد التاثير في المجتمعات المجاوره بدلا من تأثرنا بثقافتها التي لم نجن من وراؤها غير العنف وضياع الهويه المصريه ولا يفوتني هنا التنويه عن العرض السخي الذي قدمته قناة الجزيره لشراء قنوات A R T الرياضيه بستة مليارات دولار ونحن جميعا ندرك جيدا ان مثل هذه القناه الاخطبوطيه المشبوهه في توجهاتها عندما تعرض مثل هذا المبلغ الكبير في تلك القنوات التليفزيونيه برخصتها التي تجعل منها الموزع الوحيد في المنطقه في المنطقه لجميع البطولات القاريه والعالميه ومن الطبيعي فان الشباب المصري لكي يتابع مباريات بلده لابد وان يتابعها عن طريق قنوات الجزيره وهي افضل وسيله لنشر الافكار المتشدده بين الشباب من خلال شريطا اخباريا صغيرا في اسفل الشاشه وللاسف المال يلعب هنا دورا خطير في هذه المواجهه الشرسه بين الفكر المصري والمال الخليجي ولكنني اعتقد ان العقل المصري سوف تكون له الغلبه

تلك الاجراءات السابق سردها وتفنيدها من شانها ان تعيد هيكلة البنيه الثقافيه للمجتمع المصري وخلق مناخا ثقافيا مهيئا لقبول اجراءات وقوانين تدعم وترسخ هذه الثقافه التي ليست بجديده علي المجتمع المصري بل هي في الاساس الاصول المصريه التي انحرفنا عنها في العقود الثلاثه الاخيره من القرن الماضي وتمثل الدعامه الاولي لاعادة الثقافه المصريه الاصيله التي سلبت منا في غفلة اللهث وراء لقمة العيش في دول البترودولار
اما الدعامه الثانيه فقد شملت توصيات الحزب الوطني مجموعه من القوانين المتواضعه التي من شانها ترسيخ الدعامه الاولي ومنها:

1 – ضرورة اجراء تعديلات قانونيه علي مواد قوانين الاحوال الشخصيه للمسلمين وكذلك قانون الاحوال الموحد لجميع الطوائف المسيحيه ما يحافظ علي كيان الاسره المصريه ويحفظ كرامة المرأه وحماية حقوقها



2 تدريس المواطنه بالمدارس والجامعات لخلق اجيال جديده تنشأ علي اساس التعدديه وقبول الاخر وعدم تكفيره وهذا الامر في منتهي الاهميه حيث تم في السابق حشو المقررات الدراسيه بالعديد من الموضوعات التي تكفر الاخر وتزرع بذور الكراهيه في النشئ مما خلق جيلا لايعترف ولا يقبل الاخر وللاسف هذا الجيل يتبوء الان مكانته في الصحافه والاعلام والشرطه ورجال التعليم في مختلف مراحله الامر الذي ساعد علي انتشار افكار ثقافيه واردة الينا من الدول المحيطه بنا والتي لا تصلح ان تكون تلك هي ثقافة المجتمع المصري

الامر في حاجه الي عبور جديد لا يقل عن عبور اكتوبر العظيم – لابد وان يكون مبدأ استعادة الهويه المصريه والانتماء لمصر مشروعا قوميا لايقل عن السد العالي الذي كرست له الدوله في الستينات كل طاقتها من اجل انشاؤه الفكريه والادبيه والفنيه – نحن في حاجه الي مشروعا قوميا جديدا اسمه (انا المصري)



#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس في شأن المواطنه
- دراسه موضوعيه لتوصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس
- هيكل جانيا ام مجنيا عليه
- نعم 000 ولكن
- طظ وميحكمش في الخلاط
- فاقدالشئ لايعطيه
- ليس دفاعا عن محافظ المنيا ... ولكن!
- حوار مع صهيوني
- نجلاء الامام في الميزان
- ماذا يحدث في مصر؟!
- الدوله العلمانيه هي الحل
- محاكمة طاغيه
- رسائل ايرانيه في قلب القاهره
- نكسة الاعلام العربي
- كفانا عروبه
- محور التطرف في المنطقه
- حرب الفضائيات
- انتصار حماس
- امجاد ياعرب امجاد
- معبر رفح


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بولس رمزي - انا المصري