أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بولس رمزي - كفانا عروبه















المزيد.....

كفانا عروبه


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 2551 - 2009 / 2 / 8 - 08:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد أن نعينا الحلم العربي في مقالتنا السابقة وأوضحنا أن العروبة أصبحت جثة هامدة تتناهشها ضباع المنطقة بين فكّي كل من إيران الفارسية الشيعية وتركيا العثمانية السنّية، بقى على مصر أن تترك لهم الجمل العربي بما حمل ونرتاح من الهم العربي والقرف العربي الذي لم نجني من وراءه خلال تاريخنا المرير منذ اليوم الأول الذي انتمت فيه مصر إلى هذا الجسم العربي المتخلف، فبعد أن كانت مصر دولة فرعونية يحترمها العالم بأسره أصبحت دولة عربية متخلفة – بعد أن كانت مصر دولة غنية متحضرة حولها العرب إلى دولة فقيرة جاهلة، ولتوضيح الصورة كاملة علينا أن نناقش هذا الموضوع من خلال الأبعاد التالية:
أولاً – أبعاد السياسة الداخلية
ثانياً – أبعاد السياسة الإقليمية
أولاً – السياسة المصرية الداخلية
إن إنتماء مصر لهذه العروبة الزائفة ومحاولتها الإحتفاظ بقبول المجتمع الدولي لها جعل من مصر مصر دولة مزدوجة الهوية، لقد تاهت هوية مصر الداخلية بسبب ما أصابها من الإنفصام في شخصيتها الذي أصيبت به بسبب التناقضات السافرة ونوجز هذه التناقضات فيما يلي:

أ - تقف الدولة عاجزة في تحديد هويتها إن كانت مصر دولة دينية أم هي علمانية، فنجد أنه في حين أن المادة الأولى من الدستور المصري تتضمن مبدأ المواطنة وكذلك الأمر في مادته الخامسة التي تحظر قيام أحزاب أو منظمات سياسية على أساس ديني، الأمر الذي يتعارض مع نص المادة الثانية في نفس الدستور التي تنص على أن مصر دولة إسلامية ومبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، الأمر الذي معه نقف حائرين في البحث عن هوية الدولة هل هي علمانية طبقاً لروح نص المادتين الأولى والخامسة أم هي دولة دينية طبقاً لما هو وارد في نص المادة الثانية.

ب - لكي تكون مصر مقبولة عربياً ومقبولة للسعودية بصفة خاصة كان يستوجب عليها الحرص على المادة الثانية من الدستور ووضع الخطوط الحمراء حول مناقشة هذه المادة.

ج – في نفس الوقت لكي تحتفظ مصر بدورها الدولي كان لها أن تضمن دستورها بمادتين تجميليتين حتى تضمن قبولها في المجتمع الدولي كدولة معتدلة.

د – لقد إستخدم أصحاب التوجه الإسلامي المادة الثانية من الدستور كوسيلة دستورية تضمن بقاؤهم على الساحة السياسية، ونظراً لتوجهات أصحاب نظرية طظ وتطلعاتهم للدور الإيراني في المنطقة الذي يمول بسخاء الإسلاميين في المنطقة، فنجد إيران قد استقطبت جماعتي الإخوان المسلمين في مصر والأردن واليمن هذا إضافة لأقطابها في سوريا وحزب الله وحماس والجهاد، ونجد أن تواجد ثمانية وثمانون إخوانياً كأعضاء في مجلس الشعب المصري بمثابة إختراقاً إيرانياً لهذا المجلس، إننا نرى في الواقع مجلس الشعب المصري ينضم إليه ثمانية وثمانون معارضاً إيرانياً يعملون داخل المجلس لصالح إيران وكذلك الأمر بالنسبه للبرلمان الأردني.

ثانياً – أبعاد السياسة المصرية الإقليمية

بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة والسقوط العربي المدوي وإنهيار الحلم العربي نجد أنفسنا أمام قوتين إقليميتين تتصارعان على ريادة المنطقة وهما النظامين الإيراني والتركي، ولتوضيح ذلك نرصد التحرك المتسارع الذي يقومان به من أجل الإستحواذ على الفريسة العربية فيما يلي:

1- الأطماع الإيرانية في المنطقة عن طريق محاولة إنتزاعها حلول السلام في المنطقة من أجل الريادة والتفاوض عليها ومساومة المجتمع الدولي فقد نجحت إيران في إشعال حربين في كل من لبنان وغزة وقد نجحت حرب لبنان في هيمنة حزب الله على لبنان وتحاول الآن في إستخدام الحرب الإسرائيلية على غزة في السيطرة على الفلسطينيين في غزة والضفة وسحب القضية الفلسطينية إلى طهران.

2- وفي المقابل نجد الأتراك دخلوا لعبة الإستحواذ عن طريق دمعتين من رجب طيب أردوجان وتمثيلية عبيطة في مؤتمر دافوس الإقتصادي، الأمر الذي أشعل الشارع العربي تحية للبطل التركي صاحب المواقف ذات النخوة الإسلامية وذلك من أجل مداعبة الإتحاد الأوروبي في الحصول على مقعد بين دول إتحاد أوروبا.

3- عندما شعر النظام الإيراني بالتحركات السياسية الحثيثة التي تقوم بها تركيا من أجل إنتزاع الفريسة العربية من بين أنيابه تحرك بشكل متسارع في إستدعاء رجالهم في حركتي حماس والجهاد المقيمين في دمشق ومقابلة مرشد الثورة الإيرانية (خامنئي) وهو يمثل أعلى سلطة في النظام الإيراني من أجل تأكيد الإستحواذ عليهم والتشدد في التأكيد للمجتمع الدولي بشكل مباشر، إن مفاتيح السلام بالمنطقة تقبع في طهران وتم إيفاد السيد حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري إلى باريس من أجل الإجتماع مع الرئيس الفرنسي والمبعوث الأمريكي ميتشل وذلك بهدف تقديم إيران وممثلي الفصائل المجتمعون بها للمجتمع الدولي للتعجيل بنقل مفاتيح الحل إلى طهران
.
4- عندما فشلت أنقرة في إنتزاع أقطاب حركتي حماس والجهاد من بين أنياب النظام الإيراني عاد النظام التركي حسابته وقام بتغيير بوصلته إلى إتجاه محور الإعتدال وصدرت من الرئيس التركي عبد الله جول تصريحات غزل لهذا المحور وأصدر إشارات تهديد لمحور الممانعة فيما يلي نرصد الرد التركي:
أ‌- تضمنت تصريحات الرئيس التركي إشارة غزل للعاهل السعودي بالإشادة بكلمته التي ألقاها في قمة الكويت.وفي اليوم التالي حزم شنطه وتوجه في زياره للملكه العربيه السعوديه لمدة ثلاثة ايام

ب‌- كما أصدر إشارة إلى منظمة حماس بأنها بلعبها من خلال الملعب الإيراني سوف يفقدها التعاطف التركي عندما صرح بأنه سبق أن نصح حماس عند نجاحها في الإنتخابات البرلمانية الفلسطينية ولكنها لم تأخذ بنصيحته. كما حذر ايران بان تدخلها في الشأن الفلسطيني من شأنه شق الصف الفليسطيني

ج- كما أصدر تلميحات إلى الرئيس السوري مضمونها بأن تركيا هي اللاعب الفاعل في مفاوضاتها غير المباشرة مع إسرائيل فيما يعني أنه بيد تركيا الإستمرار أو التوقف في هذه المفاوضات.

د – وأيضاً أصدر تهديداً إلى إيران مضمونه بأن إستمرار إيران في برنامجها النووي مرفوضاً بالنسبة لتركيا.
بهذا نجد أن الصراع على الجسد العربي بين قوتين إقليميتين على أشدّه وأخذ شكلاً مباشراً وصريحاً، أما بالنسبة للموقف المصري في مواجهة ما يدور حولها كان على نفس الوتيرة أيضاً وبشكل متسارع كل طرف يسابق الزمن من أجل الحصول على قطعة من هذا الجثمان العربي المتهالك فنجد الموقف المصري في المقابل إتّخذ الخطوات التالية:

أ‌- إستدعت مصر على الفور رئيس الجناح المعتدل في السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي إضطر إلى إلغاء أو تأجيل جولة في دول أوروبا من أجل هذا الوضع الطارئ الذي دعت مصر إليه.

ب‌- إعلان محمود عباس في خطاب شديد اللهجة للجالية الفلسطينية في القاهرة في مواجهة محور طهران دمشق وأعلن وقف أية مصالحات أو تفاوضات مع من لا يعترف بمنظمة تحرير فلسطين.

ج – وفي يوم الاثنين عقد إجتماعاً ثلاثياً بين الرئيس المصري ورئيس السلطة الفلسطينية ووزير الخارجية السعودي نيابة عن الملك عبد الله وحيث أنه لم يكن معلناً مشاركة السعودية في هذا الإجتماع الأمر الذي أدهش المراقبين السياسيين والاكثر دهشه توجه وزيري خارجية مصر والسعودية إلى الإمارات التي تعد الدولة المعادية لإيران حيث أن إيران تحتل ثلاثة جزر إمراتيه منذ قيام ثورة الخميني وذلك لعقد إجتماع لعشر وزراء خارجية من الدول العربية في الوقت الذي توجه فيه محمود عباس التي يتواجد بها السيد حمد بن جاسم وزير خارجة قطر وموفد محور الممانعة ومن الواضح أننا أمام ثلاث غرف عمليات رئيسية الأولى في طهران والثانية في أبو ظبي والثالثة في باريس.

د- بالرغم من أن الجانب المصري يمتلك ويسيطر على القدر الأكبر من الورقة الفلسطينية حيث أن مصر تلقي موقفاً إيجابياً من السلطة الفلسطينية التي تدور في الفلك المصري السعودي وكذلك الأمر فيما يختص بورقة غزة التي يلعب بها الجانب الإيراني فإن هذا القطاع يقع تحت سيطرة مصر فإن مصر بالنسبه لقطاع غزة اما من هم موجودون في طهران الان فانهم لابعبشون علي الاراضي الفليسطينيه وليس لهم دورا علي ارض الواقع أي انهم زعماء من ورق اما مصر فهي تعد المتنفس الوحيد لقطاع غزه وان عاجلا ام آجلا فسوف يرضخ زعماء منظمتي حماس والجهاد الموجودون علي ارض الواقع في قطاع غزه للتوجه المصري المعتدل وبالتالي لا يمكن لإيران في أن تفرض واقعاً على مصر كما هو حادث في لبنان، لكن النظام الإيراني والمنتفعين الدمشقيين يراهنون على قدرة شوكتهم التي وضعوها في خاصرة النظام المصري المتمثله في جماعة الإخوان المسلمون في قدرتها على التأثير في الرأي العام المصري وقدرتها على إشعال الشارع المصري، الأمر الذي يمكّنها من إجبار النظام المصري على قبول ما يحاول أن يفرضه النظام الإيراني عليها ومن المعتقد أن النظام المصري يعي ابعاد هذه الورقة جيداً وقادر على المواجهة مع الإخوان المسلمون في هذا الشأن
.
أخــيراً

- لا أعرف ما هو سر تمسك مصر على مدى ستين عاماً بالقضية الفلسطينية وإن أجرينا مقياساً للأرباح والخسائر الناتجة عن التمسك المصري بالقضية الفلسطينيه نجد أن مصر هي الخاسر الأكبر ماذا سيحدث إذا تخلت مصر عن القضيه الفلسطينية ومصر تستطيع المحافظة على حدودها مع غزة وتستطيع إحباط أي تدخل إيراني مع غزة على حدودها.

- لقد جنت العروبة على المواطن المصري الإهانة والإذلال والهوان فأطبائنا تُجلد في السعودية وعمالنا يُسخّرون في دول الخليج ويأتون إلينا مغسولة أدمغتهم بأفكار لا تتوافق مع طبيعة المجتمع المصري.

- لقد فتحت أوروبا أبوابها على مصراعيها أمام مصر من خلال من الإتحاد من أجل المتوسط ومن الممكن أن تكون بديلاً محترماً عن هذه الأمة المتهالكة التي لا هم لها غير توريط مصر في حروب من أجل هدمها والتمتع بإذلال مصر والمصريين على القيادة السياسية التفكير بشكل جدّي.

عزيزي القارئ عليك عمل مقارنه بسيطه بين طريقة معاملة المواطن المصري المقيم في دول نطلق عليها مسمى الأشقاء ودول أوروبا، سنجد أن المواطن المصري المقيم في دول أوروبا يُعامل بنفس القوانين التي يُعامل بها أبناء دول أوروبا الأصليين أما المصري المقيم في الدول العربية فهم عبارة عن عبيد لكفلاؤهم الذين يتحكمون في مقدراتهم وأموالهم وأنفسهم وأعراضهم ويمتصون دماؤهم

كفانا عروبه وضحك على الذقون - وهنا أنا لست محرضاً على معاداة العرب بل على العكس ستكون العلاقات المصرية بالدول العربية على أفضل حال مما نحن عليه الآن لكن كل ما في الأمر علينا أن نترك لهم جامعتهم العربية وفلسطينهم وقممهم العربية مبروكين عليهم مع الإحتفاظ بالعلاقات السياسية والإقتصادية مع الدول العربية بشكل متوازن كأي دولة أخرى تحكمها الأسس والقواعد الدبلوماسية



#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محور التطرف في المنطقه
- حرب الفضائيات
- انتصار حماس
- امجاد ياعرب امجاد
- معبر رفح
- ارفعوا اياديكم عن غزه
- المنظمات الارهابيه والمصالح الاقليميه
- حماس هي الحل
- اين التسامح يابتوع التسامح
- المرأه العربيه ناقصة عقل ودين(الجزء الثاني)
- المرأه العربيه ناقصة عقل ودين
- مؤتمر حوار الطرشان وكل يبحث عن ليلاه
- هل تقبلون بانشاء كنيسه واحده في مملكتكم؟
- هل سننتظر بارك اوباما القبطي طويلا؟؟
- باراك حسين اوباما - انتهي الدرس ياغبي
- الاقتصاد الاسلامي وازمة المال العالميه
- الانفجار الطائفي
- موقعة الماريوت الباكستانيه
- النوم في العسل
- هل يمكنني ان اسالك


المزيد.....




- هل تفكر بشراء ساعتك الفاخرة الأولى؟ إليك ما قد تحتاج لمعرفته ...
- إجلاء آلاف الأشخاص من خاركيف وهجوم على بيلغورود الروسية
- الجيش الروسي يحرر 4 بلدات جديدة في خاركوف ويقضي على 1500 عسك ...
- الخارجية الروسية: منفذو اعتداء بيلغورود سيعاقبون على جريمتهم ...
- وزيرة أوروبية تعرب عن صدمتها بعد رؤية معبر رفح مغلقا وتطالب ...
- تمديد حبس سائق حافلة بطرسبورغ الغارقة حتى الـ9 من يوليو على ...
- سلسلة من حوادث الغرق في 6 ولايات جزائرية راح ضحيتها 10 قتلى ...
- مسؤولون إسرائيليون يوجهون اتهامات إلى مصر بانتهاك -التفاهمات ...
- العراق يطلب إنهاء مهمة بعثة أممية لانتفاء الظروف التي تأسست ...
- كتالونيا تنتخب -إقليميا- بتطلعات طي الانفصال عن إسبانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بولس رمزي - كفانا عروبه