أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بولس رمزي - دراسه موضوعيه لتوصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس















المزيد.....

دراسه موضوعيه لتوصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 4 - 10:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بولس رمزي

اولا – المواطنه والديموقراطيه وحقوق الانسان

لقد قررت أن ابدأ بسلسلة مقالات حول توصيات الحزب الوطني الديموقراطي في مؤتمره السادس تحت شعار "من اجلك انت" ومما لاشك فيه ان فضايا المواطنه وحقوق الانسان من اهم القضايا التي تستحوز علي اهتماماتي فقررت ان ابدأ من هذا الموضوع 0

ولدراسة توصيات المؤتمر في هذا الخصوص اري تقسيم المناقشه الي ثلاثة محاور هي في الاساس الثلاث محاور الرئيسيه في هذا الموضوع :

1- المواطنه
2- الديموقراطيه
3- حقوق الانسان

واكتفي من خلال هذا المقال ان اتعرض للمحور الاول نظرا لاهميته وسوف اعرج في المقالات التاليه الي المحورين التاليين:


المحور الاول : المواطنه

حقوق المواطنه لايمكن ان نختزلها في حقوق الاقباط فقط فهناك العديد من الفئات المهمشه الي جانب الاقباط ومن بينها :
المرأه – المسلمين الشيعه – البهائيين – اهالي النوبه – بدو الصحراء الشرقيه وسيناء – بدو الصحراء الغربيه ومرسي مطروح والسلوم 0 كلها فئات مهمشه كما هم لهم مطالب من الدوله ايضا الدوله في حاجه الي ان ينخرطوا في المجتمع لان انعزالهم او بمعني اوضح عزلهم عن الحراك السياسي للدوله ليس في صالح احد بل مخاطره قد تفاقمت بالفعل الامر الذي يهدد بانفجار لا تصلح فيه سياسة المسكنات التي تتبعها حكومات الحزب الوطني المتتابعه علي مدي ثلاثة عقود ولتحقيق مبدأ المواطنه نحن في حاجه الي دعامتين اساسيتين وهما :

الدعامه الاولي : مجموعه من القواعد والاجراءات التي من شانها ادماج الاقليات السابق توضيحها في المجتمع والقضاء علي عزلتهم وعزوفهم عن المشاركه السياسيه0

الدعامه الثانيه : مجموعه من الاجراءات التثقيفيه والتعليميه والاعلاميه والاعلانيه التي من شانها القضاء علي مجموعه من الثقافات المستورده الدخيله علي مجتمعنا المصري الامر الذي ادي الي تغيرا سلوكيا خطيرا تجاه المرأه والاقليات الدينيه والعرقيه والاثنيه الاخري

وفي هذا الشان جاءت توصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس خطوه علي الطريق نحو تصويب الكثير من الاخطاء التراكميه الناتجه عن اغماض الحكومه اعينها عن هذا الموضوع الشائك ولذلك فانني اري انه بالرغم من ان هذه التوصيات جاءت متواضعه لكنها عميقه في مضمونها فهي تمثل الاساس الجيد الذي يمكن البناء عليه مستقبلا – لا يمكن وضع حجر اساس المواطنه دون تهيئه ارضية المجتمع المصري ثقافيا – دون تغيير ثقافة المواطن المصري نحو الاخر لايمكن لاي قوانين او اجراءات قمعيه ان تكلل باي نجاح يذكر في مجتمعا رافضا للاخر ولذلك جاء ضمن توصيات المؤتمر حول هذا الموضوع مايلي:

1- تحديث البنيه الثقافيه للمواطن بما يرسخ منظمومه من القيم الثقافيه الدافعه للتقدم والنهضه ومواجهة التيارات الداعيه للجمود والتطرف والانغلاق
2- يجب ان يتجاوز التأثير الثقافي المصري حدود مصر الجغرافيه وان مصر مؤهله لهذا الدور نظرا لتمتع ابناؤها بقدرات ابداعيه افررزت منتجات ثقافيه متميزه في مجالات الفكر والادب والفن باشكاله المتعدده
3- استعادة الرياده الثقافيه المصريه في المجالات المختلفه وبصفه خاصه في مجالات الكتاب والسينما الامر الذي استلزم حزمه من التوصيات لحزمه من الاجراءات التي من شانها التشجيع علي الابداع الفني باشكاله المختلفه

قد يسالني سائل وما علاقة كل هذا بالمواطنه وهنا لكي نكون موضوعيين لايمكن وضع مبدأ المواطنه علي طريقه الصحيح بغير تصحيح مجموعه من المفاهيم الثقافيه في المجتمع المصري – لايمكن للقوانين ان تفرض علي المواطن بان يقبل ويحترم جاره اذا كان ينتمي الي ديانه اخري علي سبيل المثال – لايمكن ان تحصل المرأه علي حقوقها في ظل مجتمعا ذكوريا الثقافه لايمكن للقوانين وحدها ان تفرض الاحترام المتبادل بين فئات وطبقات واجناس المجتمع المصري لكن في حقيقة الامر فان توصيات الحزب الوطني بضرورة تطوير ثقافة المصري في هذا الشان امرا في منتهي الصعوبه لكنه يعتبر هو الارضيه والبنيه التحتيه لمجتمع متعدد الثقافات والديانات والاعراق والاجناس

التخطيط لاستعادة الرياده الثقافيه المصريه امرا في منتهي الاهميه لانه في ظل الفضائيات والشبكه العنكبوتيه "الانترنت" فاننا لايمكننا ان نغير من ثقافة المجتمع المصري بمفرده وهناك من يبث ثقافات اخري نرغب التخلص منها من الجانب الاخر فلابد التاثير في المجتمعات المجاوره بدلا تأثرنا بثقافتها التي لم نجن من وراؤها غير العنف وتفتت قوي الشعب المصري

جاء ايضا في توصيات المؤتمر السادس للحزب الوطني حزمه اخري من التوصيات التشريعيه التي تدعم البنيه الثقافيه التحتيه للمجتمع المصري ومنها:

1 – ضرورة اجراء تعديلات قانونيه علي مواد قوانين الاحوال المدنيه والاحوال الشخصيه للمسلمين بما يحافظ علي كيان الاسره ويحفظ كرامة المرأه وحماية حقوقها

2- ضرورة اصدار قانون الاحوال الشخصيه الموحد لجميع الطوائف المسيحيه الامر الذي من شانه حماية كيان الاسره المسيحيه وايضا الحفاظ علي كرامة المرأه وحماية حقوقها


3- تدريس المواطنه بالمدارس والجامعات لخلق اجيال جديده تنشأ علي اساس التعدديه وقبول الاخر وعدم تكفيره وهذا الامر في منتهي الاهميه حيث تم حشو المقررات الدراسيه بالعديد من الموضوعات التي تكفر الاخر وتزرع بذور الكراهيه في النشئ

ومن خلال هذا العرض الموجز فانا اري ان تحقيق هذا يحتاج الي جهدا مضنيا ولايمكن لاي فئه من فئات الشعب المصري ان تطالب بفرض قوانين واجراءات اضافيه قبل ان تكون الارضيه الثقافيه للمجتمع المصري مهيئه لذلك فعلي سبيل المثال :
- انا كرجل قبطي مهتم بحقي الدستوري في ان اطالب الدوله بالغاء الخط الهمايوني واصدار قانونا موحدا لدور العباده في ظل ثقافه مجتمع تربي وتلقن بان المسيحي كافرا ومنعه من بناء كنيسه له واجبا وجهادا في سبيل الله فان اصدار قانونا كهذا في الوقت الراهن بمثابة انتحارا في اخر الاحداث كان في ديرمواس عندما حصلت احدي الكنائئ علي قرارا من محافظ المنيا بترميمها وعملية الترميم هنا تجري بشكلا قانونيا لكن نري طغيان الثقافه المبنيه علي عدم قبول الاخر الكافر ادت الي عدم التزام اهالي القريه من الاخوه المسلمين ومحاولتهم منعهم تجديد الكنيسه بالقوه – وبالتالي فان القانون وحد لا يمكن ان يحقق لنا سوي مزيدا من القلاقل الطائفيه وتمزيق اللحمه في نسيج المجتمع المصري 0
- عندما صدر حكما قضائيا بوضع شرطه في خانة الديانه في بطاقة الرقم القومي للبهائيين ثارت الدنيا وتقدم العديد من الساده المحامين باستئناف الحكم والضغط الاعلامي من خلال الصحافه والقنوات التلفزيونيه المعارضين لمثل هذا الحكم وللاسف المعترضين في هذه المره من الساده المحامين والصحفيين الذين يفترض فيهم العدل والمساواه ونشر الفكر المستنير حول حرية الاخر في اختيار دينه حتي ولو كان لادين

مما تقدم يتضح لنا كيف ان ثقافة عدم قبول الاخر ليست حكرا فقط علي الفئه الاقل حظا علميا وثقافيه بل بلغ الامر اننا نشاهد علي شا شات الفضائيات وصفحات الجرائد والي غير ذلك نجد صفوة الصحفيين والمفكرين ورجالات الصحافه والاعلام عندما يفتح النقاش حول هذه المواضيع نجد انفسنا امام اناسا يفتقدون لثقافة قبول الاخر والتعايش معه

اتمني علي حكومة الحزب الوطني ان تستطيع قبل ان تطهر عقول المجتمع من الافكار المتشدده ان تطهر وسائل اعلامها ومناهجها الدراسيه ونواديها الرياضيه والاجتماعيه من هذه الافكار المتشدده ومن اصحابها هذه الافكار الداعيه الي التطرف وعدم قبول التعدديه الدينيه وتلك التي لا تعتبر المرأه الا وسيله لاشباع رغبات زوجها فقد سمعت احد المحسوبين علي المثقفين في مصر ينصح حدي الزوجات بضرورة ان يرضي عنها زوجها " يجب عندما يعود زوجها من عمله تكون زوجته حاضره له بالطعام والشراب وبكامل زينتها ومعهم العصاه" ولذلك لابد من تنقيه وسائل الاعلام بمختلف انواعها سواء مرئيه او مسموعه او مقروءه من امثال هؤلاء

بولس رمزي




#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيكل جانيا ام مجنيا عليه
- نعم 000 ولكن
- طظ وميحكمش في الخلاط
- فاقدالشئ لايعطيه
- ليس دفاعا عن محافظ المنيا ... ولكن!
- حوار مع صهيوني
- نجلاء الامام في الميزان
- ماذا يحدث في مصر؟!
- الدوله العلمانيه هي الحل
- محاكمة طاغيه
- رسائل ايرانيه في قلب القاهره
- نكسة الاعلام العربي
- كفانا عروبه
- محور التطرف في المنطقه
- حرب الفضائيات
- انتصار حماس
- امجاد ياعرب امجاد
- معبر رفح
- ارفعوا اياديكم عن غزه
- المنظمات الارهابيه والمصالح الاقليميه


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بولس رمزي - دراسه موضوعيه لتوصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس