أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بولس رمزي - توصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس في شأن المواطنه















المزيد.....

توصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس في شأن المواطنه


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 4 - 13:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ورد لي بالامس توصيات المؤتمر السادس للحزب الوطني تحت شعار "من اجلك انت" ومن خلال سلسلة مقالات حول هذه التوصيات سوف ابدأ من خلال هذه المقاله بالامور التي تستحوز علي اهتماماتي الشخصيه وهي قضية المواطنه التي جاءت تحت عنوان يشمب علي " المواطنه والديموقراطيه وحقوق الانسان"

ولدراسة توصيات المؤتمر في هذا الخصوص اري تقسيم المناقشه الي ثلاثة محاور هي في الاساس الثلاث محاور الرئيسيه في هذا الموضوع :

المحور الاول : الموطنه
المحور الثاني : حقوق الانسان
المحور الثالث : الديموقراطيه

لتحقيق الديموقراطيه لابد اولا وان يتوافر دعامتين هامتين لتحق المناخ الديموقراطي وهما المواطنه وحقوق الانسان فلايمكن لاي دوله ان يكون لديها ديموقراطيه دون ان تحقق لمواطنيها دعامتي المواطنه وحقوق الانسان ونظرا لاهمية هذا الموضوع سوف اكتفي من خلال هذه المقاله مناقشة المحور الاول فقط وهو المواطنه

المحور الاول : المواطنه

وحيث ان المواطنه دعامه رئيسيه من اجل خلق مناخا ديموقراطيا حقيقيا في مصر فلايمكن تحقيق الديموقراطيه وهناك العديد من فئات المجتمع مهمشه غير فاعله في الحراك السياسي للمجتمع المصري
حقوق المواطنه لايمكن ان نختزلها في حقوق الاقباط فقط فهناك العديد من الفئات المهمشه الي جانب الاقباط ومن بينها :
المرأه – المسلمين الشيعه – البهائيين – اهالي النوبه – بدو الصحراء الشرقيه وسيناء – بدو الصحراء الغربيه ومرسي مطروح والسلوم 0 كلها فئات مهمشه كما هم لهم مطالب من الدوله ايضا الدوله في حاجه الي ان انخراطهم في الحياه السياسيه لان انعزالهم او بمعني اوضح عزلهم عن الحراك السياسي للدوله ليس في صالح احد بل مخاطره قد تفاقمت بالفعل الامر الذي يهدد بانفجار لا تصلح فيه سياسة المسكنات التي تتبعها حكومات الحزب الوطني المتتابعه علي مدي ثلاثة عقود ولتحقيق مبدأ المواطنه نحن في حاجه الي دعامتين اساسيتين وهما :

الدعامه الاولي: مجموعه من الاجراءات التثقيفيه والتعليميه والاعلاميه والاعلانيه التي من شانها القضاء علي مجموعه من الثقافات المستورده الدخيله علي مجتمعنا المصري الامر الذي ادي الي تغيرا سلوكيا خطيرا تجاه المرأه والاقليات الدينيه والعرقيه والاثنيه الاخري

الدعامه الثانيه : مجموعه من القواعد والاجراءات التي من شانها ادماج الاقليات السابق توضيحها في المجتمع والقضاء علي عزلتهم وعزوفهم عن المشاركه السياسيه0

وفي هذا الشان جاءت توصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس خطوه علي الطريق نحو تصويب الكثير من الاخطاء التراكميه الناتجه عن سياسة اغماض العين التي تتبعها الحكومات المتعاقبه
ان الخوض في هذا الموضوع الشائك يعتبر بمثابة مغامره لايمكن لاي حكومه ان تخوضها وتضحي بمستقبلها السياسي
ولذلك فانني اري انه بالرغم من ان هذه التوصيات جاءت متواضعه لكنها عميقه في مضمونها فهي تمثل الاساس الجيد الذي يمكن البناء عليه مستقبلا – لا يمكن وضع حجر اساس المواطنه دون تهيئه ارضية المجتمع المصري ثقافيا
دون تغيير ثقافة المواطن المصري نحو الاخر لايمكن لاي قوانين او اجراءات قمعيه ان تكلل باي نجاح يذكر في مجتمعا رافضا للاخر ولذلك جاء ضمن توصيات المؤتمر حول هذا الموضوع مايلي:

1-تحديث البنيه الثقافيه للمواطن بما يرسخ منظمومه من القيم الثقافيه الدافعه للتقدم والنهضه ومواجهة التيارات الداعيه للجمود والتطرف والانغلاق

2- يجب ان يتجاوز التأثير الثقافي المصري حدود مصر الجغرافيه وان مصر مؤهله لهذا الدور نظرا لتمتع ابناؤها بقدرات ابداعيه افررزت منتجات ثقافيه متميزه في مجالات الفكر والادب والفن باشكاله المتعدده

3-استعادة الرياده الثقافيه المصريه في المجالات المختلفه وبصفه خاصه في مجالات الكتاب والسينما الامر الذي استلزم حزمه من التوصيات لحزمه من الاجراءات التي من شانها التشجيع علي الابداع الفني باشكاله المختلفه


وتعقيبا علي علاقة هذه التوصيات بتحقيق مبدأ المواطنه فانني اري :

- كي نكون موضوعيين لايمكن وضع مبدأ المواطنه علي طريقه الصحيح بغير تصحيح مجموعه من المفاهيم الثقافيه في المجتمع المصري ولايمكن لأي حكومه في أي مكان في العالم ان تفرض قوانا من شانه الزام المواطن بان يقبل ويحترم جاره الذي ينتمي الي ديانه اخري دون ان تكون العقليه الثقافيه لهذا المجتمع مهيئه لقبول هذا القانون ومستعده الي الالتزام به

لايمكن مثلا تحصل المرأه علي حقوقها في ظل مجتمعا ذكوريا الثقافه ولايمكن للقوانين وحدها ان تفرض الاحترام المتبادل بين فئات وطبقات واجناس المجتمع المصري لكن في حقيقة الامر فان توصيات الحزب الوطني بضرورة تطوير ثقافة المواطن المصري في امرا في منتهي الصعوبه لكنه بالرغم من صعوبته يعتبر هو الارضيه والبنيه التحتيه لتحقيق العيش المشترك لمجتمع متعدد الثقافات والديانات والاعراق والاجناس



- التخطيط لاستعادة الرياده الثقافيه المصريه امرا في منتهي الاهميه لانه في ظل الفضائيات والشبكه العنكبوتيه "الانترنت" فاننا نخوض معركه ثقافيه في منتهي الشراسه ولابد ان نكون جاهزين لها مسلحين باعتي اسلحتنا الثقافيه والعلميه ولايمكننا ان نغير من ثقافة المجتمع المصري بمفرده من جانب وهناك من يبث ثقافات اخري نرغب التخلص منها من الجانب الاخر فلابد التاثير في المجتمعات المجاوره بدلا من تأثرنا بثقافتها التي لم نجن من وراؤها غير العنف وضياع الهويه المصريه

تلك الاجراءات السابق سردها وتفنيدها من شانها ان تعيد هيكلة البنيه الثقافيه للمجتمع المصري وخلق مناخا ثقافيا مهيئا لقبول اجراءات وقوانين تدعم وترسخ هذه الثقافه التي ليست بجديده علي المجتمع المصري بل هي في الاساس الاصول المصريه التي انحرفنا عنها في العقود الثلاثه الاخيره من القرن الماضي وتمثل الدعامه الاولي لاعادة الثقافه المصريه الاصيله التي سلبت منا في غفلة اللهث وراء لقمة العيش في دول البترودولار – اما الدعامه الثانيه فقد شملت توصيات الحزب الوطني مجموعه من القوانين المتواضعه التي من شانها ترسيخ الدعامه الاولي ومنها:

1 – ضرورة اجراء تعديلات قانونيه علي مواد قوانين الاحوال الشخصيه للمسلمين بما يحافظ علي كيان الاسره ويحفظ كرامة المرأه وحماية حقوقها

2- ضرورة اصدار قانون الاحوال الشخصيه الموحد لجميع الطوائف المسيحيه الامر الذي من شانه حماية كيان الاسره المسيحيه وايضا الحفاظ علي كرامة المرأه وحماية حقوقها


3- تدريس المواطنه بالمدارس والجامعات لخلق اجيال جديده تنشأ علي اساس التعدديه وقبول الاخر وعدم تكفيره وهذا الامر في منتهي الاهميه حيث تم في السابق حشو المقررات الدراسيه بالعديد من الموضوعات التي تكفر الاخر وتزرع بذور الكراهيه في النشئ مما خلق جيلا لايعترف ولا يقبل الاخر وللاسف هذا الجيل يتبوء الان مكانته في الصحافه والاعلام والشرطه ورجال التعليم في مختلف مراحله الامر الذي ساعد علي انتشار افكار ثقافيه واردة الينا من الدول المحيطه بنا والتي لا تصلح ان تكون تلك هي ثقافة المجتمع المصري
ومن خلال هذا العرض الموجز فانا اري ان تحقيق هذا يحتاج الي جهدا مضنيا ولايمكن لاي فئه من فئات الشعب المصري ان تطالب بفرض قوانين واجراءات اضافيه قبل ان تكون الارضيه الثقافيه للمجتمع المصري مهيئه لذلك فعلي سبيل المثال :

- انا كرجل قبطي مهتم بحقي الدستوري في ان اطالب الدوله بالغاء الخط الهمايوني واصدار قانونا موحدا لدور العباده في ظل ثقافه مجتمع تربي وتلقن بان غير المسلم كافرا وان عدم قبوله ومنعه من بناء دور عباده يمارس بها شعائره الدينيه واجبا وجهادا في سبيل الله
- فان اصدار قانونا كهذا في الوقت الراهن بمثابة انتحارا ولا يفوتي في هذا الشأن ان اتعرض لاخر الاحداث الطائفيه والتي حدثت في احدي قري محافظة المنيا حيث صدر ترخيصا من محافظة المنيا بتنكيس وترميم احدي الكنائس وبالرغم من ان هذا الامر يعد التزاما بالقانون من يجب ان يلتزم به جميع الاطراف الا ان هذا الموضوع اثار حفيظة مسلمي القريه ومشاعرهم النابعه من ثقافتهم التي ترفض الاخر وترفض عقيدته وتكفرها الامر الذي الدي الي هياج في القريه وتخليهم عن التزامهم القانوني تجاه الاخر الامر الذي يعزز بقوة انه لابد وان يكون هناك التزاما ثقافيا تجاه الاخر ولذلك فاننا في حاجه ماسه للعوده الي ثقافتنا المصريه الاصيله التي تقبل التعدديه وتدعم التعايش بينجميع اطياف المجتمع المصري


- عندما صدر حكما قضائيا بوضع شرطه في خانة الديانه في بطاقة الرقم القومي للبهائيين ثارت الدنيا وتقدم العديد من الساده المحامين باستئناف الحكم والضغط الاعلامي من خلال الصحافه والقنوات التلفزيونيه المعارضين لمثل هذا الحكم وللاسف المعترضين في هذه المره من الساده المحامين الذين من المنتظر منهم انهم رجال قانون حماة للعدل والمساواه وكذلك الصحفيين والمفكرين والاعلاميين الذين كان ينتظر منهم ان يكونوا مشعلا للتنوير في مصر

مما تقدم يتضح لنا كيف ان ثقافة عدم قبول الاخر ليست حكرا فقط علي الفئه الاقل حظا في التعليم والثقافه بل بلغ بنا الامر اننا نشاهد ونسمع ونقرأ من خلال شاشات الفضائيات والجرائد والمجلات علي السنة اشخاصا كان من المفترض فيهم ان يكونوا دعامه ثقافيه تساهم في نشر ثقافة قبول الاخر والتعايش بين اطياف المجتمع المصري نجدهم معولا لهدم الثقافه المصريه الاصيله التي لاتفرق بين طوائف المجتمع المصري بسبب الانتماء


يتحتم علي حكومة الحزب الوطني اولا تنقي وسائل اعلامها الحكوميه والشبه حكوميه والخاصه من الافكار الداعيه الي التطرف وعدم قبول التعدديه الدينيه
وتلك التي لا تعتبر المرأه الا وسيله لاشباع رغبات زوجها فقد سمعت احد المحسوبين علي المثقفين في مصر ينصح احدي الزوجات بضرورة ان يرضي عنها زوجها
" يجب عندما يعود زوجها من عمله تكون زوجته حاضره له بالطعام والشراب وبكامل زينتها ومعهم العصاه"
هل هذا يقبل ان نشاهده ونسمعه في وسائل اعلامنا في القرن الواحد والعشرون ؟



#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسه موضوعيه لتوصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس
- هيكل جانيا ام مجنيا عليه
- نعم 000 ولكن
- طظ وميحكمش في الخلاط
- فاقدالشئ لايعطيه
- ليس دفاعا عن محافظ المنيا ... ولكن!
- حوار مع صهيوني
- نجلاء الامام في الميزان
- ماذا يحدث في مصر؟!
- الدوله العلمانيه هي الحل
- محاكمة طاغيه
- رسائل ايرانيه في قلب القاهره
- نكسة الاعلام العربي
- كفانا عروبه
- محور التطرف في المنطقه
- حرب الفضائيات
- انتصار حماس
- امجاد ياعرب امجاد
- معبر رفح
- ارفعوا اياديكم عن غزه


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بولس رمزي - توصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس في شأن المواطنه