أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - تحقير العمل وتبخيسة في العراق















المزيد.....

تحقير العمل وتبخيسة في العراق


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 2814 - 2009 / 10 / 29 - 20:53
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يقول الخالد ماركس ان العمل هو الرحم الذي ولدت منة البشرية وهو نشاط الانسان الواعي الذي يمارسة بوعي كامل. وان البشر حين يغيرون واقعهم المادي بالعمل انما يغيرون انفسهم وهذا هو سر التطور لكن هذا الشرح الرائع قد لايجد لة حيز ووجود في بلاد الرب والفقية والشيخ والعشيرة وحذاء الجنرال .وفي ظل هيمنة العقل البدوي على كل شي في العراق كان العمل ياخذ نصيبة البائس من هذا العقل البدائي بالبخس. فعلى طول تاريخ العراق ظل العمل مهملا . محقرا. وبعيدا عن الاضواء لم يصنع لة هويتة الخاصة وماركتة المميزة ولم يخلق لة بروليتاريا او قاعدة عمالية تاخذ موقعها في حيز الطبقات لاعتماد العراق على اقتصادة الريعي من بيع النفط الخام منذ بدايات مطلع القرن الفائت وتكالب مختلف القوى والطبقات للاستيلاء على منابعة وسلطتة المالية وايراداتة الخيالية الهائلة .وكان من نتائج هذا ان اصبح العراق مسرحا لكل القوى الخارجية التي تقاتلت على ارضة وارادت مسك ذلك السائل السحري الاخضر ودخول تلك القوى بصفقات سياسية سرية وعلنية مع مختلف القوى المحلية والطبقات والطوائف والعشائر والشيوخ التي عملت مع الاجنبي على اقصاء وابادة طبقات وطوائف وعشائر اخرى من اجل اخذ حصة الاسد من ذلك السائل المدر للربح .وكان من نتائج هذا الاقتصاد الريعي والتكالب علية ان لاقى العمل المنتج تبخسيا واهمالا متعمدا .فالعمل هنا لايصنع شيئا بتاتا فهو ليس اكثر من مهنة بسيطة يؤديها شخص ما لحاجة او خدمة معينة تنتهي بانتهاء نتائجها . وافرزت هذة السياسة الخطيرة الى عدم التفكير بالمؤسسات المنتجة الخالقة للبضاعة حتى بوعي اكثر السلطات التي نادت بالاشتراكية واتخذتها شعارا زائفا . ولم يؤدي العمل الخلاق دورة في تغيير عقلية مجتمع العراق نحو الاحسن في ثنائية الجدل ونفي النفي والصراع وازالة الافكار التي تقادمت لانة لم يقدم نتاجة المادي .و لم يغير حتى عقلية اولئك المنادين بة و ظل العقل البدوي سائدا يمارس هيمنة هائلة على كل شي في العراق حتى على عالم المدنية الذي لم يتجذر في العراق فكانت المدن اشبة بتشكيلات بدوية مستقرة ابدلت الخيام بالمساكن الحجرية .وانعكس هذا الوعي حتى في تفكير الاحزاب التي نادت بالوطنية والاشتراكية ولم تكن في محتواها اكثر من تشكيلات عشائرية بعقلية بدوية .وبقيت السلطة في العراق مفصولة عن حيز العمل لانها لم تاتي ابدا من الواقع المادي العراقي و لم يكن العمل المنتج ربها الاساسي بل كانت سلطة مفصولة عن العمل بدئا بالسلطة الملكية ووزاراتها التي تعاملت مع العمل باحتقار وازدراء وادت الى خلق طبقات طفيلية تعتاش على دم الفلاح والعامل البسيط بزمن اشبة بعصر عبوديات اثينا وروما مرورا الى عقد الجنرال والانقلابات العسكرية التي احتقرت العمل ومؤسساتة وعاملية وافرزت بدل منة طبقات حاكمة من الضباط والحكام وماسكي السلطة واصحاب الفرمان وسلطة بوليسية تجسسية وطبقة بيروقراطية من الحكام والمدراء ولم تلقى النقابات في العراق دعم السلطة التي اذلت تلك النقابات التي كانت في اساسها نقابات هزيلة لم تستطع ان تفرض رايها الحر المستقل ضد اية سلطة لصالح منتسبيها بل ان السلطة استطاعت من احتواء كل النقابات في حيز وجودها وانزوت كل النقابات الى مجرد اشباح ومسميات خادعة ودعايات اعلامية مضللة ماعدا بعض النقابات التي اخذت دورها السيادي من موقع بيروقراطية السلطة كنقابة الاطباء والصيادلة والمحامين بينما بقيت كل النقابات الاخرى في حيز الظل والنسيان .واستطاعت السلطة من بث رعبها في كل الانحاء فاصبح العامل العراقي يخاف سلطة السلطة ولم يكن العمل لة اكثر من توفير لقمة عيش لة ولعائلتة ووسيلة لجلب النقد المخبوء في حيب السلطة فهو دائما يحس اغترابة عن واقعة المعاش يخاف السلطة. ويخشى الطرد. السجن .الموت جوعا . ولم ينمو ا في العراق حزب عمالي مثل مانمى في بعض الدول الاخرى وكان لة حضورة الفاعل وقادتة الفاعلين في مسك مقاليد السلطة والتحكم بالسياسة ليخلق في النهاية انجازات فاعلة يتمثل ابسطها بخلق وتجذير لطبقة عمالية تناوى اكثر الطبقات ظلامية و ووقاحة وصلفا .فكان زعماء الاحزاب العمالية و الشيوعية ابعد مايكون عن عمل العمال وهمومهم ولم تربطهم بعمل العمال اية رابطة فهم يسعون للسلطة ولا اكثر من ذلك ويحاولون استغلال العمال بتلك الافكار اليسارية التي لم تنموا في الرحم العمالي العراقي بل كانت مقتطفات استنسخت و اقتطعت من كراريس وكتب ومجلات واصبحت مثار جدل في حلقات المثقفين المتشدقين بالالفاظ الرنانة ومساجلات بائسة لم تثمر عن شي . ولم يستعد العمل في العراق عافيتة المفقودة حتى بعد التغيير ودخول ابرامز الحديدية التي صنعت تاريخا اخر لكنها لم تصنع مؤسسات فاعلة يكون عمادها العمال في عصر العولمة والمعلومة والبضاعة المنفلتة المتغيرة واستمر الوضع سوئا بعد ان تناحرت كل والطوائف والملل الدينية بمعمميها وزعائمها الجدد بحرب اهلية غير معلنة على من يملك السلطة ونفطها الذي تجاوز برميلة ال100 دولار اعلنت معها موت العمل تماما في العراق بعد تنامت من جديد كل الافكار البدوية المخبوئة التي عادت بقوة الى واجهة العلن لتصبح واقعا ثقافيا وحقيقة فاعلة معلنة واحتقر العمل بعد ان انتهى تماما واصبحت متاجر التجزئة العراقية تبيع الماء المعدني السعودي والقيمر الكويتي والحليب العماني المعلب في مسقط وخلت ارض العراق حتى من معامل الالبان والشوكلاتة البسيطة واصبح الحصول على مقاليد السلطة وهرمها هم الكل.وتحولت قاعات المؤتمرا ت وندوات العمال واصحاب المهن والمؤسسات المنتجة الى ندوات للشيوخ والسادة والوجهاء الذين يجهلون حتى تجريد كلمة العمل و بسب هذة النظرة المحقرة للعمل بقي العراق في ذيل الترتيب العالمي واشد الدول تخلفا وبعدا عن الحضارة الانسانية .
جاسم محمد كاظم
[email protected]





#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو اقرت القائمة المغلقة؟
- مليونيرية السلطة وشحاتي الشعب
- هل تغير لون السيناريو ياحزب العمال الشيوعي ؟
- لواء العقيدة اليمني
- أي نصر هذا الذي حصل في اكتوبر ؟
- واحدنة يعادل مليون....-بالمشمش-
- هل سيكون الاكراد القادة الجدد للدولة العراقية؟
- هدوء نسبي .. نموذج عروبي لتزوير التاريخ
- اية اللة ....خلاسي .....1
- ماذا لو قررهؤلاء 23 مليون مصري تغيير نظام الحكم؟
- كلمات من شفاة حمامة ماركسية
- منتظر الزيدي اشكالية حل خيوطها الرئيس بوش
- ابو احمد .. الذي بقي ينتظر الريح
- السلطة والمعارضة في العراق -الذابح والمذبوح -ومابينهما
- دمنا المجاني المسال
- الاصابة. بالسيلان السياسي
- الابتلاء بمرض اسمة .... -المواطنة العراقية--
- اعلان حالة الحرب
- عن المرء لاتسل ..وسل عن قرينة
- عودة.. الى لعق بصاق الدكتاتورية


المزيد.....




- غزة: السابع من أكتوبر في المنظور التاريخي
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-


المزيد.....

- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - تحقير العمل وتبخيسة في العراق