أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - ألعقلية العربية وتصدير الأزمات















المزيد.....

ألعقلية العربية وتصدير الأزمات


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2780 - 2009 / 9 / 25 - 19:17
المحور: المجتمع المدني
    


ثمة ظواهر تشخص أمامي تجعلني في حيرة تامة أمام أمر تفسيرها والوقوف عند كنهها التربوي ، حيث أجدني عاجز عن ردها الى أصولها ، باستثناء جملة من أفكار تنتابني أحيانا لتضع أمامي تفسيرات شخصية هي في جلها قد تبدو غير مقبوله لدى الكثيرين ، ولذا فاني أتراجع عن أمر الجهر بها وابقائها ضمن المعتقد الشخصي البحت .
ومع هذا ، وتحت الحاح النفس بطرح ما يختلج في دواخلها من أفكار قد تؤدي الى مخارج مفيده ، فقد وجدت بأنه من المناسب جدا ، عدم التهيب من كل فكرة تدعو لسجال حميد يصل بنا لما نبتغيه من ضفاف .
لقد أصبح من الواجب ، بل من الضروري جدا أن يجري بين الحين والآخر تقييم منصف يرتكز على الحيادية واستقراء الامور بشكل علمي لشتى ظواهر السلوك الاجتماعي في مجتمعاتنا ، وذلك من خلال التصدي لظاهرة بعينها عند شريحة من شرائح المجتمع ، واعتبارها كعينة مفيده تعيننا في فهم موقعنا وطبيعة سلوكنا بين بقية الشعوب.. إنه باعتقادي منهج سليم حينما نبحث في خبايا المجتمع العربي لنعثر على تفسيرات منطقية تدلنا على الأسباب الحقيقية وراء حدوث انحراف ما ضمن السلوك الحياتي العام والتفصيلي لهذا المجتمع .
لقد تعرض العالم العربي وطيلة زمن أنتكاسته المستديمه ، الى موجة غير منقطعه من الهجرة القسرية لمواطنيه باتجاه دول العالم الاخرى أسوة بمواطني القارة الافريقية وسواها من بقاع الارض المبتلاة بأنظمة سيئة لا تراعي مصالح شعوبها . وتعرض المهاجرون العرب الى شتى صنوف الاضطهاد والموت والضياع في مسالك الغابات والغرق في مياه المحيطات ، وهم ينشدون الحرية والحصول على لقمة اعتقدوا بانها ستكون سهلة المنال في دول تعتبر مواطنيها مسؤوليتها الاولى والاخيره . ومن الانصاف بمكان الاعتراف بأن هذه الدول قدمت لهؤلاء المهاجرين أسمى ما يمكن اعتباره رعاية ترتفع الى مصاف الرعاية الانسانية الحقه ، فحمتهم وأسكنتهم وزجت ابنائهم في مدارسها ، ووفرت للعاطلين منهم تدريبا مهنيا وعملا مجزيا ، وتكفلت معيشة العاجزين عن العمل منهم .
هذا إضافة الى ما وفرته مجتمعات تلك الدول لهم من محيطات تربوية واجتماعية رفيعة المستوى في أدائها السلوكي ، ألأمر الذي وفر لهم ولأبنائهم جوا تسود فيه جميع أركان الحياة المتحضرة المليئة بما يسر ويفرح .
ومع تزايد أعداد المهاجرين لدول الاتحاد الاوروبي على وجه الخصوص ، برزت للعيان عدة مشاكل كان السبب فيها هو عدم التجانس بين البعض من المكتسبين لصفة اللجوء وبين المجتمعات الجديدة والتي حلوا بين ظهرانيها كضيوف .
وقد ساقني بروز ظواهر بدت وكأنها أصبحت كلازمة أخلاقية لعدد كبير من اللاجئين القادمين من دولنا العربية الى بلدان اوروبا على وجه الخصوص ، الى لفت الانتباه لتلك الظواهر والتي بلغت حدا مؤسفا من حيث النوع والكم ، وراحت تشكل عقبة أمام طريقة تنظيم عملية إعادة التوطين من قبل الدول المضيفة لعدد هائل من الهاربين من أوطانهم طلبا لللجوء .
أللاجئون العرب لدول الاتحاد الاوروبي ( ليس لدي معلومات كافيه عن المتواجدين منهم في أمريكا ) ينقسمون الآن الى شرائح متباينه ثقافيا واجتماعيا ، هذا إذا استثنينا العامل الاقتصادي كمؤثر عملي في هذا التقسيم باعتباره يتسم بالخصوصية الضيقة في حالة كهذه . الشريحة الاولى وهي شريحة المثقفين ممن يحملون وعيا فكريا واجتماعيا يحيد بهم عن أي سلوك معارض لطبيعة المجتمعات الجديده ، وقد اتخذوا لهم مسارات حياتية مطمئنه وانسجموا مع الواقع الجديد وخلال فترة قصيره ... في حين تتواجد الى جانبها شريحة أخرى من أنصاف الأميين ممن قدر لهم التمتع بصفة اللجوء ، دون أن تتوفر لديهم الاستعدادات الكافية للتخلي عن أصولهم التربوية والانسلاخ من واقع متدني كانوا يعيشون فيه سابقا ، لا يمت لنواميس المجتمع الاوروبي بصلة مهما كانت صغيره .. وهذه الشريحة هي التي تشكل الأغلبية المطلقه من بين اللاجئين العرب انعكاسا لما تعيشه مجتمعاتنا من تردي وفي مختلف النواحي .، وهي التي تهمني في سرد ما لدي من افكار واستفسارات من خلال هذه العجاله .
إن جميع اللاجئين العرب القادمين الى اوروبا هم من مدعي الاضطهاد في بلدانهم ولأسباب يتفننون في عرضها على المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أو على اللجان المختصه والتي يواجهونها عند عبورهم الحدود وبشكل غير شرعي ، غير أنه ومن المؤسف جدا تحول الكثير منهم بعد حصوله على مراده الى عدو لدود للمجتمعات التي آوته ، من خلال القيام بتصرفات جلها مقصودة ، الهدف منها إحداث شروخ معيبة في جسد اجتماعي راقي الأداء ولا يتقبل سبل الانحراف عن نواميسه الخاصه ، بحيث ينتابني الاستغراب الشديد لمدى تحمل تلك الدول لعواقب تصرفات مواطنين هم ليسوا بمواطنيها الأصليين ، والصبر المنقطع النظير على نتائج العبث المتأتي منهم يوميا على أراضيها ، هذا في الوقت الذي تتأزم فيه حياة الملايين منهم أثناء تواجدهم في دول عربية هي غير دولهم حتى ولو كان هذا التواجد بقصد المرور فقط .. لقد أصبح واضح جدا مدى سعة المخالفات الصادرة من قبل عدد هائل من اللاجئين القادمين من الدول العربية للقوانين السائدة في البلدان المضيفة فيما يخص ممارسة الشعائر الدينية ، والقذف علنا وعلى رؤؤس الأشهاد بسمعة الانظمة السياسية لتلك البلدان ، والعبث ليل نهار بالأعراف الراقية لمجتمعاتها بحجة ممارسة الطقوس الدينية والتفرع بها سلوكا الى الحدود المذهبية المتباينة في تفسيراتها لشؤون الحياة .. وأنا لا أقصد هنا قطعا تلك الممارسات الهادئه وغير المضرة بالغير والتي يؤديها المسلمون من اللاجئين دون ألمساس بسبل الحياة العامة المحيطة بهم ، وانما أولئك الذين ينطلقون من وضع يوفر لهم الحرية في الحركة والتفكير والتعبير عن الذات ، فيعمدون لاستغلال هذه النعم في التمادي والاضرار بالمجتمع ، فقد روى مدير إحدى القنوات التلفزيونية العربية واقعة حدثت في الشقة المجاورة لشقته حينما كان لاجئا في بريطانيا كيف قام جاره العربي المسلم بذبح شاة كأضحية للعيد وعلى رصيف الشارع المقابل للعمارة التي يسكن فيها ، مسببا حرجا بالغا للسكان وخاصة الاطفال ، مما اضطر الشرطه للقبض عليه ومحاسبته وهو يصرخ ويلعن الكفر وأهله .. ولدي العشرات من الحالات المشابهة أسوق بعضا منها علها تعيننا في ايجاد تفسير معقول يبين موقع أقدامنا بين الأمم .

أولا - يقوم الآلاف من اللاجئين المنتمين للبلدان العربية بإحياء شعائر لا تمت للتحضر بصلة ، ولا توحي بأية علاقة من قريب أو بعيد بطبيعة السنن المتعارف عليها عبر التاريخ الاسلامي برمته ، وهي لا تعدو كونها فعاليات رسختها أنظمة دينية بعينها في المنطقة ، الهدف منها هو ترسيخ عنصر السيطرة وتوفير أسباب التخلف ، وغدت هذه الشعائر وكأنها سمة من سمات السلوك الاجتماعي غير المنفصل عما يجري في الوطن الأم ، بحيث يتم التعامل بها رغما عن أنف السلطات والأنظمة القائمه ، وإلا فان تهمة الكفر ستكون جاهزة ومعد لها لتبث عبر ما يتيسر من شاشات عربية معنية بالنشاطات الدينية الموجهه .

ثانيا - يحاول الكثير من اللاجئين العرب ، اتباع وسائل التحايل على دوائر البلدية والمكلفة برعايتهم ضمن اعانات اجتماعية تقدم لهم شهريا ، وذلك من خلال اختلاق شتى الاعذار لزيادة تلك الاعانات دون وجه حق ، ناهيكم عن ابتكار وسائل اخرى للقيام بسرقة التيار الكهربائي وغيره من بقية الخدمات المقدمه لهم مقابل أجر ، الى الحد الذي دفع البعض منهم للقيام بما يسمى بالطلاق الكاذب بغية الحصول على زيادة في المنح النقدية للدوله .


ثالثا - في واحدة من أكثر ظواهر الحياة نفاقا وازدواجية في عكس المشاعر ، يعمد الكثير ممن متعتهم الظروف بنعمة العيش في دول كفلت لهم حريتهم الشخصية والجسدية والفكرية الى التغني بأوطانهم ، في حين أصبح بالامكان العودة اليها في أية لحظة دون ان يتهددهم خطر ما غير أنهم سوف يعودون الى غياهب التخلف والأمية واللاقانون ، والمصيبةالكبرى هي أنهم مع حنينهم المنافق هذا يقومون بشتم البلدان المضيفة لهم وتكفيرها ولعن مجتمعاتها على الغادي والرائح دون سبب يذكر غير نكران الجميل والتمادي في عكس الشخصية الموغلة في تخلف المشاعر والازدواجية المزمنة ، مستغلين سعة صدر حكومات هذه الدول وتعاملها الأنساني معهم وبشكل يدعو للأعجاب .

رابعا – لم يحدث أن سمعنا بتطور علمي أو تقني وسيط قد بدت علاماته في تركيبة هذه الشريحة من اللاجئين رغم توفر المجالات الواسعة لهذا التطور ، بل على العكس تماما ، حيث جرى التركيز على عقد تجمعات دينية ومذهبية ساهمت في إضفاء طابع العنصرية وإذكاء روح العدوان لدى التجمعات المتطرفة في دول اللجوء ، حتى بلغ الأمر في بعض الحالات أن نشطت مجاميع من اللاجئين العرب وبتأثير من اللوبي الديني العربي السلفي باتجاهات خطرة الهدف منها إظهار الاستخفاف بالمشاعر العامة ، واستباحة البنى التحتية المملوكة للمجتمع من خلال ممارسات همجية ضارة بحجة محاربة الكفر والانتصار للأمه .

ترى ، ماهي الاسباب المنطقية وراء هذا الاصطباغ غير الحميد في النهج التربوي لهذه الشريحة من اخواننا وابناء جلدتنا ، حينما تحل بهم كارثة منح الحرية على غير ما تعودوا عليه في بلدانهم العامرة باحترام كل شيء الا حقوق الانسان ؟ .. ما هي الدواعي المتأصلة في نفوس ابنائنا كي يشكلوا عقبة كبيرة للقائمين على تسيير نظم الحياة في بلدان تعودت على احترام النظام ؟ .. أيمكن أن يكون لذلك صلة ما ، بما يقال احيانا بان الحضارة العربية قد توفرت لها أسباب الانقراض ؟ .. أم أن تربيتنا العرجاء والنابعة من إرثنا الديني الموغل في القدم هو السبب في ذلك كله ؟
انه أمر أمر مطروح للحوار.



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألعقلية العربية لا شأن لها بثقافة التغيير والديمقراطيه
- عشق غير مألوف
- متى ياعراق ؟؟
- سجال متأخر .. حول ضرورة وحدة قوى اليسار في العراق
- ألعوائل ألعراقية بدأت تسكن القبور ... أيها المحللون لواقع ال ...
- قوى اليسار في العراق .. بين أفعى الشيخ ( دبس ) .. وموفد المر ...
- حزن القاتل
- ليكن لكل واحد من ربه .. وليسقط السادة والشيوخ والكهنه
- لقاء .. ومطر
- ألشخصية العربية .. بين حرية السلوك .. والأرث الديني المتأصل
- لقيطة .. وقضيه .
- كيف لأمة أن تحيا وفيها من يحكم على المرأة بالفجور، لو كشفت ع ...
- ألشعب العراقي بين رحمة جامع ( براثا ) وفلسفة الرضوخ للعقل
- لنعمل معا من أجل وحدة الصف العلماني التقدمي بكافة أطيافه وتو ...
- بين أضرحة وفقراء .. وحناجر تهتف للسماء .. ألعراق يعيش ألأمل ...
- لا زلنا نتصدر قائمة ألأمية في العالم
- ليتوقف فورا تنفيذ حكم الاعدام بالنساء العراقيات في سجون بغدا ...
- علمانيون ومتعلمنين .. ظاهرة جديده تستحق الانتباه !
- أطفالنا يهددهم مستقبلهم المشحون بالوباء .. أين الحل ؟؟
- لماذا الدين الاسلامي دون الاديان الأخرى ؟؟


المزيد.....




- إجلاء مئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخيمات في ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخي ...
- وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت
- نائب مصري يحذر من خطورة الضغوط الشديدة على بلاده لإدخال النا ...
- الأمم المتحدة: فرار ألف لاجئ من مخيم إثيوبي لفقدان الأمن
- إجلاء مئات المهاجرين الصحراويين قسرا من مخيمات في العاصمة ال ...
- منظمة حقوقية: 4 صحفيات فلسطينيات معتقلات بينهن أم مرضعة
- السفير الروسي ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا المستقيل يبحثان ...
- قرابة 1000 لاجئ سوداني يفرون من مخيم للأمم المتحدة في إثيوبي ...
- جامعة كولومبيا تكشف تفاصيل حول المحتجين المعتقلين بعد اقتحام ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - ألعقلية العربية وتصدير الأزمات