أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - العالم عندما القصيدة نثرا 2














المزيد.....

العالم عندما القصيدة نثرا 2


عبد العظيم فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 00:57
المحور: الادب والفن
    


طبعة لاحقة من ملحمة جلجامش

" أشعرُ بالغثيان : لستُ معتادا على الأزل "
بورخس

رغم أني صرتُ أعرفُ مآلي ، في لعبة المصائر ، إلا أنني شعرتُ ، فجأة ، أن عظام أمواجي قد نخرتها طحالبُ الخلود التي تطفو على مياه الأبدية ، فلم أعد ذلك الولد الذي يرتجفُ ، على وقع أقدامه ، هيكلُ العالم . هكذا عبرتُ المحيطات وجزر الظلام ثانية ، لكن من دون الحاجة لأن أمر بما مررتُ به سابقا ، إذ لستُ أرغبُ بشيء سوى أن أسمع سدوري : صوتُها الذي يبلبلُ السحنة الداخلية للعصور ، وهي تردّدُ ، كشاعرة انصهرتْ بأبجدية الحكمة ، نصيحتها الرائعة .

لعله من الشـِعر أنها لم تفكر ، لحد الآن ، بطباعة مجموعتها الشعرية ، عكس الكثير من الحمقى في هذه الايام ، ومنهم أنا الذي التهمتْ ملحمتي ملايينَ الألواح ، حتى نفد الغرينُ ، حتى فقدتْ اوروك خصوبتها ، حتى أنَّ الافاً من الكتبة طعنوا قلوبهم بالمسامير وانتحروا ، قبل أن أنتهي من سرد أكاذيبي الرائعة عليهم .

بعد كل هذا الطواف بين الأزمنة ، بين الوحوش والنساء والفنادق ، لا أحد يصدّقُ أن عناء الوصول الى سدوري ، والنومَ معها في سرير واحد ، وحده ، هو الخالد ، وإلا كيف افسّرُ المللَ الذي يكتسحني جالسا الى جوار آتونابشتم ، ولا عمل الا التلصلص على الكون بمنظار مقرّب : ارى الى موكبٍ من ألف جلجامش ، او أكثر ، يقفون عند باب الحانة ، وفي ممرات أحلامهم ترفرفُ مناجلُ صدئة ، لكثرة ما تسرَبتْ رطوبة ُ الخلود الى رؤوسهم .

ـ " لا بأس ..
اريدُ أن أكون في آخر الصف ،
هذه المرّة "

أقول ذلك لجلجامش مراهق ينتظر دوره ، من أجل أن يأخذ نصيبه من معسول وجه سدوري النادر تكراره ، كتذكرة سفـر توصله الى آتونابشتم . وفيما هو يدخن سيجارته متابعا ، عبر التلفاز ، أنباء حمامة الطوفان التي عادت الى السفينة ، وهي تقود سربا من الطائرات الحربية ، أهزُّ رأسي إذ أرى الى جسده الذي صار نحيفا كالناي ، لكثرة ما حفرتْ الأهوالُ من ثقوبٍ في حياته : كنتُ قد صادفته يفرُّ من اوروك ، ذات ليلة ، على ظهر زورق من القصب ، بعد أن أخذتْ بلبه مغامراتي ، فتغاضيتُ عن إعتقاله ، مفضّلا أن تأخذ عقوبته شكلَ هذا الترحال الذي لا معنى له :

لقد كان عليه أن ينتظر ، على الأقل ، حتى اضيفَ هذه القصيدة الى ملحمتي ، في طبعة لاحقة .



#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم عندما القصيدة نثرا _ 1
- احبكِ عدة مرات في حب واحد .. ( 2 )
- احبكِ عدة مرات في حب واحد ( 1 )
- اغنية متأخرة الى سدوري ..
- اغنية من قعر زجاجة
- اغنية التحليق بريش النثر ..
- اغنية أمشي ضائعا في جمالكِ ..
- اغنية كيف يكون الجمال صاعقا
- ملف : جان دمو الساطع كصلاة صباحية / رؤيا اخرى وقصائد ضائعة
- صورة كمال سبتي في شبابه
- اغنية عندما يعود السندباد الى بيته
- اغنية البلبلُ المشرَد
- كيف خسرتَ الوردة ، كيف ربحتِ العاشقَ ؟
- بورتريه المخلّص
- أغنية لتحطيم أنف العالم
- كمشة فراشات
- اغنية جمعية الشعراء الموتى
- اغنية عقيل علي
- ساحر من ألف ليلة وليلة
- أغنية حب بغدادية ومدينة الاشارة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - العالم عندما القصيدة نثرا 2