أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد أبوعبيد - أمّةٌ تناقض ما تتباهى به














المزيد.....

أمّةٌ تناقض ما تتباهى به


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2759 - 2009 / 9 / 4 - 14:22
المحور: المجتمع المدني
    


بمنأى عمّا يلج في مصطلحات الأمّة والقومية والجنسية وما يخرج منها، فليكن الموضوع "مؤمَّماً" نظراً لتأميم مصادر فخرنا وأسباب تباهينا. فإن كنا أمة تتباهى بصدّها ورفضها للشائعات، فإننا بمثابة المرتع الخصب، ليس لنمو وتكاثر الشائعة فحسب، إنما لتناقلها وتداولها كما لو حملتها طائرات تفوق سرعتها سرعة الصوت بمرات، حتى يجدها المرء هبطت على مسامع أبناء الأمة ما خلا أولئك الذين "فلْترُوا" آذانهم حتى يدخل ما يصلح إليها، ويُحْجَب عنها ما يفسدها.
ما يميزنا كأمّة ناقلة للشائعات، هو التعامل معها كما لو كانت حقيقة مثبتة بالأدلة والبراهين، ووفقه تصدر الأحكام على من تصيبه إنفلونزا الشائعات، حيث يتبوأ كل مستمتع بها منصب قاضي القضاة، فيُصدر حكمه غير القابل للطعن على الضحية، ويتوالى الأمر كما أحجار الدومينو إنْ لم يكن ناراً في هشيم عقولنا.
المدهش في الأمر، وما أكثر ما يدهش، هو أن ثورة الاتصالات بما فيها الإنترنت، والتي تيسّر لنفّاثي الشائعات أن يذروها شذر مذر، هي ذاتها التي يمكن تسخيرها للتحقق من أحاديث الأفك، فعلى الأقل، وبهذه الطريقة تتوافر لدى المتلقي الشائعة عينها والرد عليها، بيْد أننا أمّة، مع وجود استثناءات، وظفت أذناً واحدة وأقالت الأخرى من وظيفتها، وعلى هذا المنوال أيضاً نتعامل مع تكنولوجيا الإتصالات، باتجاه واحد من دون أن نحاول خوض تجربة التحقق من مسألة ما. ولِمَ التحقق أصلا ً ونحن نستهلك أكثر مما ننتج لذلك نستهلك الشائعات ولا ننتج بيّنات!! .
إن تجربة التحقق من مسألة ما على المستوى الفردي ليست في حاجة إلى جهد مثل الذي يبذله رجال التحقيق الذين يتعاملون مع قضايا تحمل حيثيات وفيها أدلة وبراهين وبالتالي مآلها أروقة المحاكم حتى تصدر أحكامها. كل ما يقتضيه الأمر عدد قليل من الأسئلة يطرحها متلقي الشائعة على نفسه، ويجيب على نفسه، وفي مقدم ذلك التعامل في بادئ الأمر مع أي خبر يشاع على أنه شائعة ما دام جِبِلّ كثير متفقين على أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. لو اتبع أبناء الأمة هذا الديْدن لصارت محاكم الأفراد عادلة، ونجا الكثير من إشاعات لاحقتهم ومنهم من نشَبت أظفارها في لحومهم .
المفارقة أنه لو كان ثمّة خبر من النوع "الممتاز" ويتحدث عن إنجاز، لبدأ انتشاره على ظهر سلحفاة بينما أحاديث الأفك تمتطي ظهور الأرانب. وكم سيكون من العدل لو انعكست وسيلتا نقل الأخبار، فأبسط الأمور أن السلحفاة ليست بطيئة فحسب، إنما قد ترتاح أياماً إذا مشت بضع خطوات، وتخيلوا حينها لو كانت الشائعات على ظهرها إذا كان لا بد لها من التنقل بدل الوأد.
ألسْنا، إذنْ، نناقض بسلوكنا ما نتباهى به، خصوصاً وأنه في أكثر من موضع في القرآن الكريم حثٌ على أن نتبيّن من أي نبأ حتى لا نصيب قوماً بجهالة فنندم .




#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتذكرُهم حين باتوا ذكْرى
- ثوْرة أكثرُ نعومة
- سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال
- ديكتاتوريّاتنا الفردية
- فلنُعَرِّبْ.. إنّهُم -يُعبْرِنون-
- جاكسون العربيّ
- رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها
- لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة
- أقزام في الانتماء
- و كثيرُنا كان قليلا ً
- المُسْتثقِفون
- من يمنح من؟
- المدينة الفاضلة كما أراها
- إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط
- عام جديد وما انجلى الصدأ
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم
- صواريخ عقل – عقل
- تفكير مثل الرصاصة
- فياغرا فكرية


المزيد.....




- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد أبوعبيد - أمّةٌ تناقض ما تتباهى به