أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - صرخة الأتحاد المشرفة














المزيد.....

صرخة الأتحاد المشرفة


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 06:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حدث اليوم (الأربعاء 12-8-2009) في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين شكل منعطفاً مهماً وجوهرياً في دفاع المثقف العراقي عن حريته وقيم الديمقراطية التي يحرص على تعزيزها. ولقد اختزل الصوت المدوي الذي أطلقه رئيس الاتحاد فاضل ثامر ما كان يحتبس داخل صدور الكثير من المثقفين والكتاب والفنانين والصحافيين والإعلاميين من الناقمين على التخبط الأعمى الذي تقوم به الأحزاب الماسكة بالسلطة، واستهتارها العالي بكل القيم والأخلاق والأعراف الديمقراطية والمدنية.. يكفيك أن تقف في أي شارع من شوارع بغداد وتراقب مواكب المسؤولين من هذه الأحزاب لترى بأم عينك التصرفات الهمجية التي يقوم بها أفراد حماية هؤلاء المسؤولين بمباركتهم وتشجيعهم.. هناك استهتار عال يتجلي بتصرفات مسؤوليي دولتنا وهناك استهانة مبتذلة من قبلهم بكل ما يجب عليهم أن يراعوه ويحترموه من بنود الدستور والقوانين المرعية بالبلاد، بل أن هناك تضامناً رخيصاً بين بعضهم في التستر على جرائم الإرهاب والفساد والتعمية عليها وعدم فضحها خوفاً على مكاسبهم ومراكزهم. ويكفينا أن نتذكر سؤالاً مخيفاً يقول: لماذا لم تنجح جميع مؤسسات الدولة الرقابية بضمنها البرلمان ولجنة النزاهة فيه وهيأة النزاهة (المستقلة) ومكاتب المفتشين العامين في الوزارة في الكشف عن ـ ومحاسبة أي من مرتكبي ـ الجرائم الكبرى التي حدثت وتحدث في البلاد؟
هناك نقمة عالية المستوى، وهناك احتباس كبير وهائج يعتمل في الصدور ومع ذلك لا ترى أو تسمع من مؤسسات الدولة والذوات الماسكة بإداراتها أي احساس بهذا الهياج، ولن يفهم هؤلاء فداحة الأخطار التي يقومون بارتكابها إلا عندما يثور عليهم الشعب ويخرجهم من هذا البلد بالركلات والصفعات والشتائم.
اليوم كان اتحاد الأدباء والكتاب مكتضاً بمثفي العراق، نعم غابت الكثير من الأسماء، واختفى بالتالي الكثير من متلوني الوجوه ممن لا ترى لهم (طلة مباركة) إلا في المواقف (عالية المكاسب ومأمونة الأخطار) لكن مع ذلك كان الحضور مشرفاً وكان الموقف مدوياً وكان الثبات أكثر من رائع.
أبارك للاتحاد صولته الشجاعة ضد قوى الظلام ممن حاولت أو تحاول المساس بحرية الرأي أو تخويف المثقفين وكسر أقلامهم، ولا يفوتني أن أضع علامة استفهام كبيرة جداً (وسوداء) أزاء الموقف المتخاذل لنقابة الصحافيين التي اكتفت بالمراقبة السلبية وهي المعنية الأولى بالموضوع، كان الأولى بالنقابة أن تدعوا لما دعى إليه الاتحاد، وكان الأولى بنقيبها أن يصرخ الصرخة التي أطلقها الناقد فاضل ثامر رئيس الاتحاد، لكن ما يؤسف له أنها وقفت موقفاً أقل ما يقال عنه أنه متخاذل.
شخصياً توقعت أن تدعو هذه النقابة إلى اعتصام، أو تدعو جميع الصحف إلى التوقف عن الصدور، أو حتى تدعو المؤسسات العالمية المعنية بحرية الرأي إلى حملة تضامن تقف بها ضد محاولات تكميم أفواه المثقفين العراقيين. لكنها لم تخطو أياً من هذه الخطوات الأمر الذي يعزز الرأي القائل بأن أغلب نقاباتنا ومؤسسات مجتمعنا المدني هي في حقيقة أمرها دوائر مكاسب ومحلات للضحك على الذقون. حرية الرأي كانت على المحك والديمقراطية كانت على المذبح والنقابة كانت باردة برودة المقابر.
أكرر شكري واعتزازي بموقف اتحاد الأدباء والكتاب، وأقف متضامناً مع كل كلمة قالها رئيس الاتحاد وبالأخص تلك التي عبر خلالها عن استعداد المثقفين لتلقي الرصاص بصدور عارية دفاعاً عن حقهم بقول ما يجب عليهم أن يقولوه. وتحذيره عالي النبرة لكل من تسول له نفسه مجرد التفكير بتخويف الأقلام النبيلة من التصدي لفساد الفاسدين وجرائم المجرمين.
نحن قادة الرأي ونحن القادرون على حماية البلد من ذئاب السياسة ووحوشها الكاسرة.




#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذيل الناخب
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة التاسعة)
- احمد عبد الحسين
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الثامنة)
- مدافع الجنرال
- طقوس وطوائف
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة السابعة)
- احزان علي الوردي
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة السادسة)
- عكازنا مكسور
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الخامسة)
- موتنا الفاخر
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الرابعة)*
- انتحار سياسي
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الثالثة)*
- خطر الكويت
- علامة تعجب
- لعنة ابليس
- أدباء ومعاول
- اعترافات آخر متصوفة بغداد الحلقة الثانية*


المزيد.....




- مسؤول أمريكي لـCNN: سقوط قذائف بالقرب من موقع تفريغ لرصيف مس ...
- حزب الله ينفذ 11 عملية ضد القوات الإسرائيلية ومواقعها العسكر ...
- لماذا علقت الولايات المتحدة شحنة أسلحة تضم قنابل ثقيلة الوزن ...
- إيطاليا تمنع طائرات المنظمات غير الحكومية من الإقلاع من جزر ...
- رفح.. نزوح قسري جراء الضربات الإسرائيلية
- رفض فلسطيني لاحتلال إسرائيل معبر رفح
- صافرات الإنذار تدوي في الجولان السوري المحتل
- بيسكوف يدعو لعدم تهويل صعوبة المباحثات الروسية الأرمنية
- جبران باسيل لـRT: حزب الله لا يحقق شيئاً للبنان بحربه لمساند ...
- عضو بالكنيست الإسرائيلي: إما صواريخ أمريكية دقيقة أو سنقوم ب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - صرخة الأتحاد المشرفة