أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامان كريم - تعذيب الديمقراطية، ديمقراطية التعذيب !















المزيد.....

تعذيب الديمقراطية، ديمقراطية التعذيب !


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 827 - 2004 / 5 / 7 - 06:40
المحور: حقوق الانسان
    


أجسام مشلولة ومعلقة رأسا على العقب بالسقوف وبالشريط البلاستيكي، إخماد جمرة السيكاير بأعضاء جسم السجين، والتعذيب النفسي الواضح، صور مرعبة في سجن أبو غريب، وحالات عديدة لقتل تحت التعذيب،هذا السجن سيئة الصيت داخل العراق وخارجها أبان حكم البعثيين المقبورين إعلامياً، و يأخذون دورهم القيادي في الفلوجة علنياً. التعذيب المروع، هذا الذي حدث ولكن صدقوا ليس من قبل جلاوذة وجلادي البعث بل هذه المرة من قبل جلادين في العراق الجديد، جلادين يتقنون أرقى التقاليد الديمقراطية، أخذوا تربيتهم وثقاتهم في مدارس ودورات البنتاغون والمخابرات الأمريكية، والجيش الملكي البريطاني، يعلمون كيف يلقون دروسهم الديمقراطية، وكيف يعرفون أنفسهم للمعتقلين وكيف يعلمهم معنى الديمقراطية وحقوق الإنسان وإلى آخره من هذه الترهات الإعلامية المأجورة. نعم جلادونا الجدد جاءوا عبر البحار ليقولوا أو ليثبتوا إنهم لديهم أرقى ما وصلت إليه تكنولوجيا التعذيب، هذا هو تعذيب الديمقراطية، أي الديمقراطية يؤذي الإنسان والسجين كما هو الحال أبان حكم القوميين أو الحكم الإسلام السياسي في إيران والسعودية. هؤلاء الأوباش الحاكمة لا يتورعون تحدي حتى لتلك الحدود الحمراء الذي رسمته ميثاقهم وحقوقهم للإنسان، تلك الحقوق الذي هم قدموها للوئام والسلام العالمي. ولكن لا بأس لأن بوش "يشعر بامتعاض إزاء سوء معاملة المعتقلين" ويقول " هذه الممارسة لا تعكس طبيعة الشعب الأمريكي" بالطبع لا تعكس طبيعة الشعب الأمريكي و لكن يعكس طبيعته و أبوه و كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ استقلال أمريكا، و بلير أدان تلك الممارسات، ليس هناك عار ما بعد العار !!.
أما بخصوص ديمقراطية التعذيب، تشبه بالضبط الديمقراطية الأمريكية في العراق في ميادين السياسية و الحريات الفردية والاجتماعية، فهي تحاول جاهداً إبعاد الجماهير عن أداء دورها الريادي أو حتى دورها الأدنى عن حسم مصيرها السياسي ودورها في سن الدستور... أي سياسة عصى الغليظة، هذه السياسية تمارسها جلادي الأمريكان في أبو غريب فهم يحددون أنواع و أشكال التعذيب الذي يروق لهم الذي يرتاح بها ضميرهم اللاإنسانية، كانعكاس لتصورهم لموقع ودور الإنسان في المجتمع، حيث إن تصور هذه الحكومة والطبقة البرجوازية الحاكمة، للإنسان في أرقى أشكاله هي فرد له حق التصويت في صناديق الاقتراع في دورات الانتخابية، لأن الإنسان بالنسبة إليهم " فرد" وليس كينونة اجتماعية له حقوقه وأرائه و طموحاته وحياته متعددة الجوانب. حسب هذا التصور لفرد، فله كامل الحرية في انتخاب بين الموت و الجوع أو العمل المأجور ضمن نظام الاقتصاد الحر الذي يحدد كافة الأمور من قبل الرأسمالي وضمن قانونه ودستوره. إذن هناك فعل و ممارسة وتصور هارموني منسق ومنسجم بين دور " الفرد" في منظور الرأسمال وحكومتها في ميادين الاقتصادية والسياسية وبين كونه معتقل تحت سلطتهم. في المعتقلات هناك عنف وإساءة و تعذيب وهتك كرامته، وفي الحياة الاجتماعية سلب حقوقه وحرمته وكرامته وقمعه بأشكال مختلفة. إذن هذه الممارسة هي ليست جديدة وليست أخيرة، هي تلك الممارسات التي نراه حتى في أفلام هوليود التي تمثل الثقافة اليمينية المتطرفة في أمريكا.
ولكن لا تنسوا أبداً إن للديمقراطية العالمثالثية نوعها الخاص بها، يستند إلى التعددية ولكن تعددية الحاكمة أو تعددية البزنس والرأسمال، وفي أخر المطاف تعددية للطبقة البرجوازية، في سبيل كبح جماح الحركة العمالية و تأمين عمل رخيص وعامل خامد، عليه ولكون جلال الطالباني له خبرة قليلة حول مسائل وقضايا الحكم، صرح حول هذا الممارسات الوحشية في أمريكا وقال " بالطبع يجب احترام حقوق الإنسان ولكن أعتقد إن الأمر ليس بالغ الأهمية مقارنة ما عاناه الشعب في الماضي" هذا هو كلام مطلوب لرجل إذا وقعت عليه رحمة أمريكية في إدارة بعض الأمور في العراق القادم. ولكن هناك مفارقة للويالات المتحدة فهي صاحبة لأشد الأنواع القسوة والتعذيب ضد المواطنيين الأمركيين أيضاً، وخصوصا ضد قادة الحركة العمالية، من له دراية قليلة بتأريخ الإدارات الامريكية يعرف كيف سحقت الحركة العمالية في هومستد في نهاية القرن التاسع العشرة، وكيف يقتل قادة الطبقة العاملة والشيوعيين في بلدان أمريكا اللاتينية و أندنوسيا هذا ناهيك عن فيتنام بالطبع. إّذن ليس غريباً وليس جديداً على الحكومة الأمريكية، بل هذه الأعمال الوحشية والإجرامية نابعة من صميم سياساتها المستمرة والمتواصلة لتركيع مناوئها. هذه الأعمال والممارسات الوحشية التي ظهرت على شاشة الشبكة سي بي أس الأمريكية أخيرا أو في آخر يوم من شهر نيسان، كانت قديمة ومنذ أشهر وكان البنتاغون على علم مسبق بها حسب اعتراف رامسفيلد، ولكن يعرضها اليوم مع رجوع اللواء الحرس الجمهوري إلى الفلوجة وبقيادة اللواء السابق في فلوجة، مفارقة، ولكن لا أعتقد ذلك، بل كل ما في هناك، هي فشل الذريع للإدارة الأمريكية في إدارة أزمتها السياسية و إملاء فراغ الحكومة في عراقها الجديد، فشل على كافة المستويات، فشل في توفير الأمن والاستقرار فشل في صد الإرهابيين وهي راس الإرهاب، فشل في توفير العمل و الأجور المناسبة لموظفين والعمال، فشل متراكم، أدت إلى إعادة البعثيين، بعد أن أعلنوا إجتثاثهم من قبل أحد مأجوريهم " أحمد جلبي". وتلوح الإدارة الأمريكية أو سلطتها المؤقتة في العراق، بالسيف والقسوة الصدامية في الفلوجة حيث أعاد ت قادة من الحرس الجمهوري جاسم المحمدي، الجيش الذي تمثل القتل الجماعي وجيش لتركيع العراقيين، وفي الوقت نفسه تشهر بتعذيبها للمعتقلين تعذيب الذي اشتهر به صدام حسين وزبانيته، إذن الصورة واضحة. هذا هو " العراق الجديد" بدون أي تعليق.
ولكن مع غطرسة وعنهجية الأمريكية القسوى، كانت هناك ضد هذه الممارسات الوحشية اعتراض عالمي على صعيد الحكومات و الرأي العام العالمي، بحيث سرعت الحكومة الأمريكية لإعلان عن توبيخ والتحقيق مع ستة من زبانيتها و جلاديها وأطلق سراح 312 سجيناً عراقياً. هذا جواب أو رد الإدارة الأمريكية اليمينية، ولكن بإعتقادي إن المجرم الأول هو هذا النظام الراسمالي الذي تطاول على كل ما هو إنساني كل ما هو حق للإنسان، نظام الذي يحاول منذ عقود وتحديداً منذ سقوط جدار برلين نظامه الخاص به، نظام العالمي الجديد، المسؤول عن هذه الممارسات هو النظام الرأسمالي الذي لطخت أياديه بدماء الأبرياء منذ ولادتها. طالما هناك وجود لهذا النظام، ليس فقط البشرية ستكون ضحيتها بل البيئة أيضاً. المجرم هو هذا النظام، ويجب محاكمة الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي مقدمتهم بوش ورامسفيلد و كولن باول ورايس...



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الطبقة العاملة، أن تأخذ دورها الريادي في حسم الصراع السي ...
- الكذبة التاريخية الكبرى، و البيان الصحفي (150) لمجلس الحكم ح ...
- قانون إدارة الدولةالعراقية- الدستور المؤقت- وغطرسات الإسلام ...
- جماهير إسبانيا إنتزعت حقها من مغتصبها !
- لا يستتب الأمن والاستقرار‘ دون سيادة الهوية الإنسانية على مد ...
- مقابلة مع سامان كريم مسؤول الحزب في مدينة كركوك، حول وثيقة ك ...
- تقرير من كركوك
- نشاطات مستمرة ومتواصلة لحزب و منظمة حرية المرأة في كركوك ضد ...
- شعار الحزب يصبح شعاراً لمديرية شرطة كركوك - يجب منع الشعارات ...
- الحزب الشيوعي العراقي الدين، الاسلام السياسي والوطنية ! - ال ...
- الحزب الشيوعي العراقي الدين، الاسلام السياسي والوطنية ! - ال ...
- رؤساء بلا سلطة !
- حقيقة الصراع بين الجماعات الإسلامية الإرهابية، و الحزب الشيو ...
- الإسلام السياسي في العراق، يكاد يفقد ظهيره!
- نضموا أنفسكم، واتحدوا! حول - بيان الحريات السياسية -
- كلمات قادة اليمين، تنذر بالمستقبل المظلم لجماهير العراق! على ...
- الولايات المتحدة بعد قرار مجلس الأمن الدولي !
- ورطة المعارضة البرجوازية العراقية ! على هامش قرارات بول بريم ...
- التوآمان الارهابيان و القطب العالمي الثاني
- الوطنية-، شعار لتحميق الجماهير!


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامان كريم - تعذيب الديمقراطية، ديمقراطية التعذيب !