أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - السماء والموبايل.. وغرام صوتكِ














المزيد.....

السماء والموبايل.. وغرام صوتكِ


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2709 - 2009 / 7 / 16 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاأعرف من قال إن الشجن الذي يخلقه صوت المرأة يساوي عاطفة الف وردة من اجناس مختلفة. أنا تركت الشجن ورحت أبحث في اصناف الورد ، هل حقا هي الف ام اكثر ..فوجدت كتابا للواء ( مصطفى طلاس ) وزير الدفاع السوري في عهد المرحوم حافظ الأسد ، الفه عن الورد ( فقط ) فبدى لي غريبا ان يهتم جنرالا في الجيش وتوجيه المدافع واعناقها باتجاه عدو الأمة ان يهتم بالورد ، ولاتشعرون معي متعة البحث عن الورد وانا اتخطى الأصناف الالف ، لتمتلأ اعمافي بعطور كل شذاها هو بعض صوتك الذي يهمس في النقال عن احلام صغيرة ،ولكنها في مساحة روحي بحجم قارة.
هذا الجهاز العجيب لم انتبه اليه سوى مع لافتة واحدة وجتها معلقة في واجهة جامع في دمشق .تقول : ( اقطع اتصالك مع الخلق واجعل اتصالك مع الخالق.)
هذه الأنتباهة قادتني الى ان اعيد ترتيب شجن الصوت الذي تهمس فيه ذائقتك الغرامية والحوارية وما يسكن خلجاتك ، لأكتشف ان النساء في الموبايل يبحن اكثر مما في مكان العمل او وسائد الزوجية او في غرف اعشاش العصافير او مؤتمرات الثقافة والعلم ، انها في الموبايل تسرح مع ما يبهجها ، وعلي ان اوقف حدود هذه البهجة وانتبه الى معنى هذه الرقعة على باب الجامع فلربما اصل معها الى رؤيا مشتركة بين روح الموبايل وروح سجادة الصلاة.
فمدام الدين علم وعبادة ، فهذا الجهاز اجمل واحدث نتاجات هذا العلم.
أذن لنبتعد عن شجن صوت الانثى ( الوردة ) ولندخل مساحة السماء والموبايل وهمومننا المعصرنة بدبابة ورمش عارضة ازياء وآخر اخبار موت الحبيب الاسطورة ( زنجينا المدلل جاكسن ):
والعبارة أعلاه التي على واجهة المسجد تنبهُ المصلينَ إلى ضرورةٍ واجبةٍ لغلقِ هواتفهم النقالة وهم يؤمون الصلاة في المسجد..
هذه العبارة ، أخذتني إلى رؤى التخيل في ذلك الهاجس القديم الذي يشد البشر بما فوقهم . السماء الفسيحة بجهات لا تنتهي . القمر والنجوم والشمس والسحب ، تلك التي تسيرها قدرة القدير ، وتصنع لها على الأرض ضرورات لولاها لما كانت الحياة.
إذن هاجس الاتصال هو هاجس الأزل المصنوع من لحظة التأمل والتفكير ، ثم مشت الدنيا الى أقدارها الجديدة بفضل كتب السماء والرسل وصانعي الحضارات من أهل بلاد الرافدين وبلاد النيل وفلسطين والإغريق وأهل الجزيرة العربية والفرس وغيرهم من أقوام حضارات سادت ثم بادت...
هذا الهاجس ولد روحياً ، وتطور ليصبح لاسلكياً ، وبين الروح وخلايا (الانتكريت ) التي تكون المنظومة الأثيرية للهاتف النقال ، تمتد رؤى التواصل وتمشي الحضارات على أرصفة الأرقام ومعادلات الفيزياء وشرائع النصر والهزيمة ، وفي كل هذا هناك من يسعى لإبقاء الاتصال مع السماء أو البشر بطرائق لا تحصى ، فالجغرافية كان وسيلة اتصال خرائطها تعتمد على الخيول ثم انتهت الى طائرات الايرــ باص ، والعاشق كان يعتمد على الحمام الزاجل في اتصاله مع حبيبته ، فيما كانت أثينا تعتمد على العداء الزنجي الذي اكتشف المارثون ليبقي الملك الإغريقي متصلاً مع مجلس شيوخه..! .
حتى الصباح يتصل باليوم الجديد من خلال صياح الديك ..حتى صارت نغمة ( كوكو كوكو ) أشهر نغمات الهاتف النقال نوكيا..!
لكن كل هذه الوسائل مهما يطول عمرها تتعرض للعطب والاستهلاك وكاوية التصليح ومحلات الخردة ، فيما تبقى وسيلة الاتصال الروحي هي الأزل الباقي الذي لا يكلف البشر شراء جهاز أو عقد صفقات ترخيص عمل أو بناء أبراج ومنصات مركبات فضائية وموانئ بحرية وجوية.. .
لأن الخالق في قدرته الوجدانية وصنعته للكون جعل من الروح القناة الأولى التي تجعل البشر يسكنون إلى قناعة العيش والموت وما يصيبهم من قدر الدنيا ، فقير أو غني ، ملك أو عريف فصيل في جبهة الحرب أو مؤذن في الجامع أو كاتب عرائض في بوابة المحكمة الشرعية ، وظلت عاطفة الاتصال هذه تمثل أنموذجا متقدماً وعصرياً من نماذج الاتصال ، ومهما عملت سامسونج ، وغيرها من شركات وسائل الاتصال ( نوكيا ، وسيمنس ، وفيلبس ، وناشيونال ) فإنهما لن تسطيع أن تلتحق بمكنكة وتكوين هذا الاتصال الذي صنعه الخالق في مخيلتنا وفيه نستطيع عن طريق وسائل بسيطة لا كهربة فيها ولا مغناطيس أن نتصل ونتواصل مع أبعد نقطة في السماء الفسيحة حيث يدركنا وجد التحول والاعتقاد والحس إن نقطة ما في هذا الكون الفسيح وقد عرج إليها رسول الله ( ص ) .هي نقطة البدء الكوني وبمحاذاتها ما نتمناه من فراديس إن كنا صالحين في دنيانا ، ولنا السعير إن كنا عكس ذلك ، وتلك الأدوات تتمثل في وسيلتين غاية في البساطة ، هما ( الصلاة ، والدعاء ) وفيهما تستطيع أن تبحر أنى شئت وتتصل لتنقل لمن هو في العلو الأزلي أمانيك وأحلامك وخواطر دموعك وخفقات قلبك وكل شيء...
إذن وأنت في حضرة الخالق ، بين يديه ومساحة فضاءات طاعته والتوسل إليه بطلب رحمة ومغفرة عليك أن تقطع اتصالك بالخلق ، وتغلق الموبايل........... .
فكما يقول أحد المتصوفة الغارقين في مناجاة المنى والاتصال ( إن أثيري إليه دمعتي وحبل الوصل خفقة القلب ، والمصافحة شهقة روحي وأنا أموت لأجله )…
هذا الأثير الجميل ، يظل يخفق بالوجدان النقي والمجاني ، فيما أثير الهاتف النقال يخفق بخسارة الجيب وتعبئة البطاقة والرصيد... .
وبين تعبئة البطاقة ، وتعبئة دمعة العين لحظة ضياع الرغيف وعذوبة صوتكِ الرقيق كقطرات المطر على خد الوردة ، تولد روح المؤمن ونفترض لنا الوجود الحقيقي .الوجود الذي لا يدفعنا إلى خسارة وطن بسبب رغبة في مهاتفة حبيبة القلب بوساطة موبايل من النوع ( الهمر)*

هامش :
ـــــــــ ….
* الهمر : يطلق هذا الاسم في العراق على نوع من أنواع الموبايلات الحديثة ، تيمناً بالمدرعة الأمريكية همر التي يستخدمها الجيش الأمريكي في العراق..

زولنكن 15 يوليو 2009






#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسيقى أنت عمري وخصر شاكيرا ...
- من اسرار الديانة المندائية
- عندما تعشق المرأة القصيدة واحمر الشفاه...!
- بوذية الجسد .عري القصيدة . دمعة آدم
- مديح الى عوض دوخي ..وصوت السهارى..!
- نعش مايكل جاكسون ..نعش هويدي* ...
- في يوم وليلة ...
- النوم تحت أجفان هند رستم ...!
- قصيدة إلى الشهيد مايكل جاكسون ...
- طنجة ..والقصائد وعيون البحر والنساء
- معزوفات تحت أجفان المطر
- خواطر طارق بن زياد في طنجة
- قصص قصيرة لجدتي الخطيرة ...
- المرأة ، الرجل ( المسافة بينهما )...!
- طنجة ...وصناعة فردوس متخيل كقصيدة
- رائحة المكان الأول ...
- وردة الكاريبي بموسيقى معسكر التاجي()
- الروحاني الذاهب إلى عينيك
- داخل الوردة... خارج الشكل
- قصائد إلى نساء الهنود الخضر ..


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - السماء والموبايل.. وغرام صوتكِ