أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق الازرقي - حكوميون معارضون!














المزيد.....

حكوميون معارضون!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2709 - 2009 / 7 / 16 - 08:39
المحور: كتابات ساخرة
    


يحلو للكثير من المسؤولين في الدولة لدينا ان يتحدثوا عن مشكلات الناس ومعاناتهم في الوقت الذي لدى هؤلاء الكثير من الإمكانات القادرة على حل جميع تلك المشكلات خصوصا وان بعضهم يتبوأ مناصب لها علاقة مباشرة بالمال العام وخزينة الدولة.
لن تعدم ان تجد مسؤولا مهما في ائتلاف حاكم يتحدث عن انعدام خدمة الكهرباء او اكوام القمامة التي تملأ المدن العراقية خصوصا العاصمة بغداد كما اننا كثيرا ما نجد افرادا فاعلين في تلك الائتلافات الحاكمة يتكلمون بوجهين فهم حين يكونون في بغداد يكثرون الحديث عن استتباب الوضع الأمني وعن الاستثمارات والخير العميم اما في سفراتهم الى الخارج وما اكثرها فيطلقون العنان لمشاعرهم التي تتباكى على الكادح العراقي المحروم من الخدمات.
تذكرنا مواقف هؤلاء بوزير الكهرباء الأسبق ايهم السامرائي الذي كان أوجع رؤوسنا بمنجزاته الكهربائية العظيمة وبعد انتهاء وزارته وهربه الى خارج العراق تحت طائلة الاستيلاء على أكثر من مليار دولا تحدث الى وسائل الإعلام الاجنبية بصفته رمزا للمقاومة (الشريفة طبعاً).
يشير المراقبون الى ان الحكومة العراقية هي الحكومة الوحيدة في العالم التي يحكم فيها وزراؤها ويعارضون في الوقت ذاته وينوهون الى خطورة مثل هذا التناقض الدال على انعدام الخبرة السياسية فمن غير الممكن ان يكون الشخص مؤيدا ومعارضا في الوقت نفسه. من اجل ذلك نشأت ما يسمى بـ (حكومات الظل) في بعض البلدان ومنها بريطانيا مثلا وفيها يؤلف الحزب الخاسر في الانتخابات حكومة لا تحكم ولكنها تضع برنامجا بديلا عن البرنامج الحكومي القائم وتقوم بفضحه أنى رأت تأثيره السلبي على الناس.
اما ان تؤمن بالعملية السياسية وتشارك في اجهزة الدولة والحكومة ثم تنتقدها في الوقت نفسه وتزعم الاستقلال فذلك امر غريب يشير كما قلنا الى ان هؤلاء الناس طارئون على العمل السياسي ولقد خدمتهم المصادفة وحداثة العملية السياسية واحتقاناتها في الوصول الى سدة الحكم وهذا التخبط وغياب التصرف السياسي المطلوب ادى الى الإخفاق في إعادة بناء العراق برغم مرور اكثر من ست سنوات منذ التغيير في نيسان 2003 كما ادى الى استمرار دوامة العنف الذي يحصد ارواح الناس والى السكوت عن سرقة اموالهم وسيظل هذا الاخفاق قائما وسيتفاقم إذا لم يستقم الامر ويأخذ السياسيون الحقيقيون دورهم وهو ما نأمل ان يتم عن طريق الانتخابات العامة المقبلة بطرح برامج بديلة لأناس يمتلكون الكفاءة السياسية وليس مثلما حدث في السابق أي ان يؤلف سياسي فاشل حزبا او تجمعا جديدا ويقول انه مستقل فكيف تستقيم الاستقلالية مع بناء الحزب؟ ان بنا حاجة الى دراسة علم السياسة وتجارب الآخرين والاستفادة من أخطائنا ما دمنا مصرين على البقاء في الساحة وخوض غمار العمل السياسي.
وهنا نود ان نشير الى الحاجة الماسة الى إقرار قانون الأحزاب وتنقيتها من الشوائب التي لحقت بها والتي سببت كل تلك الكوارث إذ العبرة ليست بكثرة الأحزاب بل بقلتها وفاعليتها ولعل احد جوانب الإخفاق الأخرى لدينا هو تمسك بعض المسؤولين في الدولة بجنسياتهم الاخرى غير العراقية برغم مطالبتهم بالتخلي عنها. ان مثل هذا الأمر يُحدث تناقضا فاضحا ويحبط معنويات الناس وأملها بالإصلاح إذ ما الداعي للوزير او السفير او ذوي المناصب العليا في الدولة لأن يتمسكوا بجنسياتهم الاخرى ما داموا قد اختاروا العمل السياسي الفاعل من دون المواطنين الآخرين فإذا اراد المسؤول الاحتفاظ بجنسيته الاجنبية فليعش كمواطن عادي من دون ان يقحم نفسه في معمعة السياسة التي تحتاج الى الجهد والتضحيات.
ان تلك الأسباب وغيرها تؤدي بالضرورة الى ازدواجية في المعايير وفي الشخصية لدى سياسيينا ويدفع بهم الى تقمص الشخصية المعارضة في الوقت الذي يحكمون وهو الامر الذي ندعو لإزالته وسلوك العمل السياسي القويم والفاعل.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملفات الفساد هل تم ترحيلها الى الدورة المقبلة؟!
- تأنيث الطب!
- مشعلوالحرائق!
- زيادة عدد أعضاء مجلس النواب!
- شيوخهم ومفسدونا!
- مسوغات الكويت لإبقاء البند السابع
- التعديل الوزاري
- القائمة المغلقة توريث العمل السياسي
- وتبخرت وعود الكهرباء!!
- الائتلافات الانتخابية .. تكريس الفشل
- عن تقاعد أساتذة الجامعات
- جلسة مجلس النواب ليوم 12 مايس
- محاربة الفساد طريقنا للتقدم
- احترام العُملة!
- مكرمات لا تُنفذ!!
- محاولة إحياء جثة هامدة
- الدكاترة!
- تمديد عمل البرلمان العراقي .. مؤامرة خسيسة
- دوامة المشكلات السياسية والأمنية
- مفارقات النظام الانتخابي العراقي!!


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق الازرقي - حكوميون معارضون!