تمديد عمل البرلمان العراقي .. مؤامرة خسيسة

صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2628 - 2009 / 4 / 26 - 04:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

صدرت في الآونة الأخيرة بعض الدعوات من قبل بعض السياسيين الفاشلين لتمديد عمل مجلس النواب العراقي الى سنة أخرى إضافية لتصبح مدة الدورة الانتخابية خمس سنوات بدلا عن أربع فيما قال آخرون بأن التمديد هو لهذه الدورة فقط لأن بعض الأوضاع بحاجة إلى المزيد من النضج على حد تعبير هاشم الطائي من الحزب الإسلامي.
وذهبت التسريبات الإعلامية الى القول بان حزب الدعوة و جبهة التوافق هما اللذان يطالبان بالتمديد واعتبر الخبير القانوني طارق حرب ان مجلس النواب «ليست له اي صلاحية في التمديد حتى ليوم واحد». ووصف حرب السعي الى التمديد بـانه «نفخ في قربة مثقوبة لا يمكن ان يأتي بأي نتيجة». كما دعت كتل برلمانية كبرى الى احترام الدستور والتزام المدة المحددة فيه وإجراء الانتخابات في موعدها.
ان هؤلاء الذين يطالبون بتمديد الانتخابات نسوا او يحاولون تناسي رأي الشارع العراقي بهم ومطالبته بحل مجلس النواب اليوم قبل الغد بعد ان اثبتوا فشلهم في تلبية مطالبه بل ان المواطن العراقي ومن خلال استطلاعات الرأي يريد أكثر من ذلك. انه يطالب باختصار المدة الزمنية لمجلس النواب الى سنتين بدل السنوات الأربع بعد ان كان عانى طيلة عقود من تسلط الدكاتوريات البغيضة.
لقد كان لي رأيي الخاص نشرته في وقت مبكر بعد التغيير في عام 2003وطالبت فيه بجعل الدورة الانتخابية وبضمنها انتخاب رئيس الوزراء و كذلك رئيس الجمهورية لمدة سنتين بسبب تلك المعاناة وكي نفسح المجال لآخرين بأن يتسلموا الحكم بدل الفاشلين الذين يبدوا ان السنوات الأربع لم تكفهم لإشباع غرائزهم وجني الأرباح الهائلة لهم ولللمقربين منهم ابتداءً من الرواتب الفلكية وليس انتهاء بجوازات السفر الدبلوماسية والأراضي والشقق وغيرها والكثير منهم قد تمدد بمصالحه بفعل بركات مجلس النواب الى دول مجاورة وأخرى بعيدة.. فلماذا لا يطالبون بتمديد النهب!!.
لم يتعض هؤلاء النواب حين قاطع نصف الناخبين الانتخابات المحلية الأخيرة ويبدوا انهم أدركوا ان الشعب سيلفظهم حتما في الانتخابات العامة المقبلة نهاية العام الحالي فأخذوا يتكالبون على المطالبة بتأجيل الانتخابات واثقين من هزيمتهم.
ان الشعب العراقي يدرك ان استمرار عمل مجلس النواب الحالي لوقت آخر يعني مزيدا من الدم المهدور والضحايا العراقيين الأبرياء ومزيدا من الأرامل والأيتام ومن العاطلين وتدهوراً أكبر في الخدمات وسرقة أبشع لثروات البلد وغيرها من المآسي التي ارتبطت بهذا المجلس الذي ارتبط اسمه بأسوا القيم الانتخابية ومنها المحاصصة الطائفية والاثنية وعدم الالتفات الى شروط الكفاءة والمهنية عن طريق اللجوء الى القوائم المغلقة التي ضمت كل من هب ودب.
ان المطلب الشعبي ومن خلال استطلاعات الرأي يدعو الى الحل الفوري لمجلس النواب واللجوء الى انتخابات مبكرة بعد تغيير النظام الانتخابي ليكون على أساس التمثيل النسبي على وفق الأحزاب أو الفردي على وفق الأشخاص او أي نظام فعال آخر يتواءم مع وضع البلد و ينقذه من أزماته.
اننا نرى ان أي مطالبة بتمديد مدة عمل مجلس النواب العراقي هو بمثابة المؤامرة على مصالح الشعب وان المسؤولية الوطنية والإنسانية وحتى الدينية التي يدعي الكثير من اعضاء مجلس النواب تمثيلها تستدعي الحل الفوري للمجلس والسعي لإجراء انتخابات مبكرة إذ ان مصلحة الشعب والوطن أولى من مصالح السياسيين الخاصة التي يريدون ادامتها عن طريق الاستمرار في قبض المغانم على حساب حاجات الناس التي عطل مجلس النواب ولم يزل يعطل مناقشة الكثير من القوانين المتعلقة بها.
ان الدعوات الى تمديد عمل مجلس النواب لن تزيد الأمور الا تعقيداً وتؤدي بالضرورة الى تفاقم حالة التذمر من الوضع. ذلك الشعور الذي تجذر في المجتمع بفعل الأداء السيئ للمجلس الحالي.
واننا نعتقد ان السعي الى تنفيذ أمر تأجيل الانتخابات العامة وتمديد عمل مجلس النواب يدفع بالأوضاع الى مزيد من التأزم ويؤدي بجماهير الشعب العريضة المسحوقة الى رفض جميع ما تبقى من العملية السياسية بل وانكارها بمجملها وذلك أمر يجب ان يدركه السياسيون فالسياسة كما قيل فن الممكن.

#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل