صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 03:53
المحور:
الادارة و الاقتصاد
أعلنت وزارة النفط العراقية الاسبوع الماضي أن العراق يعتزم إقامة خط أنابيب جديد لضخ الغاز الطبيعي إلى سوريا بعد تجهيز المتطلبات لتنفيذ المشروع بالاتفاق مع الجانب السوري ويأتي ذلك بعد الاتفاق على تأهيل الأنبوب العراقي السوري الواصل من مصفى بيجي إلى ميناء بانياس على البحر الأبيض المتوسط والذي توقف عن العمل منتصف التسعينات من القرن الماضي و تبلغ قدرة الأنبوب التصديرية نحو 200 ألف برميل يوميا.
اننا لسنا ضد الاتفاقيات التي يعقدها العراق مع الدول الاخرى وبخاصة دول الجوار فيما يتعلق بالتعاون في مجال النفط والغاز إذ ان ذلك الامر سيرتب مزايا ايجابية كثيرة للجانب العراقي في مقدمتها الجانب المعنوي المتمثل بإنشاء علاقات متوازنة طبيعية مع دول الجوار ما ينعكس بالايجاب على تطور الدولة العراقية وتنامي قدراتها قوتها إضافة الى الجانب الاقتصادي والفوائد التي يفترض ان يجنيها العراق من هكذا اتفاقيات خصوصا وان الكثير من الغاز المنبعث من الحقول العراقية يتم حرقه في الجو من دون ان يتم الاستفادة منه وهنا لدينا مقترحا ً نعتقد ان بمقدورنا تنفيذه انطلاقا من ملاحظتنا لأوضاع الوقود في بعض دول الجوار في المنطقة ففي ايران مثلا يتم مد خطوط انبيب الغاز من المصافي الى البيوت مما يؤمن توفير التدفئة وحاجات الطبخ من دون معوقات ويسهل حياة الناس ويسهم في انسيابيتها ومثل هذا الامر يحصل حتى في دول غير منتجة للنفط والغاز مثل باكستان التي لديها شبكات لتزويد البيوت بالغاز في العاصمة اسلام آباد ومدن أخرى وكذلك في افغانستان ودول أخرى.
من هنا نقترح على الجهات المعنية في الحكومة العراقية ان تسعى لتوفير الغاز الى المواطن عن طريق تأسيس شبكات تمتد الى البيوت خصوصا في العاصمة بغداد كمرحلة اولى او وضع مخطط لتنفيذ ذلك الامر على وفق مدة زمنية محددة خاصة ونحن نشهد استقرار الوضع الامني في معظم مناطق البلد وان ذلك الامر لو تم والذي تستوفى عنه الدولة اجور رمزية من المواطن سيخلص الناس من الكثير من المنغصات المتعلقة بتوفير الوقود خصوصا في موسم الحاجة اليه ونعني به موسم الشتاء كما ان ذلك يخلصنا من التلاعب الحاصل في اسعار اسطوانات الغاز التي شهد المواطن ارتفاع اسعارها في مدد سابقة الى اكثر من 25 الف دينار للاسطوانة الواحدة وهي تباع الآن بنحو 8 ـ 10 آلاف وهو سعر مرتفع قياسا الى الوضع المعيشي للمواطن إذ ان أغلب العائلات تستعمل من 3 – 4 اسطوانات أوأكثر في الشهر. ان المواطن يناشد المسؤولين في وزارة النفط بالتخطيط منذ الآن لتوفير الغاز الى السوق المحلي بأسعار رخيصة وان يجري العمل على تنفيذ مشروع ايصال الغاز الى البيوت اسوة بدول كثيرة ولا بأس ان يترافق ذلك مع الاتفاقيات لتزويد الدول المجاروة بالغاز العراقي.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟