التعليم العالي تنصب فخاً لمنتسبيها!!

سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 2685 - 2009 / 6 / 22 - 05:01
المحور: المجتمع المدني
    

يثير الدهشة والاستغراب الممزوج بالالم ما يعيشه الوطن في المجالات كافة..واذا كان الانفلات الامني عصياً لغاية الآن عن السيطرة عليه لأسباب يقول المسؤولون أنها في الغالب خارجية(اقليمية ودولية)..واذا كان الفساد المالي المستشري في أغلب الوزارات والمؤسسات الحكومية يعود الى سياسة المحاصصة والتوافق كما يدعي المنظرون، فأننا نعجز عن معرفة السبب الذي يختفي خلف هذا التخبط في الأوامر الادارية التي يرتكز عليها العمل الوظيفي في الوزارات والمؤسسات؟وما الذي يجعل وزارة ما تسخر من منتسبيها وتحاول النيل والاقتصاص منهم(تثميناً وتكريماً لهم)وهي تحيلهم على التقاعد؟
أسئلة كثيرة وكبيرة يثيرها قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي باسترجاع رواتب التدريسيين الجامعيين الذين أحالتهم على التقاعد في وقت سابق لكنها،وبعد احتجاجات ومطالبات وضغوط،سمحت لهم بالاستمرار في الخدمة وصرفت لهم رواتبهم كما هي لسبب بسيط ومنطقي وهو أنها اعتبرتهم مازالوا مستمرين بأداء رسالتهم وواجباتهم وخدمتهم..حتى فاجأتهم اليوم بكتب رسمية تطالبهم باعادة الرواتب التي تقاضوها في الفترة ما بين اصدار أمر الانفكاك والاحالة على التقاعد(الملغى واقعياً وعملياً)،الى تاريخ اصدار الامر الاداري الجديد!!
أبهذا تكافئ الوزارة من أفنوا زهرة شبابهم في خدمة المسيرة العلمية والتعليمية والتربوية وتخرجت من بين أيديهم أجيال كثيرة؟أكانت الوزارة تستدرجهم كي يستمروا في الخدمة حتى يقعوا في كمين أعد لهم سلفاً؟ومن الناحية القانونية يحق لنا أن نتساءل لماذا تم صرف الرواتب لهم ان كان أمر احالتهم على التقاعد نافذاً؟!!
الأمر الاداري العجيب والغريب يولد كثيراً من الاسئلة التي لا نجد لها جواباً خصوصاً حين نسمع من المسؤولين دعوات متكررة لأصحاب الكفاءات كي يعودوا الى الوطن ويساهموا مع اخوانهم في بنائه واعادة العافية له، فكيف لهم أن يعودوا الى وطنهم وهم يرون أهم وزارة يفترض أنها ترعى العلم والعلماء تنكل بمنتسبيها،فضلا عن اننا لغاية الان لا ندري ما الذي حل بقانون الخدمة الجامعية .
الأمم المتحضرة تعنى عناية خاصة بالكفاءات العلمية وتستدرجها بشتى الاغراءات المادية والمعنوية لأنهم أس تقدمها وسر استمرارها وديمومة تحضرها،حتى أنها تلجأ في أحيان كثيرة الى سرقة العقول من البلدان الأخرى..وينبغي لكي نصل الى ما وصلوا اليه أن نحفظ كرامتهم في الأقل والا نفرط فيهم وأن نستغل قدراتهم وخبراتهم..وان كنا لم ننجح في اعادة الكثيرين ممن هاجروا منهم فالواجب الوطني يحتم علينا أن نرعى من بقي منهم لا أن نجعلهم ضحية للتخبط في القرارات وغياب الخطط الادارية الناجعة في ادارة الموارد البشرية..
قد يرى المسؤولون ضرورة أن يحال من تجاوز سنه(63)عاماً على التقاعد تماشياً مع القوانين والتشريعات النافذة لكن هل كان من الضروري اللجوء الى هذا الاسلوب في التعامل معهم عبر ايهامهم بأنهم مستمرون بالخدمة ومطالبتهم لا حقاً بسداد رواتب استحقوها بجهدهم وعرقهم وعملهم الذي لم ينقطع؟
أسئلة نتمنى على وزارة التعليم العالي الاجابة عنها ورفع الحيف والظلم عن هذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع.

#سعد_تركي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات