أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعد تركي - قريباً من دجى المنفى بعيداً عن حمى أهلي*














المزيد.....

قريباً من دجى المنفى بعيداً عن حمى أهلي*


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 01:00
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


المنفى والغربة خيار من لا خيار له، وطريق مجهول محفوف بالمخاطر والأهوال لمن سُدت بوجهه السبل والدروب..الغربة آخر الحلول دوما كما أن الكي آخر العلاج..المنفى عيش وسط أغراب لا يمكن لك أن تألفهم ويألفوك،وفي أفضل الأحوال يغدون(الأغراب)بعد أن كانوا أغرابا..
الغربة تيه في أوطان الآخرين التي لن تصبح يوما وطنك..المنفى والغربة في أبسط مفاهيمهما ابتعاد عن الأهل والأحبة،عن الشوارع الأليفة والوجوه المحبة،ابتعاد عن السماء الأولى كما قال سعدي يوسف.والعراقي كالسمكة(هكذا كان)ما ان يغادر الوطن للدراسة أو العلاج أو السياحة فأنه سرعان ما يعود يأكله الحنين والشوق الى البيت الذي شهد بكاءه الأول وضحكته الأولى،الى الشوارع التي ألفها وألفته،الى السماء يعد نجومها في ليالي سهره وأرقه..
تجربة العراقي مع الغربة والمنافي قصيرة ونادرة ولم تتسع الا مع بدايات الحصار الذي فُرض على العراق أوائل تسعينات القرن الماضي لتبدأ معه الهجرة الواسعة الى المنافي والتغرب في أصقاع المعمورة (يستجدون) تأشيرات الدخول وتصاريح الاقامة..ولأجل هذه الغاية ركبوا المخاطر وامتطوا الأهوال فمنهم (من قضى نحبه)ومنهم من ظل يحاول ويعيد الكرة دون أن يفكر ولو لمرة واحدة في العودة الى الوطن!!
الوطن ليس فكرة مجردة..الوطن أرض وسماء وأناس يجمعهم الحب والود والتآلف..فمن يدفعه جاره الى الرحيل عن داره يفقد الأرض التي تجعل من الأوطان شيئا مقدسا..ومن لا يمتلك شبرا من الأرض في وطنه ليست له سماء يحصي نجومها اذا برحه السهر..لقد تحملنا الا نجد في أرضك الواسعة الرحيبة مكانا صغيرا نعيش فيه ونسميه بيتا،لكننا لا نستطيع تحمل الا نجد فيك لمختطف مغدور قبرا -ليس جماعيا- يضمه بين أضلاعه..
ألم تبحث عن وطن يوفر لك لقمة العيش وتحت قدميك تنام ثروة تكفي لاطعام سكان نصف المعمورة،وجرح أن ترحل لأن طاغية ما مغرم بقتل الخيول البرية التي ترفض اللجام،وطعنة نجلاء في القلب أن يطردك جارك من بيتك ناسيا الخبز والملح ولهو أطفالكما و(عشرة السنين)..
وعلى الرغم من ذلك فأن(الملاذات الآمنة) لم تجلب لك شيئا غير اذلال الأشقاء ومنة الأصدقاء وفتات موائد البلدان الغريبة..فصرت عنوان محنة تتفاخر عواصم الجلادين فيها على شعوبهم بأنهم وفروا لقمة لم يوفرها جارهم لأبنائه،وأمنا ضاع في حرب لا رابح فيها،وشيئا أسمه بيت ما زال شاخصا حين تهدم على بعد خطوة بيت جارهم،صرت مثلا يُضرب لمن تجرأ على حكامه الطغاة ورفض اللجام والرسن..
عد-يا ابن بلدي- فقد أدركنا بعد سنوات خمس أن العيش في الوطن لا يمكن أن يُحتمل من دون ألوانه المتعددة المتناسقة..عد فمن دافع طيلة عمره عن أوطان الآخرين لا ينبغي أن يفقد وطنه..عد فقد عاد الأعظمي يتسوق من الكاظمية،وذهب الكاظمي الى الدورة لزيارة أصدقائه،وتزوج علي من عائشة..
عد فقد عاد أمرؤ القيس الى دياره بعد تجربة مرة قائلا بأسف:
ولقد طوفت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالاياب


**************************
*بتصرف من قصيدة(قصائد عن حب قديم) للشاعر محمود درويش



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري لم يعد الى وطنه يا درويش!
- أشكرك يا ربي..خلقتني زلمة!!
- المولدات الاهلية .. حمامات شعبية!!
- اليها..في الذكرى الثانية لرحيلها الأبدي
- شوكت ترجع؟
- ظنناك جواد الشكرجي..فاذا أنت أبو حقي!!
- قفاصة بلد الناس النزيهين!!
- زمن مضى..لكنه لا ينتهي*
- لست (مهند)..كما أنكِ لستِ (نور)!!


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعد تركي - قريباً من دجى المنفى بعيداً عن حمى أهلي*