أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعد تركي - عولمة الفقر والأوبئة














المزيد.....

عولمة الفقر والأوبئة


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 04:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لم يتفق المهتمون على تعريف العولمة، فكل ينظر إليها من زاوية مختلفة ففي حين يراها الاقتصاديون أنها حرية الاقتصاد وحرية انتقال الأموال والسلع والخدمات دون قيود ،يراها السياسيون أنها انتهاء الحدود بين الدول. ويتصورها رجال الفكر والثقافة أنها سيادة ثقافية واحدة على جميع ثقافات الشعوب الأخرى مما قد يؤدي إلى ذوبان هوية هذه الشعوب،أما الإجتماعيون فيرون أن العولمة هي تقسيم العالم إلى فئة أغنياء مترفين وفئة فقراء معدمين فتزيد بذلك نسبة البطالة.
روجت الدوائر الغربية ومراكز بحوثها كثيراً لمفهوم العولمة وصورته على أنه الحل السحري لمشاكل العالم حتى تيقن بعضنا أننا وفق هذه المفهوم سنتساوى بسرعة صاروخ مع العالم المتحضر في تقدمه العلمي والتكنلوجي والاقتصادي ونكون شريكاً معه في كل شيء,ما دمنا نتشارك العيش معه على هذا الكوكب.
غير أن ما حصل فعلاً خلاف ذلك فلم تتم عولمة العلم والتكنلوجيا وبدل أن نتقدم تأخرنا مراحل..وبدل أن نتساوى مع الغرب في متانة الاقتصاد وقوته ورفاه شعوبه,أستنزفت اقتصادياتنا وسُرقت ثرواتنا ووقعنا فريسة أزمة مالية عالمية.وكما يعرف الجميع أن المال الذي يخسره شخص ما سيذهب الى خزانة آخر!فأين ذهبت المليارات الطائلة التي خسرتها دول وأفراد خلال هذه الأزمة؟!صحيح أن هذه الأزمة قد طالت أفراداً من دول العالم المتحضر,لكن من يستبدل سيارة الفيراري بتويوتا ليس كمثل من يفقد بيته وعمله ولا يجد لقمة يقتات بها!
العولمة لم تستطع منحنا شيئاً سوى التفرج بلوعة على الحفلات الباذخة لتوزيع جوائز الاوسكار حين لم تستطع صناعة السينما عندنا من انتاج فيلم واحد يضع يده على جراحنا وآلامنا..لم تمنحنا شيئاً غير أن تشتت انتباهنا عن مآسينا وواقعنا المزري لنبكي دمعاً سخيناً لأن(نور)زعلت على حبيبها(مهند),ونسهر الليالي نتألم على(أسمر)الذي لم يعرف أن(نادين)هي صديقة طفولته(غزل)!!لم تمنحنا العولمة سوى مشاطرة (أوبرا وينفري)حبها للكلاب وخشيتها من البدانة!!قسّمتنا العولمة
-فضلاً عن انقساماتنا الطائفية والعرقية- الى (ملكي)و(كاتلوني)!!
نسينا-بفضل العولمة-أن شعبنا يذبح بسكاكين الارهاب المعولم وأن من بقي حياً منه تنشب في جسده الضعيف مخالب الفقر وغياب الأمن والسكن..نسينا برد الشتاء وظلامه القاسي الموحش, وحر الصيف بلياليه الساكنة الا من نغمات(البق) وبكاء الاطفال ولعلعة الرصاص..نسينا حاضرنا البائس ومستقبلنا المظلم المتجهم..نسينا كل ذلك ورميناه خلف ظهورنا ورفعنا آيادينا الى السماء ندعو الله أن يأخذ بعمر فخامة الرئيس حسني مبارك الذي أغضب الحسناء(بريجيت باردو)باصداره أمر اعدام الخنازير في بلاده دون أن ترتكب ذنباً أو تأتي منكراً سوى حملها لوباء معولم اسمه(انفلونزا الخنازير) فان يمت بضعة مصريين(وما أكثرهم) خير من موت خنزير بريء واحد!!
ليأخذوا باسم العولمة منا كل شيء وسنرضى بالظهور على شاشاتهم عراة جياعاً وقتلى يتصدقون علينا بفتات ثرائنا الذي سرقوه ما دمنا نرى على شاشاتنا (مادونا) و(أنجلينا جولي) تتجولان في بلادنا وتتبنيان أحد أطفالنا اليتامى, فهذه هي نعمة العولمة التي ما بعدها نعمة!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كعكة كان اسمها وطن!!
- الكلمة الطيبة ليست اثماً
- طوبى للفاسدين فأنهم آمنون!!
- لولا لطف الله وعبقرية المسؤولين!!
- سعدون جابر وقنابله الصوتية!
- قريباً من دجى المنفى بعيداً عن حمى أهلي*
- الجواهري لم يعد الى وطنه يا درويش!
- أشكرك يا ربي..خلقتني زلمة!!
- المولدات الاهلية .. حمامات شعبية!!
- اليها..في الذكرى الثانية لرحيلها الأبدي
- شوكت ترجع؟
- ظنناك جواد الشكرجي..فاذا أنت أبو حقي!!
- قفاصة بلد الناس النزيهين!!
- زمن مضى..لكنه لا ينتهي*
- لست (مهند)..كما أنكِ لستِ (نور)!!


المزيد.....




- أمين عام حزب الله نعيم قاسم يرد على تهديدات اغتيال خامنئي وو ...
- شبكة CNN تحقق في الضربات الإسرائيلية على مسؤولين إيرانيين با ...
- بالشرق الأوسط.. مواقع أبرز قواعد أمريكا العسكرية بعد التلويح ...
- شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئسية جه ...
- بوغدانوف: علينا حصر الصراع الإسرائيلي الإيراني وبذل كل ما في ...
- مصر توجه رسالة لواشنطن وطهران
- -روس كوسموس-: روسيا ستساهم في تحقيق أول رحلة فضائية لرائد إن ...
- بعد الإعلان عن اغتياله.. مستشار خامنئي: أنا حي ومستعد للتضحي ...
- عراقجي: لا تفاوض حول برنامجنا الصاروخي
- تقرير بريطاني: التفوق الجوي الإسرائيلي يهيمن.. لكن المعادلة ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعد تركي - عولمة الفقر والأوبئة