أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - هرمجدون















المزيد.....

هرمجدون


طارق العربي

الحوار المتمدن-العدد: 2673 - 2009 / 6 / 10 - 04:54
المحور: الادب والفن
    



لا قيامة تقلق الليل
و لا الحصار / لا صهيل السبايا أو حزن الأنهار
لاشيء يقلق ليلي / ولدُت أحملُ العَدَم
وأَذهبُ مع العَدمِ / ولدت هكذا
من دمع سُنبلتَينِ ذَابِلتينِ خَائَفِتَينِ على حَدِ
السيفِ / صَدقتُ النبوءة لان أُمِي أَرادت أَن
أُصدِقُهَا / وصَليتُ خِشيةً عَلى نَفسِي
وعَلى الأرضِ مِن قَلةِ المَطَرِ / وكَتَبتُ
لأني لست نبياً ليَأَتِينِي الوَحيُ آخرُ الليَل /
لأدفَع المَوت عَنِي كتبت / لأجل عيون أَبي
وأُختُه الأرض .... وكُنتُ أَخاف الله وأخافُ من صوت
كوابح الشاحنات حين تمر وأحسبها صوت اسرافيل ينفخ في البوق
/ لأهرب وأنام بحضن ألأم الوالدة
وكنتُ أَخَافُ من الجُنود عَلى أبِي
ألا يَعودَ أَخِر الليَل حَامِلاً مشمش الأرض / أو أن أموت فجأةً
أن أنام ولا أصحو مثلاً ، أو بخطأ الرصاص و أنا أعبر الشارع
إلى الرصيف الُمقَابل / أو أمرض باللوكيميا و أموت /
أو أرى في كوابيسي أني متُ فلا أصحو
قد يتوقف قلبي عَلى حرفٍ بِقَافِيةِ القَصِيدة ...
أو أَموت و أَنا أَكتُب هَذهِ القَصِيدة .. لا فرق
لا فرق بين أن أموت وأحيا ...إلا هَذهِ القَصِيدة

هرمجدون / مَن يَكتُب مَن ...أتَكتبنِي القَصِيدة أم الحَرب
تكتبني و تَكتُبهَا وتكتب لنا القَدَر/ القدرُ هون أن
التقي بِسيدةٍ جَميلة تحت المَطر
أو بِشاعِرة تُضيفُ للقَصيِدة فَرحَاً أخضر
وعُشبَا أَخضَر ..أخضرٌ أخضر
من يكتب من / سَرقنَا كُل مَا تَبقَى في الجرار
من عِنبٍ ..سَرقَنَا كُلَّ مَا تَبقَى فِي القَوامِيس
مِن لُغةٍ ..وذَهبنا إلى المَعركة بحَثَاً عَن الذهب
بحثا عن مجدٍ كتبه التاريخ للمنتصر !

لا شيء لا شيء يقُلقنِي
لا الأسَاطِير ..لا كلام الكتاب المقدس
/ لِي عَملِي عَلى قَصيِدَتِي وصلاتي فِي
آخر الليَل وأول الصبُح .. وصلاتي
لرب الوردَة في مُنتصَفِ النَهَار / لي هَذِهِ الأرض
أن أَبنِيها بعَملَي وازين جدولها باسمي ،ولي الجحيم وشِعرِيَّ الرجيم
وما شاء الوقت من وقتٍ حَتى تقَوم القِيامَة
على أهلها
ولا شَيءَ لِي.. لا اسمي لا يومي العادي لا البحر لا النهر
لا الأرض لا حُريَتِي .... لا شيء لي
مِن كُل هَذا سِوى عَتمَة قَبرِي ووجه الله

لا بَابل تُكذِبُ كهنتها ...ولا يَستَرِيحُ
كهَنة المَعبَد مِن التأليفِ ...النبوءة عَاجٌ على كلى النهرين
ورسمٌ عَلى الماَءِ ..لكِاهن خَاف عَلى كَلام السمَاء
أن يَضيِع ...وضاع مرتين / أو... وحَيُ شَاعِر مثلي
له التَأَويِل في طول الليَل ومَجاز العِبارَة في قصر النهارِ
كَتبَها لأقُول حين أَمشِي بِهواجِسهِ
كَتبهَا شَاعرهَا /
لَيسَت كَلامِي ولا كلام الوحِيِّ للأنبياء
أتكون الحرب ورب الولادة سَواء..!

هرمجدون /لا شأن لِي فِي الحَربِ /
ولا شأَنَ لك بِي ..أُريد أَن اربح مَزيداً مِن الوقَتِ
لاحيا / لأرى طفلي يَذهب إِلى صَفهِ الأول فَقط صَفهُ الأول
حُراً ويُغنِي للعلمِ /أن أَترك وردةً عَلى الرَصيف من أَثرِي
ليَمُر المُشاة آَمنِين مِن بَعدِي / أريدُ أن اربح مزيدا من الوقت لأحب
دُونُ تُخطِيطٍ مُسبق ... ودون تهيئ العاطفة لِشيءِ ما يُسمَى الحُب
كأن نلتقي أنا وهِي عِندَ طبيب الأسنان
ونتبادل أطراف الحديث عن أي شيء إلا عن... الذكريات والشعر والوطن المسبي
ونَمضِي مَعاً سعيدين بما اعد القدر لنا / لا شَأن لَكِ بِي .. خذي
وصَايَا الكِتَاب الُمقدَس ..خُذي مَا شِئتِ /قُدسِية البِلاد /أسفار الرؤيا
شَمس الصَيف/ أول الصبح / كلام الله / كَلام الجِدارِيات / قزح الامنيات / صَلاة القِديسَات / خذي ما شئت وأتركينا
واتركي لي بيتا صغير ..مترا بمتر وسريرا من خَشبٍ أو حَديد لا يهم
ووقتا للقراءة و الكتابة لأواصل حياتي سَعيدا راضيا بما أعد القدر لي /
لا شأَن لَكِ بي رُويدا ً..رُويدَاً تٌحبني الحَياة .. تَمتصنِي
كالناياتِ بليل العاشق الطَويل/ تخطفني بالجزر ..تحررني بالمد
تكتبني بهذا الامل
لا ِشأن لك بي

مَن كَتَبَكِ مَن ... من سَمَاكِ بِحرب الخَيرِ والشَر مَن ..!
عَاهِرة ونُصدقكِ
كَاذِبة ونُصَدقكِ
وكنتِ من رحَم قِديسٍ عاهر ونصدقكِ ...

يقول أبي كُن مُؤمِناً إن استَطعتَ يا بني كُن مؤمناً
واترك الأسئلة لرَب الأسئِلة ...وكُفَ عَن المَعصِية
وآمن بِشرِ وخَيرِ القَدَر ..و كُفَ عَن المَعصِية
وصلي وزكي وواصل صَوم الشَهر كلما زارك
واحفظ اسمي / وكُفَ عَن الَمعَصِية وكُفَ عَن الاسئِلة
و لَم اعصِ ... أُحب النِساء.... ولم أسكر لأفكر بِزوجَةِ صديقي
ليلا / ولم أصم الشهَرينِ الأَخيريَن
ولا أَدرِي السبب ... وأَهملتُ الوَقت لأتحايل عَلى العُمر
كَيف يَمضِي بين حِصارٍ واحتِلالٍ كيف يمضي ...!
يقول أبي كُن مُؤمِناً إن استَطعتَ يا بني كُن مؤمناً

وبابل..أَبدٌ زَائِل واسمَ الأوائل
خربشاتُ الأنبِياء عَلى الجداريات والخَواتِم
و نِشيد القَبَاِئل على عَتباتِ الأبدِ /... عَن مَاذا تبحثين ويبحثون
لا بَابِل هُنَا ... ولا هِي حَقِيقِية
ولا الأبد حَقِيقيٌ... ولا المَجدُ ...
المجد ....لِطفلٍ ذَهب للمَدرَسة وعاد يردد لحَن
النشيد الوطني / لامٍ تطبخ الحصا لأطفالها صبراً
لموظفٍ صَغير يَخاف الله في العملِ / لمِقَاومٍ اتصِل بِزوجَتِه
وسأل.... هل مُستقبلِي بِخَير / لعامل نظافة رفع كَسرة الخُبز عَن الأرضِ
المجدُ لمِن يُحبُون الحيَاة
المجدُ لمِن يُحبُونَ الحَياة
المجدُ لمِن يُحبون الحَياة ويتفانُون فِي العمَل


هرمجدون / مَا مِن رَسولٍ ليقول مِن أَينَّ الطَريق ..مَن أين
الفرسان ثبتوا خطاهم الأولى إِلى مَا لن يَبلغُوه
مِن الأَبَدِ / المَسيِح لم يَبنِ جِسراً فَوق النَهرِ لتَمر الجُيوش
وسُرفَات الدَبابات وأسراب الطائرات إلى بَيتِي/ هَذا بَيتِي
وبَيتُ الرب مِن قِبلي.. / هذا بيتي والسَهل من حوله
من المرج إِلى الجَليل ومِن المرج إِلى الجَنوب / سَهلِي / لي فيه شجرة زيتون
مبُارَكَة وحِجارة ابِني فيها السِلسلة والمتراس الأخير
ولي تَحت الشَجرة ..قَبيلةُ نَملٍ تَنبضُ بِلا كَللٍ ولا مَلَلٍ
تأكلُ مِن جِذعِ الشَجَرة.. هَذا النَبضُ نبَضِي
ولي هَذَا الحِصَارُ أكسره بِهذِه اللغة
في الأرضِ القِيامَة حيث الموت
منُتصبِاً كَالسيَفِ فِي خَاصِرةِ النهارِ

لَيلٌ يَطُول / نهارٌ يتضاءل ... لا شَيء عَلى شُرفَةِ
القَِيامَة / لا نهارٌ على شُرفَةِ الصبحِ / لا أفق في الأفق / أنا لا أحد
الكرمل يمضي بَعِيدَاً / حَيفَا هي حَيفَا/ لا ذَاكِرة لِي هُناك/ الحاجز
بَين نَابلس ورام الله قيامة أُخرى / المكان ضَيقٌ لا يتَسِعُ لاثنَين
المجندة تَبتَسِمُ لظِلِي/لم يَبق أَحد مِن بَني عَامِر ليَشهَد المعَركَة /
لا أُفكِر فِي القيِامَة /" أفكر بضابط المخابرات حين يسالني عن اسماءأبناء عمومتي
بمبنى الامن الجديد...لماذا يبنى " /
بالاشياء العابرة
بالحبلى ..
التي كانت تجلس بجانبي قبل قليل
هل المولد ذكرا ام أنثى
أفكر
بعلاقة اللغة بِالعَاطِفَة ... أُفكِرُ بالسيدة
التي كانت تجلس خلفي متحدثة عن كذبة السلام
بِكيمياءِ المَطر... بلون الليمون بعد المطر / فإن استَطعتُم أن تمروا ..
فمروا على جَسدِي
عَلى اسمِي على ا سم أبي ..على الغد الباقي
عَلى مَا بَقيَّ من يومِي ... مروا
لن اترك خندق النشيد



#طارق_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اماكن الحب والموت
- لا شي للدهشة
- إضاءات أخرى لتِشرين
- ثُلاثِيةُ الأَرض والمنفَى والوَجَع
- هنا والوَقتُ عَكَس حَيفَا
- أُحُبكَ بَعِيداً
- بيادر..إلى محمود درويش وكفى
- رَسَائِلْ مِنْ مُشاةِ الجَنَازَةْ
- عَنْ اللَيلْ
- مَنْ يَحمِينِيْ مِنْ ذَاكِرَتِيْ فِيكْ
- عن حصار المدينة
- إلِِى ثَائِرْ العَرِبِيْ بَعدَ النَفيْ
- بينَ قَذِيفَتينْ
- حَيفَا .. ظِلُ الله فَوقَ البَحرْ
- عن الجَمِيلاتِ أَكْتُبْ
- عشرون شظية في غزة
- بَلْسَممُ عِصْيَانِِ
- إنَمَا لِوجْهِ الله تَعَالْى أُعَرِيْكمْ
- لا تَقْلَقِي
- إِيَّاكِ وَالاقْتِرَاْبُ مِنْه .ُ..


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - هرمجدون