أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - إنها دعوة وأمل أو أمنية














المزيد.....

إنها دعوة وأمل أو أمنية


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2634 - 2009 / 5 / 2 - 10:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


خطوة جريئة بالتأكيد، خطوة لا بديل عنها لتحريك المياه الراكدة التي استقرت على سطحها عفونة عشرات السنين، ولو قدر لها النجاح سوف تصبح هذه الخطوة الجريئة قفزة نوعية نحو بناء مؤسسات حقيقية لمجتمع حي قادر على تصحيح أخطائه وتعظيم كفاءته.

هذه الخطوة الجريئة نحو تأسيس رابطة جديدة للصحفيين المصريين تعلمها الصحفيون من موظفي الضرائب العقارية الذين يحاصرهم حاليا الاتحاد العام لنقابات العمال مطالبا وزارة التضامن الاجتماعي بعدم الاعتراف بنقابتهم الوليدة، رغم عنفوانها وحيويتها، ورغم أنها ولدت من رحم التجربة الحية لنضال هؤلاء الموظفين أثناء اعتصامهم وإضرابهم مطالبة لحقوق تخلى النظام النقابي الرسمي عن التضامن معهم من أجل تحقيقها.

ولعل الرابطة الجديدة تكون قادرة على أن تبث الحياة من جديد في تنظيم نقابي مات وشاخ منذ زمن بعيد، بل ربما ولد ميتا وشائخا، في متاهة لا يعرف أصحابها ملامح محددة لهذه النقابة العتيدة – هل هي نقابة حقيقية تمثل العاملين بالمهنة أمام الجهات الإدارية وأصحاب العمل؟ هل هي جهة إدارية تصدر تراخيص مزاولة المهنة وتعاقب بالحبس من يزاولونها بدون ترخيص منها، وتحاصر أبناء مهنة الصحافة بتنظيم نقابي زائف (شبه نقابة) حتى لا يتمكنوا من تشكيل تنظيم نقابي حقيقي يدافع عن مصالحهم ويوحدهم في مواجهة الاعتداءات المتكررة سواء من قبل المؤسسات التي يعملون بها أو من قبل السلطة التنفيذية؟ أم هي جمعية خدمية تشرف فقط على إدارة وتوزيع الهبات والمزايا وتنظيم شبكة ضمان اجتماعي لجماعة صحفية عاجزة عن الضغط على أصحاب العمل لتحسين أوضاعها وصيانة كرامتها؟

نقابة الصحفيين بوضعها الحالي لا شكل لها ولا ملامح. إنها خليط هجيني مشوه يجمع في آن واحد بين خصائص لجهة إدارية، وأخرى لنقابة هشة وضعيفة، وثالثة لجمعية خدمية تدير شبكة الضمان الاجتماعي للصحفيين.

ومن هنا نستطيع التأكيد على أن الصحفيين المصريين ليس لهم نقابة بالمعنى والمفهوم الحقيقي للنقابة كما توجد في كل أرجاء العالم المتحضر، حتى الزملاء الذين يحملون بطاقة عضويتها في واقع الأمر "صحفيون بلا نقابة". فقد عجزت هذه المؤسسة الهجينة عن الدفاع عن صحفيات انتهكت أعراضهن أمام مبناها المهيب أثناء الاستفتاء على التعديلات الدستورية منذ بضعة أعوام، وعجزت وما زالت عاجزة عن حماية حتى رؤساء تحرير الصحف من قضايا أشبه بالحسبة السياسية، وعجزت عن توفير المقومات الأساسية التي يعتمد عليها عمل الصحفي في أي مكان في العالم، وعلى رأسها حقه في الحصول على معلومة موثقة، عجزت عن حماية الرأي، ومصدر المعلومة وحق التعبير – ناهيك عن حقوق الصحفي داخل المؤسسة التي يعمل بها. بل عجزت عن قبول صحفيين عاملين في عضويتها لاعتبارات تتعلق بشكل ملكية الصحف وترخيصها، وهي أمور لا شأن للصحفيين بها.

لكل ذلك، ما أن طرحت فكرة الرابطة الجديدة للصحفيين في "جريدة المال" حتى سارع العديد من الزملاء لطلب الانضمام إليها، منهم النقابيون ومنهم من رفضت النقابة الرسمية الاعتراف بهم، ولكل ذلك أيضا، أضم صوتي إلى الزملاء الذي سعوا واجتهدوا من أجل تأسيس الرابطة الواعدة وأدعو جميع الزملاء الصحفيين "الحقيقيين" إلى دعم وتأييد الرابطة والانضمام إليها من أجل ضمان نجاحها في تحقيق أهدافها. كما أدعو في نفس الوقت الزملاء الناشطين في نقابة الصحفيين والقائمين على شئونها إلى الترحيب بالرابطة الجديدة والمبادرة بدفع المؤسسة الهجينة الحالية ( نقابة الصحفيين) نحو التحول إلى نقابة حقيقية – ولا بأس أن يمثل الصحفيين في مصر أكثر من هيئة وأكثر من نقابة وأكثر من رابطة.

تعدد الهيئات النقابية لجماعة مهنية واحدة لن يخل أبدا بمزايا توحيد الجهود. لأن الجهود تتحد وتلتقي إذا التقت الأهداف، وليس لأن الجماعة المهنية تستظل بمظلة تنظيمية واحدة لا تمثل أفرادها تمثيلا حقيقيا. وخير مثال على ذلك هو الصراع الدائر بين الاتحاد العام لنقابات العمال والنقابة المستقلة لموظفي الضرائب العقارية. فالاتحاد لا تعنيه مصالح الأعضاء ولا مطالبهم، والنقابة الوليدة وضعت هدفها الرئيسي وربما الوحيد في الدفاع عن مصالح ومطالب هؤلاء الأعضاء، ولذلك فإن هؤلاء الأعضاء لا يعنيهم، ولا ينبغي أن يعنيهم، الانضمام إلى جهة لا تمثلهم ولا تأبه لمطالبهم ومصالحهم.

الميزة الثانية في التشكيل الجديد اكتشفها أيضا موظفو الضرائب العقارية من تجربة الصراع، حيث كشفت تجربتهم عمليا ما لم تستطع آلاف المقالات في الصحف كشفه من سلطوية وزيف التنظيم النقابي في مصر أمام اتحادات ومؤسسات إقليمية ودولية، خاصة بعد أن لجأوا لمنظمة العمل الدولية للاعتراف بكيانهم الجديد في مواجهة مطالبة الاتحاد العام بعدم الاعتداد بنقابتهم في وزارة التضامن الاجتماعي.

إنها معركة حقيقية طرحت نفسها أمام الصحفيين المصريين كما طرحت نفسها على موظفي الضرائب العقارية، معركة لإقرار الحق في التنظيم النقابي المستقل عن الإدارة، معركة لكسب شرعية النضال النقابي الحقيقي أمام أهرامات الاستبداد والبيروقراطية والتسلط ، معركة لخلخلة هذا النسق الهجيني المشوه وخلق مؤسسات جديدة لمجتمع مدني حقيقي يساهم في تحطيم أغلال تمتد جذورها في عقود الموات والقبضة الخانقة.



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن -إبداع-
- المشروع والممنوع في دعم المقاومة
- هكذا يفكر دون كيشوت
- الوجه الحقيقي لديمقراطية رأس المال
- سيكولوجية القطيع
- عفة زائفة ودعارة مقدسة
- تحضير أرواح الموتي … هل يصلح ما أفسده الجشع؟
- أمامنا مستقبل لنكسبه
- الخروج من الأسر
- واقعية سياسية أم استسلام للأمر الواقع
- آلام المخاض لأجمل أطفال العالم
- انتهاز فرصة الأزمة للانقضاض على الدعم
- اقتصاد السوق وخرافة الكفاءة
- الفقراء لا يستفيدون من الرخاء ويدفعون ثمن الأزمة
- لا تنتحر ولا تذهب إلى المملكة!
- اقتصاد الفقاقيع
- الأزمة والفوضى … جوهر اقتصاد السوق
- أوهام الإصلاح من أعلى وحلم الثورة الواقعي
- مرجريت في الإسكندرية
- معركة المعارضة الضرورية: سيناريو التوريث أم مواجهة النظام؟


المزيد.....




- اصطدمت بسيارة أخرى وواجهته بلكمات.. شاهد ما فعلته سيدة للص س ...
- بوتين يوعز بإجراء تدريبات للقوات النووية
- لأول مرة.. دراجات وطنية من طراز Aurus ترافق موكب بوتين خلال ...
- شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية: العرب عموما ينتظرون من الرئي ...
- بطريرك موسكو وعموم روسيا يقيم صلاة شكر بمناسبة تنصيب بوتين
- الحكومة الروسية تقدم استقالتها للرئيس بوتين
- تايلاند.. اكتشاف ثعبان لم يسبق له مثيل
- روسيا.. عقدان من التحولات والنمو
- -حماس-: اقتحام معبر رفح جريمة تؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود ال ...
- مراسلنا: مقتل 14 فلسطينيا باستهداف إسرائيلي لمنزلين بمنطقة ت ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - إنها دعوة وأمل أو أمنية