أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - شيء من -الأيديولوجيا الإعلامية-!














المزيد.....

شيء من -الأيديولوجيا الإعلامية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 09:15
المحور: الصحافة والاعلام
    


يحتاج "الإعلام"، أيُّ إعلام، إلى النقد، الذي إذا كان جيدا يسمح لنا بتمييز الجيد من الرديء في الإعلام، فيصبح ممكنا، عندئذ، تحسينه وتجويده، بما يجعله أكثر توافقا مع وجهة نظرنا الإعلامية، أي مع "مسطرتنا الإعلامية"، التي ربَّما لا تَسْلَم هي أيضا من الانتقاد.

والنقد، أو الانتقاد، الذي ساد، معنىً ومنطقاً وممارسةً، إنما هو الذي يختص برؤية "السلبيات" فحسب، أي بـ "النصف الفارغ من الكأس"، ولو كَرِه ذلك الجمهور "المسالم"، "المهذَّب"، من النقاد، والذي، بدعوى "الموضوعية"، و"الإنصاف"، يدعونا إلى أن نرى، في الوقت نفسه، "الإيجابيات".

على أن الحاجة إلى نقد الإعلام، وعلى أهميتها، ليست، أو ما عادت، بأهمية نقد هذا النقد، فالناقدون، أو المنتقدون، للإعلام، لأيِّ إعلام، لا يملكون من متاع النقد، أو الانتقاد، إلاَّ أقوالا من قبيل "هذا الإعلام يفتقر إلى الموضوعية"، أو "عديمها"؛ يفتقر إلى المهنية"، أو "عديمها"؛ "مُغْرِض سياسيا"، أو "مسيَّس"، أو "يدور في فلك سياسي ما"؛ "منحاز"، أو "غير حيادي"، أو "متعصب"، أو "بوق"، أو "ينطق"، أو "ينهق"، بما يخدم مصالح أسياده من ذوي السلطة والمال.

وكأنهم يريدون للإعلام الذي ينتقدون انتقالا (مستحيلا) من "العالم الواقعي للإعلام" إلى "العالم الأفلاطوني"، الذي جبلنا على حُبِّ الانتقال إليه، في الفكر والسياسة والأخلاق.. والإعلام.

ويكفي أن نستمع لانتقاداتهم حتى نقف على ما يعانونه من قصور فكري، يَظْهَر ويتأكَّد، على وجه الخصوص، عندما يتحدَّاهم التناقض بين "الحقيقة" و"المصلحة" أن يجدوا حلاًّ له، لا يُخْرِجهم نهائيا من "الجدلية الإعلامية" إلى "الميتافيزيقيا الإعلامية".

كلنا ينشد "الحقيقة"، ويبحث عنها؛ ولكن مَنْ مِنَّا يمخر عباب البحر للوصول إلى شاطئ أو برِّ الحقيقة بزورق غير "زورق المصلحة"؟!

هذا الأمر، فيه من معنى ومنطق البديهية، أو المسلَّمة، ما لا يسمح لنا بجعله موضع جدال، أو أخذ ورد، فإذا كان من شيء يستحق أن نجادل فيه فهذا الشيء إنما هو وجه العلاقة بين "الحقيقة" و"المصلحة"، فالمصلحة، لجهة علاقتها بالحقيقة الموضوعية، على نوعين: "مصلحة متصالحة مع الحقيقة"، و"مصلحة معادية للحقيقة".

إذا الإعلامي خدم مصلحة متصالحة مع الحقيقة، وانحاز إليها، وتحزَّب، فهو إعلامي موضوعي، في منتَجه الإعلامي (الفكري والسياسي والثقافي..).

أمَّا إذا توفَّر على خدمة مصلحة هي في نزاع أو خصومة مع الحقيقة الموضوعية فهو إعلامي غير موضوعي، ولو كان، بالمعيار المهني الصرف، في الدرجة العليا.

وعلى وجه العموم، يمكننا القول إنَّ انحياز الإعلامي إلى ذوي المصالح الفئوية الضيقة، أي إلى أولئك الذين تحكمهم مصالح مضادة للمصالح العامة، أي المصالح العليا والحقيقية للشعب والأمة والمجتمع ـ لا يمكن إلاَّ أن يكون انحيازا ضد الحقيقة الموضوعية، فهؤلاء، في عهدهم التاريخي الأوَّل، قد يملكون من المصالح ما يجعلهم في صلح مع منطق التاريخ، وضرورته، ومع العقل، فنراهم، مع مصالحهم وفكرهم، أبناءً لـ "العقلانية" و"الحقيقة"؛ ولكن كلَّما تقادم عهدهم نضبت ونفدت العقلانية في وجهة نظرهم وفكرهم، وفي ضرورة وجودهم، واشتد وعنف النزاع بين مصالحهم وبين المصالح العامة، فتوفَّروا على خلق وإنتاج إعلاميين لا رادع يردعهم عن مناصبة بديهية هندسية العداء إذا ما دخلت في نزاع مع مصالح أربابهم، فلا يختلف عملهم الإعلامي، بالتالي، عن عمل "مزوِّر النقود"، الذي لا يمكن فهم وتفسير عمله هذا إلاَّ على أنه خير دليل على وجود "النقد الحقيقي".

الإعلامي المنحاز إلى مصالح متصالحة مع الحقيقة الموضوعية قد يخطئ؛ ولكن خطأه يكون من قبيل أن يقول إنَّ 1 + 1 = 3؛ أما الإعلامي الآخر، أي المنحاز إلى ذوي مصالح معادية للحقيقة الموضوعية، فيقول، في خطأه، إنَّ 1 + 1 = قرد؛ وشتَّان ما بين الخطأين، فالأول خطأ لم يُخْرِج صاحبه عن الموضوع؛ أما الثاني فأخْرَج صاحبه نهائيا عن الموضوع.

إننا مع "المهنية الإعلامية"، فهي بنت العِلْم، الذي، وعلى وجه العموم، بمنأى عن "نزاع المصالح"، فهو مهما أحبَّ أفلاطون يظل يُحِبُّ الحقيقة أكثر. و"المهنية الإعلامية" يمكن، ويجب، أن نراها قاسما مشترَكا بين هذا الإعلام وذاك، أو بين الإعلاميين جميعا، فنظرية "الهرم المقلوب"، مثلا، يجب أن تكون مرشدا لكل الإعلاميين عند صوغهم الخبر.

على أنَّ الاستمساك بـ "المهنية الإعلامية"، والتي في أساسها تكمن "سلامة اللغة"، لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أن نفهم "الانحياز الإعلامي"، بنوعيه، على أنه النقيض لـ "المهنية الإعلامية"، فـ "الانحياز الإعلامي" ليس شيئا موجودا فحسب؛ بل هو شيء واجب الوجود؛ وليس لدى الإعلامي إلاَّ أن يفاضل بين انحياز وانحياز.. بين الانحياز إلى مصلحة معادية للحقيقة الموضوعية ومصلحة متصالحة مع هذه الحقيقة.

وعلى وجه العموم، نقول أيضا إنَّ الانحياز الإعلامي إلى مصالح الشعب التي في نزاع مع ذوي المصالح الضيقة، وذوي الأفق الفكري والسياسي الضيق بالتالي ـ هو انحياز إلى الحقيقة الموضوعية ضد الأباطيل والأوهام والخرافات؛ وهذا الانحياز هو الذي فيه، وبه، نقول: نحبك يا أفلاطون؛ لأنَّكَ تُحِبُّ الحقيقة؛ ولأنَّ الحقيقة تُحِبُّكَ!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هذا فَلْيَتَّفِق -المتحاورون-!
- وخلقناكم -فصائل- لتحاوروا..!
- -الغلاء الأردني-.. مات -سبباً- وبقي -نتيجةً-!
- أزمة -مقالة الرأي-!
- -العدالة الدولية- بين إقليمي غزة ودارفور!
- حلٌّ تتوفَّر على إبداعه -حكومة نتنياهو ليبرمان-!
- رواتب الوزراء والنواب في الأردن تعلو ولا يُعلى عليها!
- أزمة العلاقة بين -السياسة- و-المبادئ-.. فلسطينياً!
- -إعادة إعمار- من طريق -الهدم السياسي-!
- -تحرير- المصالحة بين الفلسطينيين!
- أهي بداية تعافٍ في السياسة العربية؟!
- على نتنياهو أولا أن يلتزم ما التزمه عباس!
- أوباما يطلب -الترياق- ولو في السويد!
- تهويد -مبدأ كلينتون- بدءاً من حي سلوان!
- جريمة الإنكار وإنكار الجريمة!
- نتنياهو يملك وليبرمان يحكم!
- -العبثية- في وجهيها!
- الفلسطينيون بين ليبرمان وأشباهه من العرب!
- خُبْث اولمرت!
- الرسالة الجوابية الفلسطينية!


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - شيء من -الأيديولوجيا الإعلامية-!