أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - نتنياهو يملك وليبرمان يحكم!














المزيد.....

نتنياهو يملك وليبرمان يحكم!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2565 - 2009 / 2 / 22 - 08:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لن تأتي الحكومة الإسرائيلية الجديدة، والتي سيؤلفها نتنياهو، للفلسطينيين، والدول العربية "المعتدلة"، ولعملية السلام، التي أطلقها مؤتمر أنابوليس، وللأمن والاستقرار الإقليميين، إلا بما هو أسوأ مما أتت به الحكومة السابقة برئاسة اولمرت، وإن خالف هذا التوقع، الذي يشبه كثيرا الحقيقة الواقعة، قلة قليلة من الفلسطينيين والعرب، استنادا إلى تجربة واقعية قديمة، هي تجربة السلام الذي صنعه بيغن مع مصر، مع أن التقويم الموضوعي لتلك التجربة يظهر ويؤكد أن نتنياهو لا يملك شيئا، ولأسباب كثيرة، مما كان يملكه بيغن من قوة الدافع إلى الخروج عن المألوف في النهج السياسي والاستراتيجي لليمين القومي الإسرائيلي.

ولا شك في أن الحال الفلسطينية والعربية هي الآن من السوء بمكان، وتغري نتنياهو وحلفائه، بالتالي، بمزيد من التطرف في السعي الإسرائيلي إلى تمكين "وحش الأمن" من افتراس مزيد من مقومات وشروط السلام كما يراها الفلسطينيون والعرب.

وأسوأ ما في هذه الحال السيئة هو أن الفلسطينيين والعرب، وعلى ما نتوقع ونخشى، لا يملكون من سياسة لمواجهة هذا التحدي، أو الخطر، الإسرائيلي الكبير، والذي لا ريب في وجوده الواقعي، وفي عِظَمِه، سوى "الانتظار"، فهم؛ ولأنهم لا يملكون شيئا من مقومات وشروط وأسباب سياسة أخرى قوية وحيوية ودينامية، يعللون أنفسهم الآن بوهم الثمار الطيبة والحلوة التي سيثمرها التناقض، الذي يفترضونه، أو يتوهمونه، أو يغالون في حجمه وقوته، بين إدارة أوباما وحكومة إسرائيلية يرأسها نتنياهو.

أمَّا العمل (الفلسطيني والعربي) بمقتضى سياسة الانتظار، والتي تقوم على فرضية الصدام الآتي لا محالة بين أوباما ونتنياهو، فلن يكون أكثر من تأكيد، وإعادة تأكيد، الفلسطينيين والعرب لالتزامهم مرجعية السلام التي تلتزمها الولايات المتحدة أيضا، والتي لن يُظْهِر نتنياهو من الإرادة السياسية إلا ما يؤكد أنه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأقل التزاما لها.

أما الدافع إلى هذا "العمل" الفلسطيني والعربي المقبل، والذي ليس فيه شيئا من العمل الضروري لجعل إسرائيل الجديدة تجنح للسلام، فهو، على ما يصوِّره لنا الوهم، صب مزيد من الزيت على نار التناقض بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو، فيقصر أجل هذه الحكومة، وتأتي النار على عقر منزلها، وتجرى انتخابات برلمانية إسرائيلية مبكرة، تأتي نتائجها، هذه المرة، بحكومة متصالحة مع مرجعية السلام.

إننا لا نقلل من شأن وأهمية ما سيعترض طريق حكومة نتنياهو من مصاعب وعقبات، في مقدمها وجود حزبي كاديما والعمل في المعارضة، وتعذر أن يتمكن نتنياهو، بسبب ضغوط ليبرمان، وغيره من حلفائه من أقصى اليمين، من أن يُنعِّم ولو قليلا من خشونة سياسة حكومته، ومن يتظاهر ولو قليلا بالتزام مرجعية أنابوليس، أو بعضا منها؛ ولكننا نحذر من مغبة أن تترجم سياسة الانتظار الفلسطينية والعربية بما يسمح لحكومة نتنياهو، ولو استمرت في الحكم سنة واحدة لا غير، بأن تستخدم آلتها العسكرية والاستيطانية بما يخلق من الوقائع ما يجعل السلام خيارا كف عن الوجود في عالم السياسة الواقعي.

المأساة، وعلى ما علَّمنا إياه التاريخ، إنَّما هي من صنع ضحيتها في المقام الأول، فإذا كانت الحرب الوحشية والنازية التي شنتها حكومة أنابوليس في إسرائيل على قطاع غزة، وحكومة نتنياهو ـ ليبرمان، قد نزلتا على النزاع العبثي بين الفلسطينيين بردا وسلاما، ولم تتمكنا من عقلنة النزاع والخلاف بين فلسطينيي "هوتو" وفلسطينيي "توتسي"، فلن يكون للضحية الفلسطينية من حق في تفسير وتصوير مأساتها على أنها ثمرة تضافر شرور أبالسة الخارج عليها.

وهذا إنما يعني أن مهمة الساعة لدى طرفي النزاع الفلسطيني العبثي هي أن يسويا، أو يديرا، نزاعهما بما يمكنهما من مواجهة الخطر المحدق بهما من حكومة نتنياهو ـ ليبرمان.
لقد فاضل نتنياهو بين حكومة الرأسين مع ليفني وبين حكومة الرأس والرقبة، التي يكون فيها الرأس التي تحركها الرقبة ليبرمان، فحملته مصلحته في أن يكون هو وحده رئيس الوزراء على اختيار حكومة الرأس والرقبة.

ويكفي أن تظل هذه المصلحة الشخصية تستبد به حتى يصبح ليبرمان الرئيس الفعلي للحكومة الإسرائيلية، ويصبح هو، بالتالي، كملكة بريطانيا التي تملك ولا تحكم.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العبثية- في وجهيها!
- الفلسطينيون بين ليبرمان وأشباهه من العرب!
- خُبْث اولمرت!
- الرسالة الجوابية الفلسطينية!
- -المبادرة العربية- تتمخَّض عن ليبرمان!
- إذا ما -فازت- استطلاعات الرأي!
- الأهم من -إعادة بناء- المنظَّمة!
- أين -الرباعية الدولية- من هذا الحزب الإسرائيلي؟!
- معركة -إعادة البناء- في قطاع غزة
- عندما يتكاثر -القادة- وتتلاشى -المرجعية.. فلسطينياً!
- بديل -المنظَّمة- هو -المنظَّمة-!
- الرَّجُل!
- -أزمة التمثيل- هي أُمُّ الأزمات فلسطينياً!
- إسرائيل تبتني من الجرائم نظرية ردع جديدة!
- هكذا تحدَّث هيكل!
- كيف نقف من جرائم الحرب الإسرائيلية؟
- إنَّها الحرب الأولى بين إسرائيل وفلسطين!
- غزة.. هي وحدها -القمَّة العربية-!
- وأعدُّوا لهم ما استطعتم من -قِمَم-!
- -أفران الغاز- و-أفران غزة-!


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - نتنياهو يملك وليبرمان يحكم!