أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -المبادرة العربية- تتمخَّض عن ليبرمان!














المزيد.....

-المبادرة العربية- تتمخَّض عن ليبرمان!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقعد واحد صنع الفرق؛ ولكن عن أي فرق نتحدث؟

الأزمة في إسرائيل إنما هي الآن، أو من الآن وصاعداً، أزمة تأليف الحكومة (الائتلافية) المقبلة؛ أمَّا الحل، الذي هو الآن على هيئة "الاحتمال الأقوى من غيره"، فهو أن ترأس ليفني الائتلاف الحاكم الجديد، أو يرأسه نتنياهو، أو يتناوبان على رئاسته.

وهذا "الاحتمال الأقوى من غيره"، إنما هو، على ما أوضحنا، احتمال ينطوي على ثلاثة احتمالات.

قبل الانتخابات، كان "العمل" و"كاديما" يسعيان لاجتنابها، مخافة أن يفوز فيها "خصمهما المشترَك" نتنياهو (رئيس "الليكود"). أمَّا الآن، أي بعد الانتخابات، فإنَّ لـ "الفائزين"، ليفني (رئيسة "كاديما") ونتنياهو، مصلحة (قابلة للتحوُّل إلى نقيضها) في أن يرأس كلاهما، أو في أن يرأسا معاً بالتناوب، حكومة ائتلافية تخلو من ليبرمان (رئيس حزب "إسرائيل بيتنا") الذي هو وحده مَنْ جرت رياح حرب الثلاثي اولمرت وباراك وليفني على قطاع غزة بما تشتهي سفينته.

نتنياهو لن يقبل أبداً أن يكون جزءاً من ائتلاف حاكم ترأسه ليفني؛ ولكنه قد يقبل التناوب معها على رئاسته؛ أمَّا هي فيمكن أن تقبل أن تكون جزءاً من ائتلاف حاكم يرأسه نتنياهو. وكلاهما لن يقبل إلاَّ إذا كان الثمن الذي سيقبضه من الآخر مغرياً له.

لقد تعدَّدت "الحلول"، و"الأزمة" واحدة؛ ولكنَّ "الأزمة" ستُحلُّ، في آخر المطاف، بما يؤكِّد شيئاً واحداً فحسب هو أنَّ الحكومة الإسرائيلية المقبلة لن تكون، بحسب معيارها الفلسطيني، ومعيار السلام، إلاَّ الأسوأ من التي سبقتها، والتي تألَّفت من اولمرت رئيساً، ومن ليفني وزيرة للخارجية، ومن باراك وزيراً للدفاع.

قد تنتهي "الأزمة" إلى قيام ائتلاف حاكم يضم أساساً "الليكود" و"كاديما" و"العمل"؛ وقد يرأسه نتنياهو وحده، أو بالتناوب مع ليفني. إذا ما قام هذا الائتلاف فإنَّ ليفني اليوم (وبحسب المعيار الفلسطيني ومعيار السلام) ستكون أسوأ من ليفني الأمس، وإنَّ باراك اليوم (إذا ما شارك حزبه، وإذا ما ظلَّ رئيساً له) سيكون أسوأ من باراك الأمس.

وهذا الفرق (الفرق في السوء) صنعته ثلاثة أسباب: وجود الليكود في الائتلاف الحاكم الجديد، وهذا الصعود لليبرمان وحزبه، وسيطرة الأحزاب اليمينية، واليمينية المتطرفة، والدينية، على غالبية مقاعد الكنيست الثامنة عشرة (65 مقعداً).

إنَّ اليمين، واليمين المتطرِّف، أي الأشد تطرُّفاً، هما اللذان سيكتبان الجزء الأكبر والأهم من سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بصرف النظر عمَّن يرأسها، وعن الحل لمشكلة رئاستها، وعن بنيتها الحزبية.

إذا غاب ليبرمان (وأشباهه) عن الحكومة الائتلافية الإسرائيلية المقبلة فإنَّه سيغيب غياب الغائب الحاضر؛ ذلك لأنَّ كثيراً من روحه السياسية سيغدو مداداً تُكْتَب به سياسة هذه الحكومة.

لقد قاوم قطاع غزة بما أرغم اولمرت وباراك وليفني على إنهاء الحرب بما شحن "معسكر اليمين" في إسرائيل بمزيد من الطاقة؛ ولقد سعى "أصحاب المبادرة"، أي "مبادرة السلام العربية"، إلى "إقناع" إسرائيل بها، وذهبوا إلى "أنابوليس" لـ "قطع الشكِّ بسكين اليقين"، ولـ "اغتنام فرصة السلام الأخيرة"، فلم يحصدوا ممَّا زرعوا إلاَّ ليبرمان بكل ما يعنيه ويرمز إليه.

أُنْظروا إلى "صندوق الاقتراع" الإسرائيلي بعيون يقظة لا تغشاها أوهام، فلن تروا إلاَّ "تابوتاً"، ولن تروا فيه من جثَّة سوى "السلام"، الذي هو في حقيقته "أوهام السلام العربية".. فطوبى لإسرائيل التي أثبتت أنَّها الدولة الأهم بين "دول الممانَعة"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا ما -فازت- استطلاعات الرأي!
- الأهم من -إعادة بناء- المنظَّمة!
- أين -الرباعية الدولية- من هذا الحزب الإسرائيلي؟!
- معركة -إعادة البناء- في قطاع غزة
- عندما يتكاثر -القادة- وتتلاشى -المرجعية.. فلسطينياً!
- بديل -المنظَّمة- هو -المنظَّمة-!
- الرَّجُل!
- -أزمة التمثيل- هي أُمُّ الأزمات فلسطينياً!
- إسرائيل تبتني من الجرائم نظرية ردع جديدة!
- هكذا تحدَّث هيكل!
- كيف نقف من جرائم الحرب الإسرائيلية؟
- إنَّها الحرب الأولى بين إسرائيل وفلسطين!
- غزة.. هي وحدها -القمَّة العربية-!
- وأعدُّوا لهم ما استطعتم من -قِمَم-!
- -أفران الغاز- و-أفران غزة-!
- -القرار- و-المبادرة-.. أسئلة وتساؤلات -موضوعية-!
- السلام الأسوأ والأخطر من الحرب!
- منطق -الحرب- على ما شرحه بيريز!
- أردوغان -المُهان-.. أهاننا!
- إسرائيل يمكن ويجب أن تهزم في غزة!


المزيد.....




- الضربات الأمريكية على إيران تثير مخاوف في دول الخليج من الان ...
- الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
- خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وت ...
- خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإي ...
- هل فشلت -أم القنابل- في تدمير -درة تاج- برنامج إيران النووي؟ ...
- أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
- الرأسمالية نظام -غير ديمقراطي- يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن ...
- هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
- كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟ ...
- كيف يرد الحوثيون بعد هجمات واشنطن على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -المبادرة العربية- تتمخَّض عن ليبرمان!