أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - أهي بداية تعافٍ في السياسة العربية؟!















المزيد.....

أهي بداية تعافٍ في السياسة العربية؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2572 - 2009 / 3 / 1 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه المرة يمكن ويجب أن تكون مختلفة؛ وثمة ما يدعو إلى الاعتقاد باختلافها، وإلى النظر، إلى الأمور، بالتالي، بعيون مختلفة؛ ولكن الغالبية العظمى من العرب، ومن الفلسطينيين، استنفدت، على ما يبدو، "طاقة التفاؤل" التي اختزنتها زمنا طويلا في العقول والقلوب، وما عاد ممكنا إلاَّ أن تعبِّر عن موقفها من انطلاق "قطار المصالحة"، عربيا وفلسطينيا، بما يؤكد أنَّ الشعور بالإحباط هو وحده الذي يستبدُّ الآن بالعقول والقلوب، عربيا وفلسطينيا.

لقد جنحوا جميعا للصلح؛ ولنَقُلْ إنهم جميعا اكتشفوا الآن أهمية وضرورة أن يجنحوا للصلح، عربيا وفلسطينيا، وإنَّ "الأعظم"، وهو الآتي بلا ريب من "حكومة نتنياهو ـ ليبرمان"، قد أثار في نفوسهم من القلق ما حملهم على استصغار أسباب ودواعي النزاع، الذي لولا مصالح فئوية ضيقة حكمتهم، وتحكمت فيهم، لرأوه في حجمه الواقعي الموضوعي، أي في حجم الحبَّة، ولتعلَّموا الأهم من تسويته بتلك الطرائق والأساليب التي تغلب عليها روح المجاملة السياسية، التي اشتهرت بها السياسة العربية حتى أصبحت مرادفا لها. وهذا الأهم إنما هو حُسْن إدارة النزاع، والتحكم فيه، فـ "الصحوة السياسية العربية (والفلسطينية)" لن تقوم لها قائمة إلاَّ إذا فهم المتنازعون أنَّ النزاع ليس دائما برجس من عمل الشيطان ينبغي لهم اجتنابه؛ مع أنهم في حياتهم السياسية الواقعية طلبوه وسعوا إليه واستطابوا العيش فيه.. وأنَّ التعايش مع كل نزاع إيجابي، غير عبثي، والتضلع من إدارته، هما من السياسة، بوصفها بنتا للعلم والفن معا.

من يقود الآن العالم العربي؟

ما كنت لأسأل هذا السؤال، الذي ليس في واقع العالم العربي ما يدعو إليه؛ لأنَّ أحدا لا يقود، إذا ما فهمنا القيادة على حقيقتها، لولا التقرير الذي أصدره "مجلس الاستخبارات القومي الأميركي"، والذي أغْرَض إذ قال إنَّ مصر ما عادت زعيمة للعالم العربي، وإنَّ زعامته، أو قيادته، أو "شعلة الزعامة" ، كما جاء فيه، قد آلت إلى السعودية، التي، وبحسب هذا التقرير المُغْرض، تزهد عن الزعامة الإقليمية، وتخشى، بسبب "التهديد الإيراني للعالم العربي"، أن تمارس الزعامة الإقليمية التي آلت إليها!

"التوقع" الكامن في هذا الذي قرَّره واضعو التقرير، والذي لا يقره "الواقع القيادي" للعالم العربي، إنما هو تحريض القاهرة على أن تدير علاقتها مع الرياض بما يمكِّنها من استعادة زعامتها الإقليمية المفقودة، أي إشعال فتيل نزاع بين العاصمتين، من نمط النزاع الذي اعتادته السياسة العربية، أو جبلت عليه.

ثم يولِّي التقرير وجوهنا شطر نزاع إقليمي، لا ناقة لنا فيه ولا جمل، إنْ لم نكن نحن الناقة فيه والجمل؛ وهذا النزاع العبثي إنما هو ما يسميه التقرير "التهديد الإيراني للعالم العربي"، والذي ينبغي للعرب أن يسووا نزاعهم مع إسرائيل بما يمكِّنهم من التعاون معها في مواجهته ودرئه، بحسب ما جاء في "النص المخفي" من التقرير ذاته.

ولعل هذا التوجه إلى توجيه أنظار العرب نحو ما يسمى "التهديد الإيراني للعالم العربي"، والذي هو إسرائيليٌ في المقام الأول، هو ما حَمَل الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي أكبر رفسنجاني على تأكيد أن إيران لا تكذب في قولها الدائم إنَّ هدف برنامجها النووي ليس، ولن يكون، صنع أسلحة نووية، مُدْرِجا التهديد الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي المنصرف إيهود اولمرت ضد إيران، بعد الانتهاء من بناء أول مفاعل نووي إيراني في بوشهر، في سياق السعي الإسرائيلي المستمر لإثارة مخاوف عربية، لا أساس لها في الواقع، من إيران، وبرنامجها النووي.

هذه المرة، كنا أذكى، أو اضطَّرنا الواقع إلى أن نكون أذكى، فالنجاح الأولي الذي أحرزته القاهرة في جهودها المضنية لإنهاء النزاع العبثي بين "فتح" و"حماس"، أو لإنهاء العبثي من أسبابه وأوجهه، والذي كان يمكن، لو ظل العرب أسرى الذهنية السياسية ذاتها، أن يثير لدى الرياض شعورا بالغيرة، وشعورا بالنقمة، أيضا، على طرفي النزاع اللذين لم يفعلا ما ينبغي لهما فعله دفاعا عن "اتفاق مكة"، نزل، على ما بدا، بردا وسلاما على الرياض، فالعاهل السعودي أسرع إلى تهنئة الرئيس المصري حسني مبارك، قائلا في رسالته إليه: "لقد نهضت مصر بدورها التاريخي، وأكدت أن عقلها كان متيقظا".

كان ممكنا لو لم تَسْتَعِد السياسة العربية، عن اقتناع أم عن اضطرار، شيئاً من عافيتها أن تختار الرياض، وعلى الأقل، الاعتصام بحبل الصمت ردا على ذلك النجاح المصري الأولي؛ ولكنها، هذه المرة، اختارت التهنئة والإشادة ردا وموقفا.

وما يدعو إلى التفاؤل أكثر، وإنْ بشيء من الحذر، فهذا التغيير الإيجابي لم يرسخ بعد، هو هذا المناخ الإيجابي الجديد للعلاقة بين "السينين"، أي بين سورية والسعودية.

لقد زار وزير الخارجية السوري وليد المعلم السعودية، بعد خصومة طويلة بين الدولتين؛ ومع أن الزيارة، والتي هي في حد ذاتها في منتهى الأهمية، أحيطت، لجهة نتائجها والأمور التي كانت مدار بحثٍ بين الجانبين، بالكتمان الشديد، فالتقويم الرسمي السعودي لها جاء مليئا بما يدعو إلى التفاؤل، هذه المرة، فوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وصف، في أثناء زيارته لباريس، زيارة المعلم بأنها كانت "إيجابية جدا".

ولعل أهم ما تحدَّث عنه الفيصل في أمرها هو تأكيده أنَّ "الخلافات العربية أصبحت وراءنا، ودُفِنت؛ ولن نتحدث بعد اليوم عن الماضي، وإنما عن المستقبل"، وأنَّ المصالحة بين السعودية وسورية، والتي لم تتحقق، أو تكتمل، بعد يجب أن تقوم، هذه المرة، على "أسس سليمة"، وكأنه أراد أن يقول إن زمن التصالح العربي بما يؤسس لمزيد من النزاع، لكونه اتخذ من المجاملة السياسية أساسا له، قد ولَّى إلى غير رجعة؛ وإننا لنأمل أن يكون هذا هو حقيقة السياسة العربية مستقبلا، أي من الآن وصاعدا.

هل يتصالحوا، هذه المرة، بما يؤسس لإستراتيجية عربية جديدة، تستمد وزنا لها من الأوزان الحقيقية للقوى العربية؟

قولان رسميان عربيان هما ما دعاني إلى طرح هذا السؤال، الذي لا بد من طرحه وإجابته إذا ما أردنا للسياسة العربية أن تنتمي إلى العالم الواقعي للسياسة، فبعد قمة الدوحة، والتي ترفض دولا عربية عدة وصفها بـ "القمة"، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إنَّ مصر سعت لجعل قمة الدوحة "تفشل"؛ لأنها لا تريد لـ "العمل العربي المشترك أن يخضع لمشيئة دول عربية كجزر القمر والصومال"، متسائلاً في استغراب: "أين الدول العربية الكبرى ذات التأثير والنفوذ كمصر والسعودية؟".

ثم جاء القول الرسمي العربي الآخر والأحدث، والذي كان قولا لا نفي فيه ولا تأكيد، فوزير الخارجية السعودي سُئِل عما يتردد من معلومات في شأن عقد اجتماع ثلاثي يضم سورية والسعودية ومصر، أو رباعي بمشاركة قطر، عما قريب، فأجاب قائلاً إنه لا يؤكد، ولا ينفي، هذه المعلومات.

انتظارنا للخبر اليقين، ولمزيد من الوضوح في النتائج التي آلت إليها جهود المصالحة، عربيا وفلسطينيا، لن يطول، فالقمة العربية المقبلة في الدوحة، ستأتي بذاك الخبر، وستعكس، في قراراتها، هذه النتائج.

وأحسب أن قمة الدوحة المرتقبة مدعوة إلى تقرير موقف عربي جماعي جديد من مبادرة السلام العربية، فالسعودية كانت قد أعلنت من قبل أنَّ هذه المبادرة لن تظل على الطاولة إلى الأبد؛ أمَّا سورية فدعت، من قبل أيضا، إلى أن تكون قمة الدوحة موعدا نهائيا لإعلان إسرائيل قبولها أو رفضها لها، فالانتظار العربي للموقف الإسرائيلي النهائي من مبادرة السلام العربية يجب أن ينتهي في هذه القمة.





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على نتنياهو أولا أن يلتزم ما التزمه عباس!
- أوباما يطلب -الترياق- ولو في السويد!
- تهويد -مبدأ كلينتون- بدءاً من حي سلوان!
- جريمة الإنكار وإنكار الجريمة!
- نتنياهو يملك وليبرمان يحكم!
- -العبثية- في وجهيها!
- الفلسطينيون بين ليبرمان وأشباهه من العرب!
- خُبْث اولمرت!
- الرسالة الجوابية الفلسطينية!
- -المبادرة العربية- تتمخَّض عن ليبرمان!
- إذا ما -فازت- استطلاعات الرأي!
- الأهم من -إعادة بناء- المنظَّمة!
- أين -الرباعية الدولية- من هذا الحزب الإسرائيلي؟!
- معركة -إعادة البناء- في قطاع غزة
- عندما يتكاثر -القادة- وتتلاشى -المرجعية.. فلسطينياً!
- بديل -المنظَّمة- هو -المنظَّمة-!
- الرَّجُل!
- -أزمة التمثيل- هي أُمُّ الأزمات فلسطينياً!
- إسرائيل تبتني من الجرائم نظرية ردع جديدة!
- هكذا تحدَّث هيكل!


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - أهي بداية تعافٍ في السياسة العربية؟!