أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - تهويد -مبدأ كلينتون- بدءاً من حي سلوان!














المزيد.....

تهويد -مبدأ كلينتون- بدءاً من حي سلوان!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 10:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


إذا ما قُيض للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين أن يصبح واقعاً، الآن أو في مستقبل قريب ولا يختلف في واقعه كثيراً عن الواقع الحاضر، فإنَّ من الصعوبة بمكان، إنْ لم يكن من الاستحالة، أن نرى حلاً نهائياً لمشكلة القدس الشرقية، قوامه إنهاء كل وجود إسرائيلي فيها، فالوصول إلى حل نهائي لمشكلتها المستعصية على الحل النهائي الذي يحاول كلا الطرفين تقريبه إلى وجهة نظره، ما عاد ممكنا الآن، أو في مستقبل يشبه الآن، إلا إذا قام على مبدأ يمكن تسميته "مبدأ كلينتون"، والذي فحواه وجوهره "ما للعرب للعرب، وما لليهود لليهود"، أي ضم الأحياء العربية من القدس الشرقية إلى الدولة الفلسطينية المقبلة، إذا ما أقبلت، وبقاء الأحياء اليهودية، أي المستوطنات، جزءا من إقليم الدولة اليهودية.

ولقد شرعت إسرائيل، بعد احتلالها القدس الشرقية في حرب حزيران 1967، تغيِّر معالم وجهي المدينة، الجغرافي والديمغرافي، فوحدت شطريها الغربي (الذي كان خاضعاً لسيطرتها قبل حرب 1967) والشرقي، معلنةً، بقرار من الكنيست، "القدس الموحَّدة" عاصمة أبدية لها، غير قابلة للتجزئة.

وهذا التغيير الجغرافي الأول أنتج تغييرا في الميزان الديمغرافي، فـ "القدس الموحَّدة" إنما هي مدينة تقطنها غالبية يهودية. ثم ضمَّت إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية إلى "القدس الموحَّدة"، مقيمةً، بالتالي، "القدس الكبرى"، التي لا تكبر مساحة إلا بابتلاعها أراضٍ من الضفة الغربية، لم تكن من قبل، أي حتى حرب 1967، جزءاً من القدس الشرقية.

ثم شرعت تملأ تلك "الإضافات الإقليمية" بالمستوطنين، مكرِهةً، بأساليب ووسائل شتى، بعضاً من الفلسطينيين من أبناء المدينة المقدسة على الرحيل، فنمت أكثر الغالبية الديمغرافية اليهودية في "القدس الموحدة الكبرى".

وقد تركزت الجهود الإسرائيلية لتهويد، وللإمعان في تهويد، المدينة المقدسة في الحيز المحيط بالحرم القدسي، أي في الأحياء العربية حول المسجد الأقصى وقبة الصخرة، فإنشاء وتوسيع ما يشبه الحزام الديمغرافي اليهودي حول الحرم القدسي، حيث تتركز المزاعم التوراتية والثقافية اليهودية، كانا الهدف الكامن في أساس جهود التهويد.

والآن، بدأنا نرى حلقة جديدة في سلسلة التهويد للمدينة المقدسة، وهي حلقة تهويد "مبدأ كلينتون"، فالفلسطينيون في الأحياء المحيطة بالحرم القدسي، أو التي تقع على مقربة منه، يجب أن يرغموا على ترك ومغادرة منازلهم في تلك الأحياء، وأن يعاد إسكانهم في أحياء أخرى من "القدس الكبرى"، وتبعد كثيراً عن الموضع الذي تتركز فيه المزاعم التوراتية والثقافية اليهودي، وهو الحرم القدسي.

إنَّ إسرائيل تستصعب الآن طردهم من حيث يقيمون إلى خارج "القدس الكبرى"، أي إلى مناطق في الضفة الغربية؛ وتستصعب أكثر، والآن أيضا، طردهم إلى خارج الضفة الغربية.
والحل الممكن الآن، على ما يرى صناع التهويد للمدينة المقدسة، هو إخراجهم من الأحياء القريبة من الحرم القدسي إلى أحياء بعيدة عنه، كحي بيت حانينا.

وعملاً بخطة جديدة لتهويد تلك الأحياء، أخطرت بلدية القدس 88 عائلة (نحو 1500 فلسطيني) بأوامر هدم لمنازلها في منطقة البستان في حي سلوان الواقع إلى الجنوب من المسجد الأقصى، بدعوى البناء من غير ترخيص.

ويعود بناء هذه المنازل إلى ما قبل حرب 1967؛ وقد أضيفت، بسبب النمو الديمغرافي الفلسطيني الطبيعي، أبنية جديدة إلى بعض من تلك المنازل بعد حرب 1967، على الرغم من أن السلطات الإسرائيلية تتشدد كثيرا، ولأسباب سياسية، في رفضها منح تراخيص للبناء.

ولإغرائهم بترك منازلهم من أجل هدمها، وتهويد الأمكنة المقامة فيها، عرضت السلطات الإسرائيلية على أصحاب تلك المنازل منازل جديدة في مناطق بعيدة عن مركز المدينة المقدسة (بيت حنينا مثلا).

ويبدو أن الهدف الإسرائيلي الكامن في هذا "الترانسفير" الأوسع منذ سنة 1967، هو تسهيل فتح نفق تحت الأرض لوصل حائط المبكى، أي حائط البراق، بما يسمى "الحي اليهودي" المقام على أنقاض حي حارة الشرف الذي هدمته السلطات الإسرائيلية.

أمَّا الهدف السياسي ـ الاستراتيجي النهائي فهو جعل الأحياء العربية التي ستضم، أو قد تضم، إلى إقليم الدولة الفلسطينية المقبلة، بموجب "مبدأ كلينتون"، بعيدة عن مركز المدينة المقدسة، حيث يقع الحرم القدسي، وحيث تتركز المزاعم التوراتية والثقافية الإسرائيلية.

هذا المبدأ هو الذي شرعت إسرائيل تهوده الآن إذ أخطرت نحو 1500 فلسطيني بأمر المغادرة لمنازلهم من أجل هدمها، انتصارا لـ "القانون" الذي يحظر عليهم البناء من غير ترخيص!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة الإنكار وإنكار الجريمة!
- نتنياهو يملك وليبرمان يحكم!
- -العبثية- في وجهيها!
- الفلسطينيون بين ليبرمان وأشباهه من العرب!
- خُبْث اولمرت!
- الرسالة الجوابية الفلسطينية!
- -المبادرة العربية- تتمخَّض عن ليبرمان!
- إذا ما -فازت- استطلاعات الرأي!
- الأهم من -إعادة بناء- المنظَّمة!
- أين -الرباعية الدولية- من هذا الحزب الإسرائيلي؟!
- معركة -إعادة البناء- في قطاع غزة
- عندما يتكاثر -القادة- وتتلاشى -المرجعية.. فلسطينياً!
- بديل -المنظَّمة- هو -المنظَّمة-!
- الرَّجُل!
- -أزمة التمثيل- هي أُمُّ الأزمات فلسطينياً!
- إسرائيل تبتني من الجرائم نظرية ردع جديدة!
- هكذا تحدَّث هيكل!
- كيف نقف من جرائم الحرب الإسرائيلية؟
- إنَّها الحرب الأولى بين إسرائيل وفلسطين!
- غزة.. هي وحدها -القمَّة العربية-!


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - تهويد -مبدأ كلينتون- بدءاً من حي سلوان!