أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - كذبة الحرية














المزيد.....

كذبة الحرية


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2568 - 2009 / 2 / 25 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا تخيلت أنك قادر على خوض جميع المواجهات فهذا يعني بأنك مغرور أكثر مما ينبغي، فمهما كانت شجاعتك فائقة، هناك دائماً مواجهة من نوع مختلف، وهي بالتالي خارج مدى توقعاتك، وليست بمتناول شجاعتك الفائقة.
هذا ما اعترفت به لنفسي يوم قررت أن أتوقف عن كتابة عمودي الأسبوعي لجريدة الصباح العزيزة جداً، بعد أن وجدت أنني أُنسحب من قبلها وبشكل تدريجي اتجاه نوع من أنواع الكتابات المنافقة.. الأمر الذي أوقفني ازاء خيارين أحلاهما مر، بين التوقف عن الكتابة لها وبين مواجهتها وهي الصحيفة العراقية الأهم، من وجهة نظري، وصاحبة الفضل علي، هكذا إذن اخترت التوقف، وبررت هزيمتي قائلاً: إن هرب الإنسان من مواجهة من يحترمهم هو في نهاية المطاف هرب مشرف.
بدأ الموضوع بعمود أرسلته للجريدة أقرأ خلاله نتائج الانتخابات الأخيرة قراءة تحاول أن تبحث في الأسباب الواقفة خلف الفوز الساحق الذي حققته قائمة ائتلاف دولة القانون، وما أثار استغرابي أن المقال لم ينشر بذريعة التجاوز على الحكومة، غريب؛ (قلت لنفسي).. كيف أكون متجاوزاً عليها وأنا أثني على البرنامج السياسي الذي التزم به رئيس وزرائها ووصل من خلاله لقلوب الناس؟
على كل حال وبعد أن أعدت قراءة المقال وجدت أن فيه بعض الأسئلة الاستنكارية ربما يفهم منها (التجاوز)، ولأنه (تجاوز) غير مقصود فقد أزلته وأعدت إرسال مقالي، لكن الصحيفة للأسف، وجدت أن التغييرات غير كافية وكررت اعتذارها عن النشر، وهذا ما جعلني أعتقد بأنني ازاء مواجهة، فليس من المعقول أن أسكت عن محاولات أجد أنها تسعى لخنق الأصوات الناقدة لأداء الحكومة في جريدة مملوكة للشعب وممولة بأمواله، وحقاً أليس عليَّ أن أواجه هذه المحاولات؟ لكن، ومن جهة أخرى، هل أنا قادر على مثل هذه المواجهة.. مواجهة الصباح؟
على كل حال، وقبل أن تسرح بي الظنون لأبعد من هذا الحد، سألت نفسي إن كانت متطرفة في ظنونها، وشككت بالتالي إن كان رفض الجريدة للمقالين يعبر عن توجه مقصود وثابت، وفعلاً: من قال ان الرفض لم يكن وقتياً وواقعاً في سياق ظروف خاصَّة، أو مرتجلاً من قبل شخص ما؟ وبالتالي فانا احمِّله أكثر مما يحتمل، شكوكي هذه تأكدت بعد ان تحدثت مع أحد المسؤولين المقربين من رئيس الوزراء وسألته، بجلسة صراحة، إن كان لدى الحكومة رهاب اسمه الصحافة والأقلام الناقدة فيها، ولما استغرب الرجل من سؤالي وعرف تفاصيل الموضوع أكد لي أنني أبالغ، وأن الصباح بالذات كثيراً ما نشرت المقالات الناقدة لأداء الحكومة، وهذا ما لم استطع انكاره، وعليه فقد طلب مني التعبير عن مخاوفي في نفس عمودي الأسبوعي، وهذا ما أفعله الآن وأنا خائف من القرار الذي يجب عليَّ اتخاذه في حال لم ينشر هو الآخر.. هل أهرب من مسؤوليتي الأخلاقية والوطنية، أم أتحمل أعباءها حتى لو أوقفتني بمواجهة من أحب، خاصَّة وأن الموقف حسّاس جداً، فنحن الذين وقفنا ضد الإرهاب وكتبنا بمواجهته، وكانت حياتنا ومستقبل أطفالنا على المحك، هل يعقل أن نكف عن الكتابة عندما لا ترضي المسؤولين؟ ألا يعد مثل هذا التوقف خيانة من قبلنا لمسؤوليتنا في الحفاظ على سلامة العملية الديمقراطية وحرية التعبير؟ واشتراكاً بالنتيجة في ترسيخ أخلاقيات أقل ما يقال عنها انها تملقية*؟


ملاحظة:
هذه وقفة احترام لجريدة الصباح التي نشرت المقال في العدد الصادر يوم الأثنين 23-2-2009، وردت عليه بنفس العدد وبالمقال الذي كتبه الزميل أحمد عبد الحسين، وهذا يعني أن لدينا من أساليب الديمقراطية وحرية التعبير ما يكفينا مؤونة لجم الأفواه، شكرا للصباح وهذا هو رابط مقال الزميل والصديق العزيز أحمد عبد الحسين:

http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=77906

بقي علي أن أشير إلى أن المقال الذي امتنعت الصباح عن نشره هو مقالي المنشور في الحوار المتمدن بعنوان خطاب الصناديق السياسي.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الصناديق السياسي
- وداعا للخراتيت
- اعتدالنا
- حدُّ الأطفال
- ثالث الثلاثة
- عصابات المسؤولين
- قف للمعلم
- أنت الخصم
- رسالة إلى هتلر
- ريثما يموت الببَّغاء
- الإنسان الناقص
- نبوئة لن تتحقق
- اغتيال مدينة
- كنت ثوريا
- التثوير الديني
- يقين الأحمق
- كلام المفجوع لا يعول عليه يا صائب
- البقاء للأقوى يا كامل
- اقليم الجنوب
- القرد العاري


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - كذبة الحرية