أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طارق حربي - التطبير والتعشير والانتخابات!














المزيد.....

التطبير والتعشير والانتخابات!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 08:57
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


كلمات
-235-
تتصاعد حدة التصريحات والمناوشات الاعلامية بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة، بمناسبة موسم انتخابات مجالس المحافظات، لحيازة رأي الأغلبية الشيعية الحائرة بين الفريقين، إنتخابات كان فيها الصراع سنة 2005 شيعيا سنيا، وأصبح اليوم شيعيا شيعيا،.يحتدم الصراع بين الخصمين، آمل أن لايكون دمويا مع اقتراب يوم التصويت 31/1، ولايتخلله حرق مقرات أحزاب وعمليات خطف وقتل وغيرها، حتى لايفتح الباب على مصراعيه للمزيد من أعمال العنف، فتطيح بكل الإنجازات التي حققتها حكومة السيد المالكي.
معلوم أن الصراع الشرس بين الحزبين اللدودين، الذين لايستحقان - ومعهما الأحزاب الكردية الإنفصالية- حكم العراق، بل ولايستحقان مجتمعين حتى إدارة وزارة خدمية!، لم ينطلق هذا الصراع بعد تصريح مستشار رئيس الوزراء وأحد قياديي حزب الدعوة حسين الشامي، بان التطبير بمناسبة اليوم العاشر من محرم وضرب الأجساد "بدعة" إيرانية وتركية، تلك البدعة التي اختلفت عليها المرجعيات الدينية منذ عشرات السنين وظهرت فيها الفتاوى، ويرد عليه جلال الصغير بمنطق بعثي قمعي على طريقة (ليش تسب الريس!؟) بأن " وصف هذه الشعائر بالضلال والبدع، وهذه كلمة كبيرة ليس بعدها أي كلام، وتترتب عليها استحقاقات شرعية"، والاستحقاق الشرعي يتمحور على نظام العقوبة كما لدى الأخصائيين الدينيين (المطاوعة) في السعودية، حيث يجلد المواطن أو يعزر وغيرها من الأحكام الجائرة، وهكذا أصبح العراق الجديد على يد الصغير والكبير في المجلس الأعلى، مسرحا للصراع الطائفي والديني، لا بناء دولة المؤسسات والقانون!
ومن التطبير إلى النائب سامي العسكري (دعوتي)، حيث وجه اتهاما بوقوف عادل عبد المهدي نائب الرئيس (مجلسي) وراء الجهود الحثيثة، بل واعتبره عراب مؤتمر (دوكان) الذي ضمَّ الأحزاب الكردية، لإسقاط حكوة المالكي، فرد مكتب عبد المهدي بأن قوى دوكان هي التي دعمت حكومة المالكي!، وفي تفاصيل الصراع الشيعي الشيعي، يأتي استغراب محافظ ذي قار عزيز العكيلي (مجلسي) يوم أمس الأول، من عدم قيام القناة العراقية الفضائية، الموجهة من قبل رئيس الوزراء ومكتبه بواجبها، باعتبارها قناة حكومية وليس حزبية وتخدم العراقيين كافة، بتغطية خبر إحتفالية حضرها عبد المهدي لافتتاح مشروع جسر النبي إبراهيم في الناصرية يوم الجمعة 16/1/2009 !؟
صراع (مجلسي دعوتي) لايشبه صراع فريقي (الأهلي والزمالك) في حدود الرياضة كما في مصر، لينتهي بنهاية (الماتش) وانفضاض المتفرجين!، لكنه صراع طويل ومرير غذاه العهد الجديد بكل الامتيازات التي كان يحلم بها الفريقان في مخيمات سوريا وإيران وغيرها، ولن يتوقف عند آلية تشكيل مجالس الإسناد العشائرية من قبل حزب الدعوة بغطاء حكومي!؟، وإذا كان الاسناد أثار مخاوف الأكراد في الشمال، إلى حد (التخوين!) لمن يلتحق به على حد وصف الرئيس البارزاني، فإن لحزب الدعوة في الجنوب سياسة حزب إقطاعي، سعيا إلى كسب ولاء العشائر لترسيخ وجوده وتنفيذ أجنداته، سواء في مرحلة الانتخابات الحالية، أو في مواجهة تنامي نفوذ المجلس الأعلى في تلك المناطق!؟
لقد منحت العشائر صوتها للمجلس الأعلى في انتخابات 2005، وعجز قياديو المجلس الذين صاروا محافظين ومسؤولين رفيعي المستوى في الإدارات المحلية في المحافظات، عن توفير الخدمات الضرورية لهؤلاء العشائر، ناهيك ببقية شرائح المجتمع العراقي، وهاهو السيد نوري المالكي (لن يغفر له التأريخ) يسعى جاهدا إلى تعشير المجتمع العراقي، إلى حد المطالبة بتأسيس مجلس وطني عراقي للعشائر، بدلا من تنمية الروح الحية للشعب (الطفل والمرأة والمثقف وغير ذلك من الفعاليات)، ولن تهدأ ثائرة المجلس على حزب الدعوة لاستمالة العشائر، التي جربها العهد الملكي بالأمس، واحتمى بها صدام بعدما منحها صلاحيات كانت تحلم بها خلال سنوات ضعفه الأخيرة، لتكون له عونا فيضرب العراقيون بعضهم ببعض للمزيد من تمزق النسيج الوطني لصالح إدامة النظام الفاشي حينذاك.
وبين قوسي التطبير والتعشير في الحالة الطائفية السائدة بعد التغيير، غالبا مايصرح قياديو الحزبين بان لاخلاف بينهما فوق الطاولة، لكن العراقيين يدركون جيدا أن ماتحتها كان أعظم، والدليل أن كلا الفريقين لايستطيع إخفاء المشاعر المحتدمة في التنافس على السلطة والجاه والثروة، بعدما انفتحت شهيتهم خلال أربع سنوات على ثروات العراق وتقاسم النفوذ فيه، إنه صراع قديم نشا بالاستناد إلى إختلاف النمط الفكري والعقائدي، عدم اعتراف حزب الدعوة بعقيدة ولاية الفقيه، التي يتبناها المجلس الأعلى، كذلك بالاستناد إلى اختلاف المرجعيات العراقية والإيرانية في سلوك المعارضة للنظام البائد، ثم المرحلة الانتقالية لاستلام الحكم، وما تلا ذلك من دعوة المالكي إلى حكومة مركزية قوية، تواجهها مطالبة المجلس الأعلى بإعلان إقليم الجنوب، وكل ذلك انعكس على العهد الجديد سلبا، وأوجد نوعا من الانفصام في العملية السياسية، حيث بدا أن كل فريق يخطط للايقاع بالفريق الأخر، وبينهما الشعب العراقي الذي اصبح ضحية طائفية بعدما كان ضحية للاستبداد والدكتاتورية.
أتساءل مع انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية " التساؤل الهام هو الى اي مدى سيصبح هذا الصراع الشيعي على السلطة عنيفا، وإلى أي حد سينتهي الى عناصر يمكن ان تعمل معها الولايات المتحدة".
لاجواب شافيا ولن تأتي الانتخابات القادمة بالجديد، حيث ستلجا الأحزاب الخارجة من كتلة الإئتلاف بقوائم مستقلة إلى التزوير، كما فعلت في الانتخابات الماضية، لتبقى في مراكز السلطة، وربما سيطرأ بعض التحسن على أدائها، نتيجة الخبرة المتراكمة في إدارة البلاد، خلال السنوات الأربع الماضية، وسيبقى الحال كما هو عليه من صراع شرس بين حزب الدعوة والمجلس الأعلى، إلى أن يعي الشعب العراقي مايدور حوله من مؤامرات، فيمسك بزمام المبادرة ويقول كلمته الفصل في أحزاب الاسلام السياسي، وينتصر لحاضره وحياته ويمسك ثرواته بيده وينشد مستقبل أجياله.



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء عاجل لإنقاذ أرواح (600 لاجئا) في السجون الوهابية السعود ...
- حتى يعلو الدخان الأبيض من قبة البرلمان العراقي!؟
- السيد زاهي حواس الامين العام للمجلس الاعلى للآثار المصرية .. ...
- موسم الانتخابات : هل تصوت عشائر ذي قار للوطن دون الطائفة وتم ...
- إستخارة رئيس البرلمان العراقي!
- إنطلاقة جديدة للعراق بخروجه من طائلة البند السابع
- حقا..ماالعلاقة بين خطبة الوداع وحفل افتتاح مدينة الألعاب في ...
- بوش والزيدي : هل هذا هو واجب الصحافي في العراق الجديد!؟
- في مزاد كريستي العالمي : مسؤولون عراقيون متهمون ببيع آثار عر ...
- مطاليب صدام من قبره تؤجل التوقيع على الاتفاقية الأمنية!
- موسم الهجرة إلى العشائر!
- اليوم الموعود لنهاية كل الأحزاب والتيارات الدينية والطائفية ...
- جمهورية رفحاء : تغلق أبوابها بعد 17 عاماً.. بوداع آخر 77 لاج ...
- الشاي في الناصرية : سيلاني إيراني شكل تاني!
- أوباما والعراق!
- إنزال جوي في شارع الحبوبي.. ومقتل قائد القوة المهاجمة على يد ...
- فتاوى شرعية في محطة كهرباء الناصرية!
- مايزال زعماء الشيعة والأكراد يبددون ثرواتنا الوطنية!
- اليعقوبي مرجع ديني أم سياسي أم نفطي!؟
- الحل في البرلمان وليس في الفاتيكان!


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طارق حربي - التطبير والتعشير والانتخابات!