ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 04:49
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
نكون أمام أحجية معقدة لا حل لها، تشغل تفكيرنا طويلاً وتزيد قلقنا لأعلى مستوياته، لو اعتبرنا ما يرشح عن منطقتنا من معلومات بمثابة براهين قاطعة في أحكامها النهائية، بأن مجمل الدور الإيراني في دول الجوار العربية خطراً للغاية، غير أن إسرائيل المتوغلة فيها أكثر خطراً، أم أن إسرائيل رغم توغلها خطرة فقط، بينما إيران الساعية للعب أدوار أبعد من حدود دورها الطبيعي الأشد خطراً ؟.
في الوجهين لايمكن الهروب أو التغافل عن هذه الأحجية، لطالما أن أدوارهما تحمل من الخطر، ما لا يمكن لأحد احتماله، الواضح أن وجها هذه الأحجية، إيران من وجه وإسرائيل من الوجه الآخر، تشكلان وجهان لعملة واحدة .
عملة خطرة في نواياها، قذرة في تعاملاتها، لا يمكن صرفها، ومن يتعامل معها جهلاً أو علماً، يصعب غسل يديه، مهما حاول، لسوء فعلته .
لسنا بصدد إصدار أحكام تتصل بالخيانة أو بالعمالة، فنحن أبعد ما نكون عنها، وحبذا لو كان التعاطي معهما يؤسس لعلاقة صحية، ويمهد لأرضية يعمها السلام، لكن وجهات النظر باتت متطابقة اليوم أكثر من الأمس، حول سلبية الأدوار بين إسرائيل وإيران وتبادلها بشكل غير مباشر على حساب أمن واستقرار جوارهما العربي الأشد تضرراً من هذا العبث الأعمى .
وحيال هذا التطابق العجيب الذي يعبر عنه اليوم في الشارع ضد إسرائيل وفي الإعلام ضد إيران، ينبغي الإدراك جيداً، أنهما أصبحتا في كفة واحدة، فخطرهما واحد، يزيد أو ينقص بالتناسب طرداً، وذلك حسب مقتضيات كل مرحلة، وغالباً ما يزيد منسوب الخطر الإسرائيلي عندما يتناقص نظيره الإيراني أو بالعكس .
العكس الإيراني هو السائد، فمنسوبه يزداد اليوم على حساب نظيره الإسرائيلي في العراق ولبنان وحتى بعض فلسطين، فأن تبقيا على درجة واحدة من السوء أفضل من أن يصبح أحدهما أحسن من الآخر بالنسبة لنا، فكما تحتاج إسرائيل لتصبح طبيعية إلى تطبيع علاقاتها مع عشرين دولة عربية، بشروط هذه الدول، تحتاج إيران لتصبح مقبولة من حيث تدري في سرها إلى تطبيع علاقاتها مع العالمين العربي والإسلامي .
وإذا حدث أن بدا أحدهما أقل خطراً من الآخر، سيسأل بعضنا وقتها، أيهما أرحم؟ حدوث هذا الأمر أكثر من مستحيل، فلا رحمة تجب ممن ليس في قلبه رحمة.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟