أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - إعادة النظر فى كعكة «السلطة» المسمومة














المزيد.....

إعادة النظر فى كعكة «السلطة» المسمومة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2516 - 2009 / 1 / 4 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المهمة العاجلة هى إيقاف مجزرة غزة، والعمل بكل السبل لإنهاء العدوان الإسرائيلى البربرى، وتضميد جراح إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين ودعم صمودهم فى مواجهة آلة الحرب الصهيونية، بكل ما يتطلبه ذلك من ضرورة نبذ الانقسام الفلسطينى - الفلسطينى والخلافات العربية - العربية التى تقدم أكبر الخدمات المجانية للعدو الإسرائيلى وتسهل مهمته الاستعمارية الخسيسة. وبعد أن تصمت المدافع ويتم وقف المجزرة يجدر بالفلسطينيين، والعرب جميعا، أن يقوموا بمراجعة الموقف وإعادة تقييم الأوضاع التى أوصلتنا إلى ما نحن فيه من هوان وعجز وفقدان للاتجاه، لدرجة أن العمى السياسى جعل "عرب الماء" وعرب الصحراء والنفط"، والأخوة الأعداء فى "حماس" و "فتح"، يتركون العدو الحقيقى، وهو إسرائيل، ويتبادلون الاتهامات بالعمالة والتخوين والتواطؤ وغير ذلك من تهم نكراء. والأخطر ان تقطيع هدوم العرب بعضهم البعض يتم فى نفس الوقت الذى تشن فيه الدولة اليهودية عدوانها الوحشى على غزة. ولا يبدو أن هناك طرفاً عربياً، أو فلسطينياً، واحداً بريئاً من هذا العمى السياسى أو بريئاً من المسئولية عن وصول الأوضاع إلى هذا الدرك الأسفل الذى تستطيع فيه الدولة اليهودية أن تعربد كما تشاء دون رادع. ولا نريد أن ندخل فى لعبة "التنابذ" بين الأطراف العربية والفلسطينية، ولا نود أن ندخل فى لعبة المزايدات والمناقصات لأنها لعبة سخيفة الكل فيها خاسر ولا أحد رابح سوى إسرائيل. نريد بالأحرى أن نعود إلى الجذور الدفينة للمشاكل التى استفحلت رويداً رويداً حتى أوصلتنا إلى ما نحن فيه من هوان ومذلة. فبدون ذلك سنظل ندور فى فلك التوابع والتداعيات و"الأعراض" تاركين أصل الداء والمرض الدفين الذى لا يتوقف عن الانتشار وإنهاك الجسد العربى وإصابته بالشلل الذى هو مقدمة الموت. وهناك بهذا الصدد العديد من الأمور التى تحتاج إلى إعادة نظر وإعادة تفكير منها - على سبيل المثال - قضية "السلطة" الفلسطينية. فنحن هنا إزاء تناقض ذاتى يستعصى على الحل، هو التناقض بين وظيفة "حركة التحرر الوطنى" وبين وظيفة "السلطة" أو "الدولة". وربما كانت هذه هى المرة الأولى فى تاريخ حركات التحرر الوطنى أن تقبل حركة وطنية - أى حركة مقاومة - بدور سلطة تحت الاحتلال. وهذا التناقض مسئول عن معظم التناقضات الأخرى التى نراها فى صفوف الفلسطينيين، والتى جعلت قبولهم بهذه السلطة المسمومة بوابة للاقتتال الفلسطينى - الفلسطينى. وهو اقتتال عبثى لأنه صراع على سلطة وهمية لا قيمة لها من الناحية الفعلية. لأن السلطة الحقيقية هى سلطة الاحتلال الذى يسيطر على فلسطين كلها براً وبحراً وجواً، والذى يستطيع أن يقوم فى أى لحظة باقتحام الضفة الغربية أو قطاع غزة، وأن يقتل من يشاء ويخطف من يشاء، وأن يفتح صنبور المياه والغاز والطاقة والمواد الغذائية والمحروقات أو يغلقها بالضبة والمفتاح. فما هى إذن قيمة هذه السلطة التى جعلت "حماس" تقوم بانقلاب عسكرى للاستيلاء على مقار حكم وهمى فى القطاع، سرعان ما هدمته قوة الاحتلال على رأس من فيه عندما أرادت ذلك متذرعة بقرار "حماس" إنهاء "حالة الهدنة" ومتعللة بصواريخ القسام التى لا تمثل تهديداً حقيقياً لإسرائيل والتى لم تلحق بالدولة اليهودية خسائر فعلية بينما كانت محصلة ما يسمى بفترة التهدئة التى استمرت ستة أشهر 23 شهيداً و64 جريحاً و38 مختطفاً و195 خرقا إسرائيلياً. هذه كانت محصلة فترة "التهدئة" فما بالك بالخسائر الرهيبة التى لحقت بالفلسطينيين بعد إنهاء التهدئة كما نراها فى مجزرة غزة؟! وعلى الجانب الآخر من هذه "السلطة" الوهمية، أى فى الضفة الغربية، لم تستطع إدارة "الرئيس" محمود عباس تحقيق أى شئ، أو إحراز أى تقدم سياسى فى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى الذى "كافأ" الرئيس أبو مازن وحكومته على استراتيجيتهم التفاوضية البحتة بجدار عازل وعشرات الاختراقات للضفة والانتهاكات الفظة لحقوق الشعب الفلسطينى والانكار المطلق لمطالبه المشروعة. ثم إن إسرائيل استخدمت هذه "السلطة" الفلسطينية الوهمية، بجناحيها "الحمساوى" و"الفتحاوى" للتنصل من استحقاقات السلام بدعوى عدم وجود ممثل واحد للشعب الفلسطينى تستطيع أن تتفاوض معه حول قضايا الوضع النهائى، كما استخدمت هذه السلطة الفلسطينية الوهمية للتنصل من الواجبات التى تفرضها القوانين الدولية على قوة الاحتلال. وطالما أن هذه هى "وظيفة" تلك السلطة الفلسطينية الوهمية، وطالما أن هذه الوظيفة مناهضة على طول الخط للمصلحة الفلسطينية فلماذا التمسك بها؟ وألا يدعونا هذا الوضع إلى إعادة التفكير فى التخلى عن هذه الكعكة المسمومة والعودة إلى أصول الأشياء، أى إلى أن تعود منظمة التحرير الفلسطينية حركة تحرر وطنى، وأن يعود قادتها إلى صفوف الجماهير، يناضلون من أجل الحقوق المشروعة لشعبهم فى إطار استراتيجية كفاحية جديدة تستلهم ايجابيات النضال الوطنى الفلسطينى فى مراحله السابقة وتتجنب سلبياته وتتعامل مع المستجدات التى طرأت على الساحة الفلسطينية والاقليمية والعالمية. بينما يتم إلزام إسرائيل بأن تتحمل مسئوليتها تجاه الشعب الفلسطينى فى الضفة والقطاع باعتبارها قوة احتلال. فما الذى سيخسره الشعب الفلسطينى إذا "تنازل" عن هذه "السلطة" الوهمية"، سواء كانت سلطة حماس فى القطاع أو سلطة فتح فى الضفة، حيث رأينا أنه حتى السلاح "المسموح" به لهما، لم يستخدم إلا فى الاقتتال الفلسطينى - الفلسطينى ولم يتم استخدامه ضد إسرائيل فعلياً. و"التنازل" عن هذه السلطة الوهمية لا يعنى التخلى عن الكفاح، وإنما يعنى - بالعكس - استئنافه بعد أن عطلته هذه السلطة الزائفة، واستئنافه يعنى عودة القيادات المناضلة إلى صفوف الجماهير، وابتكار أساليب نضالية جديدة، سياسية وعسكرية، وإعادة تنظيم قيادة الشعب الفلسطينى، العلنية والسرية، للشعب الفلسطينى فى الداخل والخارج.
وللحديث بقية.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن أفضل من أمريكا وأحسن من الغرب .. ولو كره الكافرون!
- فقه الأولويات: إسرائيل هى العدو الآن .. يا عرب
- فضيحة تغريم جابر عصفور
- دبرنا يا وزير الاستثمار .. السطو على -قلب- القاهرة!
- -عيد- الفساد!
- عالم ما بعد الولايات المتحدة
- حذاء -منتظر الفرج-!
- عشاء -علمانى- .. مع أمين عام منظمة المؤتمر -الإسلامى-
- من الذي يريد تعطيل القطار الهندى؟
- اليمين المصرى يرتدى قمصان الشيوعية الحمراء!
- نقيب النقباء .. كامل زهيرى
- هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!
- اكتشافات كامل زهيرى الرائعة
- رغم الاحتفالات بالمئوية: فضيحة ثقافية تهدد الفنون الجميلة
- التعليم المفتوح.. يفتح عكا .. والمنصورة!
- اليوم السابع
- الرأسمالية ليست نهاية التاريخ
- أرامل- ماما أمريكا-!
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (2) .. الجماهير تدخل الثك ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (3).. عناصر موالية لعبد ا ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - إعادة النظر فى كعكة «السلطة» المسمومة