أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - انظرْ أمامَك بغضب














المزيد.....

انظرْ أمامَك بغضب


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 07:54
المحور: حقوق الانسان
    


حدثني الزميل خالد صلاح عن وزيرة في الدنمرك فوجئ أنها في العشرينات من عمرها، واندهشَ لمّا شاهدها، عبر النافذة، تركن سيارتها بنفسها، من دون حراسة، من دون تشريفة، من دون قلق، لها ولمواطنيها. وحدثته عن عمدة زيوريخ الذي جاء يستمع إلينا في مهرجان المتنبي 2007. ركَنَ موتسيكله خارج المسرح وخلع خوذته وحملها، ثم أمسك يد زوجته التي جاءت على دراجتها ببلوزة خفيفة وبنطلون جينز. هكذا يحيا الرؤساء والوزراء هناك حياتَهم ببساطة، فييسرون الحياةَ عليهم وعلى الآخرين. إذْ ما الفكرة العبقرية في أن تتعطل الحياةُ والمرورُ و"بلدي وحبايبي والمجتمع والناس" ساعاتٍ لمجرد أن وزيرا يمرُّ؟ دواع أمنية؟! طيب، هؤلاء، الغرب يعني، حَلّوها ببساطة. حكموا، فعَدَلوا، فأمِنوا، فخرجوا دون حراسة. المهم، كان معرض كلامنا حول حتمية أن يتولى الشبابُ قياداتٍ حيويةً في البلاد لكي تتقدم. وأخبرته أنني أراهنُ على نجاح "اليوم السابع" لأنني وجدت، بعد جولة في أروقة الجريدة، أن النسبةَ الساحقة من العاملين بها، من صحفيين ومراسلين ومصورين ومنسقين وفنانين وفنيين وإداريين وسعاة، من الشباب الصغير اللي يفرح القلب. رئيس التحرير نفسه شابٌ، على عكس ما درجتْ عليه صحفُنا القومية من تولية هذا المنصب رجالا أوغلوا في العمر، وأوغلوا، من ثم، في فقدان حساسية التواصل مع نبض الواقع بشروطه الآنية ومشاكل شبابه. حدثني أنه عمد إلى ذلك، وتعمّده، عند اختياره فريق الجريدة. وبالفعل تلمسُ، حال زيارتك الجريدة، روحَ الحماسة وفورة الإصرار على التجديد والتميّز والإدهاش.
وأما عن رهاني على الشباب فليس منطلقه نظريا ولا شعاريًّا، بل عن تجربة مررتُ بها مما لا يُنسى من تجارب. فكان أن دُعيت العام الماضي للمشاركة في أحد أهم الأحداث الثقافية: "مهرجان الشعر العالمي في روتردام" في دورته الثامنة والثلاثين. وبعد الدعوة والموافقة ظل رئيس المهرجان "يان فاليم" يراسلني على مدى سبعة أشهر لترتيب كل شيء: ترجمة القصائد إلى الهولندية، تدقيق كل كلمة مع المترجم، نوع الطعام الذي أفضّل، هل أنا نباتية، هل لدي حساسية من أية أطعمة، هل من أدوية لازمة يوفرونها لي، هل أدخن؟ كل ما يمكن تخيله من تفاصيل من شأنها أن تضمن لي، ولهم، ولكل المشاركين، أسبوعا مريحا في هولندا، لكي ينجح المهرجان. وطوال هذه الأشهر ظللت أعامله بوصفه رجلا كهلا مهيبا. ذاك أنني بحسبة بسيطة، وساذجة، أضفت عدد سنوات المهرجان 38، إلى 40 سنة، (أقل عمر تصورت أن بإمكانه إدارة واحد من أهم الأحداث الثقافية في العالم)، فوهبته إذن ثمانية وسبعين عاما. عقلي العربيّ ألهمني فكرتين:1- أن الكهولَ وحدَهم يجلسون على الكراسي، 2- أن من يعتلي الكرسي لا يبرحه أبدا إلا بالموت. كلا الفكرتين لا يعرفها الغرب. ولأنني من المدرسة الكلاسيكية التي تبجّل الكبار جدًّا، ظللت أغدقه، في رسائلي، بما وسعني من نداءات التبجيل: Master- Prof.-Sir-Your Majesty- your Excellency- etc ، ولأنه في عمر جدي، فكان يناديني باسمي المجرد Dear Fatima، وحسب. وحينما وصلت المهرجان جاءني شابٌ في ملابس رياضية عمره حوالي 22 عاما يقدم لي نفسه: هالو، أنا يان فاليم! فسألته إن كان هذا تشابها في الاسم مع رئيس المهرجان؟ فقال بل أنا هو! فصدمت. أهذا الفتى الغِرُّ قادرٌ على إدارة شئون أربعين شاعرا جاءوا من أنحاء العالم؟! نعم قادرٌ ونص وتلات تربع. ثم توالت المفاجآت لأكتشف أن كل فريق العمل بالمهرجان شبابٌ في العشرينات من أعمارهم. لذلك نجح المهرجان، ولذلك تخفق مؤتمراتنا ومهرجاناتنا التي يربضُ على أنفاسها كهولٌ متكلسون لديهم رُهاب التجديد وفوبيا الشباب. هذا المصطلح ليس نحتا أو اختراعا، بل هو مسجلٌ في الموسوعة السيكولوجية ضمن الستمائة نوع من أنواع الرهاب. Cainotophobia هي الرعبُ من التجديد أو العصرنة. "انظر خلفَكَ بغضب"، عنوان مسرحية كتبها الإنجليزي جون أزبورن عام 1956، وهو الشعارُ الذي اتخذه شباب الحداثةُ، في الستينيات الماضية، للمناداة بقتل الأب وهجر التراث والاحتفاء بالمستقبل. أما عنوان المقال فيبدو أنه السلوك الضدُّ الذي ينتهجه آباؤنا الآن ضد شبابنا الواعد!






#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجميلة بحق!
- تلصّصٌ على بيتِ شاعر
- فنجان نسكافيه لكل متهم
- تعالوا نركب عَجَل!
- شيءٌ من -الحبِّ- و-العدل- يا -حبيب العادلي-!
- اِرجعْ للخلفِ قليلا حتى ترى
- وجهُكِ الذي يغيبُ من شباك الفصل
- مسيحي -بس- طيب!
- فنجانُ الشاي العُنصريُّ
- هذه ليست كُرَة، إنها صديقي!
- اللعنةُ تريدُ أن تضحك
- طبلةُ المسحراتي
- أخافُ اللونَ الأبيض
- هَدْمُ الأهرامات
- عزيزي أنيس منصور.. شكراً
- إلا درويش يا صهيون!
- طار إلى حيث ريتا!
- لأني إذا مِتُّ أخجلُ من دمعِ أمي
- العادات الشعبية بين السحر والخرافة
- تأنيث العالم في رواية ميس إيجب. من الذي قتل مصر الجميلة؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة: مخزونات الغذاء بغزة تغطي الاحتياجات من يوم إل ...
- كاميرا العالم تنقل جانبا من معاناة النازحين الفلسطينيين في ر ...
- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...
- الأقليات والسياسة في بريطانيا.. تقدم محفوف بمخاوف
- الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات إلى غزة
- الأمم المتحدة: المساعدات محجوبة عن غزة والمخزون لا يكفي لأكث ...
- ذوي الأسرى الاسرائيليين يضغطون على نتنياهو للوصول الى إتفاق ...
- أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين بالقضارف شرقي السودان ...
- مطبخ تضامني في العاصمة السودانية الخرطوم لمساعدة السكان المه ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - انظرْ أمامَك بغضب