أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عماد علي - هل ستكون الحرب الباردة بين تعدد الاقطاب بعد حرب القوقاز؟















المزيد.....

هل ستكون الحرب الباردة بين تعدد الاقطاب بعد حرب القوقاز؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2382 - 2008 / 8 / 23 - 10:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كلنا على علم، كيف بدات الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الامريكية كقطبين متصارعين دون منازع يذكر في حينه الى ان وصلت الحال الى انفكاك الاتحاد السوفيتي و سيطرة القطب الامريكي لمدة معينة ، و عاش هذا القطب المتهور نشوة النصر كما ادعى و حاول انهاء الدور السوفيتي و احلال نفسها محله و كسب المواقع و الدول الموالية للسوفيت و ضمها لتحت كنفه بكل الوسائل المتوفرة لديه، و نجح في كثير منها و قاومت دول اخرى في الصراع لحدهذا اليوم. ان ما كانت عليه الدول الاوربية على انفراد او كاتحاد اوروبي او صين او يابان او المانيا و فرنسا على انفراد و ليس كما هم عليه اليوم من الظروف و الثقل و الواقع السياسي الاقتصادي في الوضع العالمي، اي بتفكك و انهيار اي قطب لم يعد كما كان عليه من قبل بنفس الصورة و العمل ،الا انه اليوم يبين لنا مدى التحول في اتجاهات و سياسات الدول و ترسيخ الاقطاب المتعددة نتيجة تداخل مجموعة كبيرة من المصالح المشتركة ، فاليوم لم تعد القوة العسكرية العامل الحاسم لتحديد قوة و ابراز معين ، فالاقتصاد و العلاقات السياسية الدبلوماسية بين الدول يعدان من اهم الركائز الاساسية في تحديد قوة اي قطب ، اي المقياس الخاص لبيان قوة و وجود اي قطب يتعين قياسه من عدة اوجه، بالاضافة الى القوة العسكرية التي كانت مسيطرة سابقا، اليوم و بعد تغيير الوضع العام العالمي و مكانة الدول الاقتصادية و الثقافية السياسية و العلاقات المتبادلة و المصالح المشتركة و المتعددة الجوانب و اعادة تنظيم الكيانات من اهم الوسائل لتحديد الاقطاب ، و على الاكثر لم يعد القطبين و انما تعدد الاقطاب بات وشيكا ، و الحوادث الانية المفاجئة ربما تسرع من وتيرة تحديد و تعين و تكوين الاقطاب.
بعد حرب القوقاز ،اهتزت كافة العلاقات الدبلوماسية و السياسات المتبعة بين عديد من دول العالم ، و نشاهد تحركات متعددة و اعادة تنظيم كثير من الحالات و العلاقات حسب المصالح الذاتية لكل جهة، و بالفعل بدات الزيارات و نشطت التحركات و استقرت بعض التوجهات المترددة و ترسخت بعض الاراء المهتزة في وقت قصير، و المواقف الصادرة من المواقع و البلدان المتعددة من العالم تبين افكار و قناعات و سياسات هذه البلدان مستقبلا .
اما بالنسبة للحركات التحررية و القضايا المتعددة السياسية و الانسانية ،كل منها عقدت عزمها على ما يمكنها العمل عليه لصالح تحقيق لهدلفها و بدء مشوارها الجديد في عملها بعد خلط الاوراق و من اهمها القضية الكوردية و الارمنية و الاذرية و الابخازية و الاوسيتيا الجنوبية و الكوسوفية و غير ذلك من القضايا التي تحققت اهداف بعض منها و بقيت اخرى لليوم.
السؤال الذي يحدد كيفية تفكير اصحاب تلك القضايا في مسيرتها ، هو هل تعدد الاقطاب يفيد قضيتهم و مَن مِنهم من الممكن ان يفيدهم اكثر وما هي مصداقية اي منهم في حل القضايا المصيرية، و لكل طرف تجربة خاصة فيما كان عليه ايام الحرب الباردة بين القطبين ، و دور الاتحاد السوفيتي الاقتصادي السياسي اللوجستي في مساعدة اصحاب تلك القضايا او موقفها من الدول اصحاب السيادة المعادية لهذه القضايا . و في هذا المضمار تعد ثورة اكتوبر من اكبر الاسباب و العوامل الهامة لصحوة العديد من الحركات و الدول و اضاءت الطريق امام الاخرى و دفعت القوى المظلومة للنضال و الكفاح من اجل تحقيق اهدافهم الوطنية و تحقيق مصيرهم بانفسهم، الا ان بعض السياسات التكتيكية فعلت عكس ما كان يُنتظر منها و اضرًت بالحركات في النتيجة، و لكن مع انتعاش امال الشعوب المظلومة بدات انبثاق الحركات التحررية و كانت لثورة اكتوبر دافع ايجابي في دعم تلك الحركات ، و كانت الاهداف نبيلة في اكثر المواقف ، و كانت للايديولوجيا تاثيرا و اسعا على عمل و كفاح الحركات التحررية في انحاء العالم في تلك الحقبة، كانت هناك الحركة التحررية الكوردستانية لشعب عاش تحت كنف الشعوب السائدة و الحكومات المفروضة من دون وجه حق و في دول اسسها الاستعمار في حينه بناءا على مصالحه البعيدة المدى ، و الحركة الارمنية التي كانت صاحبة دولة منذ القدم اي في القرن السادس قبل الميلاد و لكن الظروف انقلبت عليها و فقدت دولتها و عاش هذا الشعب لمدة طويلة تحت سيطرة الرومان و ايران الى ان انقسمت في سنة 387 بين الدولة الساسانية و البيزنطية ، و الى ان وصلت حالها كما كانت ابان ثورة اكتوبر ، و في 29/12/1917 اقرت روسيا حق تقرير المصير للشعب الارميني الغربي و دعمتها و دافعت عنها من اعتدائات الجيش التركي و الى اخره من الحوادث . و هكذا بالنسبة للاذريين و بعد تاسيس الحزب الشيوعي الاذري و تاثيرات ثورة اكتوبر على النضال التحرري للشعب الاذري بقى الوضع على ما هو عليه دون تغيير يُذكر لمدة طويلة و حتى انهيار الاتحاد الاسوفيتي استمر المنوال على ما عليه، و اليوم بعد ظهور مؤشرات على التغيرات الجذرية في الوضع العالمي ماذا يكون عليه العالم، فهل يعيد التاريخ نفسه، هذا من غير المؤكد و انما عدم بقاء القطب الاوحد المسيطر امرا و ناهيا هو الاحتمال الاقوى فلا يُعتقدان يكون كما هو عليه اليوم، و كل الدلائل تشير الى تغير الخارطات السياسية في الكثير من بقاع العالم .
على ما يعتقد الكثيرين فان حرب القوقاز تكون نقطة انطلاق لتغيير المسارات و كامر واقع لتلك التغيرات و هناك العديد من الاحتمالات و التوقعات لنوعية التغيير.
منذ اليوم الاول لهذه الحرب برزت العديد من المواقف في كثير من دول العالم بين مؤيد لتدابير روسيا و معارض لها، و تباينت المواقف حسب مواقع و افكار اصحاب المواقف، و كان لشكل و نوع و قوة اي موقف بيان راي واضح على ما اظهروه و كيف يكون عليه الوضع و العمل و العلاقات بعد تطور الاحداث، فهناك مواقف من الدول الاوروبية و من الحلف الناتو تتباين و تختلف من دولة لاخرى على الرغم من الضغوطات الامريكية على توحيد المواقف الغربية ضد روسيا، الا ان بعض الدول اعلنت عدم قبول المعايير المزدوجة في حل القضايا المتشابهة في المناطق المتعددة من العالم كما في كوسوفو و ابخازيا و اوسيتيا و كوردستان. و لكن العلاقات الفاترة التي فرضتها الظروف المتعددة على القطبين و في مقدمتها الوضع الاقتصادي اجبرت العديد على اعادة النظر في تقيمها للوضع المفروض ،الا ان حرب القوقاز اجبرت واشنطن على خلع قناع حيائها و دخلت القضية بقوة و ان كان افتعال هذه الازمة محسوب اصلا عليها و من وراء الكواليس لتخصيب الارضية لتوقيع عقودها العسكرية للدروع الصاروخية مع بولندا ، الا ان حلفاءها برزت منهم مواقف متعددة متحسبة لما سيؤول اليه الوضع مستقبلا لابقاء الشعرة في تحديد السياسات مستقبلا، فاوكرانيا منعت الاسطول الروسي من دخول مياهها من دون اذن مسبق و في المقابل اعلنت تركيا انها لن تسمح بدخول الاسطول الامريكي الى مياه البحر الاسود ظاهريا او علنيا كما ادعت، وتباين مواقف حلف الناتو على انفراد الدول المنتمية اليها و مجتمعا ، و دول شرق اسيا متحفظة لحد اليوم و هي تعيد حساباتها و خاصة الصين و هي مشغولة هذه الايام بالالعاب الاولمبية و لا تريد تعكير الاجواء من نجاح البطولة و تحتفظ نفسها بعيدا عن المواقف السياسية الحادة، الا انها تتحرك ببطء . وتكون لهذه الحرب اضرار اقتصادية مالية كبرى لروسيا و هل تتمكن من تحملها هو سؤال الجميع لكي تعبر الى شاطيء الامان في اعادة هيبتها، و قدًر الاقتصاديين ان هذه الحرب تسببت في نزوح حوالي 7 مليارات دولار من الاموال الروسية الى خارجها منذ اندلاع الحرب القوقازية. و الملاحظ لحد الان ان الغرب سيطرت بشكل شبه كامل على القضية في حربها الاعلامية و النفسية و هي من الوسائل الحديثة في تحديد مسار الحرب، نظرا لعدم وجود وسائل اعلام روسية مؤثرة و محترمة غربيا و ضعف تاثير خطاب و تغطية الاعلام الروسي.
و في النتيجة نرى في المستقل القريب ماذا يكون عليه العالم و ما الاقطاب المؤثرة و ما العلاقات المتميزة بين الاقطاب و ما العوامل و الوسائل المحددة لتلك السياسات و ما المصالح المشتركة بين اجزاء كل قطب ، و مَن مِن الاقطاب تكون لها يد طولى اكثر، و هل تتكون تحالفات و ائتلافات هنا و هناك ، وما الافكار و الايديولوجيات التي تسيطر على كل قطب ، و ما السياسات المتميزة لكل قطب و ما نظرة كل قطب للعالم و القضايا و الامور الخاصة بكل جزء و موقع في العالم و بالشعوب المنتشرة . و بحرب القوقاز رُجت المياه الراكدة و هي تستقر على وضع غير ما كانت عليه من قبل و تختلف حتى في تركيبتها التكوينية في حالتها الجديدة ، و لكن يجب ان نعلم ان الاطراف و الاقطاب لم تحسم امرها في تحديد الاستراتيجية التي تتعامل بها مع البعض بعد، الا ان ملامح الاستراتيجيات تظهر في الافق من خلال قراءة ما يحدث و بالتامل البسيط في تحليل التكتيكات و المواقف اليومية للاطراف ، ومن المؤكد ان التوازن الاستراتيجي لا يكون كما هو عليه اليوم ، ان لم يتغير جذريا فالتغيرات تحدث فيه باشكال و احجام مختلفة التي ستظهر فيما بعد . ان الحرب الباردة بين القطبين لم تعد ممكنة كما كانت بل ستكون للدول الغربية الاوربية دور فاصل في حسم الامور في اكثر الاحيان ، و به تتكون تعددية الاقطاب ، هذا بالاضافة الى ان الدول الكبرى الشرقية التي تكون لها الكلمة و الدور الفعال في تحديد و تخطيط التوازن الاستراتيجي العالمي مستقبلا .








#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية بين الواقع الاجتماعي و السياسة الحزبية الضيقة
- محمود درويش شاعر الانسانية انصف الكورد و قضيته ايضا
- ثقل الكورد في الصراع الدولي و اهميته في قضية كركوك
- التشاور و التحاور و ليس التحالف المصلحي الضيق
- الوعي يزيل روح الانتقام من عقلية الشعب بشكل عام
- الشباب و دورهم في تغيير و تطوير الوضع و الخروج عن المالوف
- هل المراة قادرة على تحقيق اهدافها العامة لوحدها
- الاقلام المحايدة مراقِبة للسلطة دائما و ليست موالية لها
- بدا موسم المزايدات الانتخابية في العراق
- الانسان اولا هو الشعار الانسب لجميع العراقيين
- تدهور الوضع العام فرض نقض نظام التخلي عن المواطن
- تاثيرات الخطاب السياسي و الثقافي على بعضهما في العراق اليوم
- كيف تواجه المراة التحديات المفروضة عليها في العراق اليوم
- افتعال ازمة كركوك في هذا الوقت، من اجل اهداف مخفية
- دور المؤسسات التعليمية في توعية المجتمع
- في حضرة المسؤول الشرقي المبجل
- الاعتراف بتقرير المصير للشعوب كحق من حقوق الانسان
- ما بين مؤتمري نقابة صحفيي كوردستان و العراق
- مجتمع مدني و فلسفة نظام حكم جديد في العراق
- نحتاج الى الاشتراكية ام الليبرالية في العراق اليوم?


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عماد علي - هل ستكون الحرب الباردة بين تعدد الاقطاب بعد حرب القوقاز؟