أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - ايها المثقفون العراقيون .. لا تنتظروا ان يقول التاريخ فينا ما نقوله اليوم في من ظلمنا بالامس














المزيد.....

ايها المثقفون العراقيون .. لا تنتظروا ان يقول التاريخ فينا ما نقوله اليوم في من ظلمنا بالامس


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2378 - 2008 / 8 / 19 - 05:05
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


حينما انكسر ذلك الجدار من اليأس والذي كان مطبقا على صدورنا جميعا وحدث ما حدث عام 2003 حيث انهار ذلك الجدار الى غير رجعه وبدا العراق وكأنه قد ولد من جديد يبحث له عن عيد وطني ونشيد وطني وعلم وطني اذ لم يكن له كل ذلك من قبل غير مسميات مصنوعة رغما عنه لا تمثله ولا تمت له بصله ، عندما حدث ما حدث كان من الطبيعي جدا ان تنفتح قرب كانت مكممة لفترة طويله ليتدفق منها ماء الحياة فبرز الاعلام الحر والكتابة الحره والسفر الحر والتقاتل الحر ايضا ، لقد كان الجوع المعرفي والخزين المعرفي المحبوس كلاهما مبررات مفهومة لتلك الحركة النشطه باتجاه الكتابة المتدفقة بلا انقطاع وانتشار وسائل العرض الثقافية وعلى كافة المستويات ، وبقيت تلك التوجهات الفكرية سواء المنشورة منها او المرئية او المسموعه مقتصرة على سبيل الكشف والتحليل وابداء وجهات النظر من جهه والعودة الى دراسات منهجية في الفكر سواء كان اسلاميا او علمانيا او بين هذا وذاك من جهة اخرى .
ان استمرار هذا المنهج التعبوي لنشر الوعي باتجاه واحد فقط والمتمثل بالعرض والتحليل واعادة دراسة ما كان قد تمت دراسته في السابق يشكل ظاهرة ستوصلنا حتما الى الانفطاع عن الجماهير بشكل عام وذلك باحساس تلك الجماهير بعدم مواكبة المثقفين ورواد الفكر لطبيعة المرحلة الحاليه ، المرحلة التي برزت من خلالها معطيات جديدة هامة ومركزيه يجب التصدي لها بهدف الوصول الى حلول تنقذ ابناء شعبنا من ويلات حلت بهم وهي بمثابة كارثة انسانية تستحق التجلي والانحياز الكامل لصف الفقراء والمعوزين واصحاب الحق في خيرات الوطن .
لقد اضحى فعلا من السخف بمكان ان تبقى نشاطاتنا الثقافية اسيرة وفي كثير من الاحيان لطريقة هدفها الوحيد هو تفسير الظواهر الحياتية والفكرية من حيث قربها او بعدها عن حيثيات المنطق الفلسفي او المذهبي في حين تكتفي الكثير من العوائل العراقية الان ب ( كلاص لبن ) كعشاء لها ويمرح المرض على مهله باجساد ابنائها وتأكل عقولهم المخدرات جراء البطالة المقيته . وليست هناك صفة اكثر من صفة السخف اطلقها غير خائف ولا متردد على كل المحاولات ذات السمة المتعالية على ابناء الشعب والمتمثلة بتلك الكتابات الخرساء والتي ضلت عصية على فهم طبيعة ما يجري من قتل عمد لنفوس الملايين من الفقراء والشباب الضائع والنساء اللواتي ارغمهن الحال على الجلوس في اروقة الطرقات كبائعات للخضر او متسولات او اظطررن لسلوك سبيل العهر مقابل رغيف الخبز ، ولا اجد ايضا اكثر من كلمة سخف اطلقها على كل كلمة تسطر بهدف السعي نحو الاشهار وهي متخلفة عن حقيقة المرارة التي يشكلها منظر اطفالنا وهم تأكلهم شمس الصيف يشحذون او يبيعون قناني العطر المقلده عند الاشارات الضوئيه .
ان ما تعكسه حال العوائل العراقية الهاربة من ديارها والمرحلة عن مساكنها وتلك المآسي التي تنفث ريحها من بؤر العفن الاجتماعي المتردي جراء الفقر والحرمان متجسدة في الالاف من صور الضياع وانتشار ظاهرة اليتم والعوق الجسدي والنفسي وزيادة ظواهر الطلاق والترمل وانتشار المخدرات وخراب كافة البنى التحتية للبلد كل ذلك لا يدع مجالا بعد الان الى تقصي بواطن الفكر الجدلي واحياء المعركة الفكرية المترفة المعالم بعيدا عن هموم الناس ، ولم يعد مبررا ابدا ان يبقى رواد الفكر والمثقفين على اختلاف مشاربهم اسرى لما هم فيه من خدر ثقافي غير عابئين بما يجري من تردي الحياة العامه .
خمس سنوات مضت ونحن لا زلنا نلوك ذكر مظالم العهد السابق ، خمس سنوات مضت ونحن لا زلنا نفسر وندقق ونتعارك ونصرخ عبر القنوات الفضائية ومن خلال ندوات يتيمة لا تحمل هم الناس ولا يفزعنا بان الواقع هو القائم فعلا ولا شيء غيره ، الواقع الذي يصرخ فينا ان كفاكم مساجلة بائسة موضوعها التوافق السياسي والماده 140 وانتخاب مجالس المحافظات وقضية كركوك والتفنن في اختيارالالفاظ سعيا نحو الابقاء على واقع الحال وترك الشعب المسكين يدور في حلقة مفرغة تسير به نحو الحرمان والمرض والجوع والالام المبرحه . ان اية بادرة من شعر او فن او بحث لا تنحاز كليا للقضية المركزية المطروحة الان والمتمثلة بتردي الاحوال العامة لابناء الشعب سوف لن يكون لها اعتبار غير انها بادرات جوفاء لا معنى لها ولا قيمه ، ولا مناص من ان تتجه كل الاقلام والقدرات المتميزه في كافة النواحي الثقافية للوقوف وبجد عند المرحلة الحالية من حياة الناس واتباع مبدأ ترك اللهو الفكري المقتصر على البحث والتمحيص والسجال ضمن دائرة مغلقة واحدة بعيدة عن سبل التحرك صوب قضايا الجماهير المعدمة والانتصار لها وتعبئتها وتنظيمها لكسر هذا الطوق الرهيب من السراق والاثرياء الدخلاء والمخربين والمنتفعين وطبقة المقاولين عديمي الضمير . ويبقى النداء الموحد ابدا في المرحلة الحالية هو ان تتوقف فورا الاعمال غير الانسانية الموجهة لابناء شعبنا من نهب للمال العام وعقد الصفقات المالية الوهمية على حساب عملية الاعمار والامعان في عملية التخريب المتعمد للبنى التحتية وعدم الانتباه لمخاطر تفشي الامراض وتردي كل شيء وفي كافة المدن العراقية بلا استثناء ، ولتبدأ فورا عملية التطهير الاداري لابعاد اولئك المجرمين من الجهلة ومرضى النفوس أيا كانت الاحزاب التي ينتمون اليها ممن لم يبقوا لغيرهم شيء سوى العدم والموت البطيء لينتفعوا هم ويمعنوا في جرائمهم الاقتصادية والانسانية بلا خوف من حساب .. والا فان التاريخ سيكون على منصة محكمته يوما ما .. ليقول فينا ما نقوله اليوم في ظلمتنا بالامس .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها العراقيون .. اسحبوا البساط من تحت كراسي المسؤلين عن افق ...
- سهيل احمد بهجت .. ألانسان ألاثمن رأسمال
- الى متى يبقى الشعب العراقي أسيرا للصراع على المناصب وضحية لل ...
- عزيز الحاج بين السياسة والادب ... محاكاة مؤثره
- أحموا الكاتب رضا عبد الرحمن علي من شيخ الازهر
- حرب المياه على العراق .. بين الفعل ورد الفعل
- الى متى تبقى المرأة جدارا للصمت وبؤرة للخطر حينما تتكلم ؟
- منعتم بيع الخمور .. فابشروا بسوق رائجة للحشيش
- بين معاشرة الزوجتين معا ورذيلة زواج المتعه والمسيار - قضية ا ...
- وماتت بهيه .. بعد ان خنقها عرف غسل العار
- مصير النساء الارامل في العراق .. الى اين ؟
- بين سؤال ابنتي .. وضلالة رجال الدين
- قتلوها ورموها في مياه نهر الفرات غسلا للعار .. شهادة اخرى عل ...
- العراقيون قبل غيرهم أولى باعمار بلادهم
- السفارات العراقيه .. وعلاقتها بخلق تجمع سليم للعراقيين في ال ...
- العمل الدبلوماسي بين الاحتراف والتجربه - مساهمة في تشخيص الب ...
- أنا شاهد على ازهاق ارواح صبايا ثلاث بسبب عرف ( غسل العار )
- ألمياه الجوفيه في العراق .. بين الاهمال والحلول المنتظره
- حلم في غرفه
- صيف وحب وخيال


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - ايها المثقفون العراقيون .. لا تنتظروا ان يقول التاريخ فينا ما نقوله اليوم في من ظلمنا بالامس