أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حامد حمودي عباس - السفارات العراقيه .. وعلاقتها بخلق تجمع سليم للعراقيين في الخارج















المزيد.....

السفارات العراقيه .. وعلاقتها بخلق تجمع سليم للعراقيين في الخارج


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 09:05
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لم تتوفر وعلى حد علمي أية دراسة تعنى بعلم النفس تتناول الشخصية العراقية وبشكل يشبع الرغبة في الغور داخل تلك الشخصيه والتي نحتت فيها ظروف شابتها القسوة والتجني واحاطها القهر بكل صنوفه أخاديد عميقه بدت اثارها واضحة على معالم السلوك الفردي العام لدا العراقيين ، ولذا فان الاعتماد على المفاهيم التي ساقها الدكتور علي الوردي يبدو واضحا دون التمكن من الركون الى سواها من المفاهيم الاخرى لعدم توفرها رغم ما للدكتور الوردي من باع طويل في هذا المجال ، ورغم ما حدث للاطر العلمية في حقل علم النفس من تطور كبير وهام وفي كل الاتجاهات .
لقد عنيت دراسات كثيرة وتناول المثقفون من خلال محافل مختلفة جوانب عديدة من ظواهر العبث بكيان الفرد العراقي العادي من فقر وجوع ومرض ، غير ان احدا لم يجرؤ على الدخول الى دائرة البحث في المجال النفسي والتربوي لذلك الفرد ، وبقيت الشخصية العراقيه مبهمة في الكثير من جوانب سلوكها العام والخاص ، فاصابها الشعور بحب الانفراد والابتعاد عن الاخر والخوف من نتائج اية علاقة مهما كانت طبيعية ومجردة جراء القسوة المفرطة التي تعرض لها العراقيين عامة بفعل الحروب والقوانين الطارئة المزمنه .
فالفرد العراقي وبشكل عام يبدو وكانه اعتاد على الاحساس بالهوان واظهار ملامح الاستكانة بفعل العوز وعدم الشعور بالامان وبشكل دائم ، وتظهر هذه السمات جلية حينما يقدر للعراقي ان يهاجر بلده ويحيا مرغما في بلد اخر ووسط اناس هم ليسوا اهله ولا مواطنيه ، فالعراقي خارج بلده تجده متخوفا على الدوام ، مستسلما لقرارات وقوانين واعراف الدولة المضيفه مهما كانت تلك القرارات والقوانين والاعراف مجحفة بحقه ، فلا حكومة وطنية ترعاه وتتقصى اخباره ، ولا سفارة لبلده تتابع جوانب حياته وتدافع عن حقوقه وتؤمن له سبل عيشه ولا خلفية قوية تجعله يقرر العودة الى بلده عند االضروره .. انه شخص مستسلم في غربته لارادة الاخرين ويخاف عدم رضاهم خشية التعرض للتسفير القسري ، ويؤسس دوما وعلى حساب قناعاته ومشاعره الكثير من مسالك التصرف غير المقبولة لديه لو كان داخل وطنه .
ولكي لا يسوقني الاستطراد في السرد للوقوع في حيز قد لا اكون مؤهلا للخوض في غماره وهو من مهمة المختصين في العلوم الاجتماعية بفروعها المتشعبه ، فانني اود هنا واعتمادا على تجربة شخصية اساسها طول فترة الاغتراب عن الوطن يقابلها معايشة مباشرة لكل الاحداث الدامية التي حدثت في داخل العراق وتحمل اقسى صنوف المعاناة بسبب الحروب والحصار ومن ثم الاعتقال والتشرد ، اعتمادا على كل هذه المعطيات فانني ارغب بالوقوف عند الحقيقتين التاليتين -
1- لا مناص من الاعتراف وبجرأة ودون تردد بان الشخصية العراقية تشوبها وبدرجات مختلفة اثار سببتها ظروف عدم الاستقرار سيما لو علمنا بان هذه الظروف قد امتدت لتشمل حياة اكثر من جيل بحيث بانت ملامح الاظطراب السلوكي - لو جاز لي التعبير - بادية لدا الفرد العراقي ويمكن ملاحظتها دون عناء .
2- ولكوني بصدد التصدي لموضوع العراقيين المهاجرين والمهجرين خارج العراق كفصيل تعرض للظلم مرتين ، مرة عندما عايشوا ظروف القهر في الداخل ، والاخرى عندما انسلخوا عن وطنهم مرغمين ليواجهوا صنوفا من الضغط الاجتماعي والسلطوي في البلدان التي حلوا فيها عربية كانت ام غير عربيه ، لكوني كذلك فانني سوف ابقى عند الحدود القريبة من هذا الفصيل المغترب والمنتشر في اغلب بقاع العالم .
ان الفرد العراقي عاش طويلا وهو مستسلم لقدره امام قوة عاتية تهدده بالفناء لو حاد عن جادة رسمها له اولي امره ، حتى بدا وكانه راضي عن مصيره العصي على التغيير ، ناهيكم عن ان عملية التغيير في حد ذاتها تعد ضربا من المستحيل .. واصبح خير توجه يحمد عقباه هو ( ستر الحال ) والابتعاد عن مكامن الشر ، ولذا فقد انسحبت اغلب النشاطات الانسانية في المجتمع العراقي من حيز الجماعة الى حيز الفرد وتقلصت شيئا فشيئا عوالم رحبة من العلاقات الحميمة بين الناس حتى اصبح الحنين الى الماضي السعيد معنى جميل كثيرا ما يجري الاحساس به والتعبير عنه بشيء من الحسرة ، وهكذا ضاقت حدود الحركة المجتمعية اليومية وانحسرت الى مساحات ضيقة جدا دفعت بالعائلة العراقية الى ان ترسم لنفسها مسارات محافظة لا تؤدي بها الى غير المنزل واقرب مكان للتسوق ، واختفت تدريجيا كل مظاهر الانس والفرح العام واصبحت دار السكن هي الوطن الارحب بديلا عن الوطن الكبير . لقد انعكست هذه الملامح القاسيه على شخصية العراقي المهاجر وبشكل اكثر وضوحا مما هو عليه الحال داخل الوطن .. ولذا فانه ليس من الصعوبة بمكان ان يشخص اي مراقب محايد طبيعة العلاقة غير السوية بين العراقيين في دول المهجر بين بعضهم البعض ، فقلما تجد العوائل العراقية تتزاور فيما بينها الا في حدود ضيقه جدا قد لا تتعدى احيانا تلك التجمعات التي تفرضها الزامية القيام بتجمعات حزبية او سياسيه ، بل ان قطيعة شبه تامه تبدو وللاسف واضحة بين العراقيين في المهجر .. من هنا فان التوجه العام والذي يجري حاليا لاصلاح ما تم تدميره وعلى كل الصعد يجب ان لا يغفل الجانب الانساني والنفسي المتضرر والمتعلق بشخصية الفرد العراقي ومن مختلف الاعمار ، واذا كان ذلك من واجب الجهات التربوية والمعنية بوضع الاسس السليمة لصقل الشخصية العراقيه وازالة الصدأ عنها متمثلة بمؤسسات المجتمع المدني والجامعات وذوي الاختصاص ، فان الواجب ذاته يقع على عاتق السفارات العراقية العاملة في الخارج لرعاية العراقيين واحاطتهم بكل سبل الخدمة العامه والدفاع عن حقوقهم التعاقديه في اماكن عملهم وحمايتهم من الاعتداء وضمان سلامتهم عند الكوارث ، الامر الذي يجعلهم مطمئنين الى ان هناك مؤسسة تمثل بلادهم هي بمثابة المركز الامين والقوي يجتمعون عنده للتتحول السفارة من دائرة للمراجعات الرسمية الضيقه فقط الى كيان يجمع العراقيين لاحياء افراحهم واتراحهم ، ويقوي اواصر العلاقة بينهم ويعيد لانفسهم الامان والشعور بانه لا وجود بعد الان لاية ملاحقة اساسها الانتماء المذهبي او الحزبي او العرقي او تصفية حسابات رخيصه كانت تركن اليها السفارات في الماضي ، ويقينا بان مهمة كهذه ليست بالهينه بل تحتاج الى دراسة مستفيضة يجري من خلالها تشخيص العلل الحقيقية في هذا الجانب ومن ثم وضع الخطوات الناجحه لاستاصال تلك العلل ،وباعتقادي بان التوجه صوب تاسيس وحدات او اقسام داخل السفارات العراقية تكون مهمتها متابعة الشؤون العامه للعراقيين وغير المتعلقه بالمراجعات الرسميه الضيقه ، بل مهمتها الامتداد الى مساحات اوسع باتجاه خلق نواميس جديده تؤسس لعلاقات جديده بين الاسر العراقيه في المهجر ، لتعود ثانية تلك المعاني الجميلة من معاني المشاركة في كل شيء بين الناس داخل الحي والحارة والمدينه ويلتقي العراقيون جميعا على ارض تمثل بلادهم وهي السفارة دون وجل او خوف ولا ترقب .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل الدبلوماسي بين الاحتراف والتجربه - مساهمة في تشخيص الب ...
- أنا شاهد على ازهاق ارواح صبايا ثلاث بسبب عرف ( غسل العار )
- ألمياه الجوفيه في العراق .. بين الاهمال والحلول المنتظره
- حلم في غرفه
- صيف وحب وخيال
- رساله مفتوحه اخرى الى السيده رحاب الهندي .. مع خالص التحيه
- لنعمل معا من اجل نصرة حقوق المرأة في العراق
- من افاق الذكريات


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حامد حمودي عباس - السفارات العراقيه .. وعلاقتها بخلق تجمع سليم للعراقيين في الخارج