أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - تفاؤل رايس!














المزيد.....

تفاؤل رايس!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2355 - 2008 / 7 / 27 - 11:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما زال لديهما من الوقت ما يكفي للتوصل إلى اتفاقية سلام في نهاية 2008، على أن يتقيَّدا بـ "سرِّ النجاح"، وهو "السرِّية" في مفاوضاتهما الصعبة والشائكة والمعقَّدة التي ستجرى في واشنطن، وفي استضافة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، في الثلاثين من تموز الجاري.

هذا ما قالته وأكدته رايس في حديثها عن المحادثات الثلاثية (الإسرائيلية ـ الفلسطينية ـ الأمريكية) التي ستبدأ عمَّا قريب بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الفريق الفلسطيني المفاوض أحمد قريع، وبمشاركتها هي، وكأنَّها كانت، في بعض من أهداف تصريحاتها هذه، والتي تُطْلِق فيها شعاعاً من التفاؤل في ظُلْمَة التشاؤم، تردُّ على القائلين بأنْ لا أمل واقعياً في التوصل إلى إنجاز حقيقي لأسباب عدة في مقدَّمها ضآلة ما بقي من عُمْر إدارة الرئيس بوش.

إذا كانت القضية التي بها يُقاس ويُحْسَب النجاح والفشل هي توقيع الطرفين المتفاوضين اتفاقية (بصرف النظر عن تنفيذها) فإنَّنا نشاطر رايس الرأي في أنَّ "ضيق الوقت" ليس بالعقبة التي يصعب، أو لا يمكن، تذليلها، فالاتِّفاق على حلٍّ نهائي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن، إذا ما استوفى شروطه، أن يتحقَّق ويُنْجَز في زمن متناهٍ في الصِغَر والضآلة.. في أيامٍ، بل حتى في ساعات.

ولو افْتَرَضْنا أنَّ لإدارة الرئيس بوش مصلحة في أن تُظْهِر نفسها، في آخر أيامها، على أنَّها موسى الذي شقَّ البحر بعصاه فإنَّ مصلحتها هذه يمكن أن تتحقَّق على خير وجه إذا ما نجحت في حَمْل الطرفين المتفاوضين على إنجاز اتفاقية سلام على رغم "ضيق الوقت"، الذي تسلَّح به منتقدوها ومعارضوها في سعيهم إلى بث وإشاعة مزيد من التشاؤم، وإلى إظهار تلك الإدارة على أنَّها عاجزة عن أن تفي بما وعدت، وعن أن تنتهج سياسية تضيق فيها الفجوة بين القول والعمل.

ولكن، هل لها مصلحة حقيقية في ذلك، أي في اجتراح تلك "المعجزة"، التي "تعاجَزَت" حتى يَظْهَر أمر التوصُّل إلى تلك الاتفاقية على أنَّه "معجزة"؟

إنَّ لهذه الإدارة مصلحة الآن في أن توظِّف كثيراً من سياستها الخارجية في خدمة مرشَّح الرئاسة الجمهوري ماكين، فترجيح كفَّته على كفَّة مرشَّح الرئاسة الديمقراطي أوباما هو ما يستبدُّ بتفكيرها، وبتفكير رايس على وجه الخصوص.

وهذا إنَّما يعني، على ما نعتقد، أن تسعى إدارة الرئيس بوش لاتفاقية بين إسرائيل والفلسطينيين، يمكنها في محتواها وشكلها أن تَحْمِل جماعات الضغط والتأثير اليهودية على تحويل مزيد من الصوت الانتخابي إلى رصيد المرشَّح الجمهوري، وكأنَّ فَرْض اتفاقية على الفلسطينيين، ترضي إسرائيل، فترضي تلك الجماعات، فتتحسَّن، بالتالي، فرص فوز ماكين، هو ما يستأثر باهتمام إدارة الرئيس بوش الآن، أو من الآن وصاعداً.

أمَّا إذا تمكَّن المفاوِض الفلسطيني من أن يحبط هذا المسعى، ويمنع الوصول إلى اتفاقية كهذه، فليس ثمة ما يمنع إدارة الرئيس بوش من أن توظِّف حتى هذا الفشل في خدمة مصلحة ماكين في الحصول على مزيد من تأييد جماعات الضغط والتأثير اليهودية، وأن تُظْهِر هذا الفشل على أنَّه فشلٌ للمفاوِض الفلسطيني في اغتنام فرصة السلام التي كانت "سانحة وذهبية"!

وأحسب أنَّ الجزء الأكبر والأهم من السياسة الخارجية لإدارة الرئيس بوش هو الآن جزء من الحملة الانتخابية للمرشَّح الجمهوري ماكين، وأنَّ هذه الإدارة تَزِنُ الآن كل أقوالها وأفعالها (في السياسة الخارجية) بميزان واحد فحسب، هو الميزان الانتخابي للربح والخسارة.

وإذا كان من شيء مفيد يمكن قوله الآن فهذا الشيء إنَّما هو أنَّ "واشنطن" و"الثلاثين من تموز الجاري" هما أسوأ مكان وزمان لمفاوضات يجريها الفلسطينيون مع إسرائيل، فهذه المفاوضات لن تنجح، إذا ما نجحت، ولن تفشل، إذا ما فشلت، إلاَّ على نحو يفيد، في المقام الأوَّل، إسرائيل والحملة الانتخابية لماكين التي تديرها إدارة الرئيس بوش، ورايس على وجه الخصوص.





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية -الإيمان- و-العقل- و-المصلحة-!
- -المجلس الأعلى للإعلام- إذ حسَّن -مسطرته-!
- ادِّعاء القدرة على -تثليث الاثنتين-!
- -نور-.. صورتنا!
- رايس تدير الحملة الانتخابية لماكين!
- -أزمة المعلومات- في جرائدنا اليومية!
- -الدولة-.. عربياً!
- -اتِّفاق التهدئة-.. نتائج وتوقُّعات!
- غساسنة ومناذرة ذهبنا إلى باريس!
- تسلُّح مُنْتِج للضعف!
- توقُّع الأسد.. و-مبادرة- فياض
- هل يخضع نفط العرب ل -انتداب دولي-؟!
- بيريز الغاضب على عباس!
- مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟
- خبر له وقع الصاعقة.. من -فينيكس-!
- من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!
- مدراء وموظَّفون!
- لماذا تردُّ طهران على -التهويل- ب -التهوين-؟
- أسئلة الحرب!
- تهدئة مع حصار مخفَّف قليلاً!


المزيد.....




- طيور وأزهار وأغصان.. إليكم أجمل الأزياء في حفل -ميت غالا 202 ...
- حماس تصدر بيانًا بعد عملية الجيش الإسرائيلي في رفح وسيطرته ع ...
- التعليم حق ممنوع.. تحقيق استقصائي لـCNN عن أطفال ضحايا العبو ...
- القاضي شميدت يتحدث عن خطر جر بولندا إلى الصراع في أوكرانيا
- فيتنام تحتفل بمرور 70 عاماً على نهاية الاستعمار الفرنسي
- نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة
- الأردن: إسرائيل احتلت معبر رفح بدلا من إعطاء فرصة للمفاوضات ...
- باتروشيف: ماكرون رئيس فاشل
- روسيا.. الكشف عن موعد بدء الاختبارات على سفينة صاروخية كاسحة ...
- الإعلام العبري يتساءل: لماذا تسلح مصر نفسها عسكريا بهذا الكم ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - تفاؤل رايس!