أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟














المزيد.....

مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2328 - 2008 / 6 / 30 - 10:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


جوهر العقيدة العسكرية والاستراتيجية لدولة جيش "الدفاع" الإسرائيلي، والذي نقرأه ونقف عليه في الأفعال والأعمال قبل الأقوال، إنَّما هو مبدأ "منع الحرب بالحرب"، فإسرائيل ما أن تقتنع، وتُقْنِع نفسها، بأنَّ أحد خصومها، أو أعدائها، المؤكَّدين أو المحتملين، يمكن أن يصبح قادراً على تهديد أمنها، أو على تقييد قدرتها على استخدام القوَّة العسكرية التي تملك بما يحقِّق لها الأهداف السياسية التي تريد، حتى تبادر إلى شنِّ الحرب عليه، ولو تعذَّر إقناع، أو اقتناع، العالم بوجاهة أسبابها وذرائعها.

لقد أوضحت إسرائيل متى تغدو ضربتها العسكرية لإيران أمراً حتمياً لا مفرَّ منه، إذ قالت إنَّ فشل "المجتمع الدولي" في أن يَحْمِل طهران، بعصا الضغوط أو / وببعض الجَزَر، على أن تملك برنامجاً نووياً، يسمح لها بالحصول على الكهرباء من الطاقة النووية؛ ولكن بما يحول بينها وبين "امتلاك القدرة" على إنتاج أسلحة نووية في الوقت الذي تشاء، هو ما سيؤدِّي إلى جعل تلك الضربة (المحتملة والممكنة حتى الآن) حقيقة واقعة، وأمراً حتمياً لا مفرَّ منه. وثمَّة دول في العالم تستخدم الطاقة النووية استخداماً سلمياً ومدنياً واقتصادياً؛ ولكن بما يحول بينها وبين "امتلاك القدرة" على إنتاج أسلحة نووية. ولإسرائيل (والولايات المتحدة، وقوى نووية عسكرية دولية أخرى) مصلحة واضحة جلية في تعميم ونشر هذا "النموذج النووي" إذا كان لا مفرَّ من هذه "العولمة النووية (السلمية)".

وهذا "السبب الإسرائيلي" هو من أهم أسباب عداء الولايات المتحدة، وإدارة الرئيس بوش على وجه الخصوص، للبرنامج النووي الإيراني، الذي نشأ وتطوَّر بما يسمح لطهران، إنْ لم يكن اليوم فغداً، بـ "امتلاك القدرة" على إنتاج السلاح النووي في الوقت الذي تشاء، وعندما تشتد لديها الحاجة إلى حيازة القنبلة النووية، أي عندما يضطر الواقع زعامتها الدينية إلى إصدار فتوى جديدة تحلِّل فيها امتلاك (واستخدام) هذا السلاح الذي حرَّمته، على ما زعمت.

ولكن، ثمَّة سبب آخر (غير إسرائيلي) لا يقل أهمية، فالولايات المتحدة لا تقبل لإيران أن تُحْرِز استقلالاً يعتد به عن النفط (والغاز) الذي تُنْتِج وتَسْتَهْلِك وتُصدِّر. إنَّ امتلاك إيران (النفطية ـ الغازية) القدرة على أن تلبِّي أكثر فأكثر حاجتها إلى الكهرباء من الطاقة النووية، وإلى أن تستقلَّ، بالتالي، أكثر فأكثر عن موردها الأهم (حتى الآن) للطاقة والقطع الأجنبي، وهو النفط والغاز، يكسبها مزيداً من القدرة على استثمار موقعها الجيو ـ استراتيجي مع تعاظم قدرتها العسكرية في التحكُّم في أهم ممر مائي (مضيق هرمز) لناقلات النفط ، وفي أهم مَصْدَر للطاقة النفطية في العالم، فالولايات المتحدة لن ترى خطراً أعظم على مصالحها الاستراتيجية (في الخليج والشرق الأوسط) من خطر أن تتضاءل تبعية إيران لمصادرها من الطاقة النفطية مع تزايد تبعية العالم لمصادر الطاقة النفطية في دول خليجية أخر، في مقدَّمها السعودية.

إنَّ للولايات المتحدة مصلحة لم تتضاءل حتى الآن في أن يظل اقتصاد الدولة المُنْتِجة والمُصدِّرة للنفط في تبعية شبه مطلقة للقطاع النفطي، وفي أن تُنْفَق "ثروتها الدولارية" في شراء سلع عسكرية ومدنية من سوقها هي في المقام الأوَّل، و / أو تُسْتَثْمَر في سوقها المالية هي في المقام الأوَّل، وكأنَّ الغاية هي تحويل النفط من مَصْدَر قوَّة إلى مَصْدَر مزيدٍ من الضعف.

العالم اليوم في أزمة اقتصادية متنامية؛ والارتفاع المستمر في أسعار النفط هو من أهم أسبابها. وهذا إنْ عنى شيئاً فإنَّه يعني أنَّ للعالم مصلحة اقتصادية متعاظمة في منع أزمة البرنامج النووي الإيراني من التسبُّب بمزيد من الغلاء النفطي العالمي.

ولا شكَّ في أنَّ أزمة الغلاء النفطي العالمي هي من أهم الأسلحة التي تستخدمها إيران لردع الولايات المتحدة وإسرائيل عن ضرب منشآتها النووية، فقائد الحرس الثوري الإيراني سعى في إقناع العالم بأنَّ إيران عازمة على أن تدافع عن نفسها بما يعرِّض الاقتصاد العالمي لخطر أزمة نفطية لم يعرفها من قبل، فنقل النفط إلى الأسواق الدولية عبر مضيق هرمز سيصبح في خطر، كما أنَّ إيران يمكن أن تُدمِّر منشآت نفطية مهمة (وقوى ومنشآت عسكرية) في دول سمحت باستخدام أراضيها في أعمال عسكرية ضدها.

ويبدو أنَّ طهران متَّفِقة مع "حزب الله" اللبناني على أن تكون ترسانته الصاروخية جزءاً من الردِّ العسكري الإيراني على ضربة عسكرية إسرائيلية لمنشآت إيران النووية (وغير النووية).

الخطر الحقيقي لن يكون في اليوم الأوَّل، أي عندما توجِّه إسرائيل ضربتها العسكرية لإيران، وإنَّما قي اليوم التالي، أو بعد ذلك، أي عندما تُظْهِر إيران وتؤكِّد فعلاً أنَّ إسرائيل في مرمى صواريخها (التي قد يكون بعضها مزوَّداً رؤوساً كيميائية أو بيولوجية).

عندئذٍ، وعندئذٍ فحسب، يمكن أن يرى العالم الكارثة في حجمها الحقيقي والواقعي؛ ولكنَّ هذا "التوقُّع" يمكن أن يزداد أو يقل واقعية بحسب الإجابة النهائية عن السؤال الآتي: هل تقبل إسرائيل أن يستمر (ويتطوَّر) البرنامج النووي الإيراني بما يكسب طهران القدرة على صنع القنبلة النووية في أي وقت تشاء؟

حتى الآن لم تقل إسرائيل إلاَّ بما يؤكِّد أنَّها لن تقبل أبداً استمرار إيران في هذا المسار، فالمفاضلة الإسرائيلية إنَّما هي مفاضلة بين خطرين: خطر أن تملك إيران تلك القدرة، وخطر الردِّ العسكري الإيراني على ضربة عسكرية توجِّهها إسرائيل الآن للمنشآت النووية الإيرانية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبر له وقع الصاعقة.. من -فينيكس-!
- من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!
- مدراء وموظَّفون!
- لماذا تردُّ طهران على -التهويل- ب -التهوين-؟
- أسئلة الحرب!
- تهدئة مع حصار مخفَّف قليلاً!
- صحافة الموت وموت الصحافة!
- جدل -الأزمة السكانية- في مصر!
- خطوة سعودية قد تكون تاريخية!
- -الفشل الوشيك- و-التحدِّي الكبير-!
- نمط استهلاكنا مهدَّد ب -الصَّوْمَلَة-!
- ظاهرها -كتابة- وباطنها -إملاء-!
- أما حان للولايات المتحدة أن تستقل عن العراق؟!
- عسكر تركيا يلبسون -حجاب العلمانية-!
- عَصْرٌ من الجوع.. و-الطاقة الذُّرَوية-!
- هذا هو كل متاعهم الفكري!
- -حزيران-.. -سلام الهزيمة- و-هزيمة السلام-!
- -أزمة اولمرت- هي خير عُذْر!
- اولمرت.. كم أنتَ مسكين!
- خطاب نصر الله في ميزان الخطأ والصواب!


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟