أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - نمط استهلاكنا مهدَّد ب -الصَّوْمَلَة-!














المزيد.....

نمط استهلاكنا مهدَّد ب -الصَّوْمَلَة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2310 - 2008 / 6 / 12 - 10:44
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إلى متى..؟! إلى متى نظل نسمع ونقرأ (لنعاني ونتألَّم بعد ذلك، وبسبب ذلك) الخبر المشؤوم، الذي تتلذَّذ بإذاعته ونشره لجنة التسعير الدوري للوقود أو المشتقات النفطية، فالسعر العالمي (السياسي في المقام الأوَّل على ما يبدو) لبرميل النفط في صعود مستمر، ومتزايد، ومتسارِع؛ وكلَّما صعد قرَّرت "اللجنة"، في أوَّل اجتماع من اجتماعاتها الدورية المنتظَمة، مزيداً من "التهبيط" للقيمة أو القدرة الشرائية لدينار العامل والموظَّف وسائر المواطنين من ذوي الدخل (الشهري أو اليومي) المحدود، أي المتحوِّل سريعاً من موجود إلى معدوم، فالمشتقات النفطية، وعندنا على وجه الخصوص، ليست بـ "عود الثقاب"، الذي نشعله، فنلقيه في الماء، فيسخُن الماء قليلاً قبل أن ينطفئ الثقاب. إنَّه يُلْقى مشتعِلاً في حيِّز ممتلئ بمواد قابلة للاشتعال، هي الخبز، والحليب، والزيت، والأرز، والسكَّر، وسائر مكوِّنات السلَّة الغذائية للمواطن العادي الذي، وهو في أوَّل الصيف، يتمنَّى أن يمتنع الشتاء المقبل عن المجيء؛ لأنَّه سيَعْرِف من "التغيُّر المناخي"، الذي أحْدَثه الغلاء ما لا يجعله ينزل عليه دفئاً وسلاماً.

في السوق النفطية العالمية اليوم من النفط ما يلبِّي حاجة العالم، ويزيد؛ ومع ذلك، يصعد سعر برميل النفط أكثر فأكثر، مُصْعِداً معه اقتصادات العالم (والفقير منها على وجه الخصوص) نحو الهاوية. سعره اليوم 140 "ورقة خضراء"، اصْفرَّت بما يجعلها عمَّا قريب "ورقة خريفية"؛ وغداً، قد يصبح الرقم 150، وبعد غدٍ، قد يصبح 200؛ وليس ثمَّة ما يشير إلى أنَّ هذا المسار الصاعد يمكن أن يتحوَّل إلى هابط عمَّا قريب؛ لأنَّ وراء أكمة الغلاء النفطي العالمي ما وراءها من السياسة الشيطانية، التي تأتينا، كل يومٍ، بمزيدٍ من الأدلة على أنَّ "الحرِّية" في سوق النفط العالمية هي كمَيِّتٍ يأبى أهله الاعتراف بموته إلاَّ بعد دفنه؛ ولكنَّهم يأبون حتى الآن دفنه!

ونحن هنا نصارِع من أجل بقاءٍ، أصبح العدم خيراً منه، فكلَّما ذهبنا إلى السوق لمَسْنا لَمْس اليد عواقب اجتماع المطرقة والسندان علينا، فغلاء "السلعة" يتقاسم صنعه شيطانان، أصلهما واحد، هما: "غلاء النفط"، و"رخص الدولار".

لقد تعدَّدت الأسباب والموت واحد، فهذه السلعة توفَّر "الغلاء النفطي" على صُنْع غلائها، وتلك توفَّر "رُخْص الدولار" على صنعه؛ لأنَّنا نشتريها (قبل أن نبيعها بالدينار المسكين) بـ "اليورو العظيم"، الذي كلَّما صَغُر الدولار، عَظُم.

والتاجر عندنا تَعَوْلَمَت ثقافته التجارية، التي بفضلها أصبح يعرف على خير وجه من أين تؤكل الكتف.. كتف المستهلِك المسكين، فإذا تعذَّر عليه إقناعكَ بـ "السبب النفطي"، أو "السبب الدولاري"، لغلاء السلعة الغذائية التي يبيع، جاءكَ بسبب ثالث هو صناعة "الوقود البيولوجي" من الذُرَة؛ أمَّا إذا كان من صغار التُّجار، فيأتيكَ بسبب رابع هو "تُجَّار الجُمْلَة"، الذين يزاولون التجارة وكأنَّهم يزاولون "الجريمة المنظَّمة". وقد يتهوَّر في دفاعه عن نفسه، فيُحَدِّثُكَ عن الغلاء المستطير بوصفه ثمرة من الثمار المرَّة لظاهرة "الزواج العرفي" بين "تُجَّار الجُمْلَة" في الاقتصاد، و"تُجَّار الجُمْلَة" في السياسة، والذي (أي هذا "الزواج العرفي") يُضاعِف حجم ووزن "العائلات السياسية ـ التجارية".

بعض من "سعر البضاعة (أو الخدمة)" هو سعر أضافه "الغلاء النفطي العالمي"، وبعض هو سعر أضافه "الدولار الضعيف أو المُضْعَف"، وبعض هو سعر أضافه "الوقود الحيوي"، وبعض هو سعر أضافه "نمو الروح الاحتكارية" لدى تُجَّار الجُمْلة، وبعض هو سعر أضافه "الغلاء الضريبي"، وبعض هو سعر أضافه "هبوط القيمة الاقتصادية الحقيقية للدينار"، وبعض هو سعر أضافه نَهْبٌ يشبه "النهب الاستعماري" وهو الإمعان في تصدير السلع الزراعية والغذائية، وبعض هو سعر أضافه "نظام أجور" يقوم على "أجْر بالدينار وشراء بالقطع النادر"، وبعض هو سعر أضافه "الفساد الإداري"، فـ "الرشوة"، السافرة أو المحجَّبة، نالها ما نال السلع من الغلاء.

إنَّ "الصَّوْمَلَة" هي "نمط الاستهلاك" الذي ينتظرنا على بُعْد بضع سنوات إذا ما استمرَّت حصة "الغذاء الأوَّلي والأساسي" من الراتب، أو الأجر، تتَّسِع وتَعْظُم على هذا النحو؛ فَلْنَتَذَكَّر أنَّ الرقيق هو الإنسان الذي ينفق كل جهده ووقته من أجل الحصول على ما يسد رمقه!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرها -كتابة- وباطنها -إملاء-!
- أما حان للولايات المتحدة أن تستقل عن العراق؟!
- عسكر تركيا يلبسون -حجاب العلمانية-!
- عَصْرٌ من الجوع.. و-الطاقة الذُّرَوية-!
- هذا هو كل متاعهم الفكري!
- -حزيران-.. -سلام الهزيمة- و-هزيمة السلام-!
- -أزمة اولمرت- هي خير عُذْر!
- اولمرت.. كم أنتَ مسكين!
- خطاب نصر الله في ميزان الخطأ والصواب!
- الأُميَّة الديمقراطية!
- مفاوضات للسلام أم لاجتناب مخاطر حرب؟!
- -الأمن الغذائي- أوَّلاً!
- القوميون العرب الجُدُد!
- عندما -يُعرِّف- الرئيس بوش الدول!
- سنة فلسطينية حاسمة!
- إنَّما -التعريب- كلمة يراد بها -التدويل-!
- ذاك انقلاب.. أمَّا هذا فلا!
- -قصة التيه- في نسختها اللبنانية!
- ليس صراعاً بين عليٍّ وعُمَر!
- كيف تُشْعَل الحروب.. لبنان مثالاً!


المزيد.....




- نائب ترامب: إيران لم تعد قادرة على إنتاج سلاح نووي ونأمل عدم ...
- هتشغل فلوسك وهتوفر ملاييين .. شهادات الادخار الجديدة في البن ...
- أرواح خطفها بريق الذهب.. قصة ثورة البسطاء ضد شركات التعدين ب ...
- لاجارد: اقتصاد أوروبا يواجه تحديات غير مسبوقة وسط التوتر الج ...
- تقلبات في أسعار النفط عقب الهجمات الأمريكية على المنشآت النو ...
- الرئيس الصربي يعلن وقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل
- تراجع كبير في أسعار النفط على وقع التصعيد في المنطقة
- أميركا تسابق الزمن لتطوير بدائل للمواد الأرضية النادرة الصين ...
- حلوي الفول السوداني بالشوكولاته سناكس صحي في البيت وبمقادير ...
- أوروبا تستعد لاسترجاع احتياطي الذهب المخزّن في الولايات المت ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - نمط استهلاكنا مهدَّد ب -الصَّوْمَلَة-!