أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - أسئلة الحرب!















المزيد.....

أسئلة الحرب!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2320 - 2008 / 6 / 22 - 08:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مرَّة أخرى، نسمع كلاماً، ونرى أفعالاً، تعزِّز، بل تُرجِّح، احتمال ضرب إيران، عسكرياً، إنْ لم يكن اليوم، فغداً، الذي ينتهي، أو قد ينتهي، بحسب نتيجة انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، مع مغادرة الرئيس بوش البيت الأبيض.

إيران لن تُضْرَب عسكرياً؛ لن تضربها الولايات المتحدة، ولا حتى إسرائيل. هذا، على الأقل، ما تقول به طهران، وبعضٌ من العرب، المتأثِّرين بالعلاقة الجيدة لإيران (الفارسية ـ الشيعية) بخصومهم؛ فإيران تسعى إلى إظهار أنَّها تملك من أسباب القوَّة (الذاتية، أو المستمدَّة من ضعف خصومها) ما يردع، أو ما يجب أن يردع، الولايات المتحدة (وإسرائيل) عن ضربها عسكرياً؛ أمَّا أولئك العرب فيحاولون أن يُظْهِروا العلاقة بين طرفي النزاع (الولايات المتحدة وإيران) على أنَّها علاقة باطنها غير ظاهرها، وظاهرها غير باطنها. حتى امتلاك إيران لأسلحة نووية يمكن أن يفسِّروه على أنَّه إحدى ثمار تلك العلاقة في بُعْدِها الباطني (السرِّي، البعيد عن الأضواء وعن الأبصار والأسماع).

نحن الآن في حزيران، شهر إسرائيل، الذي فيه صنعت لها مجداً عسكرياً ـ سياسياً (استراتيجياً) إذ شنَّت وكسبت حرب حزيران 1967. وعمَّا قريب، نصبح في تموز، شهر "العار الإسرائيلي"، الذي يمكن أن يكون الشهر الذي تَغْسِل فيه إسرائيل عارها اللبناني في إيران؛ وليس ثمَّة ما يمنع من قول ذلك، والاعتقاد به، فعارُها، و"العار الشخصي (الجديد)" لرئيس وزرائها، يمكن أن يجتمعا ويتداخلا، فيتمخَّض عن اجتماعهما وتداخلهما قرار حرب، يراد لها جَعْل إيران في عجزٍ (يدوم زمناً طويلاً) عن امتلاك القدرة على صنع سلاح نووي.

في سمائنا كثيرٌ من اللمعان؛ ولكن ليس كل ما يلمع ذهباً، فهذا الذي يلمع في غير جزء من سمائنا قد يكون جزءاً من التحضير والإعداد لحرب على إيران، أو على "إيرانيوم".

إذا ما كانت "الآن" هي ظرف زمان للحرب، فلا بدَّ لإسرائيل من أن تتوصَّل إلى ما يشبه "الهدنة" مع غزة، وإلى تبادل للأسرى مع "حزب الله"، وإلى إظهار شيء من المرونة في حلٍّ مشكلة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا بما يلبِّي بعضاً من أهم شروط ومطالب هذا الحزب، الذي يجب أن يشعر أنَّ في "اتِّفاق الدوحة" ما يقيِّد يديه، أي ما يمنعه من أن يكون جزءاً من الحرب الإيرانية المضادة؛ ولا بدَّ، أيضاً، من إقناع سورية، من خلال المفاوضات غير المباشرة معها في تركيا، بأنَّ لها مصلحة استراتيجية في النأي بنفسها عن إيران.

ولا بدَّ للولايات المتحدة من أن تنظِّم وجودها العسكري في العراق بما يجعله بمنأى عن الحرب الإيرانية المضادة، التي يمكن أن يشارِك فيها حلفاء إيران العراقيين، فـ "المارينز" يجب أن يخرجوا، ولو إلى حين، من "المصائد العراقية"، أي من العاصمة والمدن، وأن يقيموا وينتشروا في "مناطق آمنة". ولا بدَّ لها، أيضاً، من أن تُشجِّع (لأسباب تكتيكية) كل جهد يُبْذَل لتحسين العلاقة بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدَّمها السعودية، لعلَّ هذا التحسُّن يردع إيران، عندما تُضْرَب عسكرياً، عن جَعْل تلك الدول، أو بعضها، مسرحاً لضرباتها العسكرية المضادة والانتقامية.

والآن، هل حان ضرب إيران عسكرياً؟ قبل إجابة هذا السؤال، وتوصُّلاً إلى أجابته، لا بدَّ من إجابة كثير من الأسئلة، ففي إجابتها يكمن الخيار والقرار النهائيين.

هل تملك إيران الآن سلاحاً نووياً (سرِّياً)؟ وهل هي قادرة، على افتراض أنَّها تملكه، على استخدامه (إذا ما اضطُّرت إلى ذلك) بما يصيب مقتلاً من إسرائيل؟ وإذا كانت لا تملكه الآن، فهل هي قادرة على امتلاكه عمَّا قريب؟ وهل هي صادقة في زعمها أنَّ برنامجها النووي لن يكون إلاَّ للاستخدام السلمي والمدني والاقتصادي، وأنَّ امتلاكها (مع استعمالها) للقنبلة النووية هو من الأمور المحرَّمة دينياً عليها؟ إذا كانت الضربة إسرائيلية، فهل تملك إسرائيل من القدرات والوسائل العسكرية (التقليدية) ما يمكِّنها من تحقيق "الهدف"، وهو إصابة القدرة النووية لإيران بعجزٍ شبه دائم؟ هل هي قادرة فعلاً على أن تنجح مثلما نجحت في تدمير المفاعل النووي العراقي؟ وإذا كانت قدراتها العسكرية التقليدية لا تفي بالغرض، فهل تستخدم نوعاً من السلاح النووي في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، على افتراض أنَّ أجهزة استخباراتها تملك من المعلومات الدقيقة ما يسمح لها بتدمير شامل للقدرة النووية الإيرانية؟ هل تُظْهِر إيران أنَّ لديها من الوسائل والقدرات العسكرية (التقليدية) ما تسبَّب بفشل الضربة العسكرية الإسرائيلية؟ وهل تُظْهِر أنَّ لديها من تلك الوسائل والقدرات ما مكَّنها من الانتقام من إسرائيل شرَّ انتقام؟ وهل تستخدم في انتقامها أسلحة كيميائية وبيولوجية، على افتراض أنَّها لم تملك بعد أسلحة نووية؟ إذا فشلت الضربة العسكرية الإسرائيلية التقليدية، أو التي استعمل فيها نوع من السلاح النووي، وإذا ما ردَّت إيران بضربة انتقامية موجعة، فهل تستخدم إسرائيل، عندئذٍ، أسلحة نووية؟ هل يخيب توقُّع إسرائيل، فيدخل "حزب الله"، وسورية أيضاً، الحرب؟ وهل (إذا ما شاركت الولايات المتحدة في الحرب على إيران، أو قادت تلك الحرب، أو قامت بها وحدها) تتمكَّن إيران، بما تملك من وسائل وقدرات عسكرية، من درء مخاطر تلك الحرب عن منشآتها النووية، وعن قدراتها ومنشآتها العسكرية والاقتصادية المهمة؟ هل تُظْهِر إيران أنَّ لديها من القدرات ما يجعل العراق محرقة للوجود العسكري للولايات المتحدة فيه (وأفغانستان أيضاً)؟ هل تتسبَّب الحرب (أو إيران) بأزمة نفطية عالمية لم يَعْرِف العالم مثيلاً لها من قبل؟ هل تتعطَّل الملاحة عبر مضيق هرمز؟ هل تُدمَّر منشآت نفطية كبرى فتنشأ أزمة نقص لا مثيل لها في إنتاج النفط وصادراته؟ وهل تتمخَّض الحرب عن نتائج لا تدع للولايات المتحدة من خيار غير "الخيار الهيروشيمي"؟ وإذا لم تقع الحرب، خوفاً من عواقبها، المتوقَّعة وغير المتوقَّعة، فهل تقبل إسرائيل، على ما تملك من نفوذ قوي في الولايات المتحدة، "صفقة" تسمح لإيران بأن تملك عمَّا قريب القدرة على إنتاج السلاح النووي في أيِّ وقت تشاء؟ وهل تقبل ذلك وهناك احتمال أن يأتي ذلك الأسود إلى البيت الأبيض؟ هل تقبل توازناً إقليمياً في قوى "الرعب النووي" مع إيران مثلما قبلت الولايات المتحدة من قبل توازناً كهذا على المستوى العالمي مع الاتحاد السوفياتي السابق؟ إنَّ مخاطر امتلاك إيران أسلحة نووية، أو القدرة على صنعها، على ما تتصوَّرها وتراها الولايات المتحدة وإسرائيل، هي ما يغذِّي خيار الحرب، والميل إلى الحرب؛ ولكنَّ العواقب المحتملة، وغير المحتملة، المتوقَّعة، وغير المتوقَّعة، هي، في المقابل، ما يغذِّي خيار اللا حرب، والميل إلى اللا حرب.

القنبلة النووية الإيرانية، أو القدرة على إنتاجها، ليست هي ما يخيف ويُقْلِق الولايات المتحدة، بوصفها القوَّة النووية العظمى في العالم، والقادرة، بالتالي، على إبادة وتدمير إيران في ثوانٍ معدودات. ما يخيفها ويقلقها حقَّاً إنَّما هو "القدرة العراقية لإيران"، أي قدرة طهران على جعل الوجود العسكري للولايات المتحدة في العراق في أزمة دائمة، لا حلَّ لها، في آخر المطاف، إلاَّ الحل الذي ذاقت واشنطن مرارته في فيتنام، مع أنَّ البيئة الإقليمية الجيو ـ استراتيجية تجعل لهزيمة الولايات المتحدة في العراق وزناً يفوق أضعافاً مضاعفة وزن هزيمتها في فيتنام.

إسرائيل هي الخائفة القلقة (في المقام الأوًَّل على المستوى الإقليمي) فقنبلة نووية إيرانية واحدة قد تعدل 100 قنبلة نووية إسرائيلية، لأسباب ديمغرافية وجغرافية وسيكولوجية.
ويكفي أن تعجز إسرائيل (التي تملك الآن نحو 200 رأس نووية) عن إصابة إيران بعجزٍ دائم، أو شبه دائم، عن إنتاج سلاح نووي حتى تفقد ترسانتها النووية الجزء الأكبر والأهم من أهميتها الاستراتيجية، فهل من أهمية استراتيجية لها إذا ما عجزت عن الإفادة منها الآن في منع إيران من التحوُّل إلى "اتِّحاد سوفياتي إقليمي"؟!

إذا قرَّرت إسرائيل (ولن تقرِّر ذلك من غير تنسيق وتعاون كاملين مع الولايات المتحدة) إرسال طائرات "اف 16"، و"اف 15" إلى الأجواء الإيرانية فإنَّها لن تقبل، في حال فشلها في تحقيق الهدف الأوَّل والأساسي وهو تدمير المنشآت النووية الإيرانية، لطائراتها أن تعود من غير إحرازٍ "النجاح البديل"، وهو النجاح في تدمير بعض المنشآت الإيرانية المهمة (عسكرياً واقتصادياً ونفطياً). ثمَّ تَدَعْ إيران في "أزمة خيار"، فإمَّا أن تبتلع طهران السكِّين، وإمَّا أن ترد انتقاماً بما يحرِّر "إسرائيل النووية" من قيودها، لعلَّ "هيروشيما الإيرانية" تُحوِّل إيران إلى يابان ثانية!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهدئة مع حصار مخفَّف قليلاً!
- صحافة الموت وموت الصحافة!
- جدل -الأزمة السكانية- في مصر!
- خطوة سعودية قد تكون تاريخية!
- -الفشل الوشيك- و-التحدِّي الكبير-!
- نمط استهلاكنا مهدَّد ب -الصَّوْمَلَة-!
- ظاهرها -كتابة- وباطنها -إملاء-!
- أما حان للولايات المتحدة أن تستقل عن العراق؟!
- عسكر تركيا يلبسون -حجاب العلمانية-!
- عَصْرٌ من الجوع.. و-الطاقة الذُّرَوية-!
- هذا هو كل متاعهم الفكري!
- -حزيران-.. -سلام الهزيمة- و-هزيمة السلام-!
- -أزمة اولمرت- هي خير عُذْر!
- اولمرت.. كم أنتَ مسكين!
- خطاب نصر الله في ميزان الخطأ والصواب!
- الأُميَّة الديمقراطية!
- مفاوضات للسلام أم لاجتناب مخاطر حرب؟!
- -الأمن الغذائي- أوَّلاً!
- القوميون العرب الجُدُد!
- عندما -يُعرِّف- الرئيس بوش الدول!


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - أسئلة الحرب!