أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - تسلُّح مُنْتِج للضعف!














المزيد.....

تسلُّح مُنْتِج للضعف!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2341 - 2008 / 7 / 13 - 10:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تجارب الدول العربية في التسلُّح إنَّما تَصْلُح، في العلم العسكري، لتعليم الدول (والشعوب) كيف تتَّخِذ من التسلُّح، ومن مزيدٍ من التسلُّح، سبيلاً إلى الضعف العسكري والسياسي والاستراتيجي، فنحن نملك من السلاح ما جَعَلَ لـ "جيش الدفاع الإسرائيلي" صفة "الجيش الذي لا يُقْهَر".. على أن يخوض حروبه (الدفاعية) ضدَّ دولنا وجيوشنا النظامية فحسب.

لماذا نخشى "جيش الدفاع الإسرائيلي"؟ في مختصَر الإجابة أقول إنَّ دولنا تخشاه (ويحقُّ لها أن تخشاه) لأنَّه يملك نحو 200 رأس نووية؛ ونحن لا نملك من "الطاقة النووية" ما يسمح لنا ولو بإنتاج الكهرباء منها، فكيف لنا ألاَّ نخشاه وهو الذي لا رادع يردعه عن أن يقي نفسه شرَّ الهزيمة باستخدام أسلحة نووية ضدَّنا؟!

وتخشاه، أو نخشاه، لجبروته الجوِّي، فسلاح الجوِّ الذي يملك يمكِّنه من السيطرة المطلقة تقريباً على أجوائنا، فأسلحتنا الجوية، وأسلحتنا المضادة للطائرات، لم تنجح، على وجه العموم، في منعه من إحراز تلك السيطرة، التي بفضلها يستطيع تدمير كثير من منشآتنا وقوانا العسكرية والاقتصادية. ولقد أصبح لدينا من المنشآت الاقتصادية الاستراتيجية والحيوية، المفتقرة إلى الحماية العسكرية، ما يقوِّي الميل لدينا إلى اجتناب كل ما يمكن أن يؤدِّي إلى استفزاز آلة الحرب الإسرائيلية. إنَّ مزيداً من التنمية الاقتصادية، مع مزيدٍ من هذا التسلُّح غير المفيد، لم يُنْتِج إلاَّ مزيداً من الضعف الاستراتيجي في مواجهة إسرائيل، سياسياً وعسكرياً. وأستطيع القول إنَّ قوام وجوهر استراتيجيتنا السياسية هو "فعل كل شيء، وأي شيء، توصُّلاً إلى أن نقي أنفسنا شرور المواجهة العسكرية مع إسرائيل"؛ ولكم أن تتخيَّلوا (بل أن تروا) النتائج المترتِّبة على استراتيجية سياسية كهذه.

نحن الآن في أمسِّ الحاجة إلى أن نبتني قوَّة عسكرية "دفاعية رادعة"، أي تسمح لنا بالدفاع الجيِّد عن أنفسنا، وبردع إسرائيل عن مهاجمتنا؛ وليس من سبيل إلى ذلك إذا لم ننبذ طريقة، أو نمط، تسلُّحنا، فتجارب التسلُّح العربي أثبتت وأكَّدت أنَّ هذا التسلُّح كان ضرره أكثر بكثير من نفعه، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. تلك التجارب إنَّما تُعلِّم (من يريد تَعلُّم الأشياء غير المفيدة) شيئاً واحدا فحسب، هو كيف تنفق أموالاً طائلة في سبيل التسلُّح بأسلحة لا أهمية تُذْكَر لها، عسكرياً وسياسياً، في مواجهة إسرائيل.

إنَّها أربعة أشياء نفتقر إليها، ولا بدَّ لنا من امتلاكها، إذا ما أردنا ابتناء تلك القوَّة العسكرية الدفاعية الرادعة: "الصواريخ" كتلك التي استخدمها، على خير وجه، "حزب الله" في حرب تموز، وكتلك التي اختبرتها وجرَّبتها إيران، و"وسائل الدفاع الجوي" التي في مقدورها إضعاف قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على تدمير منشآتنا وقوانا العسكرية والاقتصادية، و"الرؤوس الكيميائية والبيولوجية" ما دمنا غير قادرين على امتلاك ترسانة نووية، و"المقاتِل الذي يملك دافعاً قوياً للقتال".

إنَّنا لسنا في حاجة إلى امتلاك أسلحة لا أهمية قتالية لها في مواجهة الجيش الإسرائيلي، كالطائرات والدبابات والسفن، فنحن مهما أنفقنا من مال لن نتمكن من أن نمتلك منها ما يجعل جيوشنا النظامية أكثر كفاءة وقدرة في مواجهة الجيش الإسرائيلي.

إنَّها أربعة أشياء تؤلِّف جوهر استراتيجية عسكرية جديدة للدفاع والردع؛ ولكن امتلاكها لن يغدو حقيقة واقعة إذا لم يستوفِ "الشرط السياسي" لامتلاكها، فنحن لا نملكها؛ لأنَّنا لا نملك الأسباب "غير العسكرية" لامتلاكها.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقُّع الأسد.. و-مبادرة- فياض
- هل يخضع نفط العرب ل -انتداب دولي-؟!
- بيريز الغاضب على عباس!
- مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟
- خبر له وقع الصاعقة.. من -فينيكس-!
- من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!
- مدراء وموظَّفون!
- لماذا تردُّ طهران على -التهويل- ب -التهوين-؟
- أسئلة الحرب!
- تهدئة مع حصار مخفَّف قليلاً!
- صحافة الموت وموت الصحافة!
- جدل -الأزمة السكانية- في مصر!
- خطوة سعودية قد تكون تاريخية!
- -الفشل الوشيك- و-التحدِّي الكبير-!
- نمط استهلاكنا مهدَّد ب -الصَّوْمَلَة-!
- ظاهرها -كتابة- وباطنها -إملاء-!
- أما حان للولايات المتحدة أن تستقل عن العراق؟!
- عسكر تركيا يلبسون -حجاب العلمانية-!
- عَصْرٌ من الجوع.. و-الطاقة الذُّرَوية-!
- هذا هو كل متاعهم الفكري!


المزيد.....




- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-
- بخيوط من ذهب وحرير أسود.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة مع بدا ...
- رافائيل غروسي يكشف معلومات مهمّة عن البرنامج النووي الإيراني ...
- ترامب يضغط لوقف حرب غزة ونتنياهو يرى فرصة لاتفاقات سلام جديد ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - تسلُّح مُنْتِج للضعف!