أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هل يخضع نفط العرب ل -انتداب دولي-؟!















المزيد.....

هل يخضع نفط العرب ل -انتداب دولي-؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2336 - 2008 / 7 / 8 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في العالم الواقعي للسياسة، نرى بعضاً من "النتائج" موافِقاً لـ "الأهداف"، وبعضاً يأتي مخالفاً، أو مضاداً، لها، وبعضاً يمكن ويجب النظر إليه على أنَّه كان من "الأهداف غير المُعْلَنة". وهذا الشكل، أو النوع، الثالث من "النتائج"، نراه الآن، وفي وضوح، في ما يُنفَّذ من خُطَط (عبر الحكومة العراقية) لاستيلاء الولايات المتحدة، من خلال شركاتها النفطية العملاقة، وجيشها الباقي في العراق إلى أن يصبح بقاؤه هناك ضد بقائها، على الثروة النفطية العراقية، الظاهر منها والكامن.

لقد توفَّروا، مُذْ احتلوا العراق، على صُنْع "النتيجة"، التي كانت من قبل على شكل "هدف غير مُعْلَن"؛ وهذه "النتيجة" هي هذا الخراب، أو الدمار، الذي حلَّ، بوسائل وطرائق شتَّى، بنفط العراق، إنتاجاً وصادرات وبُنى تحتية..، حتى أصبح العراق في أمسِّ الحاجة إلى أن تتولى شركات النفط الكبرى التابعة للولايات المتحدة في المقام الأوَّل، وللدول التي شاركتها غزو واحتلال العراق، مهمة إحياء عظام النفط العراقي وهي رميم، أي مهمة إعادة بناء هذا القطاع الاقتصادي الاستراتيجي (بعد هدمه وتدميره) بما يوافِق، في المقام الأوَّل، مصالح تلك الشركات، التي ألهمت الرئيس بوش وفريقه قرار غزو العراق، نافثةً في روعه، عبر بعض الدجَّالين المحترفين، أنَّ "الرب" هو الذي أوحى إليه أن يغزو ويحتل.

مع تدمير البنية التحتية لقطاع النفط العراق تهيَّأت البنية التحتية لعودة تلك الشركات إلى احتلال هذا النفط، بحراسة وحماية "المارينز"؛ وفي ربع الساعة الأخير من عهده، النفطي القلب والقالب، كان "القرار الأخير"، الذي فيه، وبه، استوفى لصوص النفط شروط عودتهم إلى اللصوصية النفطية في هذا "الفردوس النفطي". كانوا يحتاجون إلى "الحافز القوي"، وهو رفع السعر العالمي لبرميل النفط، فلبَّت لهم إدارة الرئيس بوش هذه الحاجة إذ بذلت وسعها للتسبُّب في هذا الغلاء النفطي العالمي، الذي اتَّخَذت من خفض قيمة الدولار (أي العملة النفطية) طريقاً إليه. وهكذا تحوَّل نفط العراق، بعد، وبفضل، هذا الغلاء النفطي العالمي الذي صنعته إدارة الرئيس بوش قبيل رحيلها، "الثقب الأسود" الذي يجتذب إليه بقوَّة شركات النفط العملاقة.

الآن، حيث سعر برميل النفط يعلو ويعلو، أصبح الاستثمار في قطاع النفط العراقي المهدَّم، عن قصد وعمد، جزيل الربح، وأصبح، بفضل وجود "المارينز" و"الحكومة" التي تملك ولا تحكم، في أمن وأمان تحتاج إليهما رؤوس الأموال الضخمة التي ستُغْرَس هناك.

وعمَّا قريب، وإذا ما جرت الرياح بما تشتهي "ناقلات النفط"، سنرى العراق بضع إمارات نفطية، أهمها "الإمارة الكردية"، التي ستُمَلَّك كركوك ما أن تُملِّك الشركات نفط كردستان، فهذا هو قانون إنشاء الدول في المناطق الغنية نفطياً.

إنَّ دَفْع شركات النفط العملاقة في الولايات المتحدة إلى هَجْر "الوطن"، مع رؤوس أموالها ومعداتها وخبراتها، والانغراس حيث يتركَّز احتياط النفط العالمي، كان، وما زال، هدفاً استراتيجياً للقوَّة الإمبريالية العظمى في العالم. لقد استنفدت الولايات المتحدة (وهي المُسْتَهْلِك الأعظم للنفط في العالم) احتياطها النفطي؛ وعمَّا قريب ستضطَّر إلى استيراد كل ما تَسْتَهْلِك من نفط؛ فهل ثمَّة ما هو أخطر من ذلك على أمنها الطاقي الاستراتيجي؟!

وبدعوى درء مخاطر الصناعة النفطية عن البيئة سُنَّت القوانين التي حَمَلَت شركات النفط الكبرى على التفكير جدِّياً في هجرة "الوطن" الذي جفَّت ينابيعه النفطية، و"استيطان" أوطان النفط، وكأنَّهم في "هجرة سامية جديدة"!

وقبل أن تتغيَّر الظروف العالمية بما يشجِّع الولايات المتحدة على استخدام الحديد والنار للسيطرة على مصادر الطاقة النفطية الكبرى في العالم، كالمَصْدَر العراقي، سعت في "إقناع" دول عربية غنية نفطياً بالسماح لها بـ "استئجار" نفطها كما تستأجر عقاراً. لقد اقترحت عليها أن تزيد إنتاجها النفطي، فتُرْسِل هذه الزيادة، أو هذا الفائض، إلى أراضيها لـ "تخزينه" فيها، في مقابل تلقيها مبالغ من المال على شكل "إيجار" سنوي. إنَّها حيلة ابتدعها العجز الموضوعي للولايات المتحدة عن نقل احتياطات النفط الخليجية العربية إلى أراضيها!

الاقتراح لم يحظَ بالقبول، ثمَّ انتهت "الحرب الباردة"، وانهار الاتحاد السوفياتي وتفكَّك، فأشعلت الولايات المتحدة فتيل حربها العالمية على الإرهاب، التي تلفَّعت بها في سعيها إلى السيطرة بالقوَّة العسكرية على مصادر الطاقة النفطية الكبرى في العالم، وعلى مَصْدَرها العراق (الأهم) على وجه الخصوص.

الآن، سعر برميل النفط 145 دولار تقريباً؛ وهو في مسارٍ صاعد؛ ولسوف يصبح 200 دولار إذا ما شُنَّت حربٌ على إيران قبل مغادرة الرئيس بوش البيت الأبيض.

ويكفي أن يَعْظُم هذا الغلاء النفطي العالمي، مع ما يتسبَّب به من أزمات وكوارث اقتصادية على المستوى العالمي، حتى يتهيَّأ المناخ لعداء غربي جديد للعرب، الذين "يُحْجِم" النفطيون منهم عن زيادة إنتاجهم النفطي بما يلبِّي الاحتياجات المتزايدة للسوق، ويجعل العرض في توازن مع الطلب!

عندئذٍ، قد تتمكَّن الولايات المتحدة من إظهار نفسها لأوروبا واليابان.. على أنَّها "المُنْقِذ" لاقتصاد العالم من هذا "الخطر الإرهابي" العربي الجديد، فتُحْكِم قبضتها (العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية) على مصادر الطاقة النفطية الخليجية، لتغدو هي المُصَدِّر الفعلي للنفط العربي الخليجي إلى كبار المُسْتَهْلكين في العالم.

حتى جياع العالم يمكن أن تسعى في إقناعهم بأنَّ الغلاء النفطي العالمي (العربي المَصْدَر في المقام الأوَّل) هو ما تسبَّب في جعل الزراعة زراعةً للوقود الحيوي، فارتفعت، بالتالي، أسعار السلع الغذائية والزراعية في العالم، حتى انتشر الجوع واستفحل!

إنَّ ما يشبه "انتداباً دولياً (بقيادة الولايات المتحدة)"، تخضع له الثروة النفطية العربية، بدعوى أنَّ النفط سلعة استراتيجية عالمية، هو ما تتوفَّر الولايات المتحدة على جعله حقيقة واقعة، فمن خلال ذلك يصبح في مقدورها أن تكون، أيضاً، "القوَّة النفطية العظمى في العالم"!

وليس من حاجة إلى إثبات أنَّ خضوع الثروة النفطية العربية، بدءاً بالعراقي منها، لِمَا يشبه "الانتداب الدولي"، الذي تقوده الولايات المتحدة سيؤدي، حتماً، إلى أن يخضع لها العملاق الاقتصادي الأوروبي في اليوم التالي. وليس من حاجة إلى أن نُثْبِت، أيضاً، أنَّ للولايات المتحدة مصلحة كبرى، بالتالي، في منع إيران من أن تكون عقبة في طريقها تلك.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيريز الغاضب على عباس!
- مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟
- خبر له وقع الصاعقة.. من -فينيكس-!
- من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!
- مدراء وموظَّفون!
- لماذا تردُّ طهران على -التهويل- ب -التهوين-؟
- أسئلة الحرب!
- تهدئة مع حصار مخفَّف قليلاً!
- صحافة الموت وموت الصحافة!
- جدل -الأزمة السكانية- في مصر!
- خطوة سعودية قد تكون تاريخية!
- -الفشل الوشيك- و-التحدِّي الكبير-!
- نمط استهلاكنا مهدَّد ب -الصَّوْمَلَة-!
- ظاهرها -كتابة- وباطنها -إملاء-!
- أما حان للولايات المتحدة أن تستقل عن العراق؟!
- عسكر تركيا يلبسون -حجاب العلمانية-!
- عَصْرٌ من الجوع.. و-الطاقة الذُّرَوية-!
- هذا هو كل متاعهم الفكري!
- -حزيران-.. -سلام الهزيمة- و-هزيمة السلام-!
- -أزمة اولمرت- هي خير عُذْر!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هل يخضع نفط العرب ل -انتداب دولي-؟!