أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام الهلسه - جدل في اميركا...اماطة اللثام















المزيد.....

جدل في اميركا...اماطة اللثام


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2253 - 2008 / 4 / 16 - 02:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنه فكر وقدّر * فقتل كيف قدّر * ثم قتل كيف قدّر*
سورة "المدثر"{

* ثار الجدل مؤخراً في أميركا –بمناسبة السنة الخامسة لغزو واحتلال العراق- حول الأخطاء التي وقعت فيها أميركا، في العراق وأدت بها إلى الارتباك والتخبط الذي تواجهه هناك، ويحرمها من قطف ثمار النصر الذي حققته قبل خمس سنوات. وتبادل المسؤولون الأميركيون –المدنيون والعسكريون- الذين تولوا الشأن العراقي، الأدوار في تحميل بعضهم البعض الآخر المسؤولية في إتخاذ القرارات والتدابير الخاطئة، سواء كانت متعلقة بوضع التصورات والسياسات، أو بالقرارات، أو بالأداء، أو بتوفير الموارد والقوى اللازمة.
وكان أهم هذه الأخطاء –برأيهم- تلك المتعلقة بعدم وجود سياسة واضحة للعراق ما بعد الاحتلال، والدفع بقوى عسكرية كانت كافية لهزيمة العراق المحطم، ولكنها غير كافية للسيطرة عليه وإدارته بعد الاحتلال، ثم القرارات التي اتخذها حاكم العراق "بول برايمر" بـ"حل الجيش العراقي" و"اجتثاث حزب البعث".
ورغم أهميتها، إلا أن هذه الانتقادات تظل قاصرة عن تفسير "التخبط" الأميركي في العراق، وهو تعبير يخفي الإقرار بالعجز والإخفاق. وهي قاصرة، لأنها تنطلق من وجهة نظر المحتلين التي تفترض صحة القرار والسياسة العامة المتعلقة بغزو واحتلال العراق، وان "الأخطاء" تتعلق فقط بجوانب إجرائية- جزئية كان يمكن تلافيها...
وهي قاصرة ثانياً، لأنها لا تستطيع الاعتراف علناً بالدوافع والأهداف الحقيقية للغزو، فتتظاهر بتصديق المزاعم عن "تحرير العراق" من الدكتاتورية وبناء عراق جديد ديمقراطي، بعدما سقطت مزاعم وجود أسلحة الدمار الشامل، وارتباط العراق بتنظيم القاعدة.
وإماطة اللثام عن دوافع الغزو وأهدافه الحقيقية، هو ما سيضع النقاش على خريطة الطريق الصحيحة التي ستفضي لامتلاك رؤية متكاملة واضحة لأسباب "الارتباك"..
وهي ما سيُمكن من تسمية الأشياء بأسمائها...
وتسمية الأشياء بأسمائها، تقتضي الاعتراف بأن "قرار غزو واحتلال العراق" كان خطأ من الأساس، رغم السهولة التي تم بها بسبب نتائج حرب الخليج الثانية، 1991، وبشكل أكبر بسبب سنوات الحصار الطويلة التي انهكت الدولة والجيش والمجتمع العراقي. وهو "خطأ" لأنه كان على قادة ومخططي الولايات المتحدة أن يتوقعوا ما سينجم عنه من نتائج: تفكك العراق الموحد، ظهور قوى محلية جديدة ستدخل حتماً في صراع على السلطة والمناطق ومراكز النفوذ لملئ الفراغ الناجم عن تداعي السلطة المركزية، وتدخل قوى خارجية: إما ليكون لها مكان ودور في العراق، أو للحيلولة دون تمكن آخرين من التأثير عليها...
وبالطبع كان عليهم التمييز بين "العملاء" الذين سيخدمونهم غالباً في كل الأحوال، وبين "حلفاء الطريق" الذين تقاطعت مصالحهم معهم، وقد ينقلبون عليهم عند تعارض التوجهات والمصالح، ليعملوا لحسابهم الخاص أو لحساب آخرين...
وكان عليهم توقع ما سيفتحه احتلالهم للعراق وانشغالهم به، من شهية لدى قوى عديدة في العالم للتمرد عليهم أو ابتزازهم: سواء من جانب قوى تعاني منهم، أو قوى تنافسهم وتتطلع إلى الظرف المناسب لتحسين مواقعها ومطالبها تجاههم.
لكن ما كان عليهم توقعه، أولاً وقبل كل شيء آخر، مواجهة ما حدث فعلاً وهو المقاومة العراقية التي أعمتهم عن توقع اندلاعها ضدهم، تصوراتهم الغبية والمتغطرسة عن الترحيب والامتنان الذي سيلاقيهم به الشعب العراقي كله!!
ولنسم الأشياء بمسمياتها، وكما نعلم من تجربة سنوات الاحتلال الخمس، فإن المقاومة العراقية هي العامل الأساس والأهم في "ارتباكهم" و"تخبطهم" فهي الفاعل الرئيس الذي أفاد من أخطائهم التي كان بوسعهم تجاوزها لولا المقاومة...
وبالعودة إلى "اعترافاتهم" فإن ما لم يقله الأميركيون بعد عن غزوهم واحتلالهم للعراق، هو أنهم أرادوا "امتلاكه" كلياً كقطعة أرض لهم، وليس فقط السيطرة عليه وتوجيه سياساته في مصالحهم...
وامتلاك "العراق" هو ما يفسر ضراوة الحصار الذي فرضوه عليه طوال ثلاثة عشر عاماً، والتي تجاوزت شدتها وفتكها حدود الأهداف المعلنة (منع النظام من تجديد قواه العسكرية) إلى إنهاك وتحطيم الدولة والمجتمع العراقي، حتى يصلا إلى العجز التام عن إبداء أي مقاومة، وحتى يصلا إلى درجة القبول بأي شيء للخلاص من الحصار الفاتك الرهيب...
و"امتلاك العراق" لتصنيعه كبلد خالص لهم وعلى هواهم، هو ما يفسر لماذا لم يكتفِ الأميركيون بإقصاء القيادات العراقية في الدولة والجيش والمؤسسات وتنصيب قيادات موالية لهم مكانها؟؟
ولماذا كان قرار "برايمر" -الذي لم يجادله فيه أحد- بحل الجيش مع معرفتهم بأن الجيش في بلد كالعراق هو العمود الفقري والهيكل العظمي للدولة والمجتمع (كما هو شأنه في معظم دول العالم الثالث)؟؟
وفي الواقع تعدى الأمر حدود حل "الجيش" واجتثاث حزب "البعث" إلى ملاحقة كل القيادات والكفاءات السياسية، والعسكرية، والعلمية، والتقنية، والاقتصادية.. التي لم تقبل بالعمالة لهم أو لإسرائيل.
وهو ما يعني قطع رأس العراق وأذرعه وتنصيب أناس غير مؤهلين في المواقع المختلفة يدينون بالولاء لهم وغير قادرين على العمل المستقل عنهم وبدونهم...
ولتعزيز هذا التوجه بامتلاك العراق، توجب تفكيكه كدولة ووطن ومجتمع، فصدر قانون "برايمر" الخاص بالانتخابات على أساس محاصصات طائفية وعرقية، لوضع العراقيين في حالة مجابهة مع بعضهم البعض، ولكي لا يتمكنوا من القيام بعمل موحد في مواجهة الاحتلال مستقبلاً...
وهو ما أكده قرار مجلس الشيوخ الأميركي في السنة الماضية بتقسيم العراق إلى مناطق فيدرالية عرقية ومذهبية.
* * *
قلنا ان إخفاء الدوافع والأهداف الحقيقية للغزو الأميركي للعراق، هو الغائب الحقيقي عن النقاش الأميركي الرسمي...
ومع معرفتنا وتقديرنا أيضاً، للأصوات الأميركية الأخرى المعارضة والمختلفة، فإننا نلاحظ أن معظمها يحصر الأمر في حدود "السيطرة على النفط" وهو عامل مهم جداً بالطبع، لكنه يظل جزءاً من كل ما أطلقنا عليه: "امتلاك العراق"، لتحقيق ثلاثة أهداف أميركية كبرى:
أولها: السيطرة على النفط: لزيادة ثروات الشركات النفطية الأميركية (لنتذكر فقط إصرار الكونغرس والإدارة الأميركية على وضع قانون النفط الجديد الذي ينهي سيطرة الدولة العراقية على موردها الأساس، ويشرعه لنهب الشركات الأميركية)، وللتحكم في المنافسين الدوليين المستهلكين للنفط (أوروبا، الصين، اليابان...).
وثانيها: إعادة هيكلة وتصنيع المنطقة –الشرق الأوسط- بما يجعل من "إسرائيل" القوة المركزية فيها.
وثالثها: استخدام العراق بما لديه من إمكانات بشرية واقتصادية، وموقع استراتيجي: في المشرق العربي، والخليج، وآسيا، كقاعدة لعمليات التدخل في المنطقة لاستكمال السيطرة عليها.
فهم يعرفون أن مهمتهم في العراق تظل ناقصة (بل ومهددة) ما لم تكتمل بالسيطرة على بلدين مهمين مجاورين للعراق، أو تطويعهما: إيران وسورية... وهي المهمة التي تدق بعنف طبول الحرب في "أميركا" و"إسرائيل" للقيام بها...
* * *
وإلى أن تحطم الحقائق على الأرض أوهام وأكاذيب وصلف المتغطرسين، سيظل المسؤولون الأميركيون يتلاعبون بالكلمات ويسمون الأشياء بغير أسمائها، إلى أن تحل بهم الهزيمة...
واحة العرب



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الارض...خاتمة..وفاتحة
- الكرامة...ربيع بعد صيف!!
- الدولة المفترسة ...
- في ذكرى النكبة...ما الذي ننظره؟؟ لنبدأمنذ الان
- استراتيجية الشكوى!؟
- شتاء قارص !!
- مديح التفاهة!!
- تأكيدا على ما سبق:عودة الى الهجرة
- ابو العلاء المعري:في لزوم ما يلزم!؟
- وجدتها!؟ تداول الشعوب لا السلطات!!
- تذكار من اليمن..نصر وشوق
- اغتراب؟ ولم لا؟؟
- الشرط البشري
- في ذكرى استشهاده:ورد للقسام
- عن مثقف انتحر احتجاجا:تيسير السبول...انحنى وظلت مشاغله
- معركة السويس:ذكرى مولد امة
- آنَ لي أن أرحلَ... أن اخرج مني علي!؟
- اللامبالاة.؟؟
- حدائق القلب
- عنترة:ضد العنصرية!!


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام الهلسه - جدل في اميركا...اماطة اللثام