أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وديع شامخ - الحكمة .. بعد خراب البصرة














المزيد.....

الحكمة .. بعد خراب البصرة


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 2241 - 2008 / 4 / 4 - 12:43
المحور: كتابات ساخرة
    


يذهب كاتب ساخر، الى ان الزمن دائما يعطينا الحكمة بعد ان نكون قد بلغنا مرحلة الخَرف، وفقدنا المسوغ الموجب للاستفادة منها في حينها، ويصفها كالمشط الذي يُعطى لك بعد ان تكون قد فقدت آخر شعرة من فروة رأسك!
نعم ... فما الفائدة من حكمة لاتتراكم نوعيا لتلد حلولا قصيرة توفّر على سالكي الطريق عناء مشقة تكرار البدايات .
فما بالنا اذا كانت الحكمة دائما متأخرة، مخضبّة بالدم ، عوراء او حولاء او معمّمة بالسواد، أو سكرانه .. لاترى من الواقع غير دائها القديم ودوائها فاسد الصلاحية.
هنا أتحدث عن حَدث سياسي مخصوص بتيار .. أكدت التجربة انه تيار مراهق سياسيا وفكريا وميدانيا ، ولم يُكمل الزمن العراقي الجديد دورة استحالة نضجه أو حتى قابليته على إستيعاب الدروس على الاقل.
فهذا التيار يحمل الشيء ونقيضه ، يعارض الاحتلال ويرفض الامبريالية والشيطان الاكبر ، ولكنه يبارك الانتخابات ويشترك فيها ويكسب مقاعد في البرلمان، ويفتتح مكاتب لتياره ويشارك في العملية السياسية ويتسابق لجني مكاسبها المادية والاجتماعية والسياسية ، يتشدق بالوطنية وهو يبيت في أحضان مرجعيات غير وطنية ، وفي دولة جارة طالما أعترفت بدورها في زعزعة أمن العراق دون حياء ،و دائما ما تضع العراق وأمنه ورقة ضغط في طاولة المفاوضات مع الامبريالية والشيطان الاكبر !!
له مع كل حكومة ازمة ، منذ ولاية أياد علاوي العلماني الى الجعفري الاسلامي ، واخيرا مع المالكي الذي كان من ثمرات جهودهم في اسقاط سلفه في الحكومة والحزب معا ...
ومع كلّ ازمة يتدارك وضعه في اللحظات الحرجة حين تُكشر الحكومات انيابها ، وتحميّ "حديدتها "، فيذهب الى الحكمة والعقل ليستل منهما " جنجلوتية" الحفاظ على الوحدة الوطنية وبيضة الوطن ، وحقن دماء المسلمين وأنهاء المظاهر المسلحة .
ودائما ما تكون حكمتهم متأخرة وبائرة وملطخة بالدماء .
فماالذي تعنيه حمامات الدم التي يُريقها الذين ينتمون الى هذا التيار أو يحتمون به بحق العراقيين ؟ ما الذي يعني الاعتداء على مرافق الدولة العراقية وتخريبها ، ما الذي يعني هذا الفهم الاعمى والساذج أو المقصود للعصيان المدني ؟
ما الذي يعني وجود " قائد أوحد" لهذا التيار يتخفّى دائما أو يغيب، وهو لايبدأ الحروب ولا ينهيها إلا بعد خراب البصرة !! ..
لاشك أن هناك الكثير من الخفايا تجاه هذا التيار وزعيمه الذي طاب له المقام في " قم" للتفرغ للعبادة والدراسة .. وليته فعل ، وأراح وأستراح !!!!!
الدرس الاخير دائما يأتي على حساب البصرة، وكأنها أم رؤوم لا تبالي بخطية ابنائها . ولكن.. إلامَ يظل هذا التيار ، مثار غبار الفتن .. الى متى !!؟
ألايعلم هذا القائد أن مثل هذه الجرائم بحق العراق والعراقيين لاتسقط بالتقادم كما يقول فقهاء القانون . جرائم القتل التي يسببها أعضاء هذا التيار دائما.
مشكله هذا التيار منذ وجوده وهو يحمل الشبهات ضده ، كونه تيارا حملَ الصافي والخابط والحابل والنابالم ! وهو الان يتحمل نتائج هذه الشبهة الماثلة على لحى معتنقيه وافراده ومن شايعوه حقا وباطلا، ومن ابدلوا زيتونهم بعمامة وحرابهم بالقرآن! .
إن أهم تهمه نتحملها اليوم كعراقيين هي تهمة الوطنية ! فهل نحن أهلا للدفاع عن الدفاع عن انفسنا ؟
هل هذا التيارهو حقا من يمثل الطيف الوطني !، والوطنية اليوم في المزاد، ومعلّقة من أطرافها السفلية !؟
هل تعني وطنية هذا التيار أن نقوم بين الفَينة والفينة بأحداث شغب وتدمير وتعطيل لمصالح الشعب من خلال النزاعات المسلحة واستخدام كافة الاسلحة ضد اجهزة الدولة ومؤسساتها ومصالح الشعب العراقي الحيوية؟
وهل بعد كلّ منحدر في مسار الديمقراطية العراقية الفتيّة، يصحو التيار وصاحبه بعد ان تشتد الازمة ويكتوي العراقيون بنارها ، ليقول لتياره ومقاتليه "إلغاء المظاهر المسلحة في البصرة وجميع المحافظات انطلاقا من موقع المسؤولية الشرعية وحفاظا علي الدم العراقي العزيز وحفاظا على سمعة الشعب العراقي ووحدته.. ولكي نطفئ نار الفتنة التي يريد المحتل واتباعه اشاعتها بين الاخوة من شعبنا العراقي."
وبكل بساطة يعلن السيد من موقعه المتقدم في المعارك من " قم المقدسة "البراءة من كل من يحمل السلاح ويستهدف الاجهزة والمؤسسات الحكومية والخدمية ومكاتب الاحزاب." !!
وبما ان السيد مطاع الامر وهو الأمر الناهي في كلّ واقعة كما يذهب حمد الله الركابي المتحدث باسم التيار الصدري في ناحية الكرخ (غرب دجلة) بقوله "التيار وجيش المهدي يلتزمون اوامر القائد مقتدىالصدر, وما يطلبه يطبق حرفيا من قبل ابناء التيار". فهذا يعني أن الصدر نفسه على علم ودراية كاملين بما يقترفه رعاع ومجرمو تياره بمقدرات وحياة الشعب العراقي !
وتلك لعمري جناية لا تغتفر لا بالتقادم ولا بالتراضي ولا بالمحاصصة ولا ببتبويس اللحى وتلميع الصدأ الماثل ابدا في العقول.
أنا أعلم مدى حاجة الحكومة اليوم الى ايّة مبادرة لوقف هذه المواجهات المسلحة الشرسة والمسنودة من قبل جهات داخلية وخارجية لا تريد للعراق خيرا ابدا، ولكن على الحكومة ان تتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه حماية العراق وتأمين الحياة الحرة والكريمة والآمنة للشعب العراقي دون الالتفات الى منزلة أحد ، أو دوره المرسوم له من قبل جهات خارجية ، مهما بلغت التحديات . على الحكومة ان تُشعر الناس بحقهم في الحياة هو ليس منّة او مكرمة من أحد في عراق اليوم .. على الحكومة ان لا تتهاون ولا تتجاوب مع اي عباءة او حاضنة لعصابات الجريمة .
..و لا تجعلونا نتمنى ونصرخ كما صرخ الشاعر محمد صالح بحر العلوم في قصيدتة الشهيرة " اين حقي":
ليتنى أسطيع بعث الوعى فى بعض الجماجم
لأريح البشر المخدوع من شر البهائم
وأصون الدين عما ينطوى تحت العمائم
من مآس تقتل الحق وتبكى: أين حقى؟



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (أم البروم)
- رعد عبد القادر ... شاعر توسَّد الموت وفوق رأسه شمس
- الألم بوق الله
- السياسي العراقي وضرورة التفاعل مع الواقع الآن ؟
- شحاذة وطنية !!
- الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية
- الإلتفات الى العقل
- حصان الوطنية وعربة المأرب
- درس في الاختلاف
- غاستون باشلار والحلم على لهب شمعة
- علم وطني أم راية للخلاف أم جودلية!!؟
- ثرثرة فوق جثة الموت _ سركون بولص يرحل الى مدينة أين
- الغواية تكتب سيرتها الجمعية
- ابواب الدخول الى غابة الشعر
- رأس السنة وثعالب التقاويم
- دموع الجنرال
- دموع اجنرال
- بغداد أمنا .. لا تهالك على بابكِ الغرماء
- بغداد أُمنا ..لا تهافت على بابك الغرماء
- عرقيون .. ولكن بعد هذا الفاصل


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وديع شامخ - الحكمة .. بعد خراب البصرة