أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - وفاء عبدالرزاق طفلة غاضبة















المزيد.....

وفاء عبدالرزاق طفلة غاضبة


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 05:36
المحور: الادب والفن
    



الشعر بث متجدد متخذا الظاهرة الفوقية مطية من اجل ان ينزل الى قاع التخفي جارا معه القاريء الى مساحة التأويل كي يلامس الوجع الفكري للشاعر نفسه او للمتلقي وبالتالي اشغال المساحة التي يتحرك بها ليملأ الفراغات ، بحيث ان هذاالامتلاء خلق متعة الاندهاش ومتعة الاكتشاف ... اذن الكلمة الشعرية بهذا الميزان ليست كالكلمة العادية ومن هنا ارتفع الشعر عن النثر وبدأ النثر بالزحف جديا نحو مناطق الشعر خالقا بذلك اشكالية شعرية السرد في القصة والرواية ، وحتى لا اكون مجافيا للحقيقة ان هناك زحف معاكس للشعر نحو مناطق السرد مما تشكلت ظاهرة انفتاح الحدود بين الاجناس اشاريا كما هي ظاهرة العولمة التي فتحت الحدود الجغرافية باشارات البث الاعلامي والثقافي والتكنلوجي دون الادوات التقليدية في الزحف ..
والشاعرة وفاء عبدالرزاق ركبت هذه الموجة حتى سقطت مضرجة بلهفاتها بين شهوات الروح وشهوات الجسد ..
(يارحيل النهد العاري
....
ايها المحترق بجرعة ماء)
(على تمنعي الساخن
جثة غيم
...........
سامحني ايها الظمأ)
باثة ذبذبات اشارية تتخفى وراء حجبها باندلاع العري الحسي داخل الشيئية القابلة للتأويل ..
(يازهرتي المندلعة عارية
من يعطيني اكثر منك دما؟)
(وامي
لها رغبة تثير الاحضان)
حاملة رائحة الغرابة ..
(أُطمئن البحر
ان في الرحم مجنونا)
لان الشهوة لاتعرف المنطق انما منطقها تحقيق اللذة دون الالتفات الى الوراء (ثلاثون كفنا بروحي
تسقط ايامها في يدي
فاختلس عشقي)
حتى صرتُ (محدودية الشهية
كما يتراكم الثلج
بقدح لمجهول سكران)
ولان السنين العجاف بصمتْ على رغباتي بالسبات فصرت ( .. اختلس عشقي) ، لانه انا املك شهية محدودة غير مستقرة .. ومن هذا الخضم بدأت الم طفولة الاربعين و(اخفض بصر الرعد وألتوي) لذا(دخلت ثوب اللغة) اعالج (.. ازرار القميص)(استغيث بأنوثتي
كاعبة الياقوت
ابحث عن توأم يسورني
لااحسن الشك
ايقن
اني اكسر الافق
على ركبتي حطبا
لتنور يتماهى بي)
تتصاعد هنا شهوة الجسد لكن التوتر المضاد للروح ينسل متخفيا بالبث غيرالمرئي يقول ل(هذا الكمال)ان(يتدبر كرما لغوايتي)لاني(ماكنت الا لمسة التلهف
في الجمرة الثائرة
...............
فتدبر افقك)
داخل هذا الصراع المحتدم تقف الشاعرة ..
(على رابية البياض)
وتخاطب النهر استمرارا بخطابها الاشاري الفني ..
(لوتطلع خلسة
دون الامنيات
لفرقتك لكل مهرة
هي الانوثة البعيدة)
(اشعل فيك التذكر
واكشط جلد الخسارات عن جسدي)
وها ان(اله الروح يصفق مرتعشا)
هنا جرتني الشاعرة الى منطقة ابداعها الشعري بالوقوف في النقطة الفاصلة بين الروح والجسد بصورة باهتة اول وهلة سرعان ما تتوهج خالقة صراعا تؤكده بقولها:(مازلنا في المسرح ياسادة) أي في ساحة الصراع استجمع العذوبة لاتستهويها أي الشاعرة الا غواية الكتابة لتفترض البوح المخفي بين اسطر الورق لانها كالمرآة (قارورة المرآة شهقت)(راسمة شريانك في مطري) و (استجمع العذوبة ليأخذ الوقت شكلك) فالشاعرة تستعير اسمها في جدية الوفاء والاخلاص وتتسامى قليلا عن الصراع التقليدي لتكون خالصة له وحده أي للحبيب .. للمصير الذي ارتضته ..
(سابقى عذراء
اجهل متى يجيء نبي)
(باسمك يارفيق وجهي) لكني (اسكن الكلمة)
ولان (يستيقظ فينا نهر لقاء)(وعينيك مازالت بين عيني وعيني)
وكي تمتص الشاعرة توتر الصراع الذي عاشته تسكن الكلمة لتكون
(قلق على الورق) يتخذ البياض لانها ...
(فراشة بيضاء
تحيا برفض ابيض)
ولتثبيت جمالية البياض اخذت طريق السلسلة المنطقية
( ....
حمامة
قماط
كفن
وانا)
(كل ابيض جميل)
ثم تطل من نافذة لا زمانية ولامكانية كحضور في الماورائي كي تغاير عنونة الديوان قائلة:
(كلما لبست ظلي
سألت المكان من انت؟
وكلما اهتز الزمان
فوق سريري
هرولت بكارة التاريخ)
ثم (عاشرني المجهول)
هكذا نلاحظ صراع الذات يتصاعد في خضم المتناقضات التي تكشف المحيط ، ولانداهن الحقيقة حينما نقول ان الشاعرة تركب اللامرئي في انارة المرئي كي تقترب من الافصاح ..
(اصنع نفسي لكل جنون
واقول الحق الرشيق)
أي ان وفاء عبدالرزاق نزولا في ساحة الصراع تماهي شخصيتها العاقلة في صناعة ايقونة الجنون محاولة منها لقول الحق والحق الرشيق الذي لاتزاحمه الاشتراكات الاخرى ، وحتى تتواصل في الافصاح تشكل سلسلة الصور الشعرية المراوغة في دخولها اللامعقول ، بيد انها ترتدي لبوس الجمالية والاغواء ، فتغري القاريء بجره الى مناطق ارادتها في وعيها الواعي او اللاواعي (كيف الائم نفسي
في حوار يعتذر؟
يازلزلتي المختزلة
حبيبك المائي
خائف الظن)
(محبرة الارض صحن
وانت زاد الله
دمي واضح كالصمت
واخطاؤك اصابع طفل)
ويستمر انهمار الصور على جسد الديوان حتى يتحول الصراع الى اشبه مايكون بحوار هاديء ..
(ايتها الطفلة الغاضبة
لاتعبثي باشتهاء ملائكي
انت نصّ
تخاف منه الكتابة)
وما يزال الحوار ( انا هي متى) ونحن اذ نحاول استنطاق الصور بما يجسم المقابل الذي نريد مقتربين من مقلاة الشاعرة عسى ولعل الوصول عبر محطات سفرها المتواصل ..
(كيف اخفي المسافرفيك؟
انا العاشقة
التي تعرف لائها المهملة )
ثم (لم يسمعني غيري
ايتها الثياب )
(ايتها المحتشمة في الحقيبة
الستر مسودة حزينة
لقصيدة تتثائب
في قطار بعيد )
وهكذا مزجت بين النثرية والشعرية لاثارة جوانب الموضوع وتحريكه بدالة الصراع والتوتر .. اقف انا مرتجفا من لذة الاندهاش لاقول هل وصلت الى الدوال التي تقصدها الشاعرة المبدعة وفاء عبدالرزاق اشك في ذلك واجد جاهدا ان اصل ...

/ديوان (نافذة فلتت من جدران البيت ) وفاء عبدالرزاق



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افراح الكبيسي بحث في خسارات الحب
- لنا عبدالرحمن والبحث في العتمات
- ميادة العاني والنهاية المغايرة
- كولالة نوري سافكر طويلا ...
- وداد بنموسى بين الجذل والحيرة
- سهام جبار وافتراض البحث عن السعادات
- بريهان قمق الى موطن الوجع
- حسين الهلالي ووهج اللون بين الخط والحرف
- باسم فرات الى شعرية النثر الجاد
- ضحى بوترعة
- سمرقند
- رحاب ضاهر وتدريب الذائقة الجمعية
- فيء ناصر ومعادلة هو والوطن
- فاطمة بنيس بين العمق الشعري وتجزئة النص
- نجاة الزباير وحقائب الاهتمامات الشعرية
- فواغي بنت صقر القاسمي وتكوين الفلسفة الشعرية الخاصة
- احزان في زمن العولمة
- لهاث خلف الباب
- امجد نجم الزيدي يتخذ اسلوب القطع والالصاق للوصول ...
- خالد خشان شاعرا باهرا بهدو


المزيد.....




- تحت الركام
- ألعاب -الفسيفسائي- السردية.. رواية بوليسية في روايات عدة
- لبنان.. مبادرة تحول سينما -كوليزيه- التاريخية إلى مسرح وطني ...
- MAJID TV “تثبيت تردد قناة ماجد 2024” .. نزلها في خطوة واحدة ...
- الروائية ليلى سليماني: الرواية كذبة تحكي الحقيقة
- -الرجل الذي حبل-كتاب جديد للباحث والأنتروبولوجي التونسي محمد ...
- شارك في -صمت الحملان- و-أبولو 13?.. وفاة المخرج والمنتج الأم ...
- تحميل ومشاهدة فيلم السرب 2024 لـ أحمد السقا كامل على موقع اي ...
- حصريا حـ 33 .. مسلسل المتوحش الحلقة 33 Yabani مترجمة للعربية ...
- شاهد حـ 69 كامله مترجمة .. مسلسل طائر الرفراف الحلقة 69 بجود ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - وفاء عبدالرزاق طفلة غاضبة