أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - ابراهيم البهرزي - رسائل الى امراة عراقية كثيرة .......(الرسالةالرابعة)















المزيد.....

رسائل الى امراة عراقية كثيرة .......(الرسالةالرابعة)


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 11:17
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


لام محمد وهي..أرملة إحدى الحروب العبثية.. كشك صغير ...تبيع فيه كل ما كان يشترى ويباع في سنوات الحصار المزدوج (محليا ودوليا )...........
كانت قد فارقت بسبب الكد والعمل أي بريق (نسوي ) وليس أنثوي فحسب ...فهي تتراكض من أقاصي السوق لأقاصيه حاملة بضاعة قديمة مشتراة قصد بيعها للشراة الجدد ...
في أعوام الحصار الكافرة تلك ...كان كل شيء من مقتنيات المنازل معروضا للبيع ....من مجلدات القرائين حتى لفائف الثياب الداخلية ...
وأم محمد ...الفقيرة الأرملة تسعى لوحدها كمكوك ارضي بين الباعة والشراة ...وحيدة حيث لا ابن بالغ لها يسندها في معركة الحياة الهمجية..... وقد تعرفت عليها كبائع وشا ر ( أبيع من مقتنيات البيت لاشتري مقومات البطون )...في تلك الايام
وهنالك في هذا الكشك المتداعي تعرفت إلى واحد ...صار فيما بعد من اصدق واغرب الأصدقاء! ...

كان (مصعب ) قد تخرج من كلية العلوم باختصاص الفيزياء ...وكان مثقفا موسوعيا يجيد الحوار في الفلسفة والموسيقى والسينما ....والسحر !
ولان السوق اصبح حوتا يبتلع الأسماك الصغيرة ...فقد استعانت (أم محمد ) التي لا سند لها ..وعن طريق الصدفة (بمصعب ) العاطل عن العمل يومذاك وخصوصا أن له شكل (قبضاي ) مرعب ..بقامته الفارعة وتكوينه الجسماني المتحدي ....ووسامته الغاضبة !
(أم محمد )تسعى سعي الأبقار المشدودة للنير من اجل أن تطعم أفواه يتاماها وجلهن من الإناث الصغيرات ....ولم تعد تأتمن لغير( مصعب ) في حسابات البيع والشراء ..بعد أن خبرت أمانته ووجدته نعم الصادق الأمين ...
غير أن المشكلة الأزلية لمصعب هي مزاجه العنيد ....
فلم يكن يطيق صبرا مع الباعة والشراة من الأعراب ...وكانت له جملة مبرمجة على لسانه متى ضاق ذرعا ببائع أو شار من الأعراب كثيري المساومات :
(روح بابه ..روح ! ....عزلنا !...لا نبيع ولا نشتري )
ويختمها ساخرا وهو يغلق باب المحل :
(قد قامت الصلاة !)
كانت هذه الارملة النبيلة لها من طول الصبر ما يجعلها تصبر على مساومات الأسعار لساعات ..حتى ترضخ لأبسط الأرباح......
وما أن تنفض البيعة حتى ينفجر (مصعب ) لاعنا الأعراب والبيع والشراء ...ومؤنبا ( أم محمد ) على هذا التذلل والصبر مع من لا تساوي قيمته كلها ...نصف قيمة ما يبيعه أو يشتريه !
وكان غالبا ما (يزعل ) وينقطع عن التواجد في الكشك ليوم أو يومين (معتكفا ) بمنزله الفقير ..
فتاتي إلينا نحن أصدقاءه المجتمعين في محل الشهيد (فيما بعد ....لأسباب طائفية )صديقنا الوديع (فائق السعدي ) شبه باكية لحالها ..
:لقد (زعل ) وتركني وحيدة في هذا السوق الكافر ::
فنذهب (لمعتكفه ) لإصلاح ذات البين ...وبعد أن يخطب خطبة عن الجهل والغباء والسذاجة التي تمتلكها هذه المرأة ...نقنعه بالعودة للعمل (مساعدة ..على الأقل! )لها في الكشك الفقير الذي تقتسم معه سداد جوعها وجوع أطفالها ...وجوعه ..
فيعود ...ويزعل ...ونصالح ............
ويعود ...ويزعل ...ونصالح .وهكذا ,
ورغما من كل نزقه ........وحالات (زعله ) واعتكافه
فقد كانت هذه الأرملة الكادحة المسكينة هي الوحيدة التي وقفت معه ...بمحنتين تعرض لهما ...من قبل (مثقفين ) من أصدقاءه.................. _وبالطبع فلا مشكلة تحدث للإنسان , أي إنسان , إلا من أدعياء الأدب ,قليلي الأدب :
فعند انتهاء حرب الخليج الأولى ...تشاطر (قاصوص )على مصعب وتبرع (وما كان لذلك حينها لزوم ...او توسط مطلوب ) بتوقيع تسريحه من الخدمة العسكرية (التي أنجزها فعلا بكامل استحقاقها ) من دائرة التجنيد لوجود أصدقاء له فيها ...فاخذ دفتر خدمته العسكرية واشر تسريحه في الدفتر وأعاده إليه ...فشكره (مصعب )على ذلك ...وهو يغبط حاله على ر فقة أهل الأدب (المرموقين ) النافعين ....
وسنكمل القصة بعد وخواتيمها بعد أن نعرض لمحنته التالية مع (أديب ) آخر :
كان (هذا الأديب (شويعر ) ادعى أن حسه اليساري الاشتراكي يحتم عليه القيام بأعمال إنسانية تنجد الفقراء والمحرومين من خلال عملية استثمار اشتراكي لما يمتلكون من اجل إدامة الحياة :
فقال هاتوا (يا رفاق الجوع ) ما تدخرون من ذهب نساءكم أو ر أسمال أعمالكم لأجل (توظيفها )في مشاريع اشتراكية تعود بالربح للمساهمين (وبريع ) صغير لأجل العمل النضالي (للحزب ) ...ولم يكن أحدا على الإطلاق في تلك الليالي السود يرى وجه حزب .. اي حزب .ولا حتى كلوحة لسوداني في ضوء القمر ::
(أم محمد ) دفعت كل ما تمتلك لهذا (المناضل الاشتراكي )بناء على نصيحة من (مصعب ) فطير القلب ....ومثله فعل فطير القلب كاتب هذه السطور بان ذهب بكل المقتنيات الذهبية القديمة لزوجته المسكينة ا وتتبع وفقا للثقة ... خطانا!! ..كل فقير مملق ...سد عليه الحصار باب الرزق ..
_أم محمد _سلمت كل أسمال كشكها لهذا المناضل اليساري ..
حتى حدثت انتكاسة السوق العراقية بعد توقيع مذكرة التفاهم ..وصار الكل يبحث عن ر أسماله المودع عند : ر فيقنا الشاعر المناضل ......
وحيث كان كلنا يمتلك الكمبيالات الملزمة فقد اختفى المستثمر الاشتراكي ..
(أم محمد ) كادت تجن لغياب كل ر اسمال حياتها عند هذا الهارب ..
(مصعب ) كاد يقتله تأنيب الضمير لكونه زكى ورغب (ام محمد ) بالاستثمار ..
اذكر ليلة عودة هذا الثعلب السارق متخفيا في الليل ...وكيف قبض مصعب بخناقه قاصدا خنقه حقا ....غير إن (أم محمد ) كان تستغيث وتندب :
لا تلوث يدك بدم الكلب ...أنا متنازلة عن مالي ...شرط أن لا تبتلي بجناية يا مصعب ...
بعد شهور قصيرة (صيغت ) لمصعب شراكا (طولب )فيها بدفتر خدمته العسكرية ...للتأكد من صدق تسريحه ...!
واتضح إن ختم التسريح من الجيش كان (مزورا )!
المؤتمن على التسريح ....كان ذلك ( القاصوص ) الدعي ...
والمستفيد _في هذا الوقت بالذات _من حبس (مصعب ) هو هذا (الشاعور ) النصاب ...
حكم (مصعب ) بالسجن سبع سنوات ...
لم تكن تراجعه في محبسه القاتل في( أبي غريب ) غير أم محمد التي أضاع مالها بسبب ثقته (برفقة ) المبادئ!...
(أم محمد )المناضلة الخاسرة الكبيرة ..لا تزال بذلك الكشك الصغير تصارع العيش .
(مصعب ) حصل على وظيفة مدرس فيزياء ...ولا زالوا ينقلونه من مدرسة لاخرى ...بسبب صدقه المتناهي المخالف لزور المهنة ....
(القاصوص ) المزور ..لايزال يكتب عن ماسي الدكتاتورية ..ونضاله المجيد ضدها ...
(النصاب ) الذي لا تزال أصول الكمبيالات المتملص منها موجودة ...صار مدير مكتب أول وزير شيوعي بعد الاحتلال ..
ومن ثم ناطقا إعلاميا لمن (كانت !) أهم مؤسسة ثقافية عريقة في العراق ...
يا (أم محمد )أيتها الأمية التي لا تزال تسعى في السوق بشرف .....ثقي أن نعلك البلاستك الرخيص هو الأرقى (ثقافيا ) من (اسكافيي) الكلام الجديد...........



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الى امراة عراقية كثيرة ....(الرسالة الثالثة )
- رسائل الى امراة عراقية كثيرة !...(الرسالة الثانية )
- في اعيادها الحزينة ...رسائل الى امراة عراقية كثيرة !....(الر ...
- الرباعيات الضالة_4
- الرباعيات الضالة__3
- الرباعيات الضالة_1
- الرباعيات الضالة __ 2
- اسفا ايها الاصدقاء ...ساصير( خوش ولد! ) ر غما عن انفي ..
- عراقيون نبلاء في زمن غير نبيل .....1-عمو بابا
- وفيت وفي بعض الوفاء مذلة ...
- الفكر تاه......... واسعفيني يادموع العين!
- ثمة فاصلة ...بين اللعنة والنسيان
- ايها الاصدقاء في قواعد الحزب الشيوعي العراقي.....لا تشتموا ر ...
- من لي بخنجر وربع عرق قديم لاجبر ( ابناء المهد ) من رواة السي ...
- عن صديقي العزيز صالح .......ومحنته في بلدة ثمود
- الى باسنت موسى ...عن التلميذة والمعلم ....وتهافت معضلة العمر ...
- محنة التخوين والقتل في الثقافة السياسية العراقية
- موقع (ايلاف ) الالكتروني ..وقناة (فينوس) الفضائية...وصورة ال ...
- في عيد الحب ...رسالة الى امراة عراقية
- برلمان الاطفال المنغوليين !


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - ابراهيم البهرزي - رسائل الى امراة عراقية كثيرة .......(الرسالةالرابعة)