أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - ابراهيم البهرزي - رسائل الى امراة عراقية كثيرة !...(الرسالة الثانية )














المزيد.....

رسائل الى امراة عراقية كثيرة !...(الرسالة الثانية )


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 09:23
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


إلى (كوثر مجيد )و (رجاء مجيد )...
رفيقتي العزيزتين ..
من المؤسف أن لا قبر بعد ...رغم كل القبور السرية التي اكتشفت ....قد دل على رميمكما ....
ومن المؤسف أكثر أن التعسف ألذكوري لا يحتمل فكرة تأسيس أنصاب (للجنديات المجهولات ) اللواتي فقدن في ظروف حروب هي اشد قسوة من كل الحروب الإقليمية التي (تنجس )بها الدم البريء تحت وطأة الخطابة البذيئة !
لم تكن (كوثر ) متزوجة ....كانت صبية فتية أتذكر رجيع ضحكتها الطفولية في بستان كنا نحتفي فيه بعيد للنساء ..ر.بما هو من أعياد آذار هذا ...وربما سواه .....ليس بامكان الذكرى العابرة الجميلة أن تتحمل وطأة الاستذكار الدقيق ....متعبة دقة الاستذكار لمن لا علامة فارقة في مخيلته غير الأسى والنكوص ...وعند الأسى ,,,تصبح الذكريات زيا موحدا للزمان ...
أما (رجاء ) فكانت سيدة متزوجة من ( رفيق ) فلسطيني ....تعرفت إليه خلال سني دراستهاا ..فتزوجا ...وأنجبا بنتا ...نسيت اسمها ..فقد اعتقلت من مدينة (الثورة ) التي احتمت بها وزوجها وطفلتها... وقد افلت زوجها اليساري الفلسطيني حينها وأظن أن اسمه كان ( نمرا )..والله اعلم !
دهم منزل (كوثر ) أكثر من عشرين وجه ملبد وقبيح ..واقتادوها ...إلى المجهول ...في قرية كانت من قبل تأبى أباءا شرسا أن تطأ النساء منها مخافر الشرطة ...وكان (كبير البلدة )فيها ..وهو إمامها .....يرمي بعمامته أرضا ..إن حاول شرطي أو وكيل امن أن يستوقف أو يستحضر امرأة من قريته إلى ..(مخافر الشبهات )!...
ولكن حين بالت على كروم القرى ثعالب الشموليين .نامت النواطير مستسلمة لعسل الثواب وسم العقاب ...
اختفت ( رجاء ) كما اختفت (كوثر ) منذ نهاية السبعينات إلى .كل الزمان الآتي!! ..(كما اختفى آلاف الشيوعيين والشيوعيات الذين تقدر أعدادهم بعشرات أعداد ضحايا مجزرة الدجيل التي اعدموا صدام حسين بسببها ..غير أن الشيوعيين والشيوعيات ..كالعادة :
لا مطالب بدمائهم
وصار قتل الشيوعيين العاقين ..من طرائف القمار والمراهنات لمن يريد أن يثبت دقة تصويب سلاحه لاغير !
كانت أمهما الراحلة ( أم عماد )...وأم فقيد آخر هي (أم فاروق) يتوسلان كل الدروب بحثا عن خيط لمسيرهما
وكانتا غالبا ما تراجعا مديرية الأمن العامة قرب ( القصر الأبيض ) في شارع النضال بشكل شبه دوري ..
وقد روتا ..وهما الحاجتان المسلمتان .كيف دخلتا تلك الكنيسة الأنيقة في مدخل شارع الأندلس ...وطلبتا من القس أن يصلي لأجل سلامة معتقليهن ...وصلى القس .وصلتا خلفه ( على أية قبلة ؟...ليس ذلك عند المحن مهما !)
إلى الأبد غابت (كوثر مجيد ) ...و.لا زلت اسمع أغنيتك البعيدة :
(يا عشكنا
فرحة الطير اليرد لعشوشه عصاري ..)
أغنية لن تكتمل بعد يا كوثر ....لان أي شيوعي من الذين فقدت لأجلهم حياتك ...لم يعد يحفظها عن صدر غيب ....الدنيا كل الدنيا ...صارت عيب !
المئات من الصبايا والأمهات الشيوعيات غبن إلى ابد .
وفي عيد المرأة هذا اسمع الأمين العام للحزب الذي أسسه (فهد) يقول :
يجب (ترميم) العملية السياسية الجارية !
ترمم ماذا يا (أبا داود )
وأنت لم ترمم بعد جراح اللذين خسروا (النسوة على الأقل منهم ... إذا افترضنا أن من مصائر الرجال حق الموت في حروب طبقية !)
عذرا (كوثر )...
عذرا (رجاء )...
عذرا يا كل الشهيدات الشيوعيات اللواتي انشغل عتهن حزبهن ..بمناقشات قانون الأقاليم ..وانشغل (مثقفو !) حزبهن ..بمهرجان ( الحسين ) الشعري !...
والله ..لو كان الحسين حيا ...لاستذكر الشهيدات الشيوعيات ....مثل حبه واستذكاره لزينب !
ولكن :
إذا ما رمت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم
والذي ينسى (عايدة مطر ياسين ) التي خلفها( رجال !) الزعامات الشيوعية العراقية وحيدة في عراق 1978 لتقود الحزب بعد هروب (ر جال قيادته !) ولتستشهد بالتالي... دون قبر أو مزار ...
هل سيتذكر صبيات صغيرات ..لا تعلم إلا الذئاب الكواسر كيف قضين دقائق الموت الأخيرة ؟



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اعيادها الحزينة ...رسائل الى امراة عراقية كثيرة !....(الر ...
- الرباعيات الضالة_4
- الرباعيات الضالة__3
- الرباعيات الضالة_1
- الرباعيات الضالة __ 2
- اسفا ايها الاصدقاء ...ساصير( خوش ولد! ) ر غما عن انفي ..
- عراقيون نبلاء في زمن غير نبيل .....1-عمو بابا
- وفيت وفي بعض الوفاء مذلة ...
- الفكر تاه......... واسعفيني يادموع العين!
- ثمة فاصلة ...بين اللعنة والنسيان
- ايها الاصدقاء في قواعد الحزب الشيوعي العراقي.....لا تشتموا ر ...
- من لي بخنجر وربع عرق قديم لاجبر ( ابناء المهد ) من رواة السي ...
- عن صديقي العزيز صالح .......ومحنته في بلدة ثمود
- الى باسنت موسى ...عن التلميذة والمعلم ....وتهافت معضلة العمر ...
- محنة التخوين والقتل في الثقافة السياسية العراقية
- موقع (ايلاف ) الالكتروني ..وقناة (فينوس) الفضائية...وصورة ال ...
- في عيد الحب ...رسالة الى امراة عراقية
- برلمان الاطفال المنغوليين !
- محكمة ايرانية تحكم بالاعدام على شاب في العشرين ...لاحتسائه ا ...
- وجر الذئب العجوز


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - ابراهيم البهرزي - رسائل الى امراة عراقية كثيرة !...(الرسالة الثانية )