أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - من لي بخنجر وربع عرق قديم لاجبر ( ابناء المهد ) من رواة السياسة العراقية على اكمالها ....قبل ان يدرك ابليس ....الصباح؟؟














المزيد.....

من لي بخنجر وربع عرق قديم لاجبر ( ابناء المهد ) من رواة السياسة العراقية على اكمالها ....قبل ان يدرك ابليس ....الصباح؟؟


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 11:09
المحور: كتابات ساخرة
    


كان (أبو المهد )رجلا ضريرا ..حسن الهندام ...بقاط و رباط .وشعر مفروق لماع بالزيت ...أي زيت !...وكنا في حلاوة الطفولة منذ أواسط الستينات إلى خرابها في أواخر هذا العقد .نتلصص يوميا من خلف زجاج مقهى (غائب السعدي ) لجمهرة البشر من فلاحين وموظفين وكسبة وعاطلين وهم يصغون لروايات( أبي المهد )وهو يعيدها ويكررها من موسم لموسم ...والعجيب أن الناس ما كانت تمل التكرار ....لسببين :
أولهما لان (أبا المهد ) هذا غير قارئ ولا حافظ ..وإنما هو سريع البديهة يروي الحكايات التي لم تكن تتعدى أساطير عنترة العبسي وقصة المياسة والمقداد !
كان يرويها بوجوه مختلفة وحسب عياط وصراخ وتاسفات وتاوهات السميعين المداومين على السماع قانطين مبهورين !
كان ( أبو المهد ) هذا ...وأظن أن اسمه كان ( صالحا ) فتمت تكنيته بهذه الكنية وفقا للشائع من الكنى ...ذكيا إلى حد أن يترك سامعي محكياته حيارى متلهفين للغد الذي يكمل فيه مشهدا محيرا يختاره بذكاء شديد ويختمه بلازمته المعتادة :
وفي الغد .في مثل هذه الساعة ..في هذا المقهى ....سنكمل لكم بقية الحكاية !
وكان من المولعين بسماع حكايات (أبا المهد ) نفر من عشاق الليل وجلاسه سكرا على شواطئ نهر ديالى ..
فكان طقسهم اليومي هو الذهاب إلى مقهى (طالب السعدي ) وسماع حكاية ( أبا المهد ) ثم العروج بعدها إلى شطان ديالى حيث يتجادلون وهم في علا أطياف الخمر على المصائر التي تركها أبا المهد قصدا ..معلقة ..للأبطال الذين يصولون في مخائل هؤلاء الفلاحين السكارى !
وحدث مرة .أن (أبا المهد ) وهو يعيد للمرة الألف سيرة عنترة العبسي ..بصيغها المختلفة اعتمادا على مزاجه وردود أفعال السميعين.... أن قال :
وقد اسر عنترة هذه الليلة .وغدا سنكمل الحكاية !
.....................................................................................الفلاح العظيم ( ش.ش) ذهب مع رفقة ليله كالعادة إلى شواطئ ديالى .يحتسون دماء تمورهم .ويجسون نماء خيارهم وينشدون مقام حياتهم .!
لكن تلك الليلة كانت قبيحة الصمت والقنوط ..
عمنا ( ش. ش) لا يغني ...لا يتكلم ...يشرب الكؤوس متلاحقة ويدمدم بلا أبجدية معروفة !
حين وصل الاحمرار الفدائي إلى سواد العين ...اعتذر عمنا ( ش .ش) من الرفقة لبعض الوقت .لامر يخصه في البلدة ...على أن يعود ..
..................................................................
ما عاد (ش .ش ) تلك الليلة .....
لكن ر فقته ألفوه صبا حا ضاحكا مستبشرا يدفع أثمان الشاي لكل شارب شاي وطالب ..وهو لا يقول إلا كلمة واحدة :
عنترة أمانة برقبتي ...أكملت الكفالة ودفعت الدية ...واليوم سيعيده ( أبو المهد ) حرا كريما ...وتستمر البطولات !
...................................................
في تلك الليلة المكملة للحكاية ...فقدت آثار ( أبا المهد )
بحثوا عنه حتى في فناجين الحظوظ فلم يجدوه ...
...............................................................
قيل لعمنا (ش .ش ) :
أنت آخر واحد التقيت ب (أبي المهد )..فما الذي دار بينكما ؟
قال :
لاشيء والله !...كنت سكرانا قليلا ...وقلت له إن لم تطلق سراح عنترة هذه الليلة فسأطعنك بهذا الخنجر حتى الموت ....
قيل له وماذا أجابك ؟
قال :
كل عنترة ....وكل ابن (قندرة ) ...حر لوجه حملة الخناجر ,,,, وأنا ......لوجه الله مسافر !
وربما يكون هج إلى حيث لا بلد ياؤيه !
....................................................................
رواة الحكايات الملفقة لا يختلفون .
ولكن !
ما مدى حرية من يروي حكاية عن الديمقراطية ...
ويجد في الصبح بضع جثث مجهولات ؟
وما مدى حرية من يشكك بقدرة الدولة على حماية المواطن ...
ويفاجأ في الصباح بجثث ضحايا على الأرصفة مهملات ؟
وما مدى حرية من يصغي لتصريح مسئول بوعد لحل أزمة أو مشكلة
ولا يجد حين يسال منفذي القوانين المرقة إلا عازفين مهرة ....للعفطات ؟!
.............................
كم ( ش .ش ) نحتاج ليحمل خنجره ويدور على الرواة المزيفين ...ليكملوا الحكاية في ليلتها .....
أو يصمتوا أبدا !
لأنهم اقل قدرة من إكمال هذه الحكاية العجيبة الغريبة التي تحتاج إلى فيلق من أنبياء ؟؟!!.
ان لم تكن نبيا فارحل عن عراق الجاهلية او مت شهيد الهباء !
اصدق بهذه الحكمة ..ام لا اصدق ؟
احتاج الى نبي ايضا ..........



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن صديقي العزيز صالح .......ومحنته في بلدة ثمود
- الى باسنت موسى ...عن التلميذة والمعلم ....وتهافت معضلة العمر ...
- محنة التخوين والقتل في الثقافة السياسية العراقية
- موقع (ايلاف ) الالكتروني ..وقناة (فينوس) الفضائية...وصورة ال ...
- في عيد الحب ...رسالة الى امراة عراقية
- برلمان الاطفال المنغوليين !
- محكمة ايرانية تحكم بالاعدام على شاب في العشرين ...لاحتسائه ا ...
- وجر الذئب العجوز
- هانت دماء العراقيين ....بين القتل الخطا من قبل المحتل المعلو ...
- محنة الحلاق في ارض النفاق
- لويتعلم جياع العراق ان يبولوا على مثقفيه ....لاختزلنا الكثير ...
- الوفاء ؟ !...وهل هو الا ليلة مخمورة ؟
- طفلة عراقية تباع بخمسمائة دولار ...وبرلمانيونا يتصارعون على ...
- باتجاه حملة المليون توقيع من اجل ان تكون (مدنيون ) حركة شعبي ...
- لا دولة مدنية ديمقراطية علمانية بوجود الاحتلال والطائفية
- انا ....المهدي المنتظر!
- مدورة عن الحب والموت
- من يلملم شتات اليسار العراقي ؟
- عن ( خرقة ) اسمها العلم......صوتوا معي لاجل البياض!
- عن خمسين عاما عراقية خالصة لوجه من يقبل التوبة من الحياة باك ...


المزيد.....




- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...
- موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر ...
- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - من لي بخنجر وربع عرق قديم لاجبر ( ابناء المهد ) من رواة السياسة العراقية على اكمالها ....قبل ان يدرك ابليس ....الصباح؟؟