أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(5)















المزيد.....

الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(5)


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 05:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جماعة الجهاد... بين العنف والمراجعات

توجد صعوبة فى الكتابة عن تاريخ نشأة ما يعرف تاريخيا باسم "جماعة الجهاد", حيث أن هذه الجماعة لم تنشأ, بشكل مستقل, بل هى فى الأغلب عبارة عن انشقاقات نشأت فى معظمها عن جماعات أخرى, وخاصة عن "الجماعة الاسلامية" داخل السجون, ومن المعروف أن جماعة الجهاد لم تتشكل ككيان موحد إلا في نهاية عام 1980 وبداية عام 1981، عندما قام محمد عبد السلام فرج مؤلف كتاب "الفريضة الغائبة" بتوحيد عدة مجموعات صغيرة سبق لها التشكل ضمن جماعة واحدة حملت اسم الجهاد.
ويعد أهم الأدوار التي قام بها"محمد عبد السلام" على الإطلاق وضعه كتاب الفريضة الغائبة الذي يعد أحد أهم أدبيات تنظيم الجهاد فضلا عن أنه أشهرها على الإطلاق, والكتاب يضم نصوصا فقهية واجتهادات حول وجوب الجهاد لإقامة الحكم الإسلامي . ولم يقتصر دوره على وضع الكتاب بل قام بتدريس ما فيه من آراء في مسجد بضاحية من ضواحي القاهرة (بولاق الدكرور) . ونجح محمد عبد السلام فرج في ضم عدد كبير من الشباب شكل بهم تنظيما هو الأخطر في تاريخ الجماعات الإسلامية، وكان من أهم كوادره طارق عبد الموجود الزمر الذي قام بدوره في تجنيد المقدم عبود الزمر ابن عمه عام 1980 . ومد محمد عبد السلام فرج نشاطه إلى مختلف أنحاء القاهرة والمحافظات، وفي عام 1980 كان التنظيم كبيرا ومنتشرا وكان أعضاؤه قد تدربوا على استخدام السلاح وحصلوا على كميات غير قليلة منه .
وفي منتصف عام 1980 تبلور الاتجاه نحو التغيير بالقوة وتزعمه كرم زهدي (الجماعة الإسلامية) مع القيادي الجهادي محمد عبد السلام فرج(جماعة الجهاد)، وفي منتصف عام 1981 تم اتفاقهما على توحيد التنظيمين .
وكان من أهم دوافع ذلك إحساس كل منهما بأن كلا التنظيمين مكمل للآخر، فجماعة الجهاد منتشرة بشكل رئيسي في الدلتا، والجماعة الإسلامية منتشرة بشكل رئيسي في الصعيد.
وفي عام 1981 أثمرت الجهود في توحيد تنظيم الجهاد والتنظيم الذي يقوده كمال السعيد حبيب مع الجماعة الإسلامية ,على أن يكون أمير الجماعة ومرجعها "الشيخ عمر عبد الرحمن", كما تقرر تشكيل مجلس قيادة من التنظيمات الثلاثة والإعداد لاغتيال السادات ومحاولة تغيير نظام الحكم كله.
من عمليات الجماعة
تركزت عمليات جماعة الجهاد على الهجمات المسلحة على كبار الشخصيات في الحكومة المصرية والسيارات المفخخة ضد المرافق الرسمية المصرية والأميركية. وينسب إلى جماعة الجهاد مسؤوليتها عن اغتيال الرئيس السادات عام 1981. كذلك أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن محاولتي اغتيال وزير الداخلية الأسبق حسن الألفي في أغسطس/ آب 1993 ورئيس الوزراء عاطف صدقي في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه وحادث نسف السفارة المصرية في إسلام آباد عام 1995 والتخطيط لهجوم على السفارة الأميركية في ألبانيا والذي تم إجهاضه.
وفى عام 1995 توقفت جماعة الجهاد عن القيام بعمليات مسلحة داخلية فى مصر, و كانت الفترة التى تم فيها استخدام العنف من قبل الجهاد قصيرة, ويرجع المحامى منتصر الزيات سبب التوقف للآتي:
- الكلفة العالية التى دفعتها الجماعة وأهمها القبض على المئات من أعضائها وعلى رأسهم مجدى سالم مسئول القاهرة.
- تراجع الموارد المالية للجماعة لاعالة المعتقلين وأسرهم.
- القبض على أحمد سلامة أهم معاونى أيمن الظواهرى ومعه كمبيوتر يحوى أسماء جميع اعضاء التنظيم فى مصر والخارج.
- الانشقاقات الداخلية التى هددت تماسك الجماعة.
- تحالف الظواهرى مع أسامة بن لادن واتجاهه للعمل على النطاق العالمى.
- تسلم الحكومة المصرية لدفعة كبيرة من المطلوبين فيما عرف بقضية العائدين من ألبانيا وعلى رأسهم سيد امام الشريف.
وبتوقف العمليات فى مصر, انتقل التنظيم الى مرحلة جديدة عرف فيها باسم"تنظيم الجهاد العالمى", ليندمج الظواهرى مع بن لادن لاعلان"الجبهة العالمية لقتال اليهود والنصارى" عام 1998, ويعلن من تبقى منه فى السجون المصرية فصل أيمن الظواهرى من التنظيم.
أفكار التنظيم
اعتمد تنظيم الجهاد فى فترة النشأة والتكوين على أفكارالمهندس" محمد عبد السلام فرج" التى صاغها فى كتيب صغير يحمل اسم" الجهاد.. الفريضة الغائبة", وذلك قبل إعدامه مع أربعة من منفذي عملية اغتيال "أنور السادات" وعلى رأسهم خالد الاسلامبولى, وأهم أفكار هذه الوثيقة:
- عدم إمكانية إزالة الطواغيت إلا بالسلاح.
- الجهاد وإعادة الخلافة, هو فرض عين على المسلمين لإعلاء كلمة الله وتعبيد الناس لربهم.
- استناده على جملة أحاديث عن الرسول الكريم منها (بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم) ..(أخرجه الإمام أحمد عن ابن عمر ). وما ذكر عن خطابه لطواغيت مكة وهو بها ( استمعوا يا معشر قريش ، أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح ).
- الحكم بكفر الحكّام المسلمين وأنه لا يوجد فرق بينهم وبين التتار حيث كانوا يحكمون بالياسق, وحكام اليوم يحكمون بالدساتير.
- الاستشهاد بالآية االكريمة "آية السيف" وهي قول الله سبحانه وتعلى { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد ..}{التوبة 5}
- الرد على أقوال المشككين, وتفنيد الشبهات حول الجهاد ومنها فتوى "التترس".
بعد إعدام عبد السلام فرج يبرز دور "سيد إمام الشريف" كمفكر وفقيه للجماعة, والذى عرف كما بيننا فى الحلقة السابقة بعدة أسماء حركية, منها عبد القادر عبد العزيز, ولكن أشهرها كنيته"الدكتور فضل", وهو من مواليد مدينة بنى سويف عام1950 , من طائفة الأشراف في صعيد مصر والذين يزعمون أنهم من نسل الرسول, وقد تخرج من كلية الطب جامعة القاهرة عام 1974 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وتخصص فى الجراحة العامة وأسس مع الدكتور أيمن الظواهري أول خلية جهادية بالمعادى عام 1968, وهو أول من تولى إمارة تنظيم الجهاد في عام1987 وحتى عام1993 حيث ترك العمل التنظيمي وتفرغ للعمل الفقهي والمهني.
وكتب سيد الشريف مجموعة من الكتب تعد المرجع الرئيسي ليس فقط لتنظيم الجهاد ولكن لكل تنظيمات السلفية الجهادية بما في ذلك تنظيم القاعدة, على رأسها كتابيه:
- العمدة في إعداد العدة.
- الجامع في طلب العلم الشريف.
وظل كتابه العمدة مرجعا لجميع المدارس الجهادية فى العالم, وعلى رأسها تنظيم القاعدة,وقد تولى امام فى هذا الكتاب تأصيل تكفير المجتمع والخروج علي حكامه ومقاتلتهم‏, لذا فإن شخص بقامة وحجم"سيد امام الشريف" عندما يكتب لينقض ما سبق له تدوينه من أفكار, وينقد ويراجع الأساسيات الفقهية لأفكار التكفير التى أصّلها بنفسه, تعد زلزلة عظيمة فى صفوف من تبقى من هذه الجماعات, وأيضا لتنظيم القاعدة.


وثيقة ترشيد العمل الجهادى فى مصر والعالم

فيما يلى أحاول قدر الطاعة تلخيص ما ورد فى هذه الوثيقة:
(1) دين الإسلام ملزم لجميع المكلفين و هو الإستسلام و الإنقياد لشرع الله والذى منه الجهاد في سبيل الله و ذلك كله منوط بالإستطاعة.
(2) أ- التكليف منوط بالعقل والعلم والقدرة.
ب- هناك فرق بين نقل العلم وبين إنزال العلم على الواقع .
ج- الورع واجب قال تعالى "يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا", فإذا دخلت الشبهة فالكف واجب قال صلى الله عليه وسلم "فمن اتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه".
د- لا تقبل فتوى من أحد إلا بحجة من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس .
وفي مقام الجهاد فهو كغيره من أمور الدين القدرة عليه من شروط وجوبه. ولهذا فقد أثنى الله تعالى على المجاهدين في سبيل الله كما أثنى على أصحاب الكهف لما إعتزلوا قومهم, وكذلك أثنى الله على مؤمن آل فرعون الذى كتم إيمانه, هذا كله بالرغم من أن هؤلاء الثلاثة قد واجهوا نفس الواقع (وهو حشد من المخالفين في الدين) إلا أن ردود أفعالهم التى واجهوا بها ها الواقع قد إختلفت, فهذا جاهد, وهذا إعتزل, وهذا تخفى بدينه, ومع ذلك فالكل محمود لأن كلا منهم قد عمل بما وجب عليه شرعا في وقته ومكانه وحدود إستطاعته.
والمستضعف والعاجز لا يجب عليهما الجهاد و هو حكم باق إلى أخر الزمان.
(3) فاقد النفقة لا يجب عليه الجهاد, وإن كان فرض عين "ليس على الضعفاء ولا المرضى....." الأية عذرت أصحاب الأعذار في تبوك برغم تعين القتال بقوله إنفروا خفافا وثقالا", ويلزم المجاهد نفقة أهله .
(4) ومن شروط وجوب الجهاد إذن الوالدين وإذن الدائن بذلك.
فقد إتفق الفقهاء على شرط إذن الوالدين في الجهاد الكفائى وبعضهم قال به في فرض العين أيضا حتى لا يضيع الوالدين أو أحدهما, وقد أذن النبى صلى الله عليه وسلم لعثمان في التخلف عن بدر لمرض زوجته, فالوالد أولى.
(5) المحافظة على ذات المسلمين وقوتهم من مقاصد الشريعة
فالمقصود من الجهاد إظهار الدين والتمكين, فالمحافظة على المسلمين و عدم الدفع بهم إلى خوض ما لا يعود على الدين بنفع أو بنصر كالمواجهات المهلكة واجب شرعى.
(6) النهى عن الخروج على الحكام في بلاد المسلمين
قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية: "إن الخروج على أئمة الجور كان مذهبا قديما لأهل السنة ثم استقر الإجماع على المنع منه"وكذلك حديث "من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإن من خرج عل السلطان شبرا مات ميتة جاهلية" متفق عليه.
(7) النهى عن التعرض بالأذى للأجانب والسياح في بلاد المسلمين:
وذلك لكونهم مستأمنين والأمان متفق بين العلماء وهذا هو هدى الخلفاء الراشدين والصحابة رضى الله عنهم.
(8) نهى من دخل البلاد الأجنبية بإذن حكومتها أو بغير إذنها من الغدر بهم
وهذه هي مسألة العمليات الجهادية في دار الحرب و هى لا تجوز لسببين:
أ‌- انتشار المسلمين في معظم بلاد العالم, ولا يجوز قتل المسلمين المختلطين بالكفار بدعوى التترس .
ب‌- أن من دخل بلاد الكفار بأمانهم لا يحل له أن يخونهم في شئ لحديث "إنا لا يصلح في ديننا الغدر".
(9) النهى عن قتل المدنين في بلاد المسلمين
فالناس فيهم مستور الحال, و من هو ظاهره الإسلام أو لم يظهر منه ما ينقض إسلامه, فهذا معصوم الدم والمال طبعا, و "مجهول الحال" وهو لم من لم يظهر منه ما يدل على إسلامه أو كفره وهذا من مواضع التبين الواجب و يجب الكف عنه"لايزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما" رواه البخارى.
(10) من ضوابط التكفير في الشريعة:
التكفير حكم شرعى يستلزم النظر في فعل المكلف والنظر في النص القاضى بكفر من فعل هذا الفعل.......هل هو نص صريح في الكفر الأكبر أم محتمل؟؟ ومن هذا نصوص نفى الإيمان, فهى ليست قطعية في الكفر, من قبيل عبارة "لا يؤمن أحدكم حتى...." ونحو ذلك من الأحاديث.
ومن ذلك أيضا, النظر في مسألة إستتابته, لأن له الحق في التوبة.
وكذا النظر في مدى القدرة على معاقبته, وهذه لا تكون إلا مع التمكين.
و أيضا النظر في المصلحة والمفسدة المترتبة على معاقبته.
(11) معاملة أهل الكتاب المقيمين في بلاد المسلمين
فلا خلاف بين العلماء على وجوب معاملتهم بالحسنى وعدم إيذائهم.
(12) مسألة جهاد المنفرد
لا يوجد دليل في قوله تعالى "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك" على وجوب الجهاد على المسلم لو كان وحده.
(13)نصيحة لأتباع الجماعات الإسلامية ولعموم المسلمين:
تعلم دينك ثم اعمل به.
(14) نصيحة لولاة الأمور ببلاد المسلمين:
بأن يحكّموا الشريعة, ويحدّو من الفساد, وتشجيع دعاة الإسلام, وتقويم مناهج التربية والتعليم.
كما ينصح ولاة الأمور بإسناد الأمور لأهلها.
(15) لابد أن يستبشر المسلمون أجمعون بانتشار الإسلام, وبقائه هو وأهله إلى أخر الزمان.
ورغم أن معظم ما ورد فى هذه الوثيقة لا يعد جديدا من حيث البناء الأساسى لها, إلا أنها لقيت ردود أفعال كبيرة, بين المؤيدين والمعارضين, فبينما إحتفت به الجماعة الإسلامية, وإعتبرته إنتصارا لها, وأنه حصاد لغرس قديم غرسوه, وكيف أنهم عانوا وحدهم لسنوات طويلة سهام المشككين والمتربصين وذوى النفوس المريضة, الاّ أن موقف الإخوان المسلمين جاء فاترا, وتشوبه شماتة, حيث أن الجميع يعود فى النهاية الى موقع الإسلام الوسطى الذى يتبناه الإخوان, بينما كان الهجوم الأكبر والحاد جدا, ممن يعرف بقيادات الخارج, وخاصة مجموعة لندن الذين يقول عنهم "نبيل نعيم" الذى تولى قيادة التنظيم فى مصر بعد أيمن الظواهرى أنهم مناضلى( سكوتلانديارد), وقد ذكر عن أحدهم قوله"هى صفقة تعطى فيها السلطة لهم بعضا من متاع الدنيا, مقابل إغفالهم بعضا من معالم الدين", كما أنه من اللافت للنظر أيضا موقف القوى الليبرالية والديموقراطية والعلمانية المرحب بالمبادرة, والناقد لها من وجهة نظر تريد محاكمتهم بمعايير مختلفة تماما عن لغتهم ومرجعيتهم.
وقد أصدر كل من عبود وطارق الزمر العلمان البارزان فى الجهاد بيان داعم للمراجعات أسمياه"مبادرات الجهاد...نحو غد أفضل", كما جاء موقف "محمد خليل الحكايمة" عضو الجماعة الإسلامية, والذى أعلن أيمن الظواهرى فى شريط مسجل له إنضمامه الى القاعدة, أصدر هذا الحكايمة فى موقعه على الإنترنت المسمى"قاعدة الجهاد فى أرض الكنانة" بيانا يهاجم فيه المبادرة هجوما عنيفا وقد تولت الجماعة الإسلامية الرد عليه.
على أنه تبقى لنا عدة ملاحظات على الموضوع نلخصها فيما يلى:
- إن عملية المراجعات هى قديمة, ويعتبر كتاب "دعاة لا قضاة" الذى أصدره المرشد الثانى للجماعة "حسن الهضيبى" من العلامات الهامة فى مراجعة أفكار "سيد قطب" فى تكفير الحاكم والمجتمع, ويندرج تحت ذلك أيضا كتاب "كمال حبيب" (الحركة الإسلامية, رؤية من الداخل1998(, وكذلك كتاب "مصطفى المقريئ" (حكم قتل المدنيين1998),وآخرين.
- بيّنت المراجعات خلافات عميقة, وأحقاد قديمة, بين قيادات الجماعة, ورفاق الخندق الواحد, وساهمت فى نشر ما يمكن تسميته ب"الغسيل الوسخ", مثال ذلك أن يذكر كاتب المبادرة"سيد إمام الشريف", وهو المعروف بدماثة خلقه, عن زميله الدكتور "أيمن الظواهراهرى" أنه كاذب, ومخادع, وأنه سرق كتبه ونسبها إليه, ,أنه كان يقوم بعمليات فى مصر لصالح المخابرات السودانية مقابل مبالغ مالية...وهذا غيض من فيض قيل بين المتعارضين من سباب وشتائم.
- إننا نرى أن هذه المراجعات لم تأت كلها خالصة لوجه الله تعالى ولكن وراءها مجموعة أسباب منها:
• إن إستخدام العنف من قبل جماعة الجهاد متوقف منذ العام 1995 وذلك بإعترافهم بعدم التكافؤ , وإنتفاء القدرة.
• إن تجربة الجماعة الإسلامية لاتزال حيّة, فقد حصدوا ثمار مراجعاتهم من الإفراج عن جميع أعضائهم تقريبا, بالإضافة أنهم تلقوا صدمة المراجعات الأولى.
• إن المستفيد الأكبر من ضرب الجماعات الجهادية, كانت جماعة الإخوان المسلمين, لأنها إستفادت من الفراغ الذى حدث, وحصدت غراس كل مازرعوه.
• متعلق بالنقطة السابقة, فإن الإختفاء التنظيمى للجماعة, لا يعنى بالضرورة إختفائها الفكرى, فقد صبغت المجتمع سلوكا وفكرا بمنهجها, من حجاب ونقاب, وإنغلاق فكرى, وعداء للأقباط, وكراهية متطرفة للغرب وعلى رأسه أمريكا, ومن عودة للسلوكيات القديمة التى نسبوها الى الإسلام, وغير ذلك كثير, فإنه يحق لهم الآن الخروج الى هذا المجتمع باعتبارهم قياداته الطبيعية(يذكر مثال لذلك تقديم عبود الزمر من سجنه أوراق ترشيحه لرئاسة الجمهورية).
• إن عشرات الأعوام خلف القضبان, أنضجت ذلك الشباب الغض المتحمس, بعد أن أنهكوا و شابت لحاهم, فعادوا لقراءة التراث برؤية جديدة تختلف عن قراءتهم السابقة.
• إن العالم قد تغيّر كثيرا طوال تلك الفترة, وخاصة بعد أحداث 11سبتمبر, إذ أحتلت أفغانستان, وجففت أو كادت منابع الإرهاب, وطوردت القاعدة, بالإضافة الى صعود أفكار الديموقراطية وحقوق الإنسان.

يبقى فى التحليل الأخير, ما هو مستقبل هذه الجماعات بعد المراجعات والإفراج عنهم, وعودتهم للمجتمع مرّة أخرى, فى تقديرى وجود سيناريوهات محتملة لذلك وهى:
- عدم وجود مناخ سياسى ملائم حاليا لممارستهم نشاط سياسى, وموقف النظام لن يسمح لهم فى المستقبل المنظور بأى مساحة للعمل السياسى, وموقف الحكومة فى مواجهة الإخوان المسلمين ماثلة للعيان, وحتى مع قوى أكثر إعتدالا ووديموقراطية مثل "حزب الوسط"وتجربة أبو العلا ماضى.
- أنه حتى هذه الجماعات, غير مهيأة ذهنيا أو نفسيا للعب دور سياسى فى الوفت الحاضر, بالإضافة الى ما أصابهم من إنهاك طوال سنوات السجن, وغربتهم الطويلة عن الواقع.
- قد تخطط الحكومة للإستفادة من أفراد هذه الجماعات وتاريخهم, فى الضغط جماهيريا على الإخوان المسلمين, بعد أن تم إستئناسهم, وتسمح لهم بحركة منظمة فى إطار رسمى.
- ويمكن أيضا للحكومة أن تسمح لهم بالنشاط الدعوى, كجمعية خيرية, أو فى إطار الجمعيات القائمة, وهم بأنفسهم قد طالبوا أن يعودوا لما بدأوا به من عمل دعوى.
وبعد, فإن انتهاء تجربة الحركة الجهادية السلفية, التى نشأت فى سبعينيات القرن الماضى, وبلغت أشدها فى الثمانينات والتسعينات منه, لا يعنى طى صفحة العنف الأصولى نهائيا, فأن الخوف يكمن فى ذلك الشباب الصغير العاطل والمحبط, والذى تغزوه أفكار القاعدة والمواقع المتطرفة على الإنترنت, من القيام بمثل عمليات سيناء, أو أحداث الأزهر والعتبة, وربما ما خفى كان أعظم.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(4)
- الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(3)
- الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(2)
- الجماعات السلفية الجهادية..وفقه التكفير(1)
- المتعة.....بين الفقه والسياسة
- الآيات الشيطانية..وقصة الغرانيق
- الملك فاروق....والدراما التاريخية
- الهبات العمالية الأخيرة........إلى أين؟؟
- إلتباس
- الماشية فى طريق الآلأم...إلى المناضلة شاهندة مقلد
- مفاتحة
- مواوييل من الريف المصرى
- وظائف ليلية
- إليها..فى زمان القهر
- لآخر
- الرجل الذي نسى اسمه
- الرجل ذو الأنف الكبير
- من الأدب الفرعونى
- مناجاة
- شخصيات من السجن


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(5)