أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - رسالة إلى بغداد















المزيد.....

رسالة إلى بغداد


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 663 - 2003 / 11 / 25 - 07:12
المحور: الادب والفن
    


 أخي الحبيب.. الشاعر شعلان شريف..
وصلتني رسالتك الالكترونية منذ أيام من بغداد..وللآن أجرب ان اكتب الفرح رداً إليك..وأملاً عنك ..هل سيصل؟ .. أنا أحاوله حتى هذه الساعة العميقة في الليل.. وفي الحزن العراقي، إذن  سأكتب إلى بغداد أولا..لعلّها تصلني بك..
طيبُ الهواء ببغداد يصرفني             قدمًا إليها وإن عاقت معاذير
فكيف صبري عنها الآن إذ جمعت     طيب الهواءين ممدود ومقصور
 
احنّ إليها بكلمات هذا العاشق البغدادي القديم..احنّ إليها فأكتب لكَ .. مغتبطاً بفوضى الوصول..احلق في رجاء  قصائد غنيناها سويا في سماء هولندا..ربما كانت لتزيين الذكرى؟ . أو لتجميل الطريق الطويل..(الطريق أجمل من الوصول ).. كنت تردّد دائما عن حالك مع الشعر..فكيف كان وصولك إلى بغداد.. إن كنتَ وصلت؟
 ها أنت هناك.. أو هنا(ك).. والكاف ضمير لك  يجمعك بها في كل زمان، ومكان،أتذكر حنينك فيه، راضياً بغنيمة الإياب الأجمل إليها :
فقد طفتُ في شرق البلاد وغربها       وسيرتُ رحلي بينها  وركابيا
فلم أرَ فيها مثل بغداد منزلاً                 ولم أرَ فيها مثل دجلة واديا
لكم سمعتك تردّد هذا قبل الهبوط إلى غربتنا المخفضة..ها أنت وبغداد الآن .. فلا  عزلة  لتشهر عليها سنواتك..ولا سفن لتحرقها شمالاً..فاهبط فيها فأنت سعيد..
 
أخي أيها الشاعر..يا اقصاي في بغداد..في بستان الآلهة..اعرف كم بك من جنوني الآن بين يديها.. وتعرف كم من حنين مشتعل بالكلام..لا يصل..
ارجع  على فرح الأجداد ما تناثروا فيه من أمل حدّ الوصول إلى لحظتك البغدادية هذه..
وليكن شتاء الأعزل..و كلّ قصائدك.. ما  تخلع فيه فرط  السنوات وسوادها..
 
 
قبل بغداد ببضع  قصائد.. كنتَ تغني ..
سقوني وقالوا لا تـغنِّ ولو سقوا
جبال حـُنينٍ ما سـُقيتُ لغنـّـتِ
وها أنا أبصر تمام غنائك في  أزقتها ..وأتذكر ما قلته لي، وكأنك تتكتم على خشية أمهاتنا  من الفرح الزائد:
وما لي لا أغنـّي ..؟.
إذن لتفرح ملياً ..
ومشتعلاً بالغناء أيها الشاعر..لتسمع ما قاله النفري عن حالك الآن في بغداد، وجزيل نصحه لك ؛
 
( أقعد في ثقب الإبرة ولا تبرح وإذا دخل الخيط في الإبرة فلا تمسكه وإذا خرج فلا تمدّه وافرح فإني لا أحب إلا الفرحان).
بهذه الغبطة الحذرة  لتفرح أيها الشاعر..
ولن تلام مادمت في بغداد..
(أنا لا ألوم المغني إذا جنّ)
هل قلتَ هذا أنت؟
أنا؟
أم انانا معا..؟
انانا التي في أوروك..
 
كما لو أن نهاراً آخر يأخذ نسياننا ويمضي
هناك ...لتسعدنا بك..
ولتكن مشيئة الشعر..
تكملة لشتائك
قبل  أن يتربص بريق ما بمصائرنا الثلجية
ولتكن اوروك ...
أور صيفك هذا وفي كل عام..
ونورها مدينة لغدنا
ليكن إيلافك غنيمة للشعر
ولتضع بين شين الشر ورائه عينك
حتى يبصر المعتدي  شعرك ،فينهدم
ولتكن الناصرية أما  للأرض
مثلما إبراهيم أبا  لهم..
ولنهرب في المسافة بين السؤال ومعناه....
 
لتفرح كمن تحرّفه الذكريات
ليعيد مغزى الجهات
بالشعر..
بها...
لترتفع غبطة المنيب في هذه المدينة
بنورها الدامع في الأنين..
لتنهض بغداد من غيابتها العظمى..إلى أول لياليك فيها..
لتنهض بغداد..
( كأن قبراً فارغاً يهذي بأسمائنا
أو كأن أسلافَنا البكـّائينَ عند الهيكلِ القدسيّ
استفاقوا الليلةَ ليضحكوا معي)
أو معك وأنت تكتب هذه  الكلمات قبل غيابتك الأولى منذ سنوات..
فكيف لي أن اقتص من هذا الغياب الآن؟ .. كيف اصل أليك وكيف تصلني ببغداد؟..
 
( لستَ نهراً لأدخلَ فيكَ
ولا ظلمةً لأخرجَ منكَ
ولكنـّكَ "أنا"
صرختـُنا واحدة
وواحدٌ عريـُنا)
ها أنا اردّد قديم ما كتبته أنت في بغداد.. لأصرخ ببغداد هذا ابنك قد ردّ إلى يعقوبه...حاملاً معه قميص أبي نؤاس..الآن... وبكلّ ما تعوّل عليه من حنينه وثمالته ..
 
أيا من كنتُ  في البصرةِ                أصفيتُ لهُ الــــــودّا
شــرِبْــنا مــاءَ بغـــــداد َ             فأنساناكـُمُ جـدّا
حاملاً معك إلى الضفة ذاتها لوعة الحمائم، تلوذ في حنين الجواهري بين ماء دجلة وطينتنا السومرية، اقرأها ملياً وغنّها في بغداد:
يانسمة الريح من بين الرياحين                 حيي الرصافة عني ثم حييني
ولحظة تتذكره بغداد .. عالج حزنها بحنينه الغاضب..
لا در درك من ربوع ديار                  قرب المزار بها كبُعدِ مزار
ولحظة تتذكره بغداد ولا تلامس له من قبر..امض عميقاً وردد على مسامعها أسماء من تحب.. نادي عميقاً  كما لو أن عائشة ابنتك أنت، لأن البياتي يمتدّ في قبرها البغدادي الآن..
 
 أصيح من قبر انتظاري يائساً، أصيح
أقول للصفصافة‏
ما قالت العرّافَة
عائشةٌ عادت إلى بلادها البعيدة
فَلْتَبْكِهَا القصيدة
 
هاهو البياتي يمتدّ شعراً من بغداد الى دمشق..
 
أنا في دمشق لسانك العربي‏
قيثار وعود‏
أنا من دمشق أمد أجنحتي‏
لثورتنا وقود‏
 
انتهى الشتاء أيها الأعزل..
وها هو الصيف العراقي يحاصره الذئب
وها أنت تشير حتى يسّاقط من بين أصابعك، وأيام بغداد.. آخر الفصول..
 تسّاقط أسماء الإشارة واستفهامك الأزلي..
تشير إلى كلّ ركن في بغداد..
باللغة كلّها..
 وبالحنين الذي ادمنتـَه.. كحزن الجنوبي..فياليتنا كنّا معك..
 



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ينقذ النخاس من نخاس
- جذور العنف..في الحديث عن الشخصية العراقية
- ايها العرب.. -تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم
- رسالة الى الكاتب بسّام درويش
- في ذكرى ميلادي/ النكسة
- 175872 ساعة من العزلة
- محطّ الأماني في معرفة الكبيسي الاول والثاني
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين - 11
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين -10
- ليمهلنا الموت
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- حل ألكتروني لتجنب الحرب
- حوارات المنفيين
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين - 7


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - رسالة إلى بغداد