أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - من ثقافة التخلف: المرأة و حساب الأرقام















المزيد.....

من ثقافة التخلف: المرأة و حساب الأرقام


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تشكل نسبة النساء في المجتمع أكثر من النصف. فهي الأخت و هي البنت و هي الزوجة، و هي بشكل خاص الأم. و إذا كانت المرأة تشكل بشكل عام ألنصف في أي مجتمع يعيش في سلام و بدون حروب، فإن نسبتها إلى الرجال تزداد و تصبح أضعاف أعدادهم إذا كان المجتمع يعيش حالة حرب، أو خارج توا منها. و المجتمع العراقي عاش حروبا كثيرة أيام طغيان البعث الأهوج، قتلت المئات من آلاف الرجال. و شرد الوضع الإرهابي مئات من الآلاف الأخرى. وبالنتيجة صارت نسبة النساء العراقيات تفوق على الرجال كثيرا. هذا هو واقع حال المجتمع العراقي.

و الأم العراقية هي الحجر الأساس في بناء مجتمعنا، فإذا كان الحجر جيدا كان المجتمع جيدا أيضا، و إذا كانت الام جاهلة فإنها لا تنتج إلا الجهل. فعن طريق حليب الأم (المرأة) يصل كل شيء. فقطرة الحليب تغذي الحب، و تدعو للسلام. و قطرة الحليب ترسخ الكراهية و الحقد. و قطرة الحليب تنشر العلم و تقضي على الجهل أو بالعكس تخنق العلم و تفشي الجهل. و هكذا فإن المرأة الأم هي في النتيجة العنصر الأهم في المجتمع و منها نحصل على النتائج الإيجابية أو السلبية: فهي حاملة للشعوذة، و مروجة لها، إذا كان المجتمع يعلمها الشعوذة و الخرافات. و هي تحمل العقدة الدونية إذا كان المجتمع يعاملها على أنها دونية، دون الرجال. و هكذا ترى المجتمع العراقي و أفراده لهم هذه العقدة الدونية تجاه المجتمعات الأخرى. و الأم تعمق الخوف إذا كان المجتمع خائفا، و هذا ما رأيناه في زمن بعث الإرهاب. أما الآن فالذي نراه شعوذة باسم الدين. و ترى الفرد العراقي الآن تائها في هذه الشعوذة و مشردا في دونية الضياع في المهجر.
قبل بضعة أعوام، وقبل سقوط الصنم، كنت قد زرت أصدقاء لي في مدينة برلين، عاصمة ألمانيا. و في هذه المدينة استطعت أن أشتري مجموعة من الكتب التاريخية و الأدبية و الدينية المطبوعة باللغة العربية. و بسبب شرائي لكمية جيدة من الكتب فإن البائع قد أهداني كتابا عنوانه: "التحفة الرضوية في مجربات الإمامية"، كاتبا، بقلم الحبر الجاف، في الصفحة الأولى الداخلية للكتاب إهداءا: "نسألكم الدعاء". شكرت البائع على هذه الهدية "التحفة" و ودعته مع أصدقائي راجين له الموفقية و داعين له بالسلامة. فعلا أن الكتاب هو "تحفة" مملوءة بقضايا لا يمكن أن يصدقها إلا أفراد مجتمع متخلف.

إن مؤلف هذا الكتاب هو "محمد الرضي الرضوي" الذي يقول أنه من نسل مؤلف كتاب "أمالي المرتضى"، الذي بدوره هو أخ للرضي جامع كتاب نهج البلاغة. في طيات الكتاب الأول يمكنك أن تجد الغث الكثير من الشعوذات و الطلاسم و الأدعية التي يقول عنها الكاتب بأنها مجربة في الشفاء من الأمراض و في الحصول على الغنى و إرضاء الحبيب و التغلب على الأعداء و اكتساب الأصدقاء و هلم جرا.

و على الغلاف الخارجي من الكتاب كتب الناشر هذه الجملة: "يحتاج هذا الكتاب الغني و الفقير و الصحيح و المريض و ذو الولد و العقيم و المسافر و المقيم من الشيعة الإمامية", و في داخل الكتاب أضيفت الكلمات: "فهو منهم و إليهم".... لاحظ كلمتي الشيعة الإمامية....

و في داخل الكتاب، و تحت عنوان "تنبيه لقراء الكتاب"، كتب الكاتب: "و لهذا و ذاك لم أبح بهذا الكتاب لأهل الشك و الإرتياب و لا للمنحرفين عن سبيل المؤمنين..". و أعتقد جازما بأن الكاتب لا يعني بمؤمنيه إلا الذين يقبلون بالشعوذة و الطلاسم و الخرق الخضراء التي تباع في ضريح هذا الإمام أو ذلك.

و الحقيقة أن من يقرأ مثل هذا الكتاب يجد أن هناك أضعاف من شعوذاته و خرافاته تسيطر على عقول أفراد المجتمع العراقي، لا و ليس على عقول أفراد مجتمعنا فقط، بل و على عقول المجتمعات الاسلامية قاطبة. و هناك أيضا مئات الكتب لكتاب آخرين من بلدان عديدة بشعوذات أخرى، مشابهة أو متباينة.

**
ما يهمني، مما وجدته في الكتاب المذكور، لكتابة موضوع هذا المقال، هو أن الكاتب قد كتب في الفصل الخامس، و تحت عنوان: "مما جرب في معرفة عفة المرأة و عدمها"، ما يلي:
"وجدت في مخطوطات للمرحوم جدي العالم الرباني السيد مرتضى الرضوي الشهير بالكشميري طاب ثراه: إذا أردت أن تعلم أن الإمرأة عفيفة أم فاسدة فاحسب اسمها و اسم أمها بالجمل الكبير أولا و اسقط من الجميع ثلاثة ثلاثة، فإن بقي واحد فهي فاسدة، و إن بقي إثنان فهي عفيفة، و إن بقي ثلاثة فهي متهمة، صحيح مجرب. انتهى"

**
و حساب الجمل، مثلما ذكره محقق الكتاب أو ناشره، هو:
أ (1)، ب (2) ، ج (3)، د(4)..... هـ (5) و (6) ز (7).... ح (8) ط (9) ي (10)
ك (20)، ل (30)، م (40)، ن (50)..... س (60)، ع (70)، ف (80)، ص (90)، ق (100)
ر(200)، ش(300)، ت(400).. ث(500)، خ(600)، ذ(700)، ض(800)، ظ (900)، غ(1000).

و يلاحظ القارئ أن لحساب الجمل ترتيب الحروف العربية: أتجد، هوز.. إلخ. و أنه لا توجد تاء مربوطة، فبدلا عنها ستكون الهاء.
و هكذا بعدما عرفنا أرقام الحروف، لنعطي أمثالا من أسماء نساء كان لهن شأن في المجتمع الاسلامي.

1) فاطمه بنت خديجه
فاطمه
80 + ا + 9 + 40 +5 يساوي 135
خديجه
600+4+10+3+5 يساوي 622
135+622 يساوي 757
لنسقط من المجموع ثلاثة ثلاثة لنرى ان الناتج الباقي سيكون (1).
ماذا يعني هذا؟؟

2) زينب بنت فاطمه
زينب
7+10+50+2 يساوي 69
فاطمه
80 + ا + 9 + 40 +5 يساوي 135
المجموع يساوي 204
لنسقط من المجموع ثلاثة ثلاثة لنرى ان الناتج الباقي سيكون (3).

يظهر أن الكاتب قد كتب حساباته بدون تدقيق و بدون أن يعطي لنا امثلة على ما نقل و كتب في هذا الشأن.

**

مهما يكون الأمر فإن مثل عقلية هذا الكاتب المذكور لا زالت متفشية في أوساط مجتمعنا، و يكون التفشي أكبر إذا قال القائل أنه من نسل النبي (أي عن طريق فاطمة بنت محمد). و تتقبله النساء قبل الرجال.
فهل حقا أن المرأة في مجتمعنا تكون فاسدة او متهمة بسبب اسمها و اسم أمها؟؟
و أخيرا يجب أن تعلم المرأة العراقية أن مجتمعنا يتفشى فيه القول الذي معناه: " المرأة شر كلها، و شر ما فيها أنه لا بد منها". أي أن المرأة ليست فاسدة أو متهمة فحسب بل و أنها شر كلها.
و بهذا فإن أية امرأة توافق على هذا المنطق تجاهها فهي تستحق ذلك، و ما أصابها من مصيبة و كوارث فهي مما كسبت بعقلها و بالموافقة على دونيتها.



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بأي لغة يتكلم الله؟
- الرئيس و الوزير والقاضي
- إلى كربلاء
- تثاؤب الأعرابي
- ماذا أستطيع أن أقول للإيزيديين؟
- العقلية العربية- قراءة في كتاب د. جواد علي
- حيرة عراقي
- عليك مني السلام يا أرض أجدادي
- زعران و جرذان؟
- أسئلة من جاري
- الأساطير العبرية و علاقتها بأساطير أخرى
- أسئلة عن الله
- أساطيرٌ عبرية: وعد الله لابراهام
- البدون و الانسانية على الطريقة العربية
- سؤال إلى المرحوم نزار عن مصير الأشرار
- ما يريده أعراب النفاق
- حكم الاعدام بين المبادئ و النفاق
- العقل و الدين
- التقديس و الخرافة
- جنة البله و المجانين... و الإرهابيين


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيي هادي - من ثقافة التخلف: المرأة و حساب الأرقام