أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - مخاطر العودة الة غزة على ظهر الدبابة الاسرائيلية














المزيد.....

مخاطر العودة الة غزة على ظهر الدبابة الاسرائيلية


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 11:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


الاجتياح الكبير لغزة كما تصفه أوساط سياسية وعسكرية إسرائيلية قادم لا محالة، وفي حال القضاء عسكريا على النظام الحمساوي في القطاع نكون قد دخلنا مرحلة جديدة من التفكك الفلسطيني، مرحلة قد تعصف بالنظام الفلسطيني ومحاولات البحث عن دولة فلسطينية مستقلة، سنشهد تطورات دراماتيكية متلاحقة تغير معالم البنية المجتمعية الفلسطينية وندخل في نفق من الصراع الغير محكوم بقواعد لان اللعب سيكون على المكشوف وستتسارع عملية الفرز المجتمعي ورادات الفعل الناتجة عن الانكشاف السياسي والتحالفات الفاضحة التي ستكون كتحصيل حاصل للحقبة الجديدة من المسار السياسي الفلسطيني.

الماكينة الإعلامية للاحتلال الإسرائيلي تقرع طبول الحرب على قطاع غزة ليل نهار، ودولة الاحتلال مجمعة على الاجتياح الكبير من حيث المبدأ رغم الاختلاف في التكتيك، والحديث عن قدرات حركة حماس العسكرية يتصاعد وهذا يذكرنا بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه النظام العراقي السابق والأكاذيب التي نسجتها وسائل الإعلام الغربية، والتي لعبت دورا رئيسا في تهيئة الرأي العام العالمي للضربة لاحتلال العراق، وبيدوا أن التاريخ يعيد نفسه في قطاع غزة وبنسخة مطابقة للسياسة الأمريكية تجاه العراق.

حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى لم تقرأ ما بين السطور، وأخذتها العزة وبدأت تتهدد وتتوعد وتطلق الشعارات المقاومة وتحذر الإسرائيليين من الإقدام على اجتياح غزة التي ستكون مقبرة للغزاة متناسية القواعد الجديدة للعبة ما بعد انابولس الذي أطلقت فيه رصاصة المباشرة في تصفية المقاومة في قطاع غزة بعد أن بدأت في الضفة نحت ما يسمى بالخطة الأمنية،وان الحرب التي ستشن على غزة لن تتم كما تتوقع لها حماس وفصائل المقاومة بمعنى لن تكون حرب شوارع وسيأخذ طيران الاحتلال زمام المبادرة، مما يعرض عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني للقتل على اعتبار أن دولة الاحتلال لا يوجد لديها خطوط حمراء في حربها الفاصلة مع حماس، وخاصة أنها ستكون مدعومة علنا من الدول الغربية وسرا من بعض الدول العربية وأوساط فلسطينية لها حسابات مؤجلة مع حركة حماس التي استولت على قطاع غزة بقوة السلاح واستأثرت بالسلطة وبكل مميزاتها.

قد تكون الفرصة لا زالت متاحة للفصائل المتقاتلة بان تبادر في الجلوس على الطاولة لإيجاد مخرج وطني للازمة بعيدا عن الحسابات الضيقة التي أصبحت بمثابة عقبات في طريق الحل، وهذا يفرض على أصحاب المشروع الوطني في منظمة التحرير الفلسطينية التحرك قيل فوات الأوان وقطع الطريق على الطابور الخامس الذي وجد من انقلاب غزة فرصة لتحقيق مصالحة التي تتساوق مع الأجندة الأمريكية والإسرائيلية، هذه الأجندة التي تخطط لإضعاف كافة الأطراف الوطنية على الساحة الفلسطينية وخلق حالة من الفراغ السياسي ليتسنى لزلم أمريكا لقيادة الدفة نحو الحلول التصوفية للقضية الفلسطينية والتفريط بالثوابت الوطنية وخاصة أن رياح انابولس تعصف بالمنطقة التي تفتقر للممانعة وبالتحديد في ظل الدعوات الغير خجولة للتطبيع الجماعي مع دولة الاحتلال التي اخترقت الدبلوماسية العربية وأصبحت تضع الشروط الوقحة الغير قابلة للنقاش على النظام العربي الرسمي الذي شطب من قاموسه السياسي كلمة لا.
إن المشهد الفلسطيني بدأ يخرج عن إطار الصراع على الشرعية والأخطاء التي ارتكبها كل طرف، وأصبح شعار المقاومة ثانويا، لان الشعب الفلسطيني مهدد بالتصفية السياسية والجسدية، فالحرب على غزة لن تكون مثل مل سمي بعملية السور الواقي على الضفة الغربية ، وقطاع غزة بمخيماته لن يكون مثل مخيم جنين الذي صمد في وجه الآلة الاحتلالية رغم الإمكانيات التسليحية الكبيرة لدى فصائل المقاومة في القطاع، لذلك فان الشعار الأكثر إلحاحية وحاجة بالنسبة للفلسطينيين هو القفز عشر خطوات إلى الأمام وحرق مراحل الخلاف الداخلي لتفادي ما يمكن أن ينتج عن الحرب على غزة،وإلا فلتتحمل قيادة الشعب الفلسطيني تبعات هذه الحرب من الناحية الموضوعية سواء على الصعيد السياسي حيث سيدفن انابولس تحت ركام غزة لان إسرائيل ستصبح المحرك الرئيس للواقع الداخلي الفلسطيني، ناهيك عن بروز قوى أكثر راديكالية تفتقر إلى الايدولوجيا الواضحة وتتخذ من العمليات الانتقامية نهجا لها.
من يعتقد أنة سيحقق انتصارا بالعودة إلى قطاع غزة على الدبابة الإسرائيلية فهو واهم، لان جماهير غزة ستتعامل معه كعدو وهذا سينسحب على الضفة الغربية،لان ثقافة الشعب الفلسطيني تتناقض مع هذا التوجه الذي له رموزه على الساحة الفلسطينية والتي بدأت تنظر لمقولة أن حماس اخطر من الاحتلال،وهذا النهج يعطينا إشارة إن بعض الشرائح السياسية على الساحة تضع مصالحها فوق كل اعتبار وتتعامل مع الشعب الفلسطيني كجسر لمصالحها يمكن أن تدوس عليه ساعة شاءت، وخاصة في ظل اختلاط الحابل بالنابل وغياب البعد الوطني عن الممارسة الفلسطينية التي أصبح الشعار المضلل محركا لها.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن نفرح ونحتفل...نعم.. ولكن
- العنف الفلسطيني وتنامي الشعور بالعار
- هل إسرائيل العدو رقم واحد للفلسطينيين
- أيها اللاجئون .. عند ليبرمان القول الفصل
- هل سيفرطون بحق العودة؟ الجواب نعم
- امراء التطبيع والعبث بالمخيمات الفلسطينية
- حول الجوع والموت والاستزلام في زمن الحصار
- الأسرى في السجون الفلسطينية والتعتيم الإعلامي
- الممنوع والمسموح في زمن الانقلاب
- الصحافة الفلسطينية وسياسة العصا بدون الجزرة
- انقلاب غزة وخريف رام اللة وجهان لعملة واحدة
- ان لم تشرب غزة لا سقط المطر
- هل ستطلق رصاصة الرحمة على الاعلام العربي
- مؤتمر الخريف والحرب التحريكية
- غزة والضفة والسنوات العجاف
- انعدام الامن وسقوط القلاع في زمن الرويبضة
- يهود اولمرت شكرا لك
- حماس من قوة الحضور الى حضور القوة
- مبروك للطخيخة
- دور التطبيع دولارفي الازمة الفلسطينية


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - مخاطر العودة الة غزة على ظهر الدبابة الاسرائيلية