أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - رواية شيفرة دافنشي ... بين الحقيقة والخيال !















المزيد.....

رواية شيفرة دافنشي ... بين الحقيقة والخيال !


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2081 - 2007 / 10 / 27 - 03:15
المحور: الادب والفن
    


اقتباسات:
" كثيرون اتخذوا من الأوهام والمعجزات وخداع البشر تجارة لهم "
قال خبير الكأس المقدسة تيبينغ:
" الإنجيل من تأليف البشر خضع للتحريف والتبديل بفعل الترجمات والإضافات والمراجعات التي لا تعد ولا تحصى "
" جمع الإمبراطور الوثني قسطنطين الإنجيل ، وعلى الرغم من ذلك ظلّ وثنيا طوال حياته "
" أمر قسطنطين بحرق كل الأناجيل التي لا تتماشى وألوهية المسيح "
" لم يبق من الأناجيل المحروقة سوى الوثائق الأثرية التي وجدت في قمران بجوار البحر الميت 1950م " وفي هيكل سليمان يوجد السر الأعظم لجماعة فرسان الهيكل ، فهناك وثائق دفنها جودفري النورماندي تحت أنقاض هيكل سليمان ، وطاردهم البابا بحجة أنهم مهرطقون يعبدون الشيطان ، وعذبوا وأُحرقوا على الأعمدة "
كان يسوع ومريم زوجين في لوحة دافنشي ، فمريم كانت تلبس ثوبا أزرق وعباءة حمراء ، بينما كان يسوع يلبس ثوبا أحمر وعباءة زرقاء الين واليانج "
" قدمت جمعية أوبوس داي مساعدة مالية لبنك الفاتيكان 1982م ، فكان الفاتيكان يتغاضى عن أفعال المنتسبين للجمعية ممن يعذبون أنفسهم باستخدام الأحزمة المدببة "
" ولما أوقفت دعمها أعلن البابا إلغاء جمعية أوبوس داي لممارساتها في تعذيب النفس ، فقررت أوبوس داي الكشف عن أسرار الكأس المقدسة حتى يخرّ البابا صاغرا أمام هذه الجمعية"
الكأس المقدسة هي المرأة التي رسمها دافنشي والتي اعتبرتها الكنيسة إثما فرجال الدين حطوا من شأن المرأة ورجحوا الميزان لمصلحة الرجل ، فقد طردتْ النساء من كل معابد العالم فلا توجد حاخامات يهوديات ولا كاهنات مسيحيات ، ولا شيخات مسلمات ، وأصبح الاتحاد الجنسي بين الرجل والمرأة فعلا مشينا "

انتهى الاقتباس من الرواية



وبعد
هل كان دان براون يكتب ريبورتاجا صحفيا ، أم أن ما ورد في الرواية الضخمة كان أضغاث أحلام لروائي يمتطي بساط أحلام من نسيج خيال القصّ؟
أم أن دان براون أراد أن يهرب من الحقيقة الصادمة إلى الخيال الفسيح ؟
هذه الرواية التي لم يتمكن كثيرون من وضعها في إطار الرواية وذلك لأنها تستعصي على القولبة الروائية ، ستظل نصف قرن على الأقل وهي تبعث الدهشة في نفوس قارئيها ، فهي الرواية الأولى التي نجح كاتبها في جعل الحقيقة خيالا ، والخيال حقيقةً !
فمن يقرأ شيفرة دافنشي لغرض التسلي فهو واجد فيها متعة ما بعدها متعة ، لأن أحداثها لا تشوِّق فقط ، بل تستثير الخيال وتستدرج القارئ ليسبح في بحر متلاطم من الخيالات التي برع دان براون في تصميمها تصميم خبير بفن الرواية .. فلا يتوقف دان براون عن استخدام الأحداث البوليسية والتكنيك الروائي التقليدي المثير ونقاط التشويق التي لا يمكن إحصاؤها في الرواية بل إنه استخدم الأرقام كجزء من الخيال فقد كوّن من الأعداد (1-1-2-3-5-8-13-21 ) ليجعلها تدل على اسم لوحة ليوناردوفيبوناتشي ، فقد نجح في أن يُطعِّم خياله بألغاز حسابية لتعزيز مخزونه الهائل من شحنات الخيال المشوِّق في الرواية؛ ولم يقتصر على الأرقام الحسابية ، بل إنه قد استخدم الحروف أيضا فالموناليزا هي (إيزيس) زوجة أوزوريس وهي مكونة من ESIS
وجعل كل أسرار الوثائق مجموعة من الحروف تحت اسم ( SANGREAL ) ))
كما أن القارئ الباحث عن التسلية سيقع في أسر دان براون للوهلة الأولى عندما يحاصره دان براون في متحف اللوفر ، يحاصره الكترونيا بكل وسائل التكنولوجيا الحديثة التي تحفظ اللوحات الثمينة ، ويفاجئ الكاتب القارئ بقدراته على اختراق هذه التكنولوجيا بأساليب قصصية تكنولوجية جديدة تتفوق حتى على التكنولوجيا المتطورة في متحف اللوفر ، فيقتل دان براون أمين المتحف حامل أسرار شيفرة دافنشي (جاك سونيير) بسلاح روائي جديد لا تفلح التكنولوجيا الرقمية في اكتشافه .
ويضاعف دان براون جرعة التشويق عندما يتمكن من هزيمة أكبر رؤساء التحقيق المتمثلة في شخصية البوليس (فاش) على يد (صوفي ) الأنثى الصحفية التي تمكنت من إخراج الأستاذ الجامعي الخبير في الكأس المقدسة البرفسور روبرت لانغدون الذي كان على موعد مع أمين المتحف المقتول جاك سونيير ! ويغزل دان براون بمغزله القصصي أحداثا مثيرة تأسر القارئ ، مستخدما في ذلك مفاجآت لا يمكن إحصاؤها ، فالبرفسور لانغدون ينصاع لخطط صوفي ويتمكن من النجاة من موت محقق في قصر عالم الكأس المقدسة (تيبينغ) بعد أن يسخّر طائرته الخاصة .
كما أن صوفي تتمكن من إخراجه من البنك الذي يحفظ أحد أهم أسرار جدها جاك سونيير وسط سرد مثير بتكنيك روائي مشوق ، يتخذ من التكنلوجيا حبكته تارة ، ومن البراعة والذكاء الشخصي تارة أخرى .
أما القارئ الباحث عن المعرفة ، فهو بلا شك الهدف الرئيس لدان براون ، هذا الباحث سيكتشف بأن دان براون وإن لبس ثوب الساحر وحاول إلباس القارئين هذا الثوب وإن لبس دان براون طاقية الإخفاء الروائية ،إلا أنه لم يكن سوى عالم وباحث عظيم تمكن من فك رموز [حجر الدين ] وفككه إلى مكوناته الأولى ليعثر من خلاله على المواد التي صنع منها هذا الحجر وعلى الآلية التي جعلت حجر الدين على شاكلته المعهودة .
لا شك في أن القارئ الباحث عن المعرفة ستصدمه الحقائق التي نثرها دان براون في روايته عن القساوسة والكهنة ممن يستخدمون الدين لتحقيق منافعهم الشخصية بغض النظر عن قربهم من الرب أو بعدهم عنه ، وهم ما يزالون يمارسون طقوسهم حتى اليوم .
يصف دان براون لطلاب المعرفة قلعة (كاستل غوندلفو) وهو المقر الصيفي للبابا ، وهي قلعة تعود للقرن السادس عشر ، كانت بيت البابا الصيفي ، وفي القلعة [ المركز الفلكي للفاتيكان ]
وهو أكثر المراكز الفلكية تطورا في أوروبا ... ودان براون يقول على لسان البرفسور:
ما حاجة الفاتيكان للمراصد ، ولماذا يدس الفاتيكان أنفه في العلوم ليخلط بين الدين والعلم ؟!
كما أن دان براون يتقمص شخصية المؤرخ ليساعد الباحثين عن المعرفة وليؤرخ بداية ظهور فرسان الهيكل ممن سكنوا في اصطبلات القدس عام 1099م ليحموا الوثائق المدفونة في قدس الأقداس في الهيكل ، بعد أن سمح لهم الملك بلدوين بأن يستوطنوا المكان ، وظل فرسان الهيكل يحفرون بسرية ليحصلوا على الوثائق أو الأناجيل التي تخلص منها قسطنطين والتي تحوي الحقيقة الكاملة عن الدين.

هل استطاع دان براون بقدراته البحثية العلمية الدقيقة التي امتطت السرد القصصي أن يرسم لنا بريشته لوحة أخرى لدافنشي ، لوحة جديدة على القارئين ؟
أم أنه أراد أن يجعلنا نعيد النظر في كل لوحات دافينشي لنكتشف ما وراء اللوحات ؟!
فدافنشي لم يكن سويا ، كان شاذا جنسيا ، يعبد نظام الطبيعة ، كان دافنشي ينبش الجثث ليدرس البنية التشريحية للإنسان ..
وكانت لدافنشي لغته الخاصة به ، فكان يكتب بحروف خاصة به غير الحروف المعتادة ، ولا يستطيع أحدٌ أن يقرأ حرفا من حروفه ، كان يعتقد بإمكانية تحويل الرصاص إلى ذهب ، وكان دافنشي يدَّعي بأنه قادر على أن يغُشَّ الرب وذلك بصنع إكسير يؤخر الموت .
كان دافنشي أيضا سفاحا يرسم أسلحة حربية وأدوات تعذيب مرعبة .
وكان دافنشي أيضا يرسم لأجل المال ، ويلبي طلبات رجال الدين ، غير أنه يشحن كل لوحة من لوحاته بسرٍِ من أسراره ، فهو عدو الكنيسة اللدود ، وتظهر تلك العداوة في كل لوحاته .
ففي لوحة العشاء الأخير المعلقة على جدار كنيسة سانتا ماريا في ميلانو رسم دافنشي ثلاثة عشر قدحا ليس فيها [ الكأس المقدسة] .
فالكأس المقدسة اختراعٌ اخترعه رجال الدين وهي الكأس التي تدور على الجميع ، فالكأس المقدسة إذن هي المرأة وليست الكأس .!
وسيعثر الباحثون عن المعرفة والحقيقة في الرواية على حقائق عن جمعية أوبوس داي وفرسان الهيكل ففي كل صفحة من صفحات الرواية تظهر جمعية أوبوس داي وفرسان الهيكل كرمز من رموز التشظي وأيضا كدليل على حالة الكنيسة منذ فجر التاريخ حيث تزدهر كنائس الظل الصغيرة التي تحاول أن تظفر بالعلا والرفعة من خلال جمع عدد كبير من الأتباع والمريدين .
يذكر دان براون قصة تعذيب البابا كلمنت 1307 م لفرسان الهيكل وكيف تمكنوا من تهريب وثائقهم من فرنسا إلى إنجلترا .
ويحوصل دان براون في النهاية لطالبي المعرفة بأن البابوات والملوك ممن ركبوا عربة الدين كانوا رجال أعمال .
كما أنه يتساءل عن الثمانين إنجيلا كيف أصبحت أربعة فقط..... فأين الباقي ؟
ولماذا لم يبق سوي إنجيل متى –لوقا – مرقص – يوحنا ؟!
لقد أحرق قسطنطين كل ألأناجيل التي لا تتماشى مع إلوهية المسيح ، فالمسيح لم يكن إلها ، فقد كان إنسانا فانيا ، فإلوهية المسيح كانت ضرورية لتوطيد الوحدة في الإمبراطورية الرومانية ولتأسيس سلطة الفاتيكان ، فلم يبق من كل الأناجيل المحروقة سوى وثائق قمران التي تتحدث عن المسيح كإنسان وليس إلها !!
ولم يخف دان براون إعجابه بالمسيح يقول :
كان يسوع المسيح شخصية تاريخية ذات تأثير مذهل ، فكان يمتلك الحق الشرعي في المطالبة بعرش ملك اليهود ، فهو ينحدر من سلالة سليمان وداود !
كان المسيح أبا وزوجا أيضا ، وكانت مريم هي الزوجة وهي [ الوعاء المقدس] !!
ولم يبخل دان براون على المثقفين الواعين بخلاصة روايته عندما أرجع الدين المسيحي إلى أصوله الوثنية فهو يقول :
اختلطت الوثنية بالمسيحية ، فأقراص الشمس المصرية عند الفراعنة أصبحت الهالات التي تحيط برؤوس القديسين الكاثوليك .
ورموز إيزيس وهي تحتضن وترضع طفلها حورس أصبحت هي الصور الحديثة لمريم العذراء التي تحتضن يسوع المسيح .
كل الطقوس الكاثوليكية ، كتاج الأسقف ، المذبح ، التسبيح ،طعام الرب ، كلها مأخوذة من أديان وثنية قديمة غامضة !
فالخامس والعشرين من ديسمبر هو ذكرى ميلاد أوزوريس وأدونيس وديونيسيوس .
وعطلة يوم الأحد هي عطلة عابدي الشمس الوثنين القدماء .
وأخيرا :
هل تمكن دان براون من تصميم لوحة أخرى غير لوحة دافنشي ، أم أنه أضاف إليها لونا آخر وإطارا آخر ؟
أم أن لوحة دان براون الجديدة حلت محل لوحة دافنشي في متحف اللوفر ؟
أم أن شيفرة دافنشي ضاعفت القيمة للوحة الموناليزا والعشاء الأخير ؟
أم أن شيفرة دان براون حفرتْ في أعماق أعماقنا مئات المواقع الأثرية المخبوءة فينا منذ الأزل لكي نكتشف أنفسنا من جديد ، ونكتشف كيف يعيش البشر حياتهم وهم منوَّمون مغناطيسيا ؟



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أكثر كُتَّاب المقالات ، وما أقل أثرهم !!
- تركيا وفلسطين وأمريكا وقوانين العنصريات !
- ميكافيللي هو مؤسس نظرية الفوضى الخلاّقة !!
- كيف ينهض العرب من كبوتهم ؟!
- مصانع صقل (الشائعات)!
- عولمة ... شهر رمضان !!
- العرب والألعاب الأولمبية !!
- جماهيرية غزة العظمى!
- جماهيرية غزة العظمى !
- مجالس [ نتف الريش] !
- البحث عن غريب في رواية ( أزمنة بيضاء) لغريب عسقلاني
- مخاطر احتكار الإعلام
- إقصاء الشاعر معين بسيسو عن غزة !
- اللغز!!
- اللغز !
- من طرائف أمة العرب
- التنوير عند أحمد أمين !
- تفخيخ العقول بمتفجرات الجهالات !
- هل يمكن تنفيذ برنامج الكاميرا الخفية في فلسطين ؟
- الحرب (المائية) الثالثة !


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - رواية شيفرة دافنشي ... بين الحقيقة والخيال !